الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستشراق الإيديولوجي .. الأصل والصدى (2)!!

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

2020 / 7 / 12
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


لقد نشر أولئك المستشرقون الإيديولوجيون ـ الذين ذكرنا بعضاً من اسمائهم في (ج1) ـ كتباً ودراسات ، رافقتها ندوات ومحاضرات كثيرة في بلدان أوربية مختلفة ، ويمكن تلخيص بعض تلك الأفكار التي نشرها أولئك المستشرقون الأيديولوجيون حول الاسلام ، بالنقاط أو بالمحاور التالية :

بخصوص الاسلام تناول الاستشراق الإيديولوجي وحاول ثبيت أموراً في غاية الخطورة .. عبر المحاور التالية:
 أولاً : إن الاسلام لم يكن ديناً ، إنما هو مجموعة سرقات من الأديان والعقائد الأخرى!
 ثانياً : إن الاسلام (فرقة نصرانية) انشقت عن المسيحية ، وادعت فيما بعد أنها دين سماوي!
 ثالثاً : إن ((الإسلام توليفه بوذية أريوسيه نشأت في وسط آسيا وتبلورت في الهلال الخصيب))!!
 رابعا : إن الاسلام لم ينِشأ في جزيرة العرب ، إنما في أواسط آسيا وترعرع في العراق وبلاد الشام!!
 خامساً : إن الاسلام نشأ في القرن التاسع الميلادي وليس في القرن السابع ، كما (زعم) المؤرخون الإسلاميون!
 سادساً : إن الاسلام لم ينشأ في مكة ، إنما في خراسان أو في أواسط آسيا مستشهدين لهذا الزعم ، بكثرة القادة والزعماء والمتفقهين من العنصرين الفارسي والآسيوي في الدول الاسلامية المختلفة!!
 سابعاً : إن جميع تاريخ الاسلام ومعاركه وحوادثه ومسارحه غير موجودة في الحقيقة ، إنما هي أوهام اصطنعها خيال خصب للمؤرخين الإسلاميين ، أو أنها كانت معارك حقيقية حدثت في أماكن أخرى ، لكن المؤرخين الاسلاميين نقلوا مسرحها إلى الجزيرة العربية وبعض المناطق الأخرى!

وبخصوص ابطال الدين الاسلامي ورسوله وقرآنه وشخصياته التاريخية المعروفة ، قال فيهم أولئك المستشرقون الكثير والكثير جداً.. ويمكن تلخيص بعضه بالآتي:

 أولاً : إن محمداً شخصية وهمية خيالية لا وجود حقيقي لها في التاريخ!
 ثانياً : والبعض الآخر منهم قال: أن (معاوية بن أبي سفيان) هو مؤسس الاسلام الحقيقي ، فقد كان معاوية عاملاً عند الرومان على الشام ، وقد صنع ومعه (محمد) ما يسمى بـ (الدين الاسلامي) لإخضاع الجزيرة العربية والحاقها بالدولة الرومانية ، مستشهدين لزعمهم هذا بالآية القرآنية التي تقول :.... ((غلبت الروم في أدنى الأرض وهم بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنيين...... ويومئذ يفرح المؤمنون)) .. فما علاقة ـ كما يقولون ـ الروم بالمؤمنين؟.. ولماذا يفرح المؤمنون بنصر الروم؟!
 ثالثاً : إن جميع الخلفاء الذين يسمون بـ (الراشدين) وحتى من يعرف بالخلفاء الأمويين والعباسيين ، لم يكونوا خلفاء بالمعنى الذي روجته المصادر الإسلامية ، إنما هم جميعهم كانوا (عـــمـــالاً) يشتغلون عند الأكاسرة الفرس تارة وعند القياصرة الرومان تارة أخرى ، حسب ميل كفة الحرب لصالح أي منهما أو غلبة أحد الطرفين على الطرف الآخر ، في فترات التاريخ المختلفة!
 رابعاً : لا وجود مطلقاً لدولة اسلامية في [يثرب التي سميت بمدينة الرسول فيما بعد] ولا وجود للدولة الأموية ولا الدولة العباسية ولا حتى لدولة أموية في الأندلس/ اسبانيا ، إنما هي دويلات صغيرة متواضعة تابعة للفرس أو للرومان ، ضخم المؤرخون المسلمون حجمها ودورها وجعلوا منها امبراطوريات عظمى ......الخ
وإلى آخره من آراء أخرى كثيرة تأتي على يمين ويسار هذه الأفكار المشبوهة!
*****
هذا بعض ما أشاعه المستشرقون الإيديولوجيون على محاور الدين الاسلامي ورمزه وقرآنه ونبيه وتاريخه.......الخ
أما على محاور العرب حملة رسالة الاسلام ، فقد أشاع أولئك المستشرقون الإيديولوجيون عدة محاور أخرى ، تناولت العرب في أخص خصائصهم الانسانية وقيمهم الاجتماعية ، في سلسلة من الآراء والأفكار الاستشراقية المشابه ... كالقول :
 أولاً : إن العرب أمة بدوية وأرضهم صحراء قاحلة وبيئتهم لا يمكن لها أن تنتج ديناً أو فكراً أو حضارةَ .. وعليه:
فإن فأن الإسلام بضاعة جاءت من خارج الجزيرة ، التي سميت فيما بعد بــ (الجزيرة العربية)!!
 ثانياً : إن العرب لم يفتحوا بلاد فارس ولا آسيا الوسطى ولا اسبانيا ، ولا حتى العراق وبلاد الشام ....... الخ
إلى آخره من أفكار تشويهية للدين والانسان والتاريخ وحضارة العربية الاسلامية!!
 ثالثا : إن كل ما ينسب إلى العرب من منتجات حضارية (عقلية ومادية) في الحقيقة أنتجته عناصر غير عربية ، أو الادعاء بأن العرب الذين أنتجوا هذه الحضارة العربية الاسلامية هم ليسوا هئولاء العرب الصحراويين ، إنما هناك عرب آخرون يسمون بــ [البرثن أو البارثيون] في غرب إيران!
ملاحظة مهمة :
إن وجود العرب البارثيين أصبح حقيقة ثبتت في التاريخ ـ سنكتب عنهم مستقبلاً ـ ولهم آثار إيكولوجية يمكن الرجوع إليها.. لكن بدلاً من أن تجسر العلاقة بين هذين (الــعــربــيــن) أي بين : عرب البرثن وعرب الجزيرة العربية والبحث عن الوشائج التي تربطهما معاً ، فبدلاً من هذا اعتُبِر كل منهما شعباً قائماً بذاته وليس له صلة بالعرب الآخرين ، المقابلين معه على ضفة الخليج العربي الثانية !

وكل هذه المزاعم الاستشراقية الإيديولوجيين تعني :
بأننا كعرب ومسلمين لا نملك أي تاريخ أو حضارة ولا حتى ديناً حقيقياً ، وجميعنا نعيش أوهاماً صنّعها لنا المؤرخون اللذين يدعون بالإسلاميين ، وهي في الحقيقة لا وجود حقيقي لها في التاريخ وواقعه القديمة ، التي أدعى فيه أولئك المؤرخون مزاعمهم هذه ، وإننا جميعاً مخدوعون بما قالوه وعلينا التخلص من خداع أنفسنا هذا ومن جميع أوهامنا هذه ، التي صنعها مؤرخونا!!!!

في الحقيقة لو أن هذه الحملة العنيفة على الاسلام قد جاءت من بعض [الملحدين / أو اللادينيين] وشملت جميع الأديان السماوية والوضعية لا الاسلام وحده ، لاعتبرناها (وجهة نظر خاصة) ولأصحابها الحق في قولها ونشرها ، لكن الذي نراه أن هذه الحملة المزدوجة تشمل (الاسلام والعرب) تحديداً ، بينما نراها لا تشمل أي من الأديان الباقية بسوء أو بنقد!
والأدهى من كل هذا نرى بجانبها وترافقها [ حملة تبشيرية واسعة ويومية] تنشر على نفس تلك المواقع والصحف والمجلات التي تشتم الاسلام والعرب ليل نهار ، مما يثير الشبهات القوية حولها وحول القائمين بها!
وكما نرى :
فإن هذه الحملة الاستشراقية الإيديولوجية اتجاه العرب والاسلام والمسلمين ليس لها علاقة بالحقيقة ولا بالتاريخ ولا بالبحث العلمي الرصين والحضاري النزيه ، إنما هي محاولة لنسف أمة بكل مقومات وجودها الديني والحضاري والعنصري ، وانكار لجميع أسس تاريخها وحضارتها ودينها في عملية قسرية ، لإخراجها ليس من التاريخ فقط انما من الوجود ـ كما يقول برنارد ليفي ـ ومن الحياة الحاضرة ، ومن المستقبل أيضاً!!
*****
وقد كان لجميع هذه الآراء الاستشراقية الإيديولوجية (رجع الصدى) عند بعض الكتاب العرب ـ هواة ومحترفون ـ وهم الذين اشاعوا كل ما قاله أولئك المستشرقون الإيديولوجيون في الأوساط العربية والاسلامية ، جرياً على عادة جميع المتخلفين في كل عصور وحقب التاريخ ، بتقليدهم الأعمى للمتقدمين والمتغلبين عليهم ، فقد تأثر هئولاء بأولئك الكتاب الإيديولوجيين وبكتبهم الاستشراقية ، وبجميع مفردات تلك الحملة الاستشراقية المزدوجة وبجملة أفكارها!

فقد انبرى عدد من هئولاء الكتاب العرب وبعض مدمني الفيسبوك ـ ولا نستبعد وجود صهاينة وغير عرب وغير مسلمين بينهم ـ لترديد جميع تلك المقولات والطروحات الاستشراقية ، وأصبحوا هم "ملكيين أكثر الملك نفسه" ، وفتحوا لأنفسهم محاوراً عربية مختلقة تردد ـ دون تمعن ـ جميع تلك الأقوال والمقولات الاستشراقية.. وهم في كل هذا مقلدين ورجع صدى لغيرهم ، وليسوا اصحاب رأي أصيل في كل ما طرح ويطرح من أراء إيديولوجية بهذا الشأن!

والمحاور التي فتحها هئولاء الكتاب العرب كانت تدق على الاوتار التالية:

 أولاً : إن البعض من هئولاء الكتاب العرب أخذ يدعي ـ ما اشاعه المستشرقون ـ بأن العرب لم يكونوا محررين للأقطار العربية المختلفة من الاستعمارين الروماني والفارسي ، إنما كانوا قوة احتلال غاشمة احتلت كل من: العراق وبلاد الشام ومصر والمغرب العربي الكبير ، واستعمرتهم جميعهم!!
 ثانياً : وبناء على هذه الفرية ، أخذ هذا البعض من الكتاب العرب يدبج مقالات يومية ، لشتم العرب وذم طباعهم ونوعهم و (عرقهم) البشري وقيمهم وتقاليدهم الاجتماعية وجميع قيمهم ، حتى أن أحدهم كتب مقالاً يعنيهم بعنوان: (أغــــبــــى أمــــــة)!!
 ثالثاً : إن كثيراَ من العرب اليوم ينكرون عروبتهم بتأثير من تلك الحملة المزدوجة ، وأصبحوا يدعون بأنهم ليسوا عرباً ، وتكثر هذه النغمة وتتضخم بشكل مرضي ـ حد الغثيان ـ عند البعض من الأشقاء المصريين وبعض الاشقاء السوريين أيضاً ـ خصوصاً بعد الحرب الكونية على سورية ـ وكذلك تجد مثل هذه النغمة بدرجات مختلفة في أقطار عربية مشرقية ومغاربية أخرى!!
 رابعاً : إن الأغلبية الغالبة من هئولاء الكتاب العرب الذين يدعون بأنهم ليسوا عرباً تأثراً ـ بوعي أو بدون وعي منهم ـ بمقولات ذلك الاستشراق المعادين القديم أو بالاستشراق الإيديولوجي الحديث ، فأصبحوا يَدّعُونْ بوجود (قومية مصرية/ أو فرعونية) ، حتى أن أحدهم كتب مقالاً بعنوان : (جمهورية مصر المصرية) معترضاً على تسمية "جمهورية مصر العربية" بمعنى: أن مصر ليست عربية ، وآخرون غيرهم آمنوا بوجود (قومية سورية) وأنشأوا لها حزباً سياسياً معروفاً منذ ثلاثينات القرن الماضي ..هو : "الحزب القومي السوري الاجتماعي " وله صفحات كثيرة على الفيسبوك .. مثل صفحة: (الأمة السورية .. سورية وليست عربية)!!
والبعض هذه الادعاءات السورية المصرية قديمة ، لكنها بعثت ـ في ظل هذا الارهاب الدموي ـ اليوم من جديد وأصبح لها دعاة ورواد كثيرون وصفحات أكثر ، بالإضافة عشارات المقالات اليومية أيضاً التي تكتب بهذه المعاني الانعزالية الانفصالية ، في مصر وسورية تحديداً!
*****
ولقد نجحت ـ مع الأسف الشديد ـ هذه الحملة المزدوجة المستهدفة للعرب كشعب والاسلام كدين سسماوي بامتياز مشهود ، في تحقيق غاياتها وأهدافها بطرق مختلفة ، ليس في إشاعة هذه الافكار بين اطراف العالم الأربعة فقط ، إنما بين العرب والمسلمين أنفسهم والذين صدقوها بشكل أعمى ومرضي ، وجند الكثير منهم ـ دون وعي ـ في هذه الحملة الظالمة!

فقد نجحت هذه الحملة ذات الطابع الإيديولوجي المعادي للعرب ولدين الاسلام .. بطريق عديدة:
 أولها : بتثوير التناقضات الاجتماعية والدينية والمذهبية والعرقية داخل المجتمعات العربية والاسلامية بعد احتلال العراق تحديداً ، وهيمنة النفوذ الامريكي ومرادفه الصهيوني على عموم المنطقة العربية ـ واعلامهما الفعال ـ بإثارة الغرائز البدائية لدى قوى التخلف ـ سلفية التفكير والتوجه ـ داخل هذه المجتمعات ، وتجنيد هذه القوى وتسليحها كقوى ارهاب ومليشيات تخريبية مسلحة ـ كالقاعدة وداعش واشباههما مثلاً ، وهي قوى مسلحة معدة ومصممة لتمزيق هذه المجتمعات العربية والاسلامية وتدمير قيمها ودولها الوطنية ، وفي نفس الوقت ومن خلالها اعطاء مصداقية لجملة الافكار المطروحة عن الاسلام والعرب والمسلمين وبالدليل القاطع ، أي، بما يقوم به هئولاء المسلمون المتطرفون المتخلفون أنفسهم ، بأفعالهم الدموية الشنيعة!

ثانياً : ومن خلال هذه الأدلة والشواهد الدموية التي تبرع بتقدمها هئولاء المسلمون المتخلفون لهم ، يتم التشويش ونفي الدور الحضاري للعرب والمسلمين في تاريخ الحضارة الإنسانية!
وقد تم فعلاً تجاهل مثل هذا الدور الحضاري العربي الإسلامي الكبير في السنين الأخيرة ، وأصبحت معظم الدراسات الغربية الحديثة (تَــعْــبُــر) من الحضارة اليونانية إلى الحضارة الحديثة مباشرة ، دون مرور أو أي ذكر لحقبة الحضارة العربية الاسلامية وما قدمته للحضارة الإنسانية!
 ثالثاً : تأثر البعض الآخر من هئولاء العرب والمسلمين ـ بوعي أو بدون وعي ـ وبفضل "عملية غسل عقول" طويلة الأمد ومعقدة التركيب ومتعددة الصفحات وغير مباشرة في تأثيرها ، لتمرير معظم أهداف هذه هذه الحملة المزدزجة!
 ولأن عند البعض " قابلية (عالية) للاستعمار" ـ كما يسميها مالك بن نبي ـ سواء كان استعماراً ثقافياً أو عسكرياً ، ترافقها وتساعدها " قابلية عالية أيضاً " واستعداد تام لتقبل وتصديق كل ما يقوله (الــخــواجــا) ، فقد صدق هئولاء جملة الافكار والأقوال والاطروحات الإيديولوجية حول الاسلام والعرب والمسلمين معاً ، فتطوعوا هم باشاعتها بين الناس ونشرها على نطاق واسع ، والالحاح في نشرها بشكل يومي على مئات المواقع والصحف والنوادي الثقافية والسياسية والاجتماعية العربية والاسلامية وحتى الأجنبية ، والبعض من هئولاء الكتاب العرب يكتبون في مواقع محترمة ، وكأنهم قد تخصصوا في نقد الاسلام وتفنيد جميع اطروحاته وتكذيب كل ما جاء به القرآن والنبي محمد ، ولم يكتبوا في غير هذه المواضيع مطلقاً ، وكأنهم قد جندوا ـ أو أجروا ـ لهذه المهمة وحدها!

وفي جعبتي عشرات الأسماء من هئولاء الكتاب ـ لا أريد ذكر أسمائهم هنا ـ لأنني أركز دائماً على المواضيع وليس على الاشخاص ، حتى لا يكون هناك نوع مما يشبه الشخصنة أو التشهير!
لأنني مؤمن أشد الإيمان بحرية الرأي وبأولوية النقد لأوضعنا المزرية على جميع الصعد ، خصوصاً على صعيد الدين والسلوك الديني والمعتقدات الدينية الاسلامية ، وأنا نفسي قد كتبت وسأكتب في نقد هذه السلبيات دون توقف!
لكن وفي كل الحالات يجب أن يراعي هذا النقد مقدسات الناس ويحترم مشاعرهم ولا يستفزها ، كما يجب أن يكون نقده نقداً بناءً ، وليس هدماً لأسس الدين وقيم المجتمع العربي والاسلامي ، أو يكون نسفاً لجميع البنى الفوقية والتحية للأمة ولجميع مقومات وجود الأمة الأساسية كما هو حاصل الآن ، في كل ما نراه ونسمعه ونقرأه في هذه الكتابات والمقالات والدراسات التي تثير الشبهات!!

وعلي أن أؤكد كل التأكيد ـ ومنذ البداية ـ على أنني في محاولاتي تفنيد بعضاً من تلك الأفكار الاستشراقية الإيديولوجية ـ الغربية وتوابعها العربية ـ لا أنطلق من (روح دينية أو تعصب ديني) لأنني رجل علماني بأفكاري وبكل توجهاتنا ، وأؤمن بفصل الدين فصلاً تاماً عن الدولة وعن السياسة عموماً ، وكتاباتي في هذا المجال شاهد لا يدحض ، لكنني أؤمن في الوقت نفسه بأن لا يمكن فصل الدين عن المجتمع في مجتمعاتنا الشرقية عموماً ، ومجتمعاتنا العربية خصوصاً!

وبناءً على هذا ، فإن كل ما سأقوله في كتابتي هذه وما سأقوله مستقبلاً ، ضد هذه الهجمة الاستشراقية الإيديولوجية ضد الدين الاسلامي وحملته العرب وعموم المسلمين هو دفاع عن وجودنا كبشر أولاً ، ولأن ما تطرحه تلك الأفكار والآراء الغريبة الإيديولوجي ، هي محاولة لسلب روحنا الإنسانية منا وتجريدنا من كل ما يشكل قيمنا ووجودنا كبشر ، ودفاعاً عن الحقيقة ثانياً التي يحاول هئولاء المستشرقون الإيديولوجيون اخفائها عن انظار الجميع ، من خلال ركام ما خلفه هذا الارهاب الأعمى وهذه المتاهة من الأفكار الإيديولوجية التشكشية المتناقضة!
*****
وللعلم فقط ، فإن مثل هذه الكتابات والمقالات التي تُعْتبَر "رجع صدى أمين" لذلك الاستشراق الإيديولوجي ـ وهذا ما سنثبته مستقبلاً ـ والتي تنشر يومياً في عشرات الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية وبدون انقطاع ، وبأعداد لا يمكن حصرها أو عدها ولا متابعتها كلها أو اللحاق بها ، وسأكتفي (هنا) بذكر بعض من نماذج بسيطة من تلك الكتابات ، كـ (شواهد حية) لتبيان مدى تأثير تلك الأفكار الإيديولوجية ، ومدى تأثر البعض بما قاله أو طرحه أولئك المستشرقون الإيديولوجيون!
وسأكتفي هنا بخمسة عناوين فقط لكل موضوع كتب في ذم العرب وتشويه حقيقتهم ، أو في ذم الاسلام والتجني رموه عليه في موقع الكتروني واحد فقط .. وسأذكر ـ كما اسلفت ـ عناوين تلك المقالات دون ذكر أسماء كتابها أو روابطها الالكترونية ، حتى لا يكون هناك ما يشبه الشخصنة أو التشهير بأحد!
وهذه المقالات العشر وعناوينها هي "غيض من فيض" كما يقولون ، وهي في الحقيقة لا تساوي (غَـــرْفَـــة كــــف) من نهر عظيم أو بحر لجي ، أو من محيط بدون ضفاف أو سواحل ، ولا قرار له!

في البداية لنقرأ معاً هذه القصيدة التي تصف (العرب والاسلام) سوية بأبشع الاوصاف وأقبحها .. وهي بعنوان : "خير أمة........؟" :

خـــيـــرُ أمــــــــّةٍ...؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــ :
عجبًا من أمّةٍ
رموزها كلابٌ مسعورة
وأبقارٌ مجنونة
وتاريخها أوسخُ من المجاري
وقُدوتها مجرمُ حربٍ
وربّها شيطانٌ
يزعمُ أنّهُ الباري
وكتابها هلوساتٌ وقتلٌ
وسبيٌ ونهبٌ وتكفيرٌ
وسبٌّ وشتائمٌ
وجرائمٌ كرمال الصّحاري
وتزعمُ أنّها أصلُ العلم
والأخلاق
وكلُّ ما لديها هراءٌ
وقيلَ وقالَ
وهلوساتُ إلهٍ مريضٍ
حاز في الجهلِ على الأوسكارِ
وحماقاتُ مسلمَ
والنّسائي والبخاري
عن مدّعي نبوّة جاهلٍ
شهد بصدقه ذئبٌ
وضبٌّ وحمارٌ
كما نقلَ المراسلُ
الذي لم يَرَ شيئًا
في نشرة الأخبارِ...
أخيرُ أمّةٍ هي
أم أُمّةُ العارِ...؟
*****
وهذه خمسة عناوين لمقالات ـ كل منها بعدة أجزاء ـ تحط من شأن الاسلام وتكذب نبيه وقرآنه ودعوته واطروحاته كلها!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ:
((إني أشعر بالعار لأنك النبي - النبي العار - الجزء الأول))

((أنا النبي لا كذب محمد يكذب أشهر كذبات النبي محمد!))

: ا((الله هو من يُكَذِّب الدين لا نحن))

((الاسلام يعلم الكذب النفاق و القتل))

((فضائح المجتمع المسلم فسوق ومجون الصحابة))

إلى آخره من عشرات ومئات وربما آلاف مقالات تنسج على منوالها!

وهذه خمسة عناوين أخرى لمقالات مشابهة ـ أغلب كتابها مصريون ـ تذم وتشتم بالعرب :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ:
: (( لماذا يكره العرب أنفسهم ))

: (( هل الأرض بتتكلم عربي ؟))

: (( هل توجد في العالم أمة غبية ؟))

: ((المصريون يبنون والغزاة العرب يهدمون))

: (( العرية ليست لغة علو حديثة بحكم الواقع ))

إلى آخره من مقالات تنسج على مناولها تتناول العرب كبشر وروح وعقل ولغة وقيم ........الخ
*****
ملاحظة مهمة :
ونحن سنتناول في الأجزاء القادمة من هذه الدراسة جميع المواضيع المثارة حول العرب والاسلام ومحاولة تفنيد جميع ما ورد فيها ، لكن ليس بتسلسل (المحاور) الذي وردت في أعلاه ، إنما حسب الأهمية وحسب توفر المصادر التي تدعم آرائنا في كل رأي معاكس نثيره أو نكتبه لما كتب في الموضوعين أعلاه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي