الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندنا المخطِطون مُحَنطون

جميل النجار
كاتب وباحث وشاعر

(Gamil Alnaggar)

2020 / 7 / 22
الادارة و الاقتصاد


تختلف أهداف ومرامي التخطيط، في عالمٍ يتسم بالتكتُل والتغيُّر المُتسارع والمُتنامي، من أمةٍ لأخرى أومن تكتُّل لآخر، ففي الوقت الذي تتبنى فيه الدول المتخلفة خُططاً مستوردة؛ قد لا تتفق في الغالب مع ظروفها الخاصة، في ظل مناخات رديئة من التخلف الحضاري وشيوع الجهل والرياء واللامبالاة والأنانية على حساب المصالح العامة؛ سقطت منها في الطريق كل النظم والنظريات الاقتصادية؛ فلم يستفيدوا من الاشتراكية أو الرأسمالية واقتصاديات السوق أو الاقتصاد المختلط ولم ينفعهم التخطيط الإقليمي أو المركزي أو المحلي وخلافه؛ وراحوا يركزون فقط على الاقتصاد الحائر أمام سياسة الانفتاح والسياسات الحمائية والغارق في مستنقع التناقضات المقدسة وعجز موازنة يُغذيها التضخم والاقتراض؛ لتوفير رغيف الخبز؛ بدلا من التركيز أولا على التنمية البشرية وإحداث ثورة ثقافية تنسف – ولو بفوهة البندقية- الأفكار والأيديولوجيات التي تُكرس التواكل والتمييز وتحارب الحداثة والمدنية أو العلمانية والعولمة، وتُرسخ الإرهاب والطائفية التي تغذيها الأديان الجهادية والقوميات المهترئة وأنماط السلوكيات والعادات البالية، والنهوض بالتعليم ليواكب الثورات العلمية والتكنولوجية المتلاحقة؛ حتى يتثنى لنا أن نجد موطيء قدم وسط الزحام القادم في ساحات علوم المستقبل أو ما يعرف اصطلاحاً بـ "العلم العميق". ونكبح جماح الانفجار السكاني؛ الناتج بالأساس عن أفكارها التكاثرية المتَخلِفة، ومكافحة الفقر، الذي يمكن أن يتحول –في ظل محدودية الموارد، والتكاثر السكاني الطُفيلي، والتخطيط المركزي المُحنَّط، الذي يعتمد على السلطة أكثر من اعتماده على قواعد البيانات التفصيلية ومؤشرات الأسواق؛ واستناده على المتوسطات والاتجاهات العامة، واسترشاده بالمبالغات البعيدة عن حقيقة الأوضـــــاع التي لا نرغب في مواجهاتها؛ لتعارضها مع ما نعتقد بأنه واقعي وهو أبعد ما يكون عن الواقع الموضوعي؛ ووقوعه؛ تبعــاً لذلك، أسيراً للبيروقراطية وتبديد الموارد، وهشاشة الهياكل التنظيمية والإدارية وتراخي التشريعات والضوابط، وضعف التمويل والاستثمار، والفقر التكنولوجي، وسُعــــــار الأسعـــــار، والبطالة الصريحة، وعِبء الدين الأجنبي... الخ – كل هذا؛ يمكن أن يُحيل الفقر إلى مجاعةٍ.
والبداية التدريجية تأتي عن طريق تأمين الإنتاج الغذائي بدلاً من استيراده؛ تمهيدا ًللانتقال من مجتمع الاستهلاك الشَرِه إلى مجتمع الاستهلاك المُقْتَصِد ثم مجتمع الإنتـــــاج فالوفــــرة... الخ؛ ولو قامت مثل هذه الدول المتخلفة بمعالجة مشاكلها المزمنة تلك أولاً؛ لربما كانت قد أفلحت في الانعتاق من ربقة تخلفها المُزمن والموجع، ولازالت الأمم المتحدة تحاول - ببرامجها الإنمائية- المساعدة، بتقديم مِنَح الدول المتقدمة، والتي رأت بخبرتها أن لا فائدة تُرتَجى من مثل هذه الدول؛ لاعتمادها على أفكارها ومعتقداتها التي جاوزت عمرها الافتراضي وعفى عليها الزمن وأصابها الجمود؛ فبدأت في تقليص معوناتها، سواء المشروطة منها أو غير المشروطة، واقتصرت شروطها على ضرورة قيام دولنا الفاشلة بالإصلاح والشفافية وتعزيز الديموقراطية وحقوق الإنسان – التي ندعي بجهلٍ مفضوح وساذج بأن الدول الكبرى تُزايد بها علينا أو تتاجر بها على حسابنا ولا نمل من تعليق عجزنا على هذه الشماعة التي اختلقناها لنُبرر فشلنا ونحن نتلكأ في مستنقعات الفساد ونتخبط في حانات الفكر المترنح بفعل التناقضات التراثية الصحراوية التي طغت على أول بذرة حقوق انسان صاغها أجدادنا الفراعنة العظام فأوجدت حضارة متسامحة وراقية منذ فجر التاريخ. في حين نجد الأمم المتقدمة تواصل التخطيط بوعيٍ علمي مُنظم ودَأَبٍ لا يَكَل؛ لصيانة مواردها، وبعقلانيتهم وكفاحهم قد جعلوا منها (أي الموارد) شيئاً تتضاءل أهميته النسبية؛ لتخليقهم بدائل من المواد المُصَنَّعة Man-Made، ولا يملون من تقليب الأوضاع؛ لتقييم عنصر الكفـــــاءة و" مدى الفاعلية" وإعادة تنظيم المنظومة الحضارية وتحديثها برمتها وتحديث التوطن الصناعي بالصناعات غير التقليدية وتدشين التوطن الصناعي الأحدث للمواد ما دون الذرية والنانو تكنولوجي المستقبلي؛ وذلك من خلال التوعية بالمزيد من أهمية المعرفة العلمية في الإنتاجScience Knowledge Intensive ، وتوسيع مناطق الترويح والسياحة؛ لمزيدٍ من إسعاد مواطنيها بعد أن تشبعوا بالرفاه، في ظل نسائم العقلانية والموضوعية و" فقه الأولويات".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ونكبح جماح الانفجار السكاني
هانى شاكر ( 2020 / 7 / 23 - 00:42 )

ونكبح جماح الانفجار السكاني
_______________


حكمنا حثالة البشر ( فاروق ، ناصر ، السادات ، ابو ريالة ، ابو زبيبة ، و ابو جلمبو ) فافقرونا و اذلونا و باعونا للأخوان و السلفيين و تركونا نتكاثر كالحشرات .. وصرنا بلا ثمن و بلا قيمه

شيوخ البترول ( يتزوجون ) بناتنا المراهقات ب 500 دولار للموسم .. و جنرلاتنا يستخدمون اولادنا المراهقين للعمل بالسخرة مجانا فى مزارعهم و قصورهم ( مجندين ب 300 جنيه اى 15 دولار فى الشهر ) ...

من أين نبدأ؟

الحل يحتاج الى 100 عام .. تدريجيا و سلميا .. ينزل فيها التعداد من 100 مليون الى 15 مليون .. ، .. و حجم الفساد من 100 % الى 20 % .. ، .. و يتم فصل الدين عن الحكم و الحياة العامة

....

اخر الافلام

.. صندوق النقد الدولي: تحرير سعر الصرف عزز تدفق رؤوس الأموال لل


.. عقوبات أميركية على شخصيات بارزة وشركات إنتاج الطائرات المسيّ




.. متحدث مجلس الوزراء لـ خالد أبو بكر: الأزمة الاقتصادية لها عد


.. متصل زوجتي بتاكل كتير والشهية بتعلي بدرجة رهيبة وبقت تخينه و




.. كل يوم - فيه فرق بين الأزمة الاقتصادية والأزمة النقدية .. خا