الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجربة خاطئة أم خطوة صحيحة؟

عبدالحميد برتو
باحث

(Abdul Hamid Barto)

2020 / 7 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


تعودت على التعامل مع الرسائل التي تصلني حول أي موضوع أتناوله بأعلى درجات الإحترام والإهتمام. ولم أتخلف أو أتجاهل أية رسالة على الإطلاق. بغض النظر عن الإتفاق أو الإختلاف، الكلي منه أو الجزئي. وصلتني رسالتين من صديقين عزيزين، ولكن لم تنشر في الموقع. ولا أعلم حتى اللحظة شيئاً عن السبب، ربما لعبت التقنيات الرقيمية دوراً في ذلك.

الأولى حسب تاريخ إرسالها من الأستاذ عبد الحسين سلمان والثانية من الأستاذ طلال الربيعي. في البدء أشكرهما على الإهتمام، وعلى نشاطهما الفكري الدؤوب الذي أتابعه بجدية، دون النظر الى حجم وطبيعة الإتفاق أو الإختلاف. ولأني لم أجد الطريقة المناسبة للرد أقصد المكان في الموقع. رأيت من المناسب والضروري كتابة ما أراه مناسباً بصدد الرسالتين. ولا أقول الرد عليهما. لأننا نتحاور في هموم مشتركة. وذكرت الرسالتين لأنهما لم ينشرا وجاءني نصهما بإشعارين منفصلين. فارجو المعذرة من الزميلين العزيزين.

جاءت رسالة الأستاذ عبد الحسين سلمان على النحو التالي نصاً: "السيد عبد الحميد تحياتي هل تعتقد أن تجربة الانصار في كردستان العراق هي تجربة خاطئة ام خطوة صحيحة.؟؟ مع الشكر".

مازالت التجربة الأنصارية الى يومنا هذا تحمل جوانب عاطفية بالغة. تتطلب الكثير من الحذر في تناول جوانبها. وسم الحزب ـ الحزب الشيوعي العراقي تلك التجربة النضالية، أي الكفاح المسلح بالإسلوب الرئيس. وقدم الأنصار تضحيات عظيمة وشجاعة. وتعرضوا للغدر ممن كانوا يعدون أنفسهم بأنهم حلفاء ـ الإتحاد الوطني الكردستاني.

طبعاً هي كفعل تُعد تجربة مهمة. ولكن حين نضعها بين إما أو، قد لا نصل الى تقويم يخدم آفاق النضال الوطني والطبقي الحالي واللاحق. وكأي تجربة كبيرة سالت على جوانبها دماء غزيزة، تحمل جوانب من هذه الحالة وتلك. كان التبرير المعلن بأنها جاءت لحماية الحزب، ولم أطرافه بعد الضربات التي شنها النظام الدكتاتوري. نعم أرى أخطاء عميقة في الإدارة وعلى الصعيد النظري حول أساليب الكفاح. ففي التعامل مع منظمات الحزب في الخارج تحول الأمر الى ما يشبه (الفزعة) العشائرية. وهنا تضرر منطق القول، بأنه وسيلة لأنقاذ الحزب. وحول أساليب النضال لا أرى صوباً موضوعياً في إعتماد إسلوب نضال أساسي واحد. وربما تدرج الى درجة الأسلوب الوحيد. حسب التجارب الأصيلة لمعظم الأحزاب الشيوعية، إنها تواصل النضال في وقت واحد بكل أساليب النضال المشروعة والمعروفة، من أبسطها الى أعلاها، مما يعطي حزب الطبقة العاملة مرونة كبيرة في الموجهات.

أعلم أنك تسألني كشخص، وأنا أرد بموجب هذا التصور. ولأننا من مجتمعات قمعية. نجد عبارات مثل هذا راي شخصي، أو مثل جمل تقول: صاحب المادة مسؤول عنها، ولا يمثل الصحفية. وهكذا دواليك. كان الإنسان يتكلم بإسم الآخرين، وليس بإسمه ورايه. أقول رأي هذا، وأنت وأنا نعلم أن لكل حزب هناك مَنْ ينطقون بإسمه.

جاء في رسالة الأستاذ طلال الربيعي نصاً: "الاستاذ العزيز عبدالحميد برتو المحترم
وحزب - بطل- بشت اشان (بطل بماذا؟) هو حزب في الأممية الاشتراكية التي تضم احزاب ما يسمى - الاشتراكية الديموقراطية - التي يمجدها البعض من ليبراليينا او ممن يبغون الى قبر الشيوعية باعتبارها بزعمهم من مخلفات العهد البائد! وهذه الأممية صمتت صمت القبور على هذه الجريمة البشعة ولم تستنكرها حتى ولو ببيان مقتضب.
والامر المهول ان الحزب الشيوعي العراقي قد درج على تسمية جزار بشت اشان, الذي ذبح العشرات من رفيقاته ورفاقه, عندما اصبح رئيس جمهورية الاحتلال, ب - صمام الامان -
مع وافر مودتي واحترامي".

أتفق معك تمام الإتفاق بصدد تقويم أحزاب الأممية الاشتراكية الديموقراطية. أما بصدد مجزرة بشت آشان فلا تمحى الجرائم الكبرى مثل بشت آشان بالتقادم. وفيما يخص جلال الطلباني فإنه يتحمل المسؤولية كاملة عن تلك الجريمة بحق الأنصار الشيوعيين مع زميله نوشيروان مصطفى. وهناك مَنْ يتحدث عن قدرة جلال على المناورات السياسية. في الواقع كل مناوراته السياسية خلال تاريخه السياسي كانت خائبة. أما ما حصلوا عليه بعد الإحتلال في 2003 فقد جاء بالتوافق مع مصالح الغزو والإحتلال، وليس عبر رجاحة العقل أو التضحيات الوطنية.

الموقف من الإحتلال: الإحتلال جريمة كبرى بحق الشعب العراقي إستهدف حقه في الحياة وكرامته الوطنية، وأضر بمستقبل الأجيال الحالية والقادمة. وكذلك قبل الإحتلال كان الحصار الإقتصادي يُعد جريمة من نمط حصار القلاع عبر التاريخ الدموي للهيمنة أو من نوع أسلحة الدمار الشامل. على نطاق الأفراد فإن كل من مضى مع الإحتلال من خلال موقع مسؤول، أرتكب خيانة وطنية. ومن المفترض أن ينظر إليها من الزاوية الطبقية كخيانة وطنية وطبقية معاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أخطاء كارثية
عبد الحسين سلمان ( 2020 / 7 / 15 - 12:04 )
السيد عبد الحميد برتو المحترم

تحية لكم . و شكراً على هذا المقال.

نحن عرفنا السيدة بشرى برتو , عندما كنا صغار واليوم نتعرف على السيد عبد الحميد برتو عندما اصبحنا كهول.

في البداية نشكر شجاعتكم في التحليل و النقد (تحول الأمر الى ما يشبه (الفزعة) العشائرية ).

وصف ماركس كومونة باريس بالخطأ Fehler / mistake .
و وصفها كذلك بالحماقة و الحماقة البطولية heroic folly /heroische Torheit .

ومع ذلك يقول عن هؤلاء الباريسون , أنهم “هبوا لاقتحام
السماء” storming heaven /Himmelsstuermern .

أنا اعتقد , أن تجربة الانصار , رغم ( نبل و عظمة الشباب و ثوريتهم العظيمة), الأ أنها كارثة وأمتداد لمسلسل أخطاء الحزب الكارثية منذا النشوء حتى يومنا هذا.

وأنا ناقشت السادة جاسم الحلوائي و المرحوم ارا خاجادور و السيد جاسم الحلواني , و خرجت بنتيجة : أن الحزب الشيوعي العراقي لم يقرأ ولم يدرس فكر ماركس , بل قرأ لينين و ستالين و مطبوعات وكالة نوفوستي و كتب معهد العلوم الاجتماعية في موسكو والتي مسخت فكر ماركس وحولته الى دين سماوي رابع.


مع التقدير والاحترام


2 - كل الشكر
طلال الربيعي ( 2020 / 7 / 16 - 02:15 )
الاستاذ العزيز عبدالحميد برتو المحترم
كل الشكر على مقالتك و ملاحظاتك الثمينة بخصوص تعليقي التي اتفق معها كل الاتفاق.
وارجو تقبل وافر مودتي واحترامي

اخر الافلام

.. رئاسيات موريتانيا: ما هي حظوظ الرئيس في الفوز بولاية ثانية؟


.. ليبيا: خطوة إلى الوراء بعد اجتماع تونس الثلاثي المغاربي؟




.. تونس: ما دواعي قرار منع تغطية قضية أمن الدولة؟


.. بيرام الداه اعبيد: ترشّح الغزواني لرئاسيات موريتانيا -ترشّح




.. بعد هدوء استمر لأيام.. الحوثيون يعودون لاستهداف خطوط الملاحة