الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحَقَ عليهم القول ..(الكهرباء قصيدتي)

مالك جبار كاظم

2020 / 7 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


في أيام الدولة العثمانية كان الغش في البضائع سمة للكثير من التجار الذين يستغفلون الناس من أجل زيادة أرباحهم, وبعد أن علم الوالي بأمر هؤلاء قرر تعيين موظف متخف لمراقبة السوق أطلق عليه اسم (الشلايتي) . لكن التجار كشفوا حقيقة هذا الموظف فقاموا برشوته بالمال مما حدا بالخليفة الى تعيين شخص آخر لمراقبته أسماه (السرسري)، ومع ذلك تم رشوته فاضطر الوالي لتعيين موظف آخر يراقب الإثنين أطلق عليه اسم (السربوت) . وأيضا سقط في فخ واغراءات التجار كسابقيه، وبدأ(السرسري والشلايتي والسربوت) يتقاسمون الرشى بينهم، والمتضرر الوحيد من فسادهم هو المواطن, ولم يكتف هؤلاء بفسادهم المالي بل انهمكوا بالجري وراء بائعات الهوى وأصبحوا مثلا يضرب في الرذيلة والفساد والإنحراف.
ليس الغريب ان تعاد كل سنة ازمة الكهرباء في نفس الموسم, للارتفاع الشديد في درجات الحرارة التي تفوق نصف درجة الغليان في اغلب محافظات العراق, وانهيار كبير في توليد الطاقة الكهربائية مسبباً ازدياد ساعات الاطفاء غير المبرمجة, ولا نريد الخوض في فساد الانفاق والمليارات المهدورة على بناء وتجهيز محطات التوليد الكهربائية لان الجميع يعرف اين ذهبت وتحت اي غطاء, ولكن ما يطل علينا في كل ازمة صيفية طيلة الفترات السابقة من يريد ان يسرق الاضواء ( كمسؤول مخلص ) ويضهر نفسه بانه بطل الساحة ويكون هو المخلص المنقذ لهذا الشعب المظلوم ببادرة لا جدوى منها ولانفع , وما مبادرة الحلبوسي الاخيرة الا بنفس هذه الشاكلة من سابقاتها .
ووصفت هذه الخطوة انها ستكشف الكثير من عمليات الفساد في العقود الخاصة بالكهرباء منذ سنوات عدة, وان من حق الشعب معرفة الاموال التي صرفت واين ذهبت اكثر من 40 مليار دولار على الكهرباء وهم يعانون الظلام والحر الشديد في ظل هذا الصيف اللاهب.
فسيعمل على تنفيذ هذه الخطوة كل من رئيس لجنة النفط والطاقة, ولجنة النزاهة, ولجنة الخدمات والاعمار, ولجنة الاقتصاد والاستثمار, وديوان الرقابة المالية, وهيئة النزاهة , ومدير التحقيقات في هيئة النزاهة ,(فما أشبة اليوم بألامس).
لقد تعاقب على وزارة الكهرباء منذ تأسيسها عام 2003 بعد أن كانت هيئة الكهرباء منذ عام 1999 وقبل ذلك كان قطاع الكهرباء ضمن تشكيلات وزارة الصناعة والمعادن, الهارب ايهم جاسم السامرائي, محسن شلاش, كريم وحيد, حسين الشهرستاني(مصدر الطاقة الفائضة منذ 2013), رعد شلال, كريم عفتان الجميلي, قاسم محمد الفهداوي (صاحب جملة استخدام الكيزر في الصيف), لؤي حميد الخطيب, وآخرهم ماجد مهدي حنتوش.
بعد ان تعاقبت على وزارة الكهرباء كل هذه الاسماء فمنهم تعهد بتصدير الكهرباء بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي عام 2013 ولكن وصلنا للعام 2020 ولا زال ‫العراق بدون كهرباء, ومنهم من وضع اللوم على المواطن بانه( يترك الكيزر مشتغلا ً) ونحن في بلد تصل درجة الحرارة فيه اكثر من نصف درجة الغليان, ومنهم من سرق المليارات وخرج بالرعاية الامريكية , ومنهم ومنهم . ولا زلنا الى اليوم تعاد نفس الكرة ونفس التصريحات ونفس المبادرات, وان خرج المواطن للتظاهر من شدة الحر وبسبب الانقطاعات المتكررة والطاقة المجهزة غير المستقرة التي لحقت الضرر الكبير بالعديد من الاجهزة الكهربائية للمواطن الفقير, وصف بانه من اتباع الجهات التي لاتريد استقرار العملية السياسية وبانه من تلك الجهات ذات الاجندات الخارجية .
فهل سيستطيع الشلايتي والسرسري والسربوت مجتمعين من ان يجدوا لنا حلا لازمة الكهرباء ؟ وهل سيوقف الفساد ؟
قال تعالى ((أولئك الذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والانس انهم كانوا خاسرين)) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفكيك حماس واستعادة المحتجزين ومنع التهديد.. 3 أهداف لإسرائي


.. صور أقمار صناعية تظهر مجمعا جديدا من الخيام يتم إنشاؤه بالقر




.. إعلام إسرائيلي: نتنياهو يرغب في تأخير اجتياح رفح لأسباب حزبي


.. بعد إلقاء القبض على 4 جواسيس.. السفارة الصينية في برلين تدخل




.. الاستخبارات البريطانية: روسيا فقدت قدرتها على التجسس في أورو