الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الماويّة و القوى المحرّكة للثورة - مقتطف 4 من - فضائح تزوير الخوجية للوثائق الماوية : -الماوية معادية للشيوعية - نموذجا -- الجزء الأوّل من الكتاب الأوّل من ثلاثيّة - حفريّات في الخطّ الإيديولوجي والسياسي التحريفي و الإصلاحي لحزب العمّال [ البرجوازي ] التونسي -

ناظم الماوي

2020 / 8 / 6
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الماويّة و القوى المحرّكة للثورة - مقتطف 4 من " فضائح تزوير الخوجية للوثائق الماوية : "الماوية معادية للشيوعية " نموذجا "- الجزء الأوّل من الكتاب الأوّل من ثلاثيّة " حفريّات في الخطّ الإيديولوجي والسياسي التحريفي و الإصلاحي لحزب العمّال [ البرجوازي ] التونسي "

لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !
و الروح الثوريّة للماوية المطوَّرة اليوم هي الخلاصة الجديدة للشيوعيّة – الشيوعيّة الجديدة
( عدد 38 - 39 / أفريل 2020 )
ناظم الماوي

ملاحظة : الثلاثيّة بأكملها متوفّرة للتنزيل بنسخة بى دى أف من مكتبة الحوار المتمدّن .

فضائح تزوير الخوجية للوثائق الماوية :
"الماوية معادية للشيوعية " نموذجا

...

21- فضح الكذب والتزوير بصدد"الماوية والقوى المحرّكة للثورة:العمّال والفلاّحون فى الثورة "

الإستشهاد (84) أ بالصفحة 69 :

ينقد الكيلاني بشدّة ماو على أنّه " أعطى الدور الأساسي فى الثورة للفلاحين و ترك البروليتاريا فى المرتبة الثانية " ( الصفحة 69) و يعطى الخوجي بعد ذلك الإنطباع بأنّه يستند فى ذلك إلى جمل ماو تسى تونغ : " يقول ماو : " إنّ النضال الحالي ضد المحتلّين اليابان هو من حيث الجوهر نضال الفلاحين و النظام السياسي للديمقراطية الجديدة فى جوهره يعنى إعطاء السلطة للفلاحين ." و هذا يعنى أنّ جوهر النضال الديمقراطي و المعادي للإمبريالية لا يخرج عن إطار التغييرات التى تقبل بها البرجوازية الوطنية. أمّا إذا أزيحت البرجوازية من القيادة و تولّتها البروليتاريا فإنّ تغييرا جوهريّا يحدث فى المدى الذى ستأخذه الثورة و بالتالى تتحرّر من الأفق البرجوازي و تفتح الطريق لتحويلها إلى ثورة إشتراكية فى أسرع وقت ممكن ". [ أنور خوجا ، صفحة 443 ]

نلقى نظرة على مراجع " الماوية معادية للشيوعية " ، فنجد " 84- ماو ، المؤلّف الثالث ، ص : 177-178" و هذا غير صحيح البتّة ذلك أنّ قول ماو متضمّن فى " حول الديمقراطية الجديدة " ، صفحة 332 من المجلّد الثاني ، الطبعة الفرنسية و صفحة 511-512 من المجلّد الثاني ، الطبعة العربية. و لا غرابة فى ذلك فنحن إعتدنا على هذه الألاعيب الخوجية و الشيء من مأتاه لا يستغرب.

لنرصد ما قاله ماو تسى تونغ فعلا بالصفحة 511-512 من المجلّد الثاني ، الطبعة العربية : " لقد قال ستالين إنّ " المسألة القومية هي ، فى جوهرها، مسألة الفلاحين " و هذا يعنى أنّ الثورة الصينية هي جوهريّا منح السلطات للفلاحين ، كما أنّ الثقافة الجماهيرية تعنى جوهريّا رفع مستوى الفلاحين الثقافي . و أنّ حرب المقاومة ضد اليابان هي جوهريّا حرب الفلاحين. إنّ اليوم يوم تطبيق "مبدأ الصعود إلى الجبال" فالإجتماعات و العمل و الدراسة و إصدار الصحف و تأليف الكتب و التمثيل المسرحي ، كلّ شيء يجرى على الجبال ، و كلّه من أجل الفلاحين جوهريّا. و فى الجوهر إنّ الفلاحين هم الذين يقدّمون كلّ الأشياء التى تدعم المقاومة ضد اليابان و التى تستعين بها على الحياة. و نحن حين نقول " جوهريّا " إنّما نقصد أساسيّا ، دون أن نتجاهل فئات الشعب الأخرى. و هذا ما أوضحه ستالين نفسه. إنّ الفلاحين يشكّلون 80 % من سكّان الصين و هذا ما يعرفه كلّ تلميذ صغير. لذلك أصبحت مسألة الفلاحين المسألة الأساسية للثورة الصينية، و قوّة الفلاحين هي القوّة الرئيسية للثورة الصينية. و من حيث العدد يحتلّ العمّال بين سكّان الصين المرتبة الثانية بعد الفلاحين. فيوجد فى الصين عدّة ملايين العمّال الصناعيين و عشرات ملايين من العمال الحرفيين و العمّال الزراعيين . و لا يمكن للصين أن تحيا بدون عمالها فى مختلف الصناعات ، لأنّهم المنتجون فى القطاع الصناعي فى إقتصادنا. و لا يمكن للثورة ان تنتصر بدون الطبقة العاملة الصناعية الحديثة ، لأنّها قائدة الثورة الصينية و أكثر الطبقات ثورية."

نلمس معا ، بلا ريب و من جديد ، أنّ الخوجيين حين يهاجمون ماو تسى تونغ فهم فى الواقع و فعلا يهاجمون الماركسية- اللينينية و هذه المرّة يهاجمون مباشرة و دون مواربة ستالين حيث أنّ ماو أعاد فكرة ستالين التى صاغها فى خطابه " حول المسألة القومية فى يوغسلافيا " الذى ألقاه بتاريخ 30 مارس 1925 أمام اللجنة اليوغسلافية التابعة للجنة التنفيذية للأممية الشيوعية : " ... إنّ الفلاحين يشكّلون الجيش الأساسي للحركة الوطنية ، و بدون هذا الجيش من الفلاحين لا يكون هنالك و لا يمكن أن يكون هنالك حركة وطنية قويّة... و هذا هو المقصود عندما نقول إنّ المسألة القومية فى جوهرها ، مسألة الفلاحين ".

( الصفحة 536 من المجلّد الثاني من " مؤلّفات ماو تسى تونغ المختارة " الطبعة العربية ، و بالصفحة 410 من الطبعة الفرنسية ،أو الصفحة 228 من " الماركسية و المسألة الوطنية و الإستعمارية " كتاب لجوزاف ستالين ، منشورات نورمان بيتون ، باريس )

و نلمس معا أيضا أنّ شجب الخوجيين لماو بخصوص دور العمّال و الفلاحين فى الثورة لا أساس له من الصحّة ، ولا نحتاج مطلقا أن نضيف عشرات الجمل الماوية بهذا الصدد إلى نصّ ماو الموضوع أمامنا فهو بليغ بما فيه الكفاية :

1- الفلاحون الذين يشكّلون 80% من الصينيين هم القوّة الأساسية للثورة الديمقراطية الجديدة الصينية . و ماو إذ يحدّد الفلاحين كقوّة أساسية للثورة الديمقراطية الجديدة يصبّ عليه الخوجيون جام غضبهم فيعتبرونه إنحدر إلى صفّ المراجعين التحريفيين لكن عندما يصرّح خوجا بالشيء ذاته : " إنّ الفلاحين الألبان مثّلوا القوة الرئيسية فى ثورتنا " ( الإستشهاد 30 ، صفحة 72) يرتقى إلى مرتبة المنظّر الثوري الفذّ !

