الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مساهمة في يوتوبيا عراقية مؤجلة الحلقة الثانية

ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)

2020 / 7 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بل" يمكن ان يكون قد ترك خميرة يمكن اعادة تشكيله منها، واين يمكن ان توجد الخميرة بشكل اجود وبامكانات تشكيل افضل في غير العنصرين الاول والثالث، وهما متجانسان مع الثاني على الوجه الافضل، بذلك يصبح نشاط العنصر الثاني في تشكيل الخميرة امرا اساسيا" والسؤال هل ترك حزب البعث مثلا خميرة؟ نعم ترك خمائر وليست خميرة واحدة ، تعيد تشكيل نفسها كلما اقتضت الضرورة ولو طبقنا الخميرة على تنظيم داعش الارهابي لوجدناه انه وبفضل عنصره الثاني /النخبوي الذي ظننا انا قضينا عليه قد ترك خميرة سرعان ما تشكلت بواسطتها قوى جديدة لداعش ها هي اليوم تشن هجمات وان كانت بسيطة الا ان هذا الموضوع يبين خطورة الخميرة التي يتركها حزب او حركة او تنظيم معين، بواسطة عنصره الثاني الذي اشرنا اليه، لذلك لطالمنا اكدنا ان داعش ليس تنظيما بسيطا فحسب بل وان القضاء عليه لا يكون فقط عسكريا بل فكريا كذلك لانه يحوي عناصر قد تركت خميرة له في كل مكان قادرة على التشكل وهنا ينبغي دراسة هذه الخمائر ومحاربتها كي لا يكون قادرا على اعادة تكوينه مرة ومرات ، وفي هذا السياق رايت تقريرا يسلط الضوء على عوائل داعش المعتقلين في المعسكرات بين العراق وسوريا وفي اللقاء مع احدى زوجات الدواعش قالت نصا "لو رجع التنظيم لرجعت اقاتل في صفوفه" هذه احدى الخمائر الاساسية في ادامة زخم التنظيم . وهذا الامر ينسحب على كل الحركات المسلحة العقيدية بغض النظر عن ايديولوجيتها.
• صانع الخميرة :.........
ونقصد به العنصر الثاني في الحزب اي حزب او حركة او تنظيم وينبغي مراقبته في :
1- فيما يفعله حقيقة .
2- فيما يهيئه على افتراض انه سيقضى عليه ، وهنا يعلق غرامشي عن هاتين النقطتين بالتحديد " من الصعب تحديد اي من هاتين النقطتين اكثر اهمية ، فان ضرورة التفكير بامكانية الهزيمة في الصراع، تجعل تهيئة خليفة للحزب، لا تقل اهمية عما يقام به لاحراز النصر " بالنتيجة ، نحن امام الطبقات النخبوية العقيدية في الاحزاب والتي تمارس تهيئة الخمائر لهذه الاحزاب بعد نفوقها مستقبلا فهي تعد العدة لهكذا امور .
كما نحن امام ما يسميه غرامشي "العجرفة الحزبية" والتي تفضلها بعض الاحزاب على الوقائع العينية ، فعندما لا يستفيد الحزب من الوقائع في البلد ولاتجري وفق رؤاه، نراه يتجه الى العجرفة تجاه المجتمعات .
كما حذر غرامشي من الاحزاب التي تلعب لعبة غيرها ،لان بعض الدول تريد اضعاف دول فتستغل هذه الاحزاب ، وهنا "ينبغي للاحزاب ان تتفادى حتى المظهر المبرر لكونها تلعب لعبة غيرها وبشكل خاص ان كان هذا دولة اجنبية ولكن لو حاول احد استغلال هذا فلن يكون بالاستطاعة عمل اي شيء" (الامير الحديث، م س، ص58.
اذن الاحزاب ستكون محرجة عندما تتهم انها تابعة لدول نفوذ اقليمي ودولي فلذلك هي تتفادى حتى المظهر المبرر لكونها تلعب لعبة غيرها ، نحن هنا امام مجموعة احزاب، متنوعة الايديولوجيات. لكنها تتفق في العراق على ان تلعب لعبة غيرها من دول اقليمية او عالمية ، وهذه الدول تعمل على اضعاف العراق لغرض الاستفادة منه وبشكل كبير ، هذا الاضعاف للسيطرة على موارد البلد وكل شيء فيه وتمرير النفوذ من خلاله، كما انه يصعب استبعاد "ان يلعب حزب سياسي ما يمثل فئات مسيطرة او حتى فئات ملحقة ، دور الشرطة اي : دور المتعهد لنوع من النظام السياسي او القانوني" وهكذا تلعب بعض الاحزاب والحركات هكذا نوع من الحماية لنظام رجعي او فاسد وليس من المستبعد ان تؤدي دور في قتل وقمع الجماهير المنتفضة بواسطة جماهيرها المذكورة في العنصر الاول الذي ذكره غرامشي ومن الممكن بشكل كبير ان تقوم هذه الاحزاب بدور القمع الكبير ، وتسهم عبر الياتها في القمع والترهيب "بعرقلة سير قوى التاريخ الحية " ممثلة بكتاب وتنويريين ومؤسسات فاعلة ، نستمر مع غرامشي لنعرف هل ان الاحزاب لدينا تستحق ان يطلق عليها لفظة حزب ؟ بمقارنة مع ما ذكره نعرف انها ليست احزاب ، فالحزب التقدمي "يعمل ديموقراطيا والرجعي يعمل بيروقراطيا مع مركزية مقيتة " والاحزاب العراقية ما بعد 2003 ليست سوى احزاب بيروقراطية مع نظام مركزي مقيت وليست "سوى منفذ لا يملك اتخاذ قرار ، فهو عندئذ جهاز شرطة تقني واطلاق حزب سياسي عليه مجاز مجرد ذو طابع خرافي" (الامير الحديث، غرامشي ، م س، ص59).

