الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة يوم الشباب الدولي في 12/ آب / اغسطس / لنرتقي بدور الشباب العراقي لإستعادة مكانتهم الحيوية في المجتمع .

عادل عبد الزهرة شبيب

2020 / 8 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في السابع عشر من كانون الأول / ديسمبر عام 1999 , أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها المرقم ( 120/54 ) اعلان يوم 12 آب / اغسطس من كل عام بوصفه يوما دوليا للشباب ليكون بمثابة احتفال سنوي عملا بالتوصية المقدمة من المؤتمر العالمي لوزراء الشباب ( لشبونة 8 -12 آب 1998 ), حيث اوصت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتنظيم انشطة اعلامية لدعم هذا اليوم بوصفه وسيلة لتعزيز الوعي ببرنامج العمل العالمي للشباب الذي اعتمدته الجمعية العامة بموجب قرارها ( 81/50) في عام 1996 . وان الغرض من الاحتفال بيوم الشباب الدولي سنويا للفت انتباه المجتمع الدولي لقضايا الشباب وللاحتفاء بامكانياتهم بوصفهم شركاء في المجتمع العالمي . وتؤكد برامج اليونسكو للشباب على ان الشباب هم قادة وشركاء اساسيين في الجهود الرامية للتوصل الى حلول للقضايا التي تواجه شباب العالم في يومنا هذا ويجب اشراكهم اشراكا كاملا في التنمية الاجتماعية وتوفير الدعم اللازم لهم في هذا الخصوص من قبل مجتمعاتهم .
وفي اليوم الدولي للشباب ينبغي التأكيد على اتاحة التعليم للجميع وتيسيره امام الشباب وضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع والنهضة بالتعليم بما يصنع منه اداة قوية لتحقيق خطة التنمية المستدامة .
لقد تم تحديد خمسة عشر مجالا لها الأولوية في برنامج العمل العالمي للشباب تتمثل بـ : التعليم , التشغيل , الجوع والفقر ,الصحة , البيئة , تعاطي المخدرات , جنوح الأحداث , انشطة شغل الفراغ , الفتيات والشابات ,المشاركة , العولمة , تكنولوجيا المعلومات والاتصالات , فيروس نقص المناعة البشرية ( الأيدز ) , الشباب والنزاع , والعلاقات بين الأجيال .
يعاني الشباب في العالم من مشاكل واحدة تقريبا مع تعمقها في هذا البلد او ذاك وحسب الأنظمة السياسية القائمة حيث المعاناة من البطالة والتهميش والفقر وعدم التمكن من الحصول على فرص التعليم والخوف من المستقبل والحياة المقبلة والابتعاد عن العلم والتفكك الأسري وتأثيره على حياة الشباب اضافة الى تأثير الحروب والصراعات والمشاكل السياسية والفتن الدينية والمذهبية والطائفية .
التحديات التي تواجه الشباب العراقي :
منذ زمن النظام الدكتاتوري المقبور ادت سياسته الى قتل آلاف الشباب المخالفين لسياسته اضافة الى انه زجهم في حروب عبثية , في الحرب مع ايران التي دامت ثمان سنوات والتي حصدت آلاف الشباب . وكان الشباب العراقي هو الوقود الذي غذى هذه الحرب فقتل معظمهم فيها والبعض الآخر وقع اسيرا ولسنوات وقسم آخر تعرض للإعاقة والأمراض فحرمت الحرب البلاد من طاقات شبابية كان من الممكن ان تعتمد عليهم البلاد في عملية البناء والاعمار . اضافة الى تدمير الحرب للبنى التحتية .
وبعد سقوط النظام الدكتاتوري في 2003 دخل العراق مرحلة جديدة من الصراع السياسي والطائفي على السلطة ومن التعصب الديني والمذهبي مما جعل العراق ساحة للاقتتال الطائفي والقتل على الهوية والتهجير وذهب ضحية العنف والتطاحن الطائفي وعدم الاستقرار الأمني اعدادا كبيرة من الشباب من كافة شرائح المجتمع . كما تعرض شباب العراق وعوائلهم ومختلف شرائح المجتمع العراق الى التهجير والقتل العشوائي والقتل على الهوية بفعل احتلال داعش الارهابي لثلث الأراضي العراقية في عام 2014 . ومنذ 2003 والى اليوم وبسبب السياسات الخاطئة والفاشلة للحكومات المتعاقبة تعمقت ظاهرة البطالة وارتفعت معدلاتها بين الشباب والخريجين واصحاب الشهادات العليا الذين خرجوا منتفضين سلميا ضد السلطة مطالبين بتوفير فرص العمل واصلاح الاوضاع