2- و العمّال عدديّا و ليس بالمرّة سياسيا فى المرتبة الثانية . و لا يمكن للثورة أن تنتصر بدون الطبقة العاملة الصناعية الحديثة، لأنّها قائدة الثورة الصينية و اكثر الطبقات ثورية.

على ضوء هذه الحقائق و غيرها يبدو واضحا أنّ الخوجيين ساروا بلا رجعة على درب تحريف علم الثورة البروليتارية كلّفهم ذلك ما كلّفهم و سياسات هذه المجموعات الإصلاحية و برامجها غير البروليتارية أفضل دليل على ذلك.


ملاحظة : نتوقّف هنا لحظة ، لنسجّل أنّ فهرس مراجع " الماوية معادية للشيوعية" آخر ما يحتويه هو الإستشهاد (86) . مراجع بقيّة الإستشهادات لا محلّ لها فى كتاب الخوجي غير أنّ بحثنا عن الحقيقة و متعة تعميق المعرفة عبر البحث و التنقيب المفصّلان فرضا علينا متابعة المهمّة لنعثر على كلّ إستشهاد بماو و لا ندعه يمرّ دون فضح أكاذيب الخوجية التى تتناقض عدائيّا مع منهج البحث المادي الجدلي و الماركسية- اللينينية. و إليكم ما تكلّلت به مساعينا.


الإستشهاد (87) ، بالصفحة 70 :

الكيلاني : " و على الثوريين [حسب ماو] من العمّال أن ينسحبوا من المدينة الرجعية للإلتحاق بالريف الثوري و بالتالى فإنّ الدور الرئيسي فى الثورة يحتله الفلاحون. أمّا الدور الثانوي فهو موكول للمدينة أي البروليتاريا.[ أنور خوجا ، صفحة 444] نقرأ فى " الثورة الصينية و الحزب الشيوعي الصيني " ما يلى :

إنّ وجود أعداء من هذا النوع يطرح مشكل القواعد الثورية. ستبقى المراكز المدينية زمنا طويلا تحت إحتلال الإمبريالية العالمية و حلفائها الرجعيين الصينيين و إذا أرادت القوى الثورية ألاّ تجنح إلى الحلول السهلة من الإمبريالية و عملائها ، لكنّها مصمّمة على مواصلة الكفاح ،إذا أرادت لنفسها أن تنمو و يصحّ عودها إذا كانت تنوى تجنّب المعركة الحاسمة ضد عدوّ قويّ طالما لم تصبح بالحجم الذى يخوّل لها خوضها ، ينبغى عليها أن تجعل من الريف المتخلّف قاعدة صلبة تكون فى طليعة التطوّر معقلا عسكريّا و سياسيّا و إقتصاديّا و ثقافيّا مقاومة عدو ضار يستعمل المدن لمهاجمة الجهات القروية لذلك جعل الثورة تنتصر خطوة خطوة فى كلّ البلاد عبر صراع طويل."

فتّشنا فى مؤلف ماو المذكور أعلاه فألفينا الفقرة فى الصفحة 436 من المجلّد الثاني من" مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة"، الطبعة العربية ؛ و الصفحة 337 من الطبعة الفرنسية :

جاء بالصفحة 436 من المجلّد الثاني، الطبعة العربية : " إزاء أعداء كهؤلاء، واجهنا مسألة القواعد الثورية أيضا. و بما أنّ الإمبريالية القويّة و حليفها القوي الرجعية فى الصين ظلت تحتلّ لمدّة طويلة مدن الصين الرئيسية ، فلا بدّ للصفوف الثورية أن تحوّل المناطق الريفية المتأخّرة إلى قواعد متقدّمة متوطّدة، إلى مواقع ثورية كبرى فى الميادين العسكرية و السياسية و الإقتصادية و الثقافية ، تعتمد عليها فى النضال ضد أعدائها الشرسين الذين يهاجمون المناطق الريفية بالإستناد إلى المدن، و فى كسب النصر الكامل للثورة تدريجيّا و خلال قتال طويل الأمد و ذلك إذا كانت تأبى المهادنة مع الإمبريالية و عملائها ، بل تصمّم على متابعة النضال ، و إذا كانت تنوى ان تكدّس قواها و تصلب عودها، و تتجنّب المعارك الحاسمة مع عدوّ قوي قبل أن تملك القوّة الكافية لذلك. و فى هذه الحال ، و بسبب التطوّر المتفاوت للإقتصاد الصيني ( الذى ليس إقتصادا رأسماليا موحّدا )، و بسبب إتساع الأرض الصينية ( حيث تجد القوى الثورية مجالا واسعا للمناورة) ، و بسبب أنّ المعكسر المعادي للثورة فى الصين منقسم على نفسه و مليئ بالتناقضات و أن نضال الفلاحين الذين هم القوّة الرئيسية فى الثورة الصينية يجرى تحت قيادة حزب البروليتاريا - الحزب الشيوعي ، فإنّ من الممكن أن تنتصر الثورة الصينية أوّلا ، فى المناطق الريفية، هذا من جهة ، و لكن ، من جهة أخرى ، سوف يسبّب ذلك تفاوتا فى تطورات الثورة ممّا يجعل مهمّة كسب النصر التام فيها مهمّة طويلة الأمد و شاقة. و عليه ، يصبح جليّا أن النضالات الثورية الطويلة الأمد فى هذه القواعد الثورية هي ، بصورة رئيسية، حرب عصابات يخوضها الفلاحون تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني. و بالتالى ، فإنّ وجهات النظر التى تهمل إستخدام المناطق الريفية كقواعد ثورية، والتى تهمل القيام بالعمل الشاق الدؤوب بين الفلاحين، والتى تهمل حرب العصابات ، لهي جميعا وجهات نظر غير صحيحة "

و كأنّ ماو يتوجّه حصرا لوجهات النظر الخوجية !

و بغضّ النظر عن التعريب الخوجي المختلّ ( تصريف الأفعال فى المضارع عوض الماضي" ظلّت تحتلّ " و ليس " ستبقى " و تراكيب الجمل المهتزّة...و إمكانية دحض الدعوي الخوجية بالرجوع فقط إلى ما كتبنا فى مقارعة الإستشهاد 84 ، نحرص حرصا بليغا على تأكيد أنّ الصين موضوع حديث ماو تسى تونغ هي البلد المستعمر و شبه المستعمر و شبه الإقطاعي و الصين ليست روسيا أو غيرها من البلدان الرأسمالية الإمبريالية حتى يعمد الخوجي إلى إيراد فقرة للينين (صفحة 71) عن الثورة فى روسيا معتبرا إيّاها محكّا لصحّة أو خطإ النظرة الماوية عن بلد مستعمر و شبه مستعمر و شبه إقطاعي و يتجاهل الخوجي دون أدنى ظلّ من الشكّ مختلف أطروحات لينين بصدد المستعمرات و اشباه المستعمرات مثلما يدير ظهره تماما لجميع كتابات ستالين عن الثورة الصينية فعلى طول الكتاب و عرضه لا أثر لتلك الأطروحات و الكتابات و كأنّها تبخّرت و كأنّها غير موجودة أو غير صالحة أصلا. أليس هذا من العجب العجاب من أناس يدّعون أنّهم لينينيون !!!

فلينين فى " تقرير فى المؤتمر الثاني لعامة روسيا للمنظّمات الشيوعية لشعوب الشرق " ( راجعوا ما فصّلناه فى النقاش بشأن الإستشهاد 58) إعترف كمادي بحقيقة موضوعية هي أنّ شيوعيي تلك البلدان تواجههم " مهمّة لم تواجه الشيوعيين فى العالم كلّه من قبل " و ذلك لأنّ تلك البلدان لها " ظروف خاصة غير موجودة فى البلدان الأوروبية ". يبدو أنّ الخوجي بما هو خوجيّ عند عقده المقارنات بين المستعمرات و أشباه المستعمرات ، الصين مثلا ، من جهة وروسيا مثلا كبلد راسمالي إمبريالي على أنّهما متماثلان فى طريق الثورة ، عند عقده هذه المقارنات الغبيّة والسخيفة، تجاهل هذه الحقيقة أو لعلّه يعتبر الصين بلدا أوروبيّا !!!

خلط الأوراق هذا بثّا للبلبلة و ذرّا للرماد على الحقائق الأوّلية و عدم التفريق بين طريق الثورة فى الدول الرأسمالية الإمبريالية و الدول المستعمرة و شبه المستعمرة ليس بالأمر الجديد فى تاريخ الحركة الشيوعية العالمية ف " المعارضة " داخل الحزب البلشفي إرتكبت الحماقة عينها. كتب ستالين يقول فى " حول الصين "، الصفحة 288 من " المسألة الوطنية و الإستعمارية" (منشورات نورمان بيتون ، باريس ) :

" عدم التمييز و عدم فهم هذا الإختلاف و مماثلة الثورة فى البلدان الإمبريالية مع الثورة فى البلدان المستعمَرة ( بفتح الميم) هو خروج عن النهج الماركسي و عن النهج اللينيني ؛ هو إنخراط فى نهج أنصار الأممية الثانية.

و هذا ما كان لينين يقوله بهذا المضمار فى تقريره عن المسألة الوطنية و الإستعمارية للمؤتمر الثاني للأممية الشيوعية : ما هي الفكرة الأكثر أهمّية ، الفكرة الجوهرية لأطروحاتنا ؟ هي التمييز بين الشعوب المضطهَدة [ بفتح الهاء] والمضطهِدة [بكسر الهاء]. نشدّد على هذا التمييز على عكس موقف الأممية الثانية و الديمقراطية البرجوازية " [التسطيرلستالين]. الخطأ الجوهري للمعارضة هو أنّها لا تفهم و لا تقرّ بهذا الإختلاف بين نوع من الثورة و النوع الآخر منها ".

و شدّد ستالين على خصوصيّات الثورة الصينية و ميزاتها و منها أنّ " فى الصين تقاتل الثورة المسلّحة ضد الثورة المضادة المسلّحة. تلك هي إحدى خصائص الثورة الصينية و إحدى ميزاتها" ( من مقالة لستالين " آفاق الثورة فى الصين " ).

فهل يبغى الخوجيّون من الحزب الشيوعي الصيني و الثورة الصينية وهما كما فسّر ماو لا يملكان القوّة العسكرية و الإقتصادية و السياسية و الثقافية الكافية ليدخلا فى معركة أو معارك حاسمة و العدوّ أشدّ بطشا و أعتى بعشرات المرّات أن ينتحر؟، بكلمات أخرى أ يبغون منهما المغامرة المؤدية مباشرة و بالتأكيد إلى الهزيمة النكراء ؟! أم أن يلقوا السلاح الذى يرفعون و يحلّوا الجيش و يفكّكوا القواعد التى بنوها و يعودوا إلى المدن فى حين أنّ الواقع برهن و أصبح " فى حكم المؤكد أنّ الوسيلة الرئيسية او الشكل الرئيسي للثورة الصينية لا يمكن أن تكون سلمية ، بل يجب أن تكون مسلّحة "( ماو، المجلّد الثاني ، الصفحة 436) أو بمفردات ستالين أن تتخلّى الثورة الصينية عن " إحدى خصائصها و إحدى ميزاتها " لتتطابق مع قوالب الخوجيين الدغمائية التى لا تفرّق بين طريق الثورة فى البلدان الإمبريالية و فى أشباه المستعمرات وسياساتهم فى تربيع المثلّثات " ؟!

هل يبغون ذلك أو يودّون من الحزب الشيوعي الصيني أن يخوض أوّلا نضالا مسلّحا فى المدن التى تسيطر عليها الإمبريالية القوية و حليفها القويّ، القوي الرجعية فى الصين على شاكلة " بادرماينهوف الأمانية " أو " الجيش الأحمر الياباني" أو... و هؤلاء من وجهة النظر اللينينية مخطئين فى منهج و طريق الثورة فى البلدان الرأسمالية الإمبريالية و كيفية مراكمة القوى الثورية هناك ؟!

الصين ليست بلدا أوروبيّا و ليست بلدا رأسماليّا إمبرياليّا . طبيعة المجتمع والمهمّة الجديدة التى تفترضها و لم تواجه شيوعيي العالم بأسره من قبل و التجربة الصينية عينها تثبت و تبرهن بقوّة أنّ حرب الشعب طويلة الأمد مثلما نظّر لها و مارسها الحزب الشيوعي الصيني بقيادة ماو تسى تونغ مثّلت الحلّ الصائب و الإجابة الماوية الصحيحة لواقع المستعمرات و أشباه المستعمرات على المستوى العسكري. طريق الثورة الصينية مغاير لطريق أكتوبر ،" محاصرة الريف للمدينة " و حرب ثورية دامت لأكثر من عشرين سنة ( حرب الشعب طويلة الأمد) أفضيا إلى إنتصار باهر للثورة الديمقراطية الجديدة الصينية على الإمبريالية و الإقطاعية و الرأسمالية البيروقراطية/ الكمبرادورية سنة 1949 بقيادة الحزب الشيوعي الصيني و بتهليل و ترحيب عظيمين من ستالين و الحركة الشيوعية العالمية . و مرّة أخرى ، إعتبار طريق حرب الشعب طريقا إنتهازيّا برجوازيّا هو طعن مباشر فى ستالين و الأممية الشيوعية و أحزابها اللذان لم يكتشفا ذلك حسب المنطق الخوجي فليوجّه الخوجيون صراحة سياط نقدهم لستالين و للأممية الشيوعية و أحزابها .

و بالفعل قبل ذلك ، فى أوائل الثلاثينات ، طُبّق " البلاشفة 28 و نصف " لأكثر من مرّة الخطّ الدغمائي الذى يدافع عنه الخوجيون ، داخل الحزب الشيوعي الصيني ذاته وعلى الثورة الصينية ذاتها فجرى التركيز فى العمل على المدن لإفتكاكها قبل الإستيلاء على الريف و مني بالفشل الذريع الذى عرّض إلى الخطر وجود الحزب الشيوعي الصيني و الثورة الصينية بعامّة و كاد يقضى عليهما قضاء مبرما لولا المسيرة الكبرى بقيادة ماو تسى تونغ . و ذلك قبل أن تغدو قيادة الحزب الشيوعي الصيني ماويّة أي قبل هذه المسيرة الكبرى سنة 1935 و إجتماع تسونيى.

بعد هذا كلّه يتجرّا الخوجيون و يوجهون سيلا لا ينقطع من الشتائم و التهم لماو المستفيد من التجارب الميدانية و العيانية و المشخّصة و الممارسة العملية للثورة الصينية و من توجيهات لينين و ستالين، طالبين منه و من الماويين من جديد تطبيق خطّ خاطئ و ضار للثورة كلّفها دماء و آلام و تضحيات الآلاف من أفضل بنات و أبناء الشعب و الشيوعيين و الشيوعيات أي إعادة الحياة لجثّة عفنة شبعت موتا و رائحتها غاز قاتل ، و بالتالى التفريط فى المغزى العميق لتطوير ماو الثوري للنظرية العسكرية للبروليتاريا العالمية. فيا لبؤس الفكر الخوجي !

و لأجل أن نحيط بالمسألة من جميع جوانبها ، نخلص إلى ما جاء فى معرض معالجة ماو لموقع كلّ من الريف و المدينة و كيفية العمل فيهما ضمن إستراتيجيا حرب الشعب الطويلة الأمد كطريق للثورة الصينية متباين مع طريق أكتوبر الروسي، فلا نجد ما يلمح لا من قريب و لا من بعيد إلى أنّه " على الثوريين من العمّال أن أن ينسحبوا من المدينة الرجعية " ( و الكلام للكيلاني الخوجي ، بالصفحة 70 من كتابه الذى بوسعنا الآن نعته بالمهزلة ! ).

مطوّلا يشرح ماو تسى تونغ نفسه قائلا بالضبط فى الفقرة الموالية لتلك التى أوردنا فى ما مرّ بنا فى هذه النقطة بالذات ( الصفحة 437-438 من المجلّد الثاني ) :

" على أنّ التشديد على أهمّية النضال المسلّح لا يعنى أن يجوز لنا الإعراض عن النضال بالأشكال الأخرى ، بل الأمر على النقيض من ذلك، فإنّ النضال المسلّح لا يمكن أن ينتصر إذا لم تدعمه نضالات بأشكال أخرى. كما أنّ إيلاء إهتمام خاص للعمل فى القواعد الريفية لا يعنى أنّه يجوز لنا التخلّى عن عملنا فى المدن و فى المناطق الريفية الواسعة الأخرى التى لا تزال تحت سيطرة العدوّ؛ بل الأمر على النقيض من ذلك ، إذ أنّ قواعدنا الريفية ستصبح معزولة و أنّ الثورة ستتعرّض للهزيمة إذا لم نقم بالعمل فى المدن و فى المناطق الريفية الأخرى . و فضلا عن ذلك، فإنّ الهدف النهائي للثورة هو الإستيلاء على المدن التى تشكّل القواعد الرئيسية للعدوّ ، فلا يمكننا بلوغ هذا الغرض إذا لم نقم بما يكفى من عمل فى المدن.

و هكذا ، فإنّه من الواضح أن الثورة لا يمكن أيضا أن تنتصر فى الأرياف و المدن معا بدون تدمير قوات العدوّ التى تشكّل أداته الرئيسية فى نضاله ضد الشعب. و لهذا ، يصبح من أعمالنا المهمّة تفكيك قوات العدوّ ، إلى جانب إفناء قواته فى المعارك.

و إنّه لمن الواضح أيضا أنّه لا يجوز للحزب الشيوعي ، حين يقوم بالدعاية و العمل التنظيمي فى المدن و المناطق الريفية الرجعية المظلمة التى ظلّ العدوّ يحتلّها منذ وقت طويل ، أن يتبنّى سياسة المغامرة التى تتسم بالتهوّر و التسرّع ، بل يجب أن يتبنّى السياسة القاضية بإنتقاء خيرة الكوادر للعمل بصورة سرّية و تجميع قوتنا و إدخارها إنتظارا للوقت الملائم . و يجب على الحزب ، حين يقود الشعب فى النضال ضد العدوّ ، أن يتبنّى تكتيك التقدّم فى النضال خطوة فخطوة، و بصورة ثابتة و مأمونة ، إنطلاقا من المبدأ القاضي بأن يكون النضال مبرّرا و مفيدا و محدودا، و ذلك بالإستفادة من كلّ ما يمكن الإستفادة منه من أشكال النشاط العلنية و المشروعة التى تسمح بها القوانين و المراسيم و العرف الإجتماعي ، فلا يمكننا إحراز أي نجاح بالصيحات العالية و التصرّفات الطائشة ".

و لكم التعليق...


الإستشهاد (88) ، بالصفحة 71:

الكيلاني : " و يقول [ماو] فى مكان آخر " أمّا الأحزاب الثورية و الرفاق فإنهم سيجدون أنفسهم جميعا أمام إختيار الفلاحين الذين سيقرّرون قبولهم أو رفضهم ". [ أنور خوجا ، صفحة 444 ].

مصدر هذه الجملة المعزولة عن إطارها ( وهو ليس كما توحى عبارة " فى مكان آخر" أنّه فى نفس المرجع السابق أي " الثورة الصينية و الحزب الشيوعي الصيني " ) هو " تقرير عن تحقيقات فى حركة الفلاحين فى خونان" (مارس 1927) بالمجلّد الأوّل من " مؤلفات ماو تسى تونغ المختارةر" ، الصفحة 22 من الطبعة الفرنسية و الصفحة 30 من الطبعة العربية و ذلك ضمن الفقرة المعنونة " أهمّية مسألة الفلاّحين " الآتى ذكر جزء منها :

" إنّ ما يقال ضد حركة الفلاحين يجب تصحيحه بسرعة . و كلّ الإجارءات الخاطئة التى إتخذتها السلطات الثورية فيما يتعلّق بحركة الفلاحين يجب أن تصحح على وجه السرعة. و بهذا وحده يمكن إفادة مستقبل الثورة بعض الفائدة. ذلك لأنّ النهضة الراهنة التى تشهدها حركة الفلاحين هي حدث هائل. و لن تنقضى إلاّ فترة قصيرة حتى يهبّ فى هذه النهضة مئات ملايين منالفلاحين فى مقاطعات الصين الوسطى و الجنوبية و الشمالية بسرعة خارقة و قوّة جارفة كالعاصفة العاتية، لا تستطيع أيّة قوة أخرى ، مهما تكن عظيمة أن تقف فى وجهها. و هم سوف يحطّمون جميع القيود و الأغلال التى تكبلهم ، و ينطلقون قدما فى الطريق المؤدّية إلى التحرّر . و سوف يقذفون فى غياهب القبور بجميع الإمبرياليين و أمراء الحرب و الموظّفين الفاسدين و العتاة المحلّيين و الوجهاء الأشرار. أمّا الأحزاب الثورية و الرفاق الثوريون فإنهم سيجدون أنفسهم جميعا أمام إختبار الفلاحين الذين سيقرّرون قبولهم او رفضهم. أتسير على رأس الفلاحين و تقودهم؟ أم تقف وراء ظهورهم معيبا لهم؟ أم تقف فى وجوههم تناهضهم؟ إنّ لكلّ صيني الحرّية فى أن يختار أحد هذه المواقف الثلاثة ، بيد أنّ الظروف ستجبرك على الإختيار العاجل ".

الكيلاني الخوجي مثل معلّمه الذى إستخدم ذات الإستشهاد قبله ، لم يطرح سؤال لماذا يقبل الفلاحون أو يرفضون تلك الأحزاب و أولئك الرفاق. حلفاء الطبقة العاملة و القوّة الرئيسية للثورة الديمقراطية الجديدة طبيعيّا و موضوعيّا سيقبلون بالرفاق و الأحزاب الثورية الديمقراطية الجديدة من خلال الحزب الشيوعي الصيني غايتها هي إستنهاض الجماهير الشعبية لا سيما الفلاحين الفقراء فى الريف كطبقة مصالحها أقرب إلى البروليتاريا و تحالفها معها أصلب تكون طليعة الفلاحين القوّة الرئيسية للثورة و لا مصلحة بل كلّ الضرر للحزب الشيوعي الصيني و للثورة الصينية الديمقراطية الجديدة فى قمع حركة الفلاحين المتصاعدة . لذا دعا ماو و على أساس دراسة ميدانية الحزب الشيوعي الصيني ألاّ يتخلّى عن حليفه الأساسي و أن يسير على رأس الفلاحين و يقودهم وهو الموقف الصحيح و الثوري الوحيد متخطّيا موقفي الوقوف وراء ظهور الفلاحين معيبا لهم و الوقوف فى وجوههم مناهضا لهم فالموقفان الأخيران لا يخدمان إلاّ التيّار الرجعي للكومنتانغ آنذاك و الإقطاعيين أعداء الثورة.

ولتأصيل المقالة " تقرير عن تحقيقات فى حركة الفلاحين فى خونان" فى تاريخ الثورة الصينية و تاريخ الصراع داخل الحزب الشيوعي الصيني عينه نمدّكم بالإطار الذى تتنزّل فيه ( بالصفحة 29-30 من المجلّد الأوّل ، الطبعة العربية) : " كتب الرفيق ماو تسى تونغ هذه المقالة كردّ على النقد الموجه من داخل الحزب و خارجه آنذاك لنضال الفلاحين الثوري . و لأجل الردّ على ذلك النقد سافر الرفيق ماو تسى تونغ على مقاطعة خونان حيث مكث 32 يوما أجرى خلالها تحقيقا ثمّ كتب هذا التقرير. فلم يقبل رأيه الإنتهازيون اليمينيون فى الحزب يومذاك بقيادة تشن دوشيو و أصرّوا على آرائهم الخاطئة. و قد كان خطأهم الأساسي أنهم لم يجرؤوا ، و قد أرهبهم التيّار الرجعي للكومنتانغ ، على تأييد النضالات الثورية العظيمة التى خاض غمارها الفلاحون أو كانوا على وشك خوض غمارها . و فضّلوا ، تساهلا مع الكومنتانغ، هجر الفلاحين الذين هم الحليف الرئيسي الأوّل ، ممّا أدّى إلى عزل الطبقة العاملة و الحزب الشيوعي و تركهما بلا قوّة مساعدة . و السبب الرئيسي فى أن الكومنتانغ تجرّأ على خيانة الثورة و شنّ حملة ل " تطهير الحزب" وإعلان الحرب على الشعب فى صيف 1927 هو أنّه تمكّن من إستغلال هذا الضعف فى الحزب ".

و على الفور نتأمّل معا رأي ستالين فى خطإ الحزب الشيوعي الصيني و حصرا خطأ الإنتهازيين اليمينيين الذين كانوا فى دفّة القيادة الحزبية ، هذا الخطإ الذى كشفه ماو تسى تونغ و نقده و قدّم بديلا له الموقف الصائب الذى يتعيّن إتخاذه إنطلاقا من معطيات صارخة. فى غرّة أوت 1927، بضعة أشهر إثر تقرير ماو، فى مقاله " حول الصين " ذكّر ستالين بموقفه فى خطاب ألقاه أمام اللجنة الصينية للأممية الشيوعية فى نوفمبر 1926 و صدر تحت عنوان " آفاق الثورة فى الصين " : " أعلم أنّ فى صفوف أعضاء الكومنتانغ و حتى فى صفوف الشيوعيين الصينيين ، ثمّة من لا يعتبرون ممكنا شنّ الثورة فى الريف ، خوفا من عرقلة الجبهة المتحدة المناهضة للإمبريالية بجرّ الفلاحين إلى الثورة. إنّه خطأ عميق جدّا، أيّها الرفاق. إنّ الجبهة المتحدة المناهضة للإمبريالية فى الصين ستكون أقوى و أعتى بقدر ما سيتمّ جرّ الفلاحين الصينيين بأسرع ما أمكن إلى الثورة و بصورة عميقة ".

( صفحة 294 من " المسألة الوطنية و الإستعمارية "، منشورات نورمان بيتون ، باريس).

هل ثمّة أشدّ وضوحا من هذا الموقف الثوري لكلّ من ستالين و ماو؟ و هل ثمّة أشدّ زهوقا من باطل الخوجيين المفضوحين منهم و المتستّرين؟!


22- فضح الكذب و التزوير بصدد " الدكتاتورية المشتركة "

الإستشهاد (92) ، بالصفحة 74 :

الكيلاني : " خرج [ماو] على الطبقة العاملة بديمقراطية هجينة ، خليط بين الديمقراطية الثورية و بين الديمقراطية البرجوازية. يقول شارحا فكرته : " ما هو إذن النظام الدستوري للديمقراطية الجديدة ؟ إنّه الدكتاتورية المشتركة التى تمارسها طبقات عديدة ثورية ضد خونة الأمّة و الرجعيين . قيل قديما : إذا توفّر الطعام فليأخذ كلّ نصيبه. و أعتقد أنّ هناك بعض الشبه بين هذا و بين الديمقراطية الجديدة. و بما أنّ الجميع يتقاسمون الطعام عندما يتوفّر، من غير المسموح لحزب واحد و لمجموعة واحدة أو لطبقة واحدة إحتكار السلطة ". [ أنور خوجا ، صفحة 448]

هذا الكلام فى إرتباط وثيق بالديمقراطية الجديدة كمرحلة ممهّدة للثورة الإشتراكية و ما فكّكناه قبلا قد يفي بالغرض و يزيد إلاّ أنّه ينبغى إماطة اللثام عن السفاسف الخوجية جميعها و إلى النهاية.

الفقرة الأصلية موثّقة فى الصفحة 576 من المجلّد الثاني من " مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة " ،الطبعة العربية ( أمّا الطبعة الفرنسية فبالصفحة 439) :

" ما هو الحكم الدستوري للديمقراطية الجديدة ؟ إنّه الدكتاتورية المشتركة لعدّة طبقات ثورية على الخونة والرجعيين. و فى الماضي قال أحد الناس : " إذا كان ثمّة طعام فليتقاسمه الجميع". و أعتقد أنّ هذا القول يمكن أن ينطبق على الديمقراطية الجديدة. فما دام للجميع أن يتقاسموا الطعام الموجود ، يجب ألاّ تحتكر السلطة من قبل حزب واحد أو جماعة واحدة أو طبقة واحدة... ذلك هو الحكم الدستوري الذى نحتاج إليه فى الوقت الحاضر. و إنّ الحكم الدستوري من هذا النوع هو بالذات الحكم الدستوري للجبهة المتحدة ضد اليابان ". (التسطير مضاف )

جاء الكلام أعلاه فى فيفري سنة 1940، ضمن خطاب " حكم دستوري للديمقراطية الجديدة " " ألقاه الرفيق ماو تسى تونغ أمّا جمعية يانان للحثّ على إقامة الحكم الدستوري . إنّ دعاية تشيانغكاي شيك الخداعة حول ما يسمّى بإقامة الحكم الدستوري وقتذاك قد ضلّلت كثيرا من الرفاق داخل حزبنا فجعلتهم يعتقدون أنّ الكومنتانغ قد يقيم الحكم الدستوري بالفعل. لذلك فضح الرفيق ماو تسى تونغ فى هذا الخطاب خداع تشيانغكاي شيك منتزعا من يديه هذا السلاح الدعائي للحكم الدستوري و حوله إلى سلاح لتوعية الشعب من أجل المطالبة بالديمقراطية و الحرّية من تشيانغ كاي شيك. فطوى تشيانغ كاي شيك خديعته هذه فورا و لم يجسر طوال مرحلة حرب المقاومة ضد اليابان أن ينادي مرّة أخرى بحكمه الدستوري المزعوم ". ( صفحة 573-574، المجلّد الثاني ، الطبعة العربية )

إذا، ماو كان يطالب بالديمقراطية و الحرّية من تشيانغ كاي شيك للشعب و للحزب الشيوعي الصيني كسلاح لتوعية الشعب فى " الوقت الحاضر" آنذاك،زمن الجبهة المتحدة ضد اليابان فلا مكان ، أيّها الخوجيّون للغو حول " سلطة المستغِلّين و المستغَلّين "( مفهوم غريب عن الماركسية : صفحة 74 ،" الماوية معادية للشيوعية " ) فالديمقراطية الجديدة كثورة فى بلد مستعمر و شبه مستعمر و شبه إقطاعي ليست موجّهة ضد رأس المال ( لنتذكّر لينين جيّدا و ما أبديناه من ملاحظات على الإستشهاد 58، هذا دون الحاجة إلى تفاصيل دقيقة تجدونها فى مقرّرات الأممية الشيوعية و لدى ستالين فى " آفاق الثورة فى الصين " و غيرها من الوثائق ) بل ضد الخونة و الرجعيين و تحديدا ضد الإمبريالية و الإقطاعيين و الرأسماليين البيروقراطيين/ الكمبرادوريين. نعيدها بصوت عال فى أذن الخوجيين لعلّهم يعون أنّ ثورة الديمقراطية الجديدة ليست هي الثورة الإشتراكية فكفى خلطا بينهما و كفى نشرا للإلتباس و كفى إفتراءا على القائد البروليتاري العالمي العظيم ؛ لكن هيهات، ندرك سلفا أن نداءنا للخوجيين - خاصة من يقدّمون أنفسهم كقادة لهم- سيذهب أدراج الرياح بإعتبار أن نشر الإلتباس و الإفتراء و الكذب مسألة قارة مبدئية فى تعاطيهم مع الماركسية-اللينينية و الماوية كمرحلة جديدة ، ثالثة و أرقى فى علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية-اللينينية-الماوية.


الإستشهاد (93)، بالصفحة 74 :

الكيلاني : " و عن طريق الدكتاتورية المشتركة ذيّل ماو البروليتاريا للبرجوازية و جعلها تتخلّى عن دورها القيادي فى الثورة لفائدة مستغليها . هذا هو جوهر الفكر الماوي. يقول ماو " إعتمادا على مبدأ الجبهة الوطنية الموحدة المعادية لليابان و المتعلّق بتركيبة أجهزة السلطة يجب أن يكون فيها ثلث من الشيوعيين و ثلث و ثلث من عناصر اليسار التقدّمية من غير الشيوعيين و ثلث من العناصر الوسطية التى لا هي من اليسار و لا هي من اليمين ".

و مرجع جملة ماو هذه هو المجلّد الثاني من " مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة " ، الصفحة 590 من الطبعة العربية و الصفحة 450 من الطبعة الفرنسية. خائضا فى " مسألة السلطة السياسية فى مناطق القواعد المناهضة لليابان" ( 6 مارس 1940) ، قال ماو " 4- وفقا لمبدأ سلطة الجبهة الوطنية المتحدة ضد اليابان ، يجب ان يكون توزيع المقاعد كما يلى : ثلث للشيوعيين ،و ثلث للتقدّميين اليساريين اللاشيوعيين ،و ثلث للفئات المتوسّطة التى ليست يسارية و لا يمينية ".

عندئذ مسألة توزيع المقاعد على ذلك النحو متعلّقة بطور معيّن من مجرى الثورة الديمقراطية الجديدة وهو طور الجبهة الوطنية المتحدة ضد اليابان و لا ينطبق على ما سبق ذلك و لا على ما لحقه من المرحلة الديمقراطية الجديدة و تمّ ذلك سنة 1940 و ليس قبلها و لا خلال الحرب الأهلية المقبلة ، بعد طرد اليابان و لا بعد الإفتكاك التام للسلطة عبر الصين كافة. التعميم و التجريد حينئذ يجعلان من التكتيك إستراتيجيا و هذا تحريف للفهم الماوي و تشويه لسلطة الديمقراطية الجديدة أو الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية كتحالف للطبقات الثورية الصينية بقيادة البروليتاريا ضد أعداء الثورة. و أعرب ماو صراحة و مباشرة و بتصميم أنّه " لا يمكن للثورة أن تنتصر بدون الطبقة العاملة الصناعية الحديثة ،لأنّها قائدة الثورة الصينية و أكثر الطبقات ثورية ". ( المجلّد الثاني ، الصفحة 512 و راجعوا أيضا التعليق على الإستشهاد 84) و أمّا كيفية تجسيد تلك القيادة فالمسألة ليست شكلية عددية بقدر ما هي مسألة صراع من أجل التأثير و الإشعاع و الإقناع لتطبيق سياسات صحيحة و قد شرح ماو تفكيره بالضبط إثر النقطة (4) التى إستشهد بها الخوجي فأوضح :" 5- يجب تأمين المكانة القيادية للشيوعيين فى أجهزة السلطة السياسية ، و لذا فإنّ الشيوعيين الذين يشغلون ثلث المقاعد يجب أن يكونوا من أصحاب الكفاءة و الصفات الرفيعة . و سوف يكون هذا كافيا من أجل تأمين قيادة الحزب فيها من دون تمثيل أوسع فليست القيادة شعارا تلوكه الألسن ليل نهار كما انّها لا تعنى أن نخضع الآخرين لآرائنا بغطرسة ، بل تعنى أن نطبّق سياسات الحزب الصحيحة و نكون قدوة فى العمل، و ذلك هو السبيل لإقناع و تثقيف الأشخاص الذين خارج الحزب حتى يقبلوا مقترحاتنا عن طيب خاطر".

و يمضى ماو فى نقاطه ليحدّد دوافع و أسباب تلك السياسة ماديّا وفق الواقع الملموس لوقتئذ : " 6- يجب أن يمنح التقدّميون الذين خارج الحزب ثلث المقاعد لأنّهم مرتبطون بالجماهير الغفيرة من البرجوازية الصغيرة. و سيكون لهذا الأمر أثر بالغ فى كسب البرجوازية الصغيرة إلى جانبنا. -7- إن غرضنا من تخصيص ثلث المقاعد للفئات المتوسّطة هو كسب البرجوازية المتوسّطة و الوجهاء المستنيرين فكسب هذه الفئات يشكّل خطوة هامة فى عزل المتعنّتين و لا يجوز لنا أبدا فى الوقت الراهن أن نغضّ النظر عن قوّة هذه الفئات، و لذلك يجب أن نعاملها بتدبّر و تبصّر.[ التسطير مضاف].

8 - بالنسبة إلى أولئك الأشخاص اللاشيوعيين ، يجب أن يكون موقفنا تجاههم موقف التعاون، سواء أكانت لهم إرتباطات بالأحزاب و الجماعات السياسية الأخرى أم لا ، و مهما كان الحزب أو الجماعة أو الجماعة السياسية طالما يفضّلون المقاومة ضد اليابان و يرغبون فى التعاون مع الحزب الشيوعي".

( " مؤلّفات ماو تسى تونغ المختارة " ، المجلّد الثاني، صفحة 590-591 )

و فى هذا السلوك لا يبتعد ماو قيد أنملة عن المبادئ اللينينية و إنّما بالعكس تماما هو يجسّد اللينينية فى فهمها لمسألة التكتيك و التحالفات الطبقية . و تحديدا يطبّق القائد البروليتاري العالمي العظيم المبدأ التكتيكي اللينيني الذى لخّصه ستالين على النحو التالي : " المبدأ القاضي بأنّ يستخدم الحزب الشيوعي فى كلّ بلد أدنى إمكانية ضمان حليف جماهيري للبروليتاريا ، مهما كان حليفا مؤقّتا ، غير ثابت، غير مأمون، غير مضمون ".

( " المسألة الوطنية و الإستعمارية "، صفحة 261)


الإستشهاد 94 ، الصفحة 75 :

يواصل الكيلاني الخوجي كذبه : " ماو لم يقف عند حدود سياسة " الثلاث أثلاث " بل تخطاها إلى شكل فضفاض اكثر من السابق . يقول ماو :" ففى "الكيانغسو" الشمالي و فى مناطق أخرى أين بدأنا بتركيز السلطة الديمقراطية المعادية لليابان ، من الممكن أن تكون نسبة الشيوعيين أقلّ من الثلث، و فى الهيئات الحكومية و الهيئات التمثيلية يجب إدخال ممثّلى البرجوازية الصغيرة و البرجوازية الوطنية و الذين ليسوا معادين نشيطين للشيوعية. و ينبغى أيضا قبول عناصر الكومنتانغ الذين لا يعارضون الحزب الشيوعي . و بإمكاننا أيضا إدخال عدد قليل من العناصر اليمينية إلى الهيئات التمثيلية . [ لا ] يجب على حزبنا أن يسيطر على كلّ شيء مهما كان من أمر. إنّنا إذا أطحنا بدكتاتورية البرجوازية العميلة و الملاكسن العقّاريين الكبار، لا يعنى هذا تعويضها بدكتاتورية الحزب الشيوعي وحده ".

قبل ماو فى النهاية أن تكون نسبة الشيوعيين أقلّ من الثلث لفائدة العناصر المتردّدة و اليمينية الرجعية المعادية للشعب!! لا بأس !! إذ لا يجب تعويض الدكتاتورية المطاح بها " بدكتاتورية الحزب الشيوعي وحده "."

المصدر الأصلي لما إقتطفه الخوجي هو المجلّد الثاني من " مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة " ، الصفحة 479 و 480 من الطبعة الفرنسية و هاكم المقتطف كما ورد بالصفحة 631-632 من الطبعة العربية :

" تركيب اجهزة السلطة السياسية : يجب ان نطبّق بحزم " نظام الأثلاث الثلاثة " الذى يقضى بأن يحتلّ الشيوعيون ثلث المقاعد فقط فى أجهزة السلطة السياسية مع إجتذاب عدد كبير من اللاشيوعيين إلى هذه الأجهزة. و فى بعض المناطق مثل شمالي جيانغسو ، التى بدأنا فيها فى تأسيس السلطة السياسية الديمقراطية المناهضة لليابان، يجوز ان تكون نسبة المقاعد التى يحتلّها الشيوعيون دون ثلث. يجب إجتذاب من لا يتحمّس لأمر مكافحة الحزب الشيوعي من ممثّلى البرجوازية الصغيرة و البرجوازية الوطنية و الوجهاء المستنيرين، على المشاركة فى الأجهزة الحكومية و هيئات الشعب التمثيلية على حدّ سواء؛ و يجب أيضا أن يسمح لعدد ضئيل من العناصر اليمينية بالإشتراك فى هيئات الشعب التمثيلية . و حرام ان يحتكر حزبنا كلّ شيء . فإنّنا نريد فقط تدمير دكتاتورية البرجوازية الكومبرادورية الكبيرة و طبقة كبار ملاك الأراضي ، و لا نريد أن نحلّ محلّها دكتاتورية الحزب الواحد من قبل الحزب الشيوعي."

و النصّ الأصلي أمامنا ، لا نلمس أي " تجاوز إلى شكل فضفاض أكثر من السابق". يستهلّ ماو الفقرة بتأكيد المبدأ العام الذى صاغه كتكتيك شرحناه فى النقطة التى مرّت بنا منذ قليل و بعد ذلك يلفت النظر على إمكانية خاصة بمنطقة محدّدة لها ظروف معيّنة . فى مناطق القواعد المناهضة لليابان ، كما قد عرضنا من اللازم تطبيق المبدأ و كذلك فى تلك التى يسيطر عليها الحزب الشيوعي و لها تجربة فى السلطة فى المناطق المحرّرة أمّا المنطقة المعيّنة حيث بالإمكان أن يكون الشيوعيون مرنين فهي منطقة حديثة بدؤوا فيها فى تأسيس السلطة السياسية الديمقراطية المناهضة لليابان و السياسة التى رسمها ماو تهدف لمزيد إستنهاض القوى المعادية لليابان و غير المعارضة للحزب الشيوعي فى غالبيتها. و نعود لنذكّرأنّ القيادة حسب الرؤية الثورية ليست كما فسّرها ماو مسألة شكلية أو شعارا تلوكه الألسن وإنّما تؤمّن القيادة بسلوك سياسة صحيحة تقنع حتى غير الشيوعيين و الجماهير العريضة و تثقّفهم فينهضوا للتصدّى للمهام المحدّدة متّبعين الشيوعيين الذين يجب أن يكونوا القدوة.

و على كلّ من يعتقد أنّ السوفياتات ، أثناء ثورة أكتوبر، كانت متكوّنة مائة بالمائة من البلاشفة أن يراجع المعطيات التاريخية و مسار البلاشفة و المناشفة و الإشتراكيين الثوريين و كتابات لينين و ستالين بهذا الشأن.

هذا من ناحية ، و من ناحية ثانية ، لنلقى نظرة سريعة على رؤية ستالين لمستقبل السلطة فى الصين و ذلك فى خطابه " آفاق الثورة فى الصين" الذى أهمله قصدا الخوجيون لأنّه و ببساطة يفضح إلى أبعد الحدود تحريفيّتهم الفظّة. فى النقطة الرابعة من الخطاب، متناولا " طبيعة السلطة المستقبلية فى الصين " حدّد بصريح العبارة : " ...أوّليّا ستكون سلطة مناهضة للإمبريالية. ستكون سلطة إنتقالية نحو تطوّر غير رأسمالي أو بصورة أدقّ نحو تطوّر إشتراكي للصين". ( التسطير مضاف).

ليست يقينا سلطة إشتراكية بل إنتقالية نحو تطوّر إشتراكي و مناهضة للإمبريالية و نحو تطوّر غير رأسمالي و ليست ضد راس المال الوطني ، إنّها بتحديد ماو تسى تونغ فى أربعينات القرن العشرين و بعد ممارسة و خبرة و تجربة سنوات سلطة الديمقراطية الجديدة كمرحلة تمهّد للمرحلة الإشتراكية التى هي تتمّة للسابقة. و ذلك على أساس أنّ خصوصية الثورة الصينية هي أنّها " ثورة ديمقراطية برجوازية و فى نفس الوقت ثورة تحرّر وطني موجّهة ضد الهيمنة الإمبريالية الأجنبية على الصين ".

( ستالين نفس المصدر فقرة " طبيعة الثورة الصينية " )


23- فضح الكذب و التزوير بصدد الصراع الطبقي و الطبقات فى المجتمع الإشتراكي

و المجتمع الإشتراكي " مجتمع متكوّن من الطبقات الصديقة فقط " ( صفحة 80 من " الماويّة معادية للشيوعية " ) من المنظور الخوجي و الصراع الطبقي الدائر فى هذا المجتمع " لا يقابل بين الطبقات المتضادة فى المجتمع الإشتراكي بل هو بين الطبقات الصديقة التى تكوّن التشكيلة الإجتماعية للمجتمع الإشتراكي و بين العناصر المتفسّخة و بقايا المجتمع القديم و الإمبريالية و التحريفية و الرجعية العالمية " ( صفحة 81) . و هذه النظرة الخوجية صراحة نظرة تروتسكية للمجتمع الإشتراكي الذى لا توجد فيه برجوازية و بالتالى الصراع الطبقي فى الإشتراكية يدور دون طبقة برجوازية و فقط ضد عناصر متفسّخة أو متبقرطة.

أمّا ماو وريث ماركس و لينين ( راجعوا ما قيل بصدد الإستشهاد 12 ) و مستفيدا من التجربة السوفياتية و إنطلاقا من التجربة الصينية فى الصراع الطبقي و الصراع داخل الحزب الشيوعي الصيني و بعد تعميق التحليل الجدلي للمجتمع الإشتراكي ، إستشفّ أن " المجتمع الإشتراكي يشكّل وحدة أضداد " فيه " توجد تناقضات [ طبقية ] و طبقات و صراع طبقي " ( فى الصفحة السابقة لصفحة الإستشهاد 96، الصفحة 408 من المجلّد الخامس) و التناقض الرئيسي فى ظلّ الإشتراكية هو بين البروليتاريا و البرجوازية القديمة منها و الجديدة . و الصراع الطبقي البروليتاري يجرى ضد البرجوازية الجديدة بالأساس ، هذه البرجوازية التى تفرزها تناقضات المجتمع الإشتراكي داخليّا سواء بالبنية الفوقية أو البنية التحتية ( الحق البرجوازي والتناقضات الكبرى بين العمل الفكري واليدوي ، الريف والمدينة، العمّال و الفلاحين ...) و لذلك ما لم تبلغ الشيوعية و على النطاق العالمي تبقى إمكانية إعادة تركيز الرأسمالية على أيدى البرجوازية الجديدة التى يكون التعبير المركّز عن مصالحها ممثّلا فى أتباع الطريق الرأسمالي و الخطّ التحريفي داخل الدولة و الحزب عينه محور المجتمع الإشتراكي و يسعى هذا الخطّ التحريفي الذى يظهر بإستمرار طوال المرحلة الإشتراكية ، تكرارا و مرّة فمرّة إلى الإطاحة بالخطّ الثوري البروليتاري لإيقاف التقدّم نحو الشيوعية و تغيير لون الحزب و الدولة من دولة و حزب بروليتاريين إلى حزب و دولة برجوازيين. و متى وصلت التحريفية إلى السلطة وصلت البرجوازية إلى سدّة الحكم و تغيّرت طبيعة المجتمع من إشتراكي إلى رأسمالي. و على هذا الأساس من الممارسة و النظرية البروليتارية ، طوّر ماو تسى تونغ الماركسية-اللينينية لقطع الطريق أمام إفتكاك التحريفية و بالتالى البرجوازية الجديدة للسلطة داخل الحزب و الدولة البروليتاريين فتغيّر لونهما ليصيرا حزبا و دولة برجوازيين . و الأسلوب و الطريقة الضروريين تماما ( و بصفة متكرّرة) تجسيدا للنظرية الماوية و أعظم مساهمات ماو تسى تونغ النظرية و العملية هي " مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا " و الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى التى تمكّن من إسترجاع اجزاء السلطة التى تستولى عليها البرجوازية الجديدة و تعمّق الصراع الطبقي من اجل التقدّم صوب الشيوعية و ممارسة البروليتاريا لدكتاتوريتها الشاملة على كافة الأصعدة و ترفع من وعي الجماهير و تغيّر نظرتها للعالم بإتجاه تبنّى النظرة البروليتارية المادية الجدلية و الشيوعية للعالم بصورة أشمل و أعمق.