• مدخل الى العدالة الاجتماعية في نظام الامير الحديث:

ان النشاط الاقتصادي الذي سينقذ الدولة يعود حسب غرامشي الى المجتمع المدني بالتالي على الدولة عدم التدخل في تنظيمه ، وفي الحقيقة ، ان المجتمع المدني يتماثل والدولة ، لذا يرى غرامشي انه من الضروري التسليم بأنه حتى الليبرالية تشكل نوعا من تنظيم ما لنوع ما من الدولة ، بالتالي نحن نصل الى المنهج الليبرالي في قيادة الدولة ،فالليبرالية حسب غرامشي هي "برنامج سياسي مقدر له ،بقدر ما يتحقق ، ان يغير كوادر الدولة الاساسية وبرنامجها الاقتصادي " اي ان يغير نمط توزيع الدخل القومي، ان الليبرالية ان تحققت يتحقق معها نوع من العدالة الاجتماعية ، فهي برنامج سياسي وحكومتنا تفتقر لتحقيق برامج سياسية واقتصادية اذ لو كانت الحكومات العراقية تحقق برامجا اقتصادية لتغير نمط توزيع الدخول ولما بقينا تحت لعنة النفط وبهذه الصورة الريعية الفاسدة .

• المثقف ودوره في مقاومة الاستبداد والفساد:
واحدة من اهم المشاكل التي نعانيها هو عدم التصدي من قبل المثقفين لمشاكل الدولة التي يسببها السياسيون ووضع النقاط على الحروف لايجاد الحلول، بل اننا نجد ان الكثير منهم يشكل جزءا من خطاب السلطة ، وهذه اشكالية كبيرة تمثل جزءا من الخراب الذي نعيشه ، وامثال هؤلاء المثقفين يصفهم غرامشي" انهم يحبون الظهور وكأنهم شديدي الحذق لكنهم لا يعتزمون زيادة الحمل على ادمغتهم...الخ,."(الامير الحديث، م س ) وكما وصفهم انغلز" انهم يظنون ان لديهم في جيوبهم مجمل التاريخ، كل الحكمة السياسية ، والفلسفية المركزة في صيغ قليلة بدون ادنى جهد او كلفة ، هم ينسون ان الموضوعية القائلة ، بان الانسان يعي على الصعيد الايديولوجي التناقضات الاساسية ليست نفسانية او اخلاقية ، وانما لها طابع معرفي موضوعي بانين لانفسهم بذلك اطارا لفهم السياسة وبالتالي التاريخ ، على انها مسيرة للمغفلين ، على انها لعبة تسود فيها الشعوذة والاوهام ، بذلك ينحط النشاط النقدي الى فضح الالاعيب واكتشاف الفضائح والتطفل على جيوب الرجال من ذوي الاهمية " بالتالي يتبين من كلام انجلز ان المثقفين الذين يحملون الرؤى الفارغة المتمثلة بان لديهم مالايمتلكه الاخرون كأن يقول كل الحكمة لديه او التاريخ او الحكمة السياسية هم سبب فساد الحكم، الا انهم لا يعلمون انهم مغفلين ولايعون ذلك والنتيجة فساد الحكم والسياسة والثقافة وهكذا ينحط النشاط النقدي الذي يجب ان يكون فاضح للالاعيب والفساد من قبل الطبقات المثقفة ، لان المثقف هو اداة بيد السلطة ، وهنا اقول ان مثل هكذا مثقف يصبح لا مثقف بيد السلطة ويكون كل ما يمتلكه محض هراء لا فائدة منه ، فالمثقف بمعنى او بأخر هو بالسلوك الناجم من التنظير الذي يحمله .
يجب ان يستطيعوا ان يفضحوا الجزء المعين من الفئة الحاكمة الذي له وظيفة تقدمية ، وله السيطرة على مجمل القوى الاقتصادية ، هؤلاء يجب ان يفضحهم المثقف، كيف اذا كان جزءا منهم ؟؟؟؟!!!!
اننا امام فئة مهيمنة تسيطر على الحكومة ، وتتحكم بالجهاز الحكومي ككل مثل الكتل السياسية لدينا تبعا لمصالحها الخاصة ، ان هذا الجزء الوصولي من الفئة الحاكمة له هذه الوظيفة الطفيلية في السيطرة على مقدرات الدولة ونهبها ، وتصبح في نهاية المطاف الحكومة مرتهنة لهذه الفئات الفاسدة المتهرئة وتبعا لمصالحها الخاصة والفئوية لذلك نحى برودون لرفض الدولة جملة وتفصيلا في حين فضل غرامشي الاصلاح في الجهاز الحكومي وحذر من هذه الفئات الطفيلية الفاسدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار