الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ربع قرن

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2020 / 7 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


قبل ربع قرن ، وفي أيام الشباب ، أجرت معي محطة تلفاز محلية ، مقابلة حول المرض النفسي ، والمسار التأهيلي المخصص لهذ الشريحة في مدينتي ، وتطرقت المقابلة الى سبل العلاج الطبي والعلاج التقليدي .... وهذا رابط لهذه المقابلة ، التي عرضتها محطة التلفزيون مجددا وبعد ربع قرن ، على صفحتها الفيسبوكية .
https://www.facebook.com/308443283119620/videos/194948978528554
وتزامن عرض المقابلة مع جريمة قتل لزوجة طعنا ،على يد زوجها ، وبحضور ابنتهما ذات الخمس سنوات ، والتي تمت مشاهدتها عبر كاميرات الفيديو تفر هاربة ، مرتعبة ومولولة من هول ما شاهدت ..
تردد بعد ذلك في وسائل الاعلام وشبكات التواصل بأن القاتل يعاني من مرض نفسي ، وكأن " المريض النفسي" مرشحٌ سلفا ليكون قاتلا أو مجرما.. وكثُرت النصائح للأهل أن يمتنعوا عن تزويج بناتهم للمرضى ومتعاطي المخدرات وغيرهم من اللذين يميل المجتمع لوصمهم بوصمة عار ، كباقي المعاقين وخاصة أن البنى الثقافية المجتمعية ما زالت تؤمن بالتقسيم الجندري للأدوار التي يجب أن تؤديها المرأة أم ، زوجة مطيعة وربة بيت ، بينما على الرجل أن يكون المعيل والحاكم المسيطر بلا منازع على الأسرة.
النصائح المُقدمة هي بمثابة تهرب من المشكلة ، ولم تضع "يدها" على مكامن الوجع، والتي هي في الأساس غياب الوعي المجتمعي ، عدم التوعية لمخاطر المخدرات في المدارس والمؤسسات الجماهيرية ، التغاضي عن تجار ومروجي المخدرات، بالإضافة الى عدم الاستعانة بأهل الإختصاص في حالات الإضطراب النفسي وتفضيل المشعوذين عليهم ، بحيث يُصبح التفسير للمرض ، تفسيرا تقليديا موغلا في التاريخ الإنساني ، حينما فسّر الانسان كل ما يواجه من ظواهر طبيعية واضطرابات نفسية ، بأنها من فعل قوى شريرة وغيبية .
لم يتجاوز مجتمعنا وثقافتنا العربية هذه التفسيرات بعد ، لذا نرى أعداد المصابين والمضطربين نفسيا في ازدياد ، والذين لم يتم تشخيصهم وعلاجهم طبيا ، مما يؤدي بالتالي الى زيادة حالات العنف والجريمة الغير مفسرة والغير مبررة .... لكن بالمُقابل فهذه المجتمعات العربية ، وعلى عادتها، ما زالت تُهاجم الضعيف والذي يكون بحاجة الى التعاطف ، الدعم، المساندة والعلاج، وتنحني "إجلالا وإكبارا " للقوي وإن كان ظالما ..
وبالحديث عن الإضطرابات المخفية والتي يتم تفسيرها على أنها حالات تَلَبُّس، وبالتالي تجب الاستعانة بمشعوذين وطاردي أرواح شريرة ، الذين لا "يطردون" سوى النقود القليلة من جيوب الفقراء ، مما يؤدي الى أن يبحث هؤلاء عن علاج ذاتي لمشاكلهم واضطراباتهم ، وتكون المخدرات على أنواعها هي العلاج ... وللتوضيح فقط فإن التقديرات تُشير إلى أنّ 10% من مدمني المخدرات ، قد بدأوا بالتعاطي كوسيلة علاجية وهو ما يُطلقُ عليه اصطلاحا ال- self medication.
مجتمعنا يُعاني من العنف والجريمة التي تأكل الأخضر واليابس ، ولكن المجتمع يستقوي على الضعفاء ويبجل أسياد الجريمة ، يجلهم ويتقرب منهم .
وملحوظة صغيرة عن المقابلة ، فقد أعادتني الى أيام الشباب واشعرتني بالسرور والغبطة ... شوفوني وانا شاب ....هههههه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة