الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 3 ف 1

حسين عجيب

2020 / 7 / 11
العولمة وتطورات العالم المعاصر


المشكلة العقلية بدلالة الزمن ج 2 ب 3 ف 1
إلى صديقتي الأولى
1
يتعذر التمييز بين العقل والغريزة ، بدون فهم الفرق بين الادراك والوعي .
الغريزة والادراك متلازمة ، مقابل متلازمة العقل والوعي .
تربط بين الادراك والوعي علاقة تتام ، حيث الادراك مرحلة أولية والوعي مرحلة ثانوية تتضمن الأولى ، بينما العكس غير صحيح .
....
الادراك نظام اجتماعي يميز الأحياء عن غيرهم في الوجود ، العالم والكون .
الوعي نظام انساني ( ثقافي ) يميز الانسان عن غيره من بقية الأحياء .
بالإضافة إلى التمييز بينهما بدلالة الشعور والفكر ، حيث يتمحور الادراك حول الشعور وبدلالته ، مقابل تمحور الوعي حول الفكر وبدلالته .
الشعور ظاهرة بيولوجية ، وعصبية بصورة أكثر تحديدا .
الفكر ظاهرة ثقافية ولغوية ، ونظام رمزي بصورة عامة .
ناقشت العلاقة بين الشعور والفكر ، عبر نصوص سابقة ومنشورة على صفحتي في الحوار المتمدن .
2
بين الفكر والشعور اختلاف زمني أكثر وضوحا من السابق .
الشعور موضعي ويتحدد في الحاضر هنا بطبيعته ، بينما الفكر مجرد ورمزي ويتعذر تحديده ، هناك بطبيعته ( في الماضي أو في المستقبل ) .
للأسف كل ما نعرفه عبر الزمن وعن الزمن ، أو بدلالته فقط هو تقريبي ، وربما يكون خطأ ، وهو المرجح كما أعتقد .
....
خطوة ثلاثية جديدة في تعريف الحاضر ، وتحديده بشكل منطقي وتجريبي ...
1 _ يمثل الحاضر مجال التقاء الزمن والحياة .
وهذه ملاحظة تقبل الاختبار والتعميم بلا استثناء .
2 _ الماضي مكان ووعي ( حياة ) فقط .
هذه فرضية ، تقبل الجدل المنطقي والحوار .
3 _ المستقبل مكان وزمن فقط .
وهذه فرضية أيضا ، وتقبل الجدل المنطقي والحوار .
يمكننا وبسهولة تصور الحاضر بدلالة الواقع ، والعكس أيضا .
وتبقى المشكلة في الغموض المزدوج ، مع الجهل شبه العام _ العلمي والفلسفي _ لكل من الحاضر والواقع .
3
قبل معرفة الواقع المباشر ، والواقع الموضوعي ، وتحديد هل هما وحدة أم تعدد وتنوع ، تبقى جميع الافتراضات ، العلمية أيضا ، تقريبية وأولية بطبيعتها واقرب إلى الخطأ غالبا .
....
مثال مباشر وتطبيقي ، بدلالة النظرية الجديدة ، حيث تبين أن طبيعة الزمن سلبية بالنسبة للحياة .
وتتكشف بوضوح تناقضات بعض أكثر النظريات العلمية شهرة ، مثل نظرية الانفجار الكبير ، أيضا أن الكون يتوسع ، ويصعب أخذها على محمل الجد .
هل الحاضر موضوعي أم نسبي ...سؤال مكرر
الحاضر دينامي بطبيعته ، ومزدوج بالتزامن .
وقد ناقشت موقف نيوتن واينشتاين من الحاضر سابقا ، حيث يتركز موقف نيوتن على الحركة التعاقبية أو العمودية للوقت ( والزمن طبعا ) ، على خلاف موقف اينشتاين ، الذي يتركز على الحركة التزامنية أو الأفقية . وأعتقد أن الحقيقة الموضوعية تتضمن كلا الموقفين .
....
الحاضر الموضوعي ، يشمل الوجود كله .
أعتقد أن الحاضر مجال حقيقي ، وموضوعي ، مع أنني لا أعرف بعد كيف أعبر عن تصوري الحالي بشكل واضح ومفهوم .
الحاضر النسبي ، يتحدد من خلال الانسان ، والفرد خاصة .
ينتهي الحاضر الفردي لحظة الموت ، فهو غير محدد بشكل مسبق ويتعذر معرفته .
منطقيا الحاضر الموضوعي يتضمن الحاضر النسبي ، اليس كذلك ؟!
سوف أحاول تكملة هذه الأفكار ، عبر الفصول القادمة ...
ما أزال أعتبر نفسي قارئ _ كاتب ، قارئ أولا وليس العكس .
....
على الهامش
لماذا يفشل اشخاص كثيرون ، وعلى درجة عالية من الذكاء أمثال أينشتاين ، بفهم حالة منطقية وعامة مثل الصفة الموضوعية للزمن ، وبنفس الوقت يكتشفون أشياء يتعذر فهمها بالنسبة للإنسان فوق متوسط درجة الذكاء والحساسية ، وبعد عقود ؟!
1
قبل أكثر من عشرين قرنا ، توصل بعض الشعراء والعلماء والفلاسفة إلى فهم الطبيعة الكروية للأرض .
أكثر من ذلك ، تمت صياغة عدد من البراهين المنطقية على كروية الأرض !
1 _ لو أن الأرض مسطحة ، أو غير كروية ، لكانت الشمس تغيب دفعة واحدة .
كل غروب يسعفني الحظ برؤيته وتأمله ، أتذكر تلك الشخصيات والعقول بنوع من الرهبة والاجلال !
أولئك الأسلاف العظماء ، نجحوا بقيادة الجنس البشري من الوضع البدائي ، ونقله من الكهوف والمغاور وأكل جثث بعض ، إلى الأنترنيت والذكاء الاصطناعي والرحلات الفضائية....والقادم أجمل .
وبنفس الوقت ، ما تزال أغلب شعوب العالم ، غارقة في الجهل والتعصب وعبادة الزعماء ، ويتعذر تعداد أسماء الطغاة الذين تعبدهم شعوب وثقافات حتى اليوم .
2 _ لو أن الأرض مسطحة ، أو غير كروية ، لكان ظل الانسان يختلف بين مكان وآخر . وخاصة في الشمال أو الجنوب عنه في البلدان المتوسطة .
3 _ الدليل الثالث بواسطة الكسوف ، وحتى اليوم لم أفهم هذا الدليل بشكل واضح .
وبالطبع توجد أدلة عقلية ومنطقية غيرها لا تثير الاعجاب والدهشة ، بل الرهبة .
2
سنة 1988 ذكرى شخصية ، خلال دورة الأغرار كنا نتبادل التذمر والشكوى ، حين قال زميلنا مروان شلفون عبارة ، تبين بعد ذلك أنها خبرة مشتركة " الزمن الذي يمر هنا بسرعة ، وفي القصور ببطء ، أو في أي مكان آخر في العالم ، هو نفسه الذي تقيسه ساعاتنا التي نشعر أنها طويلة ، مع أنها نفسها واحدة هناك وهنا " ....حدث جدل عنيف وعميق ، وكنت أنصت وأستمع فقط على غير عادتي ، للحجج المتبادلة بين أسامة الشوفي وأكرم العليوي وهيثم الراهب وايمن عويس ( زملاء الخيمة ) .
كأن الحادثة قبل ساعات ، ما تزال مطبوعة في عقلي !
الزمن يمر على الجميع هو نفسه ، وبسرعة واحدة " ثابتة " والمختلف شعورنا فقط ، أو تفسيرنا وفهمنا له .
....
تجربة أخرى مكررة أيضا ، يعود أحد زملائنا الأكبر سنا إلى القرية بعد انتهائه من الخدمة الإلزامية ، ويستنكر تكرار العبارة من أهله ومعارفه " انتهت سنوات خدمتك ، لم نشعر بها " ...
تلك العبارة وغيرها كثير ، تدل وبوضوح على الفرق النوعي بين حركة مرور الزمن ( الموضوعية ) وبين المشاعر الفردية المختلفة حيالها .
3
يتركز اهتمام الانسان عادة على جدلية الحياة والموت الظاهرة والمباشرة ، أو البداية والنهاية .
العلاقة بين الزمن والحياة جدلية ومستمرة أيضا ، لكنها عكسية ، وهي غير مباشرة وليست ظاهرة طبعا .
....
لا يمكن فهم أي شيء بدون اهتمام .
مشكلة الاهتمام ، أنه رباعي البعد في الحد الأدنى .
الاهتمام أربع مستويات متسلسلة كما أعتقد ، مع أننا نشعر بها دفعة واحدة .
1 _ الوقت ، وهو العنصر الأولي في الاهتمام .
منح الوقت اللازم والكافي للحدث ، أو الموضوع ، أو الفكرة .
2 _ الجهد ، وهو العنصر المتلازم مع الوقت ويتعذر فصلهما .
3 _ السلطة والقانون ، أو الانتقال الفعلي من حلقة ( اضرب أو اهرب ) إلى البديل الثالث أو المعيار : الاحترام .
يحتاج الاهتمام الحقيقي إلى الاحترام كقاعدة وعتبة ، احترام الحدود والقوانين والاختلاف .
4 _ الملكية والمال .
لا يستطيع الفرد قبل النضج ، فهم العلاقة الغامضة بطبيعتها بين الغاية والوسيلة .
نملك أو نكون _ كتاب شهير لأريك فروم انصح بقراءته .
ملحق 1
جدلية الحياة بين الولادة والموت ، سبب ونتيجة أو بداية ونهاية .
جدلية الوجود بين الحياة والزمن ، هي من نوع مختلف وعكسية بطبيعتها .
علاقات الحياة سببية ، وهي تتقدم بشكل ظاهر وواضح ، من الماضي إلى الحاضر ، والمستقبل أخيرا .
على خلاف ذلك علاقات الزمن ، حيث يتحول المستقبل إلى حاضر ، ثم يتحول الحاضر بدوره إلى الماضي ، ويستمر الماضي بنفس الحركة والسرعة والاتجاه ... في الماضي الأبعد فالأبعد .
ما نزال نجهل طبيعة الزمن وماهيته ومصدره ، لكن صرنا نعرف طبيعة حركته الثنائية ( الحركة التعاقبية التي تقيسها الساعة بالتزامن مع الحركة التزامنية التي تساوي سرعة الضوء ( وعلى الأرجح تتجاوزها ) ) .
ملحق 2
تصور جديد للعلاقة بين الزمن والحياة بدلالة الخارج والداخل ( المركز والأطراف ) ...
فرضية مزدوجة وهي نتيجة لما سبق : المستقبل أكبر من أكبر شيء ، والماضي أصغر من أصغر شيء .
بعبارة ثانية ،
المستقبل يمثل العالم الخارجي ( المحيط ) ، والماضي يمثل العالم الداخلي ( المركز ) .
يمكن تخيل الحاضر بسهولة بعد ذلك ، من خلال الجدلية العكسية للحياة والزمن .
يمكن المقارنة بين هذا التصور للزمن بدلالة الحاضر ، عبر علاقة الماضي والمستقبل وبين تصور قدمه تودوروف في كتاب " حياتنا المشتركة " وقد ذكرته سابقا ، حيث يأخذ على الفلاسفة تركيزهم على أصل الانسان ، واهمال أصل الفرد الذي يتكرر بشكل ثابت .
للبحث تتمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا حققت إسرائيل وحماس؟


.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: لم نتهم حزب الله بشأن مقتل باسكا




.. قطر: لا مبرر لإنهاء وجود مكتب حماس | #نيوز_بلس


.. بكين ترفض اتهامات ألمانية بالتجسس وتتهم برلين بمحاولة -تشويه




.. أطفال في غزة يستخدمون خط كهرباء معطل كأرجوحة