الاقتصادية الا ان السلطة واجهتهم بالرصاص الحي وراح ضحية ذلك نحو 700 شهيد وآلاف الجرحى والمصابين . وقد ساعد القمع الوحشي للسلطة والعولمة التي وفرت الانفتاح على الآخر الى هجرة الكثير من الشباب واحاب الكفاءات والأكاديميين والعلماء والمبتكرين الى خارج العراق للعيش والعمل الحر والحصول على فرص العمل . اضافة الى ارتفاع نسب الفقر والفقر المدقع بين الشباب وعوائلهم وضعف الخدمات الصحية والتعليمية وازمة السكن والعديد من المشاكل التي يواجهها الشباب وشرائح المجتمع الاخرى والتي ادت في النتيجة الى انتفاضة تشرين / اكتوبر 2019 .
وقد نص الدستور العراقي النافذ في المادة ( 16 ): (( تكافؤ الفرص حق مكفول لجميع العراقيين وتكفل الدولة اتخاذ الاجراءات اللازمة لتحقيق ذلك .)) وعلى ارض الواقع هل نجد تكافؤا في فرص العمل والتعليم وغيرها ؟ ام ان هذه الفرص حكرا لأبناء المسؤولين حتى لو لم تتوفر فيهم الشروط المطلوبة .
كما نصت المادة ( 29/ اولا / ب ) من الدستور العراقي على : (( تكفل الدولة حماية الأمومة والطفولة والشيخوخة , وترعى النشيء والشباب وتوفر لهم الظروف المناسبة لتنمية ملكاتهم وقدراتهم )) . فهل فعلت الدولة ذلك ؟ ام ان الدستور اصبح مجرد حبر على ورق ؟
هناك العديد من التحديات التي تواجه الشباب العراقي والشعب العراقي عموما المطلوب وضع حد لها ومعالجتها من اجل تحقيق التقدم للعراق .
وبهذا الصدد يرى الحزب الشيوعي العراقي في برنامجه فيما يتعلق بالشبيبة والطلبة, ضرورة : ((
1) الارتقاء بدور ونشاط الشبيبة والطلبة ومساعدتهم على استعادة مكانتهم الحيوية في المجتمع وتنمية قدراتهم ومواهبهم وتوظيف طاقاتهم في مختلف المجالات وايلاء اهتمام خاص للشبيبة العمالية والفلاحية .
2) دعم حقوق الطلبة والشبيبة وتطلعاتهم الديمقراطية الى التنظيم الطلابي والشبابي الحر والمستقل وضمان ابعاد المنظمات الطلابية والشبابية عن هيمنة ووصاية المؤسسات الحكومية واجهزتها قانونيا فضلا عن تشكيل النوادي ومراكز الشباب والفرق الثقافية والفنية والرياضية .
3) تحسين مستوى حياة الشبيبة والطلبة وضمان التعليم المجاني وكل متطلبات العيش الكريم لهم وتوفير المستلزمات الدراسية كافة , والاهتمام بتحسين اقسامهم الداخلية وتمكينهم من انجاز مهامهم الدراسية والأكاديمية في اجواء آمنة وصحية وانشاء المرافق الترفيهية لهم والاهتمام بها بعيدا عن اية ضغوط او تهديدات وضمان فرص العمل للخريجين وتشجيع المتميزين منهم ورعايتهم وتهيئة الظروف الملائمة للحد من هجرتهم الى الخارج .
4) نشر الوعي الوطني وروح المواطنة والقيم الانسانية والتقاليد الديمقراطية والثقافة التقدمية في اوساطهم بجانب اشاعة قيم التآخي بين القوميات وتكريس مفهوم الوحدة الوطنية والاهتمام بتطوير نتاجهم الثقافي وتخليصهم من آثار المفاهيم الفاشية الشوفينية وضيق الأفق القومي والطائفية .
5) وضع خطط تفصيلية خاصة بالشباب تستهدف مكافحة البطالة في اوساطهم وخلق الفرص والمشاريع الاستثمارية لاستيعابهم . ويمكن البدء بتامين مساعدات حد ادنى للعاطلين عن العمل منهم , تسد حاجاتهم الضرورية الى حين تأمين فرص عمل لهم .
6) تشجيع الشباب على المشاركة في الحياة السياسية وخفض سن الترشيح في الانتخابات التشريعية والمحلية الى 25 عاما .
7) اصدار تشريعات تؤمن للشباب المشاركة في جميع اللجان والهيئات التي تتناول شؤونهم الثقافية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية . )) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيل في شمال قطاع غزة هو الأعنف منذ إعلان خفض القوا


.. طفل فلسطيني برفح يعبر عن سعادته بعد تناوله -ساندويتش شاورما-




.. السيناتور ساندرز: نحن متواطئون فيما يحدث في غزة والحرب ليست


.. البنتاغون: لدينا بعض المخاوف بشأن مختلف مسارات الخطط الإسرائ




.. تظاهرة مؤيدة لفلسطين في بروكلين للمطالبة بوقف تسليح إسرائيل