الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


#نون النسوة واو الجماعة: الحرية الشخصية والنفاق الاجتماعي

فكري آل هير
كاتب وباحث من اليمن

(Fekri Al Heer)

2020 / 7 / 13
كتابات ساخرة


ما معنى الحرية الشخصية؟ وما هي حدودها؟ وكيف يفهمها البعض؟ وكيف يمارسها؟

...

أثار هذه الأسئلة عندي اتصال أجراه معي نهار الأمس صديقي Abdullah Rafeeq سألني فيه عما إذا كنت قد انتبهت لظاهرة وصفها هو بأنها سلبية ومقلقة، تتعلق بنوعية معينة من الموضوعات التي بدأت تطرقها وتتناولها بعض النساء اليمنيات المقيمات في دول غربية، من خلال متابعته لما ينشرنه على صفحاتهن في فيس بوك ويعبرن عنه باعتباره سلوكيات ونشاطات يقمن بها انطلاقاً من مبدأ:

#الحرية_الشخصية

..

كل ما أراده صديقي، هو أن يعبر لي عن مدى صدمته، والقلق الذي بدأ يشعر به من احتمال تحول حالات فردية مماثلة الى ظاهرة اجتماعية ونمط ثقافي.

**

باختصار، الحرية الشخصية وكل الحريات ليست مطلقة، ويختلف مستوى وشكل التعبير عنها، وأيضاً حدود ممارستها من مجتمع الى آخر، ومن ثقافة الى أخرى..

..

بشكل عام، من حق كل انسان أن يمارس حريته الشخصية:

يلبس على الموضة، يرتدي المايوه ويسبح في البحر، يشرب ويسكي، يسهر في موتيلات ويستمتع بوقته في صالة رقص، يمارس الزنا، يتحول الى الجنس الآخر، يمارس الجنس الجماعي، يحترف الجنس الفموي، يلحد، يكفر....الخ.

كل هذه الأمور.. يمكن النظر إليها كحريات شخصية، ومن حق كل انسان إذا أراد أن يمارسها..!!

...

لكن للحرية حدود..؟!

* القرآن والانجيل والأفستا والفيدا والمهارابهارتا والشرع الأكبر (الدّامابادا) لبوذا وكل الكتب المقدسة تنص على أن للحرية الشخصية حدود..

** الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهود المنبثقة عنه للحريات الفردية تنص على أن لا حرية مطلقة للفرد.. وعلى أن للحريات الشخصية حدود تتوقف عند حقوق الآخرين..

*** حتى النظرية النسوية وفلسفة الجندر، تقول بكل صراحة: #للحرية_حدود..

**

أنت ملحد، لا مشكلة، عبر عن إلحادك بشكل مقبول وبلغة محترمة لا تستفز المؤمنين.. وخذ راحتك لن يعترضك أحد.

أنت مولع بشرب البراندي.. لا مشكلة، لكن لا داعي لأن تعلن عن ذلك وأنت تعلم أنك تخاطب مجتمع محافظ أو مجتمع يستنكر ما تمارسه.. احترم نفسك واشرب بحور من التيكيلا والفودكا والروم.. لن يعترضك أحد..

ما الفائدة من إخبار العالم بأنك تشرب...؟!- ما الفخر الذي تجنيه من اعلان مثل هذه الأمور..؟

إذا قمت بعملية تحويل لجنسك.. فأنت حر، لكن لا داعي لأن تظهر نفسك للناس على إنك بطل، ومن بعدها تأتي وتشكو لنا من الاضطهاد والقمع الاجتماعي..

..

احترم مشاعر الآخرين وأفكارهم وافعل بنفسك ما شئت..!!- هذه هي حدود الحرية الشخصية.. لا أحد التزم بها وواجه مشكلة مع الآخرين في كل المجتمعات.. سواءً في الشرق أو في الغرب..!!

**

أين المشكلة إذن؟!

..

المشكلة بلهجتنا اليمنية المقدسة هي: #قلة_المألفة"- أو قلة الإلف..!!

- عندما البدوي ذي كان يفغر بول البعير يجد نفسه ملتوخ في لاس فيغاس..

..

- أو عندما المبرقعة التي كانت ممنوعة حتى من النظر من النافذة تجد نفسها في بروكلين..

ومع ذلك، هذه مسائل فردية لا يمكن اعتبارها خطر اجتماعي..

...

الظاهرة الأخطر في حقيقة الأمر.. هي الظاهرة الموازية، والتي تتعلق بردود الأفعال أو موقف الجمهور رجالاً ونساءً، وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي.

وهي ظاهرة #النفاق_الاجتماعي..!!

..

لن أصفها لكم؛ فمن ذا يصف القذارة حينما يراها الجميع..؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حدود حرية الاخرين؟
Muwaffak Haddadin ( 2020 / 7 / 14 - 11:18 )
السيد فكري آل هير المحترم
بعد التحية
ورد في مقالك ما يلي
وعلى أن للحريات الشخصية حدود تتوقف عند حقوق الآخرين
المشكلة أنني لا أعرف حدود حقوق ألآخرين خصوصا في مجتمع أجهله وحتى
في مجتمع أعيش به لكن تختلف فيه ألأهواء والمعتقدات
وماذا عن مجتمعات وأفراد تعلموا منذ نعومة أظفارهم إجبار الآخرين على إتبباع نمط دون غيره في الحياة وهم يدعون أنهم ظل الله على الارض
مع المودة والإحترام


2 - تعليق
محمد البدري ( 2020 / 7 / 14 - 12:38 )
ما اصعب الحديث عن الحرية في مجتمعات لم تعرف من الدنيا الا الاديان

اخر الافلام

.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81