الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هي الأسئلة المهمة في زمن العدوان والجائحة ؟

منذر علي

2020 / 7 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


إنَّ الأسئلة المهمة التي ينبغي أنْ نطرحها على أنفسنا في هذه اللحظات المصيرية من تاريخ بلادنا، ليست هي الأسئلة البلهاء من قبيل: لماذا تكرهنا السعودية ، وتدبر لنا المكائد القاتلة؟ و لماذا تغزونا إيران، بوسائل متعددة؟ و لماذا تطمع تركيا وقطر بأرضنا؟ ولماذا تتآمر علينا الإمارات؟ ،و لماذا تضحك علينا الأمم المتحدة، والأمم المتفرقة؟ هذه الأسئلة بلهاء ، والسبب هو أنَّ الدول القوية ، اقتصاديا وعسكرياً تسعي ، عبر التاريخ ، للتوسع الجغرافي وتعزيز قوتها على حساب الدول الضعيفة. نقطة على السطر. و لذلك فأنَّ الإنسان السوي، وأقصد غير المعطوب بالجنون و الحماقة، لا يسأل هذه الأسئلة، فهذا شأن أولئك الذين أرادوا أنْ يفترسوا وطننا، لتعزيز قوتهم، وليس شأن الضحايا، الذين يجب أنْ يسعوا للحفاظ على سيادة وطنهم، ومواجهة العدوان والجوائح المختلفة ، وصيانة عزة شعبهم، وتحقيق تقدمه.
***
ولذلك فأنَّ الأسئلة الجوهرية التي ينبغي أنْ تُسْأَلْ، هي : لماذا نكره أنفسنا، ونستمتع بكره السعودية وإذلالها لنا؟ لماذا نُسِّهل لإيران غزوها الماكر، المتعدد الأوجه، لبلادنا؟ و لماذا نُمِّهد الطريق لتحقيق أطماع تركيا التاريخية في بلادنا، ونساعد قطر على ممارسة نزواتها السياسية في وطننا؟ ولماذا نُجَمِّل ، دون خجل، مؤامرات الإمارات، الظاهرة والمستترة، ضد بلادنا والتمويه على سعيها المحموم من أجل احتلالها لجزرنا وموانينا؟ لماذا نسعى، كشعب ، لأن نتوزع إلى فرق متصارعة ، تابعة للقوى الخارجية المتنافرة، الطامعة في وطننا ، ونغدو أضحوكة أمام العالم ، المتمدن والمتخلف على حد سواءَ ؟ لماذا لا نطرح مثل هذه الأسئلة المهمة والشجاعة على أنفسنا؟ هل فكرنا؟
***
لماذا نخضع كالعبيد لأعداء الوطن، وننفذ مشاريعهم ، و لا نحاور خصومنا السياسيين المحلين ، وشركاءنا في الوطن ، ونسعى للبحث عن القاسم الوطني المُشترك ، بل ننزع ، بتهور، لنعت مخالفينا بكل الأوصاف الشيطانية، التي لا تلبي سوى رغبات القوى الخارجية الطامعة بوطننا ، وترضي نزعاتنا العدوانية الغبية؟ لماذا نغرق في نشوة لذيذة ، ويتملكنا الحماس الشديد والبليد ، وننشد الزوامل الحربية، و ندغدغ مشاعر الحشود المجنونة، استجابة لنفير الحرب المُلعونة، التي يعلنها هذا الطرف أو ذاك، ونحطم بيتنا المُشترك والجميل ، ونأكل لحم بعضنا البعض، المطبوخ على وقيد الكراهية القبلية والطائفية والجهوية ، ثم نقف على مشارف الهاوية، قبل السقوط ، و نمارس التفاخر بحكمتنا، التي لا تموت، و نشعر بنشوة الانتصار، الذي لم يأتِ ، و نتلذذ بانتصار كثرة الجهل على قلة العقل ، ثم نمجد ضحايا غباءنا المنفلت ، وننسى اليتامى والأرامل ، ولا ندرك أننا أوقعنا أنفسنا في مقلب تاريخي لا قرار له، ستبقى آثاره الثأرية عشرات وربما مئات السنين؟ ألا ترون أننا نسأل الأسئلة الخطأ والجبانة ، ونتجنب طرح الأسئلة المهمة والشجاعة التي من شأنها أنْ تجنبنا الكوارث القائمة والمستقبلية ؟
***
ترى ما ذا ربح اليمنيون من الحروب، على الأقل، خلال الفترة الممتدة بين 1986- 2020 ؟ هل خدمنا الأغلبية الساحقة من شعبنا في تلك الحروب؟ هل أنصفنا ضحايا تلك الحروب؟ هل أزلنا الآثار النفسية والقبلية لتلك الحروب العبثية ؟ هل تعلمنا من تجارب تلك الحروب ، بحيث لا نكررها ؟ الجواب: لا. والسبب هو أنَّ الأنانية والانتهازية والجهل تسكننا، وتعمينا عن رؤية مصالح شعبنا الحقيقية ، وتجعل كل جماعة قبلية صغيرة ، أو طائفة دينية أو سياسية أو جهوية ، هنا أوهناك ، ترى في نفسها شعباً بذاته، وتقيم في كيانٍ جغرافي مستقل عن الوطن وعن مجموع الشعب.
والآن سؤال أوجهه لقوى الخراب: من منحكم الحق لتقامروا بمستقبل وطننا وشعبنا والأجيال القادمة؟ ألا تخجلون من أنفسكم أيها الأوغاد ؟ أنظروا إلى وجوهكم القميئة في المرآة، أيها المجرمون، فهي لا تكذب!
***
ولذلك لا غرابة أنْ نكون قد ساعدنا الأعداء ونشرنا الفيروس التاجي،و أفلحنا في صناعة الموت والخراب ، وتحطيم الأحلام الكبرى لشعبنا في مواجهة العدوان ، والحرب ، و تجاوز التخلف و تحقيق الحرية والعدالة والتقدم.
لنفكر بعمق ، وبشجاعة ، دون تهيب ، حول الأسئلة الجوهرية والمهمة التي ينبغي أن نطرحها اليوم على أنفسنا، آملا في تجاوز المحنة القائمة التي تعصف بوطننا وشعبنا.
فهل نمتلك الشجاعة لطرح الأسئلة الجوهرية والإجابة عنها بموضوعية، أم أننا محاصرون بقبائلنا وغبائنا، وليس أمامنا من خيار آخر سوى المزيد من الانحطاط والموت ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت