الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول 1968 و 2020 : الأكاذيب حينها و الأكاذيب اليوم و التحدّيات الملحّة راهنا

شادي الشماوي

2020 / 7 / 13
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 654 ، 24 جوان 2020
https://revcom.us/a/653/bob-avakian-on-1968-and-2020-lies-then-lies-now-and-the-actual-urgent-challenges-en.html

مع إقتراب الانتخابات المبرمجة لشهر نوفمبر القادم ، كلّ من يقف ضد الظلم وهو غاضب على نظام ترامب / بانس ( و هناك عشرات الملايين الذين يكرهون كلّما يقوله و يفعله هذا النظام ) يتعرّض إلى القصف بقنابل تصريح أنّه سيكون من الإجرام صراحة عدم التصويت لجو بيدن و الديمقراطيين ، و أنّ التصويت لبيدن و الديمقراطيين هو العمل السياسي الأهمّ و الأكثر حيويّة الذى يمكن أن يُنجز الآن. و مرّة أخرى ، تلقى خطابات على الذين يتحدّثون في الشوارع في الإحتجاجات القويّة فحواها أنّ تلك الإحتجاجات جيّدة إلاّ أنّه كي تكون فعّالة ، يجب توجيه حماسهم نحو الانتخابات و أنّ هذا صحيح بوجه خاص هذه المرّة . و عادة ما يترافق هذا ب " كلمات حكمة " من أنساس عاشوا عبر ستّينات القرن العشرين ( أو على ايّ حال يدّعون أنّهم إستخلصوا دروسا حيويّة من ذلك الزمن ) مؤكّدين أنّ " التجربة التراجيديّة " نتخابات 1968 لا ينبغي أن تتكرّر. وفق إعادة كتابة التاريخ الخاطئة هذه ، الذين أضحوا راديكاليين( بطريقة إيجابيّ جدّا) خلال تجربة وقتذاك – في معارضتهم لحرب الفيتنام و إضطهاد السود و غير ذلك من الإضطهاد العنصري و الجندري - و رفضوا التصويت لمرشّح ؛ الحزب الديمقراطي للرئاسة ، هو بارت مورفى ، كانت مسؤولين عن فتح الأبواب أمام " الهجوم " الرجعي بإنتخاب ريتشارد نيكسن سنتها . و هذا المفترض " تحليل " ببساطة خاطئ من عدّة زوايا هامة .
الدروس الحقيقيّة لستّينات القرن العشرين :
قبل كلّ شيء، نمت المعارضة الجماهيريّة للحرب غير العادلة للولايات المتّحدة في الفيتنا و للطبيعة الإضكهادية لهذا النظام، و نما التجذّر الإيجابي للجماهير الشعبيّة عددا و كسب قوّة لعدّة سنوات بعد انتخابات 1968 تلك. و هذا الواقع ذاته – كون أعداد متزايدة من فئات مختلفة من المجتمع بما فيها أعداد كبيرة من شباب الطبقة الوسطى و كذلك السود و غيرهم من المضطهًدين كانت تحرّكهم مشاعر و طموحات ثوريّة و كانوا يقطعون مع الحدود الخانقة لل" ضوابط " التقليديّة لهذا النظام، و منها هراء الانتخابات البرجوازية ( الباب – BEB ) – كان سببا ل" إضطراب " كبير في صفوف المسؤولين عن نشر هذه الرواية الخاطئة ، رواية أنّ عدم التصويت لهمفرى كان خطأ فادحا و أدّى إلى نتائج فظيعة . ( واقع أنّ النهوض الثوري لوقتها لم يتواصل بعد أواسط سبعينات القرن العشرين و لم يؤدّى إلى تغيير جوهري – وهذا لا يتعلّق بإنتخاب ريتشارد نكسن في 1968 أو بإعادة إنتخابه في 1972 ، بل يتعلّق بمزيج من العوامل المتباينة، منها قمع الطبقة الحاكمة ، فضلا عن بعض تحرّكاتها لضمّ فئات من المتمرّدين إلى قاعدتها الإنتخابيّة ، و ذلك في إطار تغيّرات كُبرى في الوضع الموضوعي ليس في الولايات المتحدة فحسب بل كذلك عالميّا . و قد حلّلت بعض هذه العوامل الكبرى المعنيّة في عدد من الأعمال ).(1)
