الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نجاح العربي والمغالاة

رائد الحواري

2020 / 7 / 11
المجتمع المدني


المغالاة في كل شيء سمية العربي، فهو في المديح وفي الحزن يغالي، كما أنه يمتلك قدرة رهيبة على (خلط) الأمور والمواضيع، بحيث يقنع نفسه بأنه (عادي/كريم/شهم/قوي/حر/سيد)، فعلى سبيل المثل، بعد هزيمة عام 1967، تعرض المواطن العربي والفلسطيني من النظام الرسمي العربي لكل انواع البطش والعنف، علما بأن هذا النظام هو نفسه الذي خسرت جيوشه الحرب في ست ساعات فقط، ولم تبدي أي مقاومة وتركت الأرض هاربة بجلودها، ولم تتوقف المسألة عند زمن محدد، بل استمرت الاجهزة الأمنية في متابعة وملاحقة أي مواطن تصدر منه أي كلمة، حتى أن الأجهزة الأمنية كانت تعرف عنه اكثر ما يعرف المواطن عن نفسه، وفي المقابل، كانت المعلومات عن العدو المحتل لا شيء،صفر، فالسلطات العربية كانت (تعكس) التعبير عن انهزامها تجاه العدو، من خلال ممارستها القمعية على المواطن.
هذا على الصعيد الرسمي، أم على الصعيد الشعبي، فلم يختلف الأمر بتاتا، بل هو صورة كربون عما يفعله النظام الرسمي العربي، فالمواطن (الذكر) يسقط غضبه وحنقه وعنفه على الأنثى، التي ألصق بها كافة الأفكار التي اسقطها النظام ومن قبله الاستعمار الغربي عليه، (متخلف/ة، ضعيف/ة، المرأة/الشعب/الموطن لا يعطى عين)، من هنا تجدنا ندخل في متاهة من السلوكيات والافكار، التي بحاجة إلى سنوات ضوئية، حتى نتخلص ونتحرر مما علق بنا من تشويه، وخلط الافكار الجيدة والسلوك السيء، حتى اصبحنا لا نعرف نعبر عن فرحنا أو حزننا، فنحن نغالي كثيرا في تعبيرنا عما نحن فيه، ففي حالة الفرح تجدنا نعمل على ازعاج الآخرين وخلق حالة من الهلع وفوضة الاجتماعية لنظهر فرحنا، وما علينا إلا أخذ أي عرس ليكون احد الشواهد على تخلفنا، أم في حالة العزاء فالأمر لا يختلف، فنحن نريد أن نغلق القرية/البلدية لتشاركنا حزننا، وندعو من المساجد (...وعلى أصحاب المحلات اغلاق محالتهم).
القرف الذي حصل اليوم ومنذ الساعة السابعة صباحا، وحجم المفرقعات والعيارات النارية التي اطلقت، (والتشحيط) بالسيارات وتسكير الشارع كلها تعبر عن هذا النهج المتخلف والهمجي، الذي يميز الشعوب المقهورة عن الشعوب الحية، ولن أعطي امثلة عن عدونا، فنحن نعرف الفرق بيننا وبينه في التعبير عن الفرح والحزن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وجيه
رائد الحواري ( 2020 / 7 / 12 - 00:48 )
تسلم وجيه،
امتلأت بالحياة وشبعت
لكلا منا رسالة/هدف في الحياة، يقدمه من خلال فعاليته الاجتماعية/الأدبية، الاقتصادية...، اعتقد بأني وصلت النهاية /الهدف/الرسالة، هناك مجموعة من الكتاب فرحوا وافرحوني، حتى أن بعضهم جعلني أشعر بأنني أسعد مخلوق على وجه الأرض، وكما أنني حصلت على شهادة من معلمي وأخي وحبيبي -وجيه مسعود- جاء فيها:
-تراب فلسطين يحميك
احسن اخو في الدنيا-
هذا الشهادة تكفني لأكون راضا عن الحياة، فلم أعد بحاجة إلى شيء أكثر مما حصلت عليه، لقد شبعت من الدنيا واستكفيت منها، وأن تبقى شيء فهو من باب الزيادة، الحمد الله الذي منحني أخ أحسن تعلمي وتوجيهي، ولن أنسى فضل -أم وجيه- التي علمتني كيف أعارك الحياة وأن أكون جلدا أمام الشدائد، -وأبو وجيه- الذي علمني أن أعطي وأخلص في العطاء، وأخوة وأخوات وجيه الذين حملوا عني الكثير، وأقرباء وجيه وأصدقائه الذين أثبتوا أن هناك خير وخيرين.

اخر الافلام

.. كلمة مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة |#عاجل


.. فيتو أميركي يفشل جهود عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة




.. الجزيرة تحصل على شهادات لأسيرات تعرضن لتعذيب الاحتلال.. ما ا


.. كيف يُفهم الفيتو الأمريكي على مشروع قرار يطالب بعضوية كاملة




.. كلمة مندوب فلسطين في الأمم المتحدة عقب الفيتو الأميركي