الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احمد الوائلي

مصطفى الهود

2020 / 6 / 30
سيرة ذاتية


الدكتور أحمد الوائلي صاحب الكلمة
كلما كان اختيارنا الى الكلمة بعناية وبصورة دقيقة واضحة صافية بصفاء شمس العصر وبريق القمر كانت القلوب أكثر لهفة لتلتقطها قبل الأذن ولتتخذ بالقلب موقع الرحمة والتسامح فتفيض على المجتمع باللغة اسمها المحبة والوئام، ومن بين أفراد هذا الشعب الجليل يولد لدينا نموذج حرص أن يضع الكلمة موضع صدق يجمع من خلالها وحدة الامة إنه الشيخ الكريم أحمد الوائلي وثيقة شرف وعهد الأمانة استطاع أن يحافظ عليها طيلة أيام حياته الطويلة الكريم وخلده الناس بكلماته الصادقة فأصبحت حسنة جارية يترحم من خلال كلماته المسلمون عليه، فهو صاحب مدرسة البلاغة والخطابة الذي جمع سحر الكلمات في قلبه قبل فمه وعشق الإيمان بالعلم وهذا ليس بالغريب ولا العجيب على رجل ولد ونشأ في ظل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في مدينة العلم النجف الأشرف، فهو أحمد بن حسون بن سعيد بن حمود الليثي الوائلي المولود عام 1347ه الموافق 1928م من أسرة نجفية عرفها أهل النجف بأسرة آل حرج بعد أن نزحت من ربوع نهر الغراف إثر نزعات عشائرية مع الآخرين وهم في الغالب مزارعون في مهنهم الحياتية وهو ابن هذه العائلة الكريمة التي قدمت لنا شخصيات علمية وأدبية معروفة مثل الشاعر إبراهيم الوائلي والدكتور فيصل الوائلي، درس وتعلم الشيخ الوائلي في النجف وكان أستاذه الأول الشيخ عبدالكريم قفطان الذي كان دائما يذكره ويذكر فضله عليه حيث كان السبب في صقل مواهبه التي ظهرت منذ وقت مبكر من حياته، فبعد أن أنهى دراسته الإبتدائية والثانوية في النجف، التحق بجامعة الفقه لينهي مرحلة البكالوريوس ثم أكمل شهادة الماجستير في العلوم الإسلامية في المعهد الاسلامي جامعة بغداد، ثم سافر الى القاهرة لاحقا وانتسب كأحد طلبة كلية دار العلوم الإسلامية في جامعة الأزهر وأكمل الدكتوراه خلال اطروحته المعنونة (استغلال الأجير وموقف الإسلام منه) ثم توغل الوائلي بالدراسة الحوزوية وتدرج إلى المراحل المتقدمة فجمع علمه بين الدراسة الحوزوية والدراسة الأكاديمية وهو يعتبر صاحب المنبر الحسيني الذي جمع بين شتى ومختلف العلوم الإنسانية وغيرها، واستطاع الشيخ الوائلي من خلال محاضراته التي امتاز بين العقلانية والعلمية وجعل للمنبر الحيني مهابته الأولى والمعروفة عنه بأسلوبه الفريد في الإلقاء والخطابة وجعل من أسلوبه ظاهرة يسعى الكثيرون لتقليده أما هو فلم يقلد أحدا وبدأت رحلة الوائلي على المنبر الحسيني في نهايات الأربعينيات وبواكير العقد الخامس من القرن الماضي وتنقل من خلال عمل بين دول مثل الكويت والبحرين والإمارات ولندن حتى منتصف الثمانينات من القرن الماضي قبل أن يستقر في لندن وكرس نفسه للقراءات والتثقيف الحسيني واستطاع الوائلي خلال فترة تواجده على المنبر الابتعاد عن أي فرقة إسلامية تحزبية ومحاربة الفئات الضالة التي كان تسب وتطعن بالصحابة والتفرقة بين المذاهب الإسلامية ولقد كانت مكانته الخطابية حاضرة على مدار السنة بين صفوف المذاهب الإسلامية لما له من قدرة على لم الشمل وتعزيز صفوف المسلمين، وخاصة في جامع الخلاني في بغداد حيث عرف مكانته ومكان تواجده فكان محطة إعجاب بين مكونات ومذاهب الشعب العراقي والعربي، وكانت محاضرته عبارة عن دروس علمية تجمع بين العقل والمنطق والابتعاد عن الخرافات والخزعبلات والتكافل والتكامل بين المسلمين وخطبته هي جسر يوصل المسلمين مع بعضهم البعض، وإضافة إلى ذلك إنه كان شاعر فصيح وشاعر محكي وله ديوان اسمه ديوان الوائلي والذي امتاز شعره بالحكمة والموعظة وحب آل بيت الرسول الكريم صل الله عليه وسلم، وبعد عام 2003 أراد الوائلي العودة الى العراق وبالفعل قدم إلى النجف الأشرف وما هي إلا أياما بسيطة ويدرك الموت هذا العالم الجليل ويوار الثرى في مقبرة النجف رحم الله هذا العالم الكبير صاحب المنبر الحسيني وقد حضر عدد كبير من مختلف بقاء الأرض جنازته رحم الله العلماء العاملين جميعا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا زادت الجزائر إنفاقها العسكري بأكثر من 76 في المئة؟


.. لماذا تراجع الإنفاق العسكري المغربي للعام الثاني على التوالي




.. تونس: هل استمرار احتجاز المتهمين بالتآمر على أمن الدولة قانو


.. ليبيا: بعد استقالة باتيلي.. من سيستفيد من الفراغ؟ • فرانس 24




.. بلينكن يبدأ زيارة للصين وملف الدعم العسكري الصيني لروسيا على