و همفرى ( الذى إحتلّ موقع نائب الرئيس طوال سنوات رئاسة ليندن جونس المعروفة بالتصعيد الكبير في حرب الولايات المتحدة في الفيتنام ) هو نفسه من النواة الصلبة ل " محاربى الحرب الباردة " و قد ساند صراحة الحرب في الفيتنام و لم يشرع في إلقاء خطب فارغة عن نوع المفاوضات مع الفيتناميين إلاّ مع إقتراب موعد الانتخابات الرئاسيّة و ذلك في مسعى منه إلى أن " يجلب إليه " المنخرطين في الحركة المناهضة للحرب. ما من سبب جيّد مطلقا لعتقاد بأنّه لو وقع إنتخاب همفرى كرئيس سنة 1968 ، كان سيحدث تغييرا إيجابي مهما كان له دلالته سواء في حرب الولايات المتحدة في الفيتنام أم في ما يتّصل بإضطهاد السود و القمع الخبيث الذى سُلّط على التمرّدات الجماهيريّة للسود التي جدّت بصورة متكرّرة وقتها ، أو بايّة أشكال أخرى ، في الإضطهاد المبني في أسس هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي . كان الناس يعرضون النظام بشتّى الطرق المتنوّعة ، لا سيما بالنزول إلى الشوارع للإحتجاج و التمرّد ، ما أفضى إلى أشياء إيجابيّة جدّا جدّت وقتها .
و مع نكسن كرئيس ( بعد أن هزم شرّ هزيمة مرشّح " مناهضة الحرب " ، جورج ماك غوفرن في 1972) أن إنسحبت في آخر المطاف الولايات المتّحدة من الفيتنام . و متفحّصا هذه التجربة في خطاب " الشيوعيّة و ديمقراطية جيفرسن " ، أكّدت نقطة أنّه في 1964 قيل للذين عارضوا حرب الفيتنام ، بصفة وقع التشديد عليها ، إنّه عليهم أن يصوّتوا للديمقراطي، ليندن جونس ، لأنّ معارضه الجمهوري ، بار غلدواتر ، سيصعّد على نطاق واسع حرب الفيتنام - و تاليا ، بعد إعادة إنتخابه كرئيس ، قام جونسن بالضبط بذلك. ثمّ في 1972 ن جرى التأكيد على أنّ يصوّت الناس لماك غوفرن لوضع نهاية لحب الفيتنام لكن ، مرّة أخرى ، كان نكسن هو الذى أمضى ، بعيد تلك الانتخابات ، " إتّفاق سلام " مع الفيتناميين . و ملخّصا الدرس الحيويّ : " و لا في حالة من الحالتين -لا في 1964 و لا في 1972- التغيّرات الحيويّة التي حدثت نجمت عن الانتخابات . بالعكس تماما ."
و سبب هذا له صلة بشيء أساسي للغاية .
" لا توفّر الانتخابات سبيلا لتحقيق رغبات الجماهير الشعبيّة في رؤية سياسات و أعمال الحكم هذه تتغيّر – على أنّ المقاومة السياسيّة الجماهيريّة بوسعها ، في ظلّ ظروف معيّنة ، أن تساهم مساهمة هامة في فرض التغيّرات في سياسات الحكم ، لا سيما إن حدث ذلك في إطار أوسع حيث هذه السياسات تعرف إضطرابا حقيقيّا ، وضمن أشياء أخرى، تؤدّى إلى إنقسامات كبيرة صلب الطبقة الحامة نفسها "(2).
التحدّيات الحيويّة الراهنة
لكن في الوقت نفسه الذى يقدّمون لنا فيه تاريخا خاطئا بخصوص ستّينات القرن العشرين ، يقال لنا إنّ الأمر مغاير هذه المرّة . و الكثير ممّن يتقدّمون بهذه الحجّة يفعلون ذلك يستحضرون واقع أنّ ترامب ( و بانس ) فاشيّون ( أو على طريق الفاشيّة ، أو بعض تنويعات هذا الموقف ). أجل ، صحيح ، هذا نظام فاشيّ ( وهو شيء قيل منذ البداية للذين منّا ، من آفاق سياسيّة متباينة ، قد أطلقوا مبادرة و عملوا على بناء منظّمة " لنرفض الفاشيّة " [ RefuseFascism.org ] في بذل الجهود لتحقيق تعبأة جماهيريّة غير عنيفة لكن مستمرّة هدفها ترحيل هذا النظام ) يمثّل هذا النظام تهديدا كبيرا للإنسانيّة بتكريسه إلى أقصى الحدود لبرنامجه للإضطهاد و الإستغلال المبنيّين في أسس هذا النظام ، و بنهبه للبشر و للبيئة . و كان سيكون من الجيّد جدّا – كان سيحدث إختلافا حقيقيّا – لو أنّه ، خلال السنوات الأربعة تقريبا لهذا النظام ، مع كافة الفظائع التي إرتكبها مرارا و تكرارا ، ، أولئك الذين يؤكّدون الآن أنّه علينا أن نصوّت لجو بيدن و الديمقراطيين ، قد إلتحقوا ب " لنرفض الفاشيّة " من أجل تعبأة جماهيريّة كانت تنادى بها و عملوا على البناء من أجل الإطاحة بهذا النظام. الآن ، أمسى الوقت متأخّرا – إلاّ أنّه ليس بعدُ متأخّرا جدّا لتحويل إمكانيّة تعبأة جماهيريّة إلى أمر واقع . و التعويل على " ضوابط " هذا النظام و على " القنوات العادية " لن يعالج هذا المشكل العميق و الإستعجالي ، خاصة عندما يتمّ التعاطى مع نظام فاشيّ و أتباعه المتزمّتين المصمّمين على دوس و تمزيق هذه " الضوابط " .
و مثلما شدّدت على ذلك في مقال " التغيير الراديكالي قادم " ، حتى و إن إفترضنا أنّ الانتخابات المبرمجة لشهر نوفمبر ستُجرى ( و لن يقع إلغاؤها أو " تأجيلها " من قبل ترامب ، متذرّعا بالمخاطر الصحّية لكوفيد -19 أو بعض التعلاّت المنافقة الأخرى ) ، من الأكيد أنّه لا يوجد أيّ ضمان بأنّ ترامب سيخسر الانتخابات ، أو أنّه سيقبل بالنتائج إن خسر. لكن الأكيد – ما يحدث بعدُ و سيحدث على نطاق أوسع حتّى و بشدّة أكبر حتّى - هو أنذ ترامب و الجمهوريّ,ن ،و "قاعدتهم " الفاشيّة سيبحثون عن ترويع و قمع أصوات أعداد كبيرة من الناس الذين سيصوّتون ضد ترامب . و من الممكن تماما أن يتحرّك ترامب نحو إستنهاض مسانديه ضمن الشرطة و الجيش و كذلك " أناس الفصل الثاني " ، في محاولة منه أن يمنع إبعادهمن منصبه إذا خسر الانتخابات لكنّه رفض الإعتراف بذلك. (3)
لكلّ هذه الأسباب ، إنتظار إجراء الإنتخابات الرئاسيّة القادمة و التعويل على التصويت بينما لا يُقام أي شيء له معنى الآن للمعارضة النشيطة لفاشيّة نظام ترامب / بانس ، وصفة للشلل الخطير و لكارثة محدقة . و لم أتحدّث في " الشيوعية و ديمقراطية جيفرسن " فحسب ، بل كذلك في أعمال أخرى عن لماذا لا يمكن أن يحدث تغيير جوهري من أجل الأفضل عبر التصويت لهذا النظام ، و كظاهرة عامة ، التصويت يعزّز عمليّا هذا النظام الوحشي الرأسمالي – الإمبريالي الذى يمثّله عمليّا السياسيّون من كلا حزبي الطبقة الحاكمة ( الحزب الديمقراطي و الحزب الجمهوري ) (4) . لكن سواء تمّ التعبير عنه كنيّة تصويت أو لا ، الكره الجماهيري الحقيقي لنظام ترامب / بانس ، و كلّ ما يرمز له ، لا يجب أن يقلّص و يوجّه ببساطة إلى السيرورة الإنتخابيّة . يجب أن يظهر كتعبأة نشيطة في الشوارع ضد هذا النظام ، بطريقة مستمرّة ، و في إرتباط وثيق بتواصل الإحتجاجات ضد تفوّق البيض الممأسس حتّى بعد نوفمبر ، بغض النظر عن ما تسفر عنه الانتخابات المبرمجة ، و ذلك بهدف المعارضة القويّة للفاشيّة التي يقع إستنهاضها في المجتمع برمّته ، و بهدف مراكمة المزيد من القوّة في النضال العام ضد الإضطهاد .
و إليكم عامل من العوامل الجوهريّة الأهمّية : في حين أنّه من الحيويّ توحيد الناس و تعبأتهم ، من مشارب مختلفة و على نطاق واسع جدّا ، في حركة لترحيل النظام ،
" سيكون من الأعسر القيام بهذا على النطاق و بالتصميم المطلوبين لتحقيق هذا الهدف إذا لم توجد ، في الوقت نفسه ، أعداد أكبر فأكبر من الذين تقدّموا على أساس فهم أنّه من الضروري وضع نهاية ليس لهذا النظام الفاشيّ و حسب بل للنظام الذى من رحم تناقضاته العميقة و المحدّدة قد وُلد هذا النظام الفاشيّ ، نظام رأسمالي- إمبريالي بطبيعته ذاتها قد فرض و سيواصل فرض عذابات رهيبة و غير ضروريّة أصلا على جماهير الإنسانيّة ، إلى أن يتمّ القضاء عليه . و بقدر ما يتقدّم الناس ليعملوا عن وعي و بنشاط من أجل الثورة ، بقدر ما ستقوى القوّة النامية و سيقوى " النفوذ الأخلاقي " لهذه القوّة الثوريّة و بدورها ستعزّز تصميم الأعداد المتنامية على ترحيل هذا النظام الفاشيّ من السلطة الآن ، حتّى و الكثير منهم لم يُكسبوا ( و بعضهم ربّما لن يكون أبدا ) إلى جانب الثورة. لذا ، لمواجهة كلّ من تحدّى إيجاد وضع سياسي يُرحّل فيه هذا النظام من السلطة – و فيه المبادرة السياسيّة يمسك بها إلى درجة كبيرة المصمّمون على التصدّى للهجوم على الإنسانيّة الذى يجرى على يد النظام و للنضال بكلّ ما أوتيوا من قوّة في سبيل عالم أفضل ،مهما كان فهمهم لذلك - و التقدّم بإتّجاه الهدف الجوهري للثورة ، حيويّ الأهمّية هو أن يساهم كافة الذين توصّلوا لفهم الحاجة إلى الثورة بنشاط في بناء حركة للإطاحة بهذا النظام ، و القيام بذلك من أفق الثورة و في الإطار العام للبناء للثورة . " (5)
هوامش المقال :
1. As pointed out in a footnote to the article by Bob Avakian, “Boomers”—“X,Y,Z”: The Problem Is Not “Generations,” It’s The System (also available at revcom.us):
In a number of works—including Why We Need An Actual Revolution And How We Can Really Make Revolution Breakthroughs: The Historic Breakthrough by Marx and the Further Breakthrough with the New Communism, A Basic Summary HOPE FOR HUMANITY ON A SCIENTIFIC BASIS, Breaking with Individualism, Parasitism and American Chauvinism and Bob Avakian Responds To Mark Rudd On The Lessons Of The 1960s And The Need For An Actual Revolution (all of which are available at revcom.us)—Bob Avakian speaks further to “why there was no revolution” at the height of the 1960s upsurges and “major changes, largely of a negative kind, that have taken place over the decades since.”
2. The two quotes here are from Communism and Jeffersonian Democracy, which is available in BA’s Collected Works at revcom.us. Emphasis was added here to the first of these quotes.
3. Radical Change Is Coming: Will It Be Emancipating,´-or-Enslaving—Revolutionary,´-or-Reactionary? This article by Bob Avakian is available at revcom.us.
4. See, for example, Bob Avakian Exposes the BEB (Bourgeois Electoral Bullshit): If You Want To See No Fundamental Change—Go Vote, which is available at revcom.us.
5. Why We Need An Actual Revolution And How We Can Really Make Revolution. The text and video of this speech by Bob Avakian are available at revcom.us.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا