الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاريخ الصابئة المندائيين للكاتب نبيل الربيعي

نصير الحسيني

2020 / 7 / 15
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


عن دار الفرات للثقافة والإعلام في بابل صدر للباحث والإعلامي الصديق نبيل عبد الأمير الربيعي كتاب (تاريخ الصابئة المندائين في العراق.. أصولهم ومعتقداتهم)، حيث يقع الكتاب في 544 صفحة من الحجم الوزيري، ويتكون من أربعة عشر فصلاص. تناول الباحث في الفصل الأول منه المندائيين أصلهم وتاريخهم بشكل عام ونبذة مختصرة عن بعض الصابئة وأنبيائهم، وتشير كلمة مندائي إلى العارف – مدعا – مندا – داعية – دعوة، ثم ظهر تسمية صابئي التي تعني يرتمس أو يتعمد.
وجاء في الفصل الثاني ذكر أصول الصابئة ولغتهم وما تعرضت له هذه الديانة، وعلاقة الصابئة بالآخرين. ثم تطرق الباحث في الفصل الثالث من الكتاب إلى كتب الصابئة المندائيون المقدسة ومعتقداتهم، وأركان دينهم ومعتقدهم، إبتداءص من كتاب (كنزا ربا) والكتب والمخطوطات التي صنفها الباحث إلى ثلاثة مجاميع. وفي الفصل الرابع تناول الباحث الحياة العامة للصابئة وطقوسهم، مثل الصلاة والتحية والسلام والصوم والصدقة والقرابين وموقفهم من التنجيم والسحر والفلك، وغير ذلك من القضايا، على هذا النحو تطرق الباحث في الفصل الخامس إلى عادات الخطوبة وعقود الزواج وطقوس الولادة والميراث، وحسب الأساطير المندائية فأن (هيبل زيوا) حين تزوج (زهريل) أعطاها ثوباً مرصعاً بالأحجار الكريمة، ووضع في اصابعها الصغيرة الياقوت والزمرد. ص275.
وعلى هذا الأساس فأن الصابئة هم الذين يجهزون العريس العربي بالمجوهرات، ويعامل وكأنه ملكاص في مراسيم العرس. ثم يتطرق الباحث في الفصل السادس إلى الحساب الزمني والكائنات الإلهية أو ناقلات الأرواح ورؤيتهم للفلك والكواكب، ثم عرج الباحث على المعراج في الديانة المندائية وطرق اختيار رجال الدين عندهم وأقسام الصابئة ورأس السنة المندائية الذي يسمى يوم الحاجات وطقوس التعميد عندهم. وتناول الباحث في الفصل السابع طقوس وأعياد الصابئة التي أقرتها الدولة العراقية، مثل العيد الكبير (دهو ربا)، والعيد الصغير (عيد الأزهار/ دهو حنينا)، وعيد الخليقة البرونايا (البنجة، عيد يحيى، وأيام الصوم وأعياد أخرى مثل عيد شوشيان والمدفانو ذخراني وعيد ديمونو (دهوا اد مانيا) وعيد عنشي وزهاي، وطقوس الصوم وعلاقتها بالرقص والموسيقى التي تعتبر ممنوعة عندهم غير أن دراويش الصابئة لهم نظرة خاصة حول الطبيعة.
وضم الفصل الثامن طقس التعميد (مصبتا)، حيث يتناول جدلية الماء والنور والطهارة (الرشامة)، والملابس (الرستة)، وطقوس التعميد وكيفية التعميد، وتعميد المرأة والأغتسال. ومما يذكر عن (شوم ياور) وهي عبارة عن حلقة من ذهب يلبسها الكاهن في خنصر اليد مكتوب عليها (شوم ياور زيوا) لممارسة التعميد حسب ديانتهم:
(وخاتمي بيميني)
ليكن الصلاح نصيبكم ككل (يخاطب الرستة) والثبات لي.
أما الفصل التاسع فقد حزم أماكن العبادة المقدسة (المندي) بيت العبادة والرموز الدينية (الدرفش، الاسكندولا, سكين دولة والشوم ياور (اسم الله)، المركنة (الصولجان)، الأكليل (كليلة)، التاغة (التاج)، النحلة).
وهناك دعاء خاص بالأكليل:
(مندا خلقني
وأثري نصبني
البسوني الضياء
وغمروني بالنور
هزبان وضع الاكليل فوق الرأس
أنا فلان بن فلانة.
وينتقل الباحث في الفصل العاشر إلى علمائهم ودرجاتهم المكونة من الاشكندة والحلالي والترميذا والكنزبرا وريش إمة (الأرشمة) والرباني، ويتطرق إلى طعام رجال الدين وطرق صناعة الفطائر الخمس والصا، ويلتفت الباحث إلى تشكيلاتهم القيادية في العراق.
ويبحر الباحث الربيعي في الفصل الحادي عشر إلى الطعام والشراب في الطقوس المندائية، والطعام (اللوفاني)، ويسلط الضوء في الفصل الثاني عشر على طقوس الموت عندهم، وضم الفصل خمس مباحث تناول فيها الموت وعالم النور وغسل المحتضر والحياة الآخرة، وشعائر تناول الطعام على روح الميت وطقوس الاحتفال الديني (انكوتا) وطريقة حفر القبر والنياحة ومصير الأوموات والعقوبات في الآخرة.
أما في الفصل الثالث عشر يتناول الربيعي سيرة اعلام الصابئة وموزهم الدينية والأدبية والثقافية والعلمية وشخصياتهم المعاصرة، ومفردات لغتهم وذكر منهم أبو اسحق الصابي وثابت بن قرة والبتاني وآخرين. ومن علمائهم د. عبد الجبار عبد الله رئيس جامعة بغداد في اول جمهورية عراقية والشاعر الألمع عبد الرزاق عبد الواحد والشاعرة الجميلة لميعة عباس عمارة وآخرون. وينتهي الباحث في الفصل الرابع عشر إلى معتقدات الصابئة وما حرم عليهم من عبادة الكواكب والسحر، ثم ينحو إلى بعض المصطلحات المندائية.
والباحث نبيل عبد الأمير الربيعي باحث جاد واعلامي من مواليد 1958م/ الديوانية، تخصص بكتابة وارشفة تاريخ الاقليات، وسبق له أن اصدر كتب عن يهود العراق ونصارى العراق، وله اكثر من عشرين كتاباً، ومهتم بأرشفة التاريخ وشخصياته، وكتب أيضاص عن مدينته الديوانية ولا زال ينبش في شتى المسائل، ويعد هذا المنجز من الكتب المهمة التي تتطرق إلى اقلية مهمة من العراقيين التي تركت بصمتها في كل مكان عملت فيه. وفي الختام التحية للصابئة المندائيين ونبارك لصديقي نبيل الربيعي على هذا الاصدار وتفضله باهداء نسخة منه تضيف لمكتبتي عطراً جديداً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا تنظر في حصانة ترامب الرئاسية في مواجهة التهم


.. مطالب دولية لإسرائيل بتقديم توضيحات بشأن المقابر الجماعية ال




.. تصعيد كبير ونوعي في العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل|


.. الولايات المتحدة تدعو إسرائيل لتقديم معلومات بشأن المقابر ال




.. صحيفة الإندبندنت: تحذيرات من استخدام إسرائيل للرصيف العائم س