الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بداية نهاية أردوغان من أيا صوفيا

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2020 / 7 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حرية – مساواة – أخوة

من أسباب سقوط الديكتاتوريين التمسك و البقاء في الحكم لمدة طويلة يصاحبه تضخم الأنا و الشعور بالعظمة مع التقدم في السن و الشيخوخة و فقدان الخلايا العصبية.يؤدي كل هذا لنوع من الهبل و الإضطراب النفسي و التوتر ينعكس سلبا على الكفاءة التقديرية للأوضاع السياسية و غيرها التي يجدون أنفسهم أمامها .و بالتالي يؤدي هذا لتذبذب المواقف السياسية و تناقضها و إتخاذ مواقف غير محسوبة و هبلاء تكون نتائجها كارثية .

و هذا بالضبط ما صرنا نشهده في سلوك الديكتاتور التركي أردوغان من حربه داخل الأراضي السورية و إنتهاك سيادة سوريا و تسهيل مرور إرهابيي داعش لها .ثم حربه ضد الأكراد و توغله في الأراضي الشمالية العراقية و إنتهاك سيادة العراق .ثم تدخله في ليبيا و إرسال بواخر التنقيب عن النفط والغاز في المياه الدولية و مياه قبرص و اليونان الأقرب من تركيا لليبيا و غير ذلك من العنتريات مثل إدعاء أردوغان تمثيل العالم الإسلامي بعد "فضيحة" السعودية في قتل الصحفي خاشقجي في الأراضي التركية بمدينة إسطنبول و الديكتاتور مشارك فيها بعد بروز مواطنين أتراك سهلوا المأمورية أمثال المقرب من أردوغان و مساعده ألطاي و المرافقة التركية لخاشقجي التي قيل أنه كان ينوي الزواج بها و غير ذلك ..

و الآن فضيحة أيا صوفيا التي تم تحويلها لمسجد بقرار من أردوغان نفسه ، بعدما تم تحويلها لمتحف كحل وسط بين المسيحيين و المسلمين إتخده كمال أتاتورك سنة 1934 مؤسس تركيا الفتاة ، حيث قال أردوغان سيرا على خطى أتاتورك بالحرف "أن الأمة التركية لن تسمح بتحويلها لمسجد طالما بقيت هذه الأمة على قيد الحياة" في خطاب متلفز بعد توليه السلطة مباشرة ...

و لقد عبر قداسة البابا فرانسيس الكاهن الأعظم للكنيسة الكاثوليكية عن حزنه بسبب هذا القرار. نفس الشيء عبر عنه باقي قادة الكنائس الأرثودوكسية مثل البابا تيودوروس قائد الكنيسة اليونانية في الإسكندرية و سائر إفريقيا و كذلك قادة باقي الكنائس ...

طبعا القرار فيه نوع من الإثارة لتوتير الأوضاع بين المسيحيين و الغرب عموما من جهة والمسلمين من جهة أخرى .هذا القرار بغض النظر عن فائدته المعدومة دينيا و مجتمعيا ، إذ ما الفائدة من إضافة مسجد جديد أو كنيسة جديدة على صعيد حياة مجتمعات مأزومة إقتصاديا و بيئيا يزداد فيها الفقر يوميا بسرعة جنونية ؟ لكن له أسباب سياسية بحتة تريد تأصيل فكرة جعل صورة أردوغان و تركيا كقائدين للعالم الإسلامي عوض السعودية أو إيران .

إيران مؤخرا صارت منزعجة من سلوك أردوغان في سوريا والعراق . و الأكراد أيضا منزعجين من سلوك أردوغان في سوريا والعراق .. و مصر و اليونان و أوروبا منزعجين من سلوك أردوغان في ليبيا و في تنقيب البواخر التركية في مياه البحر الأبيض المتوسط قرب السواحل الليبية ..المعارضة التركية منزعجة هي أيضا من سلوكات ومغامرات أردوغان غير المحسوبة و الخطيرة .

و الآن صار المسيحيون عبر العالم منزعجين من سلوك أردوغان إثر "غزوته" الرمزية في (أيا صوفيا) و تناقضه في تصريحاته المعلنة سابقا ...(أنظر الفيديو الرابط اسفله )

كل هذا مؤشر على شيخوخة و خطأ سياسة أردوغان في تركيا والعالم التي صارت معادية للجميع و تُدخل تركيا في دوامة إنعزالية بعد الإشادة الرمزية بالإستعمار التركي القديم لأجزاء من الأمبراطورية البيزنطية .و هذا منعطف تاريخي خطير سيؤدي حتما لظهور تيارات معادية لتركيا و مطالب بإسترجاع الأجزاء التي تم إحتلالها قديما مثل منطقة الأناضول التي توجد الكنيسة المعنية أيا صوفيا على أراضيها بمدينة القسطنطينية .

أليس هذا يعني ان نهاية أردوغان صارت قريبة و أن عالما جديدا بعد أزمة كورونا يلوح في أفق تركيا بالضبط على الحدود مع أوروبا؟؟؟..

رابط الفيديو
https://www.youtube.com/watch?v=gE44ox_SR4w








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القبض على شاب هاجم أحد الأساقفة بسكين خلال الصلاة في كنيسة أ


.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا




.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل