الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تطور التعليم في الامارات كأحد مؤشرات الابتكار العالمي .

عادل عبد الزهرة شبيب

2020 / 7 / 8
المجتمع المدني


مؤشر الابتكار العالمي عبارة عن تقرير يشارك في نشره كل من جامعة كورنيل والمعهد الاوربي لإدارة الاعمال ( الانسياد ) والمنظمة العالمية للملكية الفكرية ( الويبو , وهي احدى وكالات الأمم المتحدة المتخصصة ). ويعتبر مؤشر الابتكار العالمي أداة قياس رئيسة بالنسبة لمديري الأعمال وواضعي السياسات وغيرهم ممن يريدون الاطلاع على حالة الابتكار في العالم. ويعني المؤشر الرخاء في البلدان وفقا لعدة معايير حيث ان توفرها يعني احراز درجة متقدمة في المؤشر والعكس صحيح. والمؤشر هو اداة كمية مفصلة تساعد صانعي القرار عبر العالم على بلوغ فهم افضل لسبل تحفيز النشاط الابتكاري الدافع للتنمية الاقتصادية والبشرية . والمؤشر ينشر سنويا منذ عام 2007.
اما بالنسبة الى المعايير التي يعتمدها مؤشر الابتكار العالمي في تصنيفه فهو يعتمد على تسعة معايير رئيسة والعديد من المعايير الفرعية. وتتمثل المعايير الأساسية بـ :-
1) الجودة الاقتصادية :
يتضمن هذا المعيار قياس انفتاح الدولة الاقتصادي ومؤشرات الاقتصاد الكلي واسس النمو والفرصة الاقتصادية وكفاءة القطاع المالي .
2) بيئة الأعمال :
ويشمل بيئة ادارة الأعمال والبيئة التحتية للأعمال ومعوقات الابتكار ومرونة سوق العمل .
3) الحوكمة :
ويتضمن قياس اداء الدولة في ثلاثة جوانب : كفاءة الحكومة , والديمقراطية والمشاركة السياسية ودور القانون .
4) التعليم :
ويتضمن هذا المعيار قياس : اتاحة التعليم وجودة التعليم والعنصر البشري .
5) الصحة :
ويشمل قياس اداء الدولة في ثلاثة جوانب : الصحة البدنية والذهنية , والبنية التحتية للصحة والرعاية الوقائية .
6) السلامة والأمن :
ويتضمن هذا المعيار قياس : الأمن القومي والسلامة الشخصية .
7) الحرية الشخصية :
ويتضمن قياس : تقدم الدولة نحو الحقوق القانونية والحرية الشخصية والتسامح الاجتماعي .
8) رأس المال الاجتماعي :
ويتضمن قياس : قوة العلاقات الشخصية والدعم الاجتماعي والأعراف الاجتماعية والمشاركة المدنية في البلاد .
9) البيئة الطبيعية :
ويتضمن قياس اداء الدولة في ثلاثة جوانب : جودة البيئة الطبيعية وضغوط البيئة وجهود المحافظة على البيئة .
وعند تطبيق هذه المعايير الأساسية التسعة على دولة الامارات العربية المتحدة نجد ان موقفها قد تحسن كثيرا في التصنيف العالمي واظهرت الامارات اداء عاليا ومتناميا على مؤشر الابتكار العالمي, ففي عام 2016 تقدمت ( 6 ) مناصب الى 41 . وهي الرائدة في منطقة الشرق الأوسط. اما بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي فكانت دولة الامارات هي الدولة الرائدة تلتها المملكة العربية السعودية (49) وقطر (50) والبحرين (57) والكويت (67) وعُمان (73). وفي عام 2017 احرزت قفزة بمقدار 6 مراتب على المؤشر , ويمثل المركز 35 الذي احتلته الامارات في المؤشر عالميا اعلى نتيجة حققتها على هذا المؤشر منذ انطلاق نسخته الاولى عام 2007 ما يضعها في مرتبة متقدمة على دول مهمة في هذا المجال مثل روسيا وماليزيا وتركيا , وهذا التقدم الذي حققته دولة الامارات العربية المتحدة يوضح مدى تعمق جذور الابتكار في سياسات الدولة ومبادراتها .
من المؤشرات التي سنركز عليها في هذا المجال هو معيار التعليم في الامارات الذي يتضمن اتاحة التعليم وجودته والعنصر البشري. فما المستوى الذي حققته الامارات في التقدم بهذا الميدان ؟
لقد كفل الدستور الاماراتي حق التعليم لكل مواطن وهو الزامي حتى المرحلة الثانوية ومجاني في جميع المراحل الدراسية للمواطنين في جميع انحاء البلاد. كما اكد الدستور في المادة (17) على الدور الأساسي للتعليم في تقدم المجتمع , مؤكدا على دور الحكومة في وضع الخطط اللازمة لنشر التعليم والقضاء على الامية . وبهذا الشأن فقد اهتم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه بالعلم والتعليم وآمن بأن العلم والتعليم هو القاطرة التي تقود البلاد الى مصاف الدول المتقدمة . وفعلا تمكنت الامارات من ان تصبح محورا مهما على صعيد العالم في مجال التعليم وركيزة اساسية من ركائز التعليم عربيا وحاملة لمشعل الريادة في مجال التخصصات العلمية .
كما يعد توفير نظام تعليمي رفيع المستوى احد مرتكزات الأجندة الوطنية لتحقيق رؤية الامارات 2021 حيث تضمنت عددا من المؤشرات الوطنية لتحقيق ذلك ومنها التأكيد على ان يكون طلاب دولة الامارات من بين الأفضل في العالم, وتم تخصيص اكثر من 50% من الميزانية الاتحادية لعام 2019 البالغة ( 60,3) مليار درهم للإنفاق على التعليم والتنمية الاجتماعية ’ وحظي التعليم في ميزانية عام 2019 بمخصص يصل الى ( 10,25 ) مليار درهم .
ان التقدم الذي حققته دولة الامارات العربية المتحدة على مؤشر الابتكار العالمي يترجم سلامة النهج المتبع فيها في تعميق دور الابتكار في التنمية والذي يعد محور اهتمام رئيس لوزارة التربية والتعليم الاماراتية التي ترتكز على تحقيق الفاعلية في الأداء التعليمي من خلال رؤية تستند الى تعليم ابتكاري لمجتمع ريادي عالمي معرفي , وقد وفرت الامارات للتعليم المحفزات والأرضية الحقيقية الداعمة له . وتبذل الحكومة جهودا حثيثة لتوفير تعليم تنافسي رفيع المستوى يرتبط بالنهج العالمي المتقدم , ويمثل الابتكار ركنا اساسيا فيه لتطوير السياسات التعليمية وتعزيز عمليتي التعليم والتعلم لدى الطالب في مختلف المراحل الدراسية. كما تسعى وزارة التربية في الامارات ضمن خططها التعليمية الطموحة لمساندة التحول نحو مجتمع واقتصاد المعرفة عبر بناء اجيال كفؤة ومخرجات تعليمية متميزة تسهم في جعل الدولة منصة رائدة في البحث العلمي والابتكار والمبتكرين.
لقد ساعد الدعم الذي توفره الامارات للتعليم والمبتكرين الى ارتفاع مؤشر مجموعة براءات الاختراع من المرتبة (93) في عام 2015 الى المرتبة ( 68), ومؤشر الانفاق على البحث والتطوير من المرتبة (63) الى المرتبة (48) , وعامل المعرفة من المرتبة (57) الى المرتبة (25) لترتفع بذلك المساهمة الاجمالية لمدخلات الابتكار في الدولة. فدولة الامارات العربية المتحدة قد اهتمت كثيرا بالتعليم وانعكس هذا الاهتمام من خلال الميزانية الهائلة التي خصصتها الحكومة الاتحادية للتعليم ومخرجاته ويعكسه ايضا ذلك الاهتمام الذي تبديه القيادة السياسية للعملية التعليمية برمتها لكون التعليم يعتبر محورا مهما من محاور عملية التنمية المستدامة حيث ان اعداد الطالب وتأهيله العلمي المناسب يصب في مصلحة الفرد والمجتمع معاً, وهناك ايضا اهتمام كبير بجودة ونوعية التعليم على مختلف مراحله للمساهمة في اعداد الطلاب للحياة ومدهم بالمهارات الحياتية والتعليمية والمعرفية , وقد طورت وزارة التربية والتعليم استراتيجية 2010 – 2020 لتحقيق نظام تعليمي رفيع المستوى وفقا لمرتكزات الأجندة الوطنية ورؤية الامارات 2021 التي تسعى لتعزيز جودة العملية التعليمية وبأن يكون طلاب دولة الامارات من بين الأفضل في العالم . وتلتزم الدولة بضمان تطبيق معايير تعليمية دولية للمواطنين والمقيمين .
في عام 2018 خصصت الدولة نحو ( 10,4 ) مليار درهم وبنسبة ( 17,1 %) من اجمالي الميزانية للتعليم , وان رؤية 2021 التعليمية تهدف لتحقيق تحول كامل في انظمة التعليم والتعلم , لذا تعمل الأجندة الوطنية لتكون جميع المدارس والجامعات مجهزة بالمستلزمات كافة وجميع الطلاب مزودين بالأجهزة والأنظمة الذكية وان تكون المناهج والأبحاث عبر هذه الأنظمة الذكية , كما سيتم مضاعفة الاستثمار خلال السنوات المقبلة لتعزيز الالتحاق برياض الأطفال كونها تشكل اهمية كبيرة في تشكيل شخصية الطالب ومستقبله, وتهدف الأجندة ان تكون جميع المدارس في الامارات متميزة بقيادات ومعلمين وفقا للمعايير الدولية.
وبفضل هذا الاهتمام بالتعليم اصبحت الامارات في مقدمة الدول في المنطقة التي طوعت التكنولوجيا التعليمية من خلال برامج التعليم الذكي حيث جهزت عددا كبيرا من المدارس الحكومية بالبنية التحتية الداعمة للتكنولوجيا مثل الالواح الذكية ومختبرات الروبوتات , وقد تعاقدت وزارة التربية والتعليم الاماراتية مع شركة مايكروسوفت لتدريب المعلمين على استخدام التقنيات الذكية بدءاً من مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر. وحسب تقرير( مؤسسة بيرسون الدولية ) المختصة بخدمات التعليم تعتبر الامارات من الدول الأعلى عالميا من حيث حجم الانفاق على تكنولوجيا التعليم. وحاز برنامج ( التعليم الذكي ) الذي تبنته الدولة على المرتبة الرابعة عالميا في مؤشر استخدام الانترنت في التعليم وفقا لتقرير التنافسية العالمي الأخير . كما صنف البرنامج كأفضل الممارسات للشراكة بين القطاع الحكومي والخاص في مجال التعليم وفقا لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي ( دافوس) .
لقد سعت الامارات الى تنمية الشغف المعرفي وحسن الابتكار والابداع لدى الطلبة حيث يعد الابتكار المحور الرئيس في مختلف السياسات والاستراتيجيات التي تبنتها دولة الامارات لتحقيق التنمية المستدامة وتساهم وزارة المالية بشكل فعال في دعم الابتكار على الصعيد الوطني من خلال توفير الحلول التمويلية للمبتكرين وتطوير السياسات الداعمة للابتكار في الدولة , ولهذا ليس غريبا ان تحرز دولة الامارات موقعا متقدما في مؤشر الابتكار العالمي على جميع المعايير بشكل عام وفي معيار التعليم بشكل خاص, وحافظت الامارات على صدارتها في المركز الأول عربيا في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2018 وحققت تقدما على محور مخرجات الابتكار في المرتبة (56) في عام 2017 الى ( 54) في عام 2018 فيما حلت في المرتبة ( 38) عالميا على الترتيب العام للمؤشر . كما حصلت الامارات على المركز الأول عربيا بحلولها في المركز رقم( 33 ) في المؤشر العالمي بجودة التعليم الابتدائي الصادر عن تقرير التنافسية العالمية لعام 2017 – 2018 .
وسيبقى العلم والتعليم هو القاطرة التي تقود دولة الامارات العربية المتحدة الى مصاف الدول المتقدمة وركيزة اساسية من ركائز التعليم عربيا وعالميا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. ناشطون يدعون إلى محاكمة المعتقلين السياسيين وهم طلقاء


.. كلمة مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة |#عاجل




.. فيتو أميركي يفشل جهود عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة


.. الجزيرة تحصل على شهادات لأسيرات تعرضن لتعذيب الاحتلال.. ما ا




.. كيف يُفهم الفيتو الأمريكي على مشروع قرار يطالب بعضوية كاملة