الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بدون مؤاخذة- متى سرقوا بيضتنا؟

جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)

2020 / 7 / 5
القضية الفلسطينية


تقول حكاية شعبيّة أنّ أرملة بدويّة لها طفل مفطوم ولا تملك إلا دجاجة، تطعم بيضتها اليوميّة لطفلها، وذات يوم سرق أحدهم البيضة، فاشتكت المرأة لشيخ القبيلة، فقال لمن حوله: ابحثوا عمّن سرق البيضة، لكنّهم ضحكوا في سرّهم ولم يحرّكوا ساكنا، وبعد أسبوع سُرقت دجاجة الأرملة، فاشتكت لشيخ القبيلة، فقال لمن حوله: ابحثوا عن سارق البيضة، لكنّهم لم يحرّكوا ساكنا ظنّا منهم بأنّ شيخهم خَرِفٌ، وبعدها سُرقت ماعز وفرس والشّيخ يقول: ابحثوا عن سارق البيضة، وعندما قُتل رجل من أبناء العشيرة قال الشّيخ: ابحثوا عمّن سرق البيضة.
قبض رجال العشيرة على قاتل الرّجل، وبعد التّحقيق معه اعترف بأنّه هو من قام بالجرائم السّابقة من سرقة البيضة وما بعدها. وهنا عرف أبناء الشّيخ وأتباعه حكمة الشّيخ، فالسّكوت على جريمة بسيطة قاد إلى جرائم كبيرة.
وبما أنّ الشّيء بالشّيء يقاس، فكم مرّة سُرقت بيضتنا وماعزنا وفرسنا وسيفنا وقُتل رجالنا دون أن نبحث عن سارق البيضة؟ وهل لو كان شيوخ قبيلتنا مثل شيخ عشيرة تلك المرأة سنصل إلى ما وصلنا إليه؟
فمتى سرقوا بيضتنا الفلسطينيّة العربيّة؟ هل سرقوها بوعد بلفور أم بتسهيل الهجرات اليهوديّة، أم بحروب المهازل؟
لكنّ السّرقة الماحقة جاءت بوعد ترامب، وتصفيق شيوخ عشائرنا العربيّة له ولها. والأخطر من كلّ هذا أن يطالب أحد شيوخ العشائر العربيّة "بعدم ضمّ الأراضي الفلسطينيّة، وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل "صفعة نتنياهو-ترامب"؛ كي نستطيع الإستمرار في التّطبيع"! أيّ أنّه يطالب بتكريس الاحتلال. فهل يرى شيوخ القبائل العربيّة أنّ مشيخاتهم ستبقى ما دام احتلال فلسطين باقيا؟
وهل يعي العربان أنّ سكوتهم عن سرقة البيضة الفلسطينيّة سيقود إلى ضياعهم شيوخا ودولا ووطنا وشعوبا كانت عربيّة ولن تبقى؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة القميص بين المغرب والجزائر


.. شمال غزة إلى واجهة الحرب مجددا مع بدء عمليات إخلاء جديدة




.. غضب في تل أبيب من تسريب واشنطن بأن إسرائيل تقف وراء ضربة أصف


.. نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي: بعد 200 يوم إسرائيل فشلت




.. قوات الاحتلال تتعمد منع مرابطين من دخول الأقصى