و ما شهده الإتحاد السوفياتي من ردّة تحريفية و إعادة تركيز للراسمالية بعد وفاة ستالين و ما شهدته الصين بالذات رغم ما بذله الشيوعيون الثوريون الماويون من جهود جبّارة و تضحيات جسام للحيلولة دون ذلك و كما تنبّأ بذلك ماو نفسه حيث تمكّنت التحريفية و بالتالى البرجوازية الجديدة عن طريق إنقلاب سنة 1976 من الإستيلاء على الحزب و الدولة فباتت الصين الثورية البروليتارية صينا رجعية برجوازية ؛ و حتى ما شهدته بلدان أخرى إشتراكية سابقا يثبت بما لا يدع مجالا للجدال و يبرهن بصورة ساطعة صحّة الأطروحات الماوية التى دونها لا يفهم بتاتا علميّا و جدليّا ما حلّ بتلك البلدان و الصراع الطبقي الذى دار فيها طوال المرحلة الإشتراكية.

ولمزيد تعميق الوعي بهذا الشأن نحيلكم على الأقلّ على كتابات متداولة إلى حدّ ما و بعديد اللغات على الأنترنت ، هي " حول شيوعية خروتشاف المزيّفة و الدروس التاريخية التى تقدّمها للعالم " للحزب الشيوعي الصيني أثناء صدامه مع التحريفية المعاصرة السوفياتية بوجه خاص و دفاعه عن المكاسب التاريخية للبروليتاريا العالمية ؛ و " تاريخ الثورة الثقافية البروليتارية فى الصين..." لجون دوبيه، دار الطليعة ؛ و تقارير المؤتمر التاسع ( 1969) والمؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الصيني (1973).

و ندعوكم الآن إلى تدبّر الموقفين التاليين لتتبيّنوا مدى رجعية و إنتهازية النظرة الخوجية : عندما توفّي ستالين و إستولت التحريفية و بالتالى البرجوازية الجديدة على مقاليد الحزب و الدولة فى الإتحاد السوفياتي محوّلة الحزب و الدولة البروليتاريين إلى حزب و دولة برجوازيين و معيدة تركيز الرأسمالية فى الإتحاد السوفياتي ، إنبرى ماو تسى تونغ على رأس الحزب الشيوعي الصين يدافع عن مكاسب البروليتاريا العالمية و التجربة السوفياتية و ستالين و يدرس الإرث البروليتاري للإستخلاص الدروس و العبر . و عندما توفّي ماو تسى تونغ و حصل إنقلاب تحريفي بنتائج وخيمة على البروليتاريا فى الصين و عالميّا ، إمتشق أنور خوجا و الإنتهازيين عبر العالم سيوفهم الدغمائية التحريفية و إنهالوا بها يحطّمون مكاسب الثورة البروليتارية العالمية وماو تسى تونغ و من ورائه مثلما مرّ بنا مرارا و تكرارا لينين و ستالين . من يخدم هذا السلوك الخوجي ؟ بالطبع لا يخدم الشيوعية و المهام التاريخية للبروليتاريا العالمية و تحرير الإنسانية !!!


24- فضح الكذب والتزوير بصدد "الثورة الثقافية " لا رابط بينها و بين الماركسية-اللينينية "

يدّعى الكيلاني أن ّ " الثورة الثقافية " لم تحقّق الأهداف المعلن عنها أي ضرب التحريفية و نفوذ البرجوازية بل على العكس فإنّ الأمور تدهورت أكثر فى الصين و التحريفية تغلغلت و ثقلت على جهازي الحزب و الدولة. و فى الوقت الذى كان يعلن فيه عن " نجاح الثورة الثقافية " و " بلوغ أهدافها " نرى ماو يؤكّد بنفسه فى أفريل 1969 : " على ما يبدو إذا لم نقم بالثورة الثقافية البروليتارية الكبرى فإنّ الأمور لن تسير على أحسن ما يرام لأنّ قاعدتنا ليست صلبة فما لاحظته و لا أقول هنا أنّ كلّ أو الأغلبية الساحقة من المعامل بل اقول أنّ أغلبيتها الهام لا توجد قيادتها لا بين أيدي ماركسيين حقيقيين و لا بين أيدى الجماهير العمّالية ".

هذا الكلام المنسوب لماو مصدره " خطاب أمام الإجتماع العام الأوّل للجنة المركزية التاسعة للحزب الشيوعي الصيني " فى 28 أفريل 1969 ( صفحة 271-272 من " ماو ستحدّث إلى الشعب " نصوص قدّم لها ستوارد شرام، الصحافة الجامعية الفرنسية، 1977). فى هذا الخطاب : " إذا كنّا نتحدّث عن الإنتصار فعلينا أن نتأكّد من إتحاد جماهير الشعب العريضة ، فى ظلّ قيادة البروليتاريا ، لأجل إحراز الإنتصار لا يزال ينبغى مواصلة الثورة الإشتراكية حيث لا تزال توجد أشياء فى هذه الثورة لم يتمّ بعدُ إنهاءها و يجب مواصلتها : مثلا الصراع-النقد-التغيير. فى غضون بضعة سنوات ، ربّما يكون علينا أن نقوم بثورة أخرى.

كثير من رفاقنا المتمرّسين ذهبوا لبعض الوقت إلى المصانع ليتحقّقوا من الأمر عن كثب و أرجو فى المستقبل أن تذهبوا أنتم أيضا لمعاينة ما يحدث بالمناسبة. عليكم أن تدرسوا مختلف مشاكل المصانع. يبدو من الأساسي مواصلة جهودنا الرامية للمضيّ بالثورة الثقافية البروليتارية الكبرى إلى النهاية . فقاعدتنا لم تتعزّز ووفق ملاحظاتى الخاصّة يمكن أن أقول ، ليس فى كلّ المصانع و لا فى الغالبية الساحقة منها ، بل فى غالبية كبيرة من الحالات ، يمكن أن أقول إنّ القيادة ليست بين أيدى ماركسيين حقيقيين و لا حتى بين أيدى الجماهير العمّالية ...

لقد بسطت هذا المثال قصد أن أبيّن أنّ الثورة لم تنته. و بناء عليه ، نرجو من كلّ رفاق اللجنة المركزية ، بمن فيهم الأعضاء المعوّضين أن يحذروا: عليكم القيام بعمل دقيق جدّا و يجب إنجازه بصورة مفصّلة إذ لا يكفى إنجازه بصورة عامّة ، فذلك عادة ما يسفر عن أخطاء ".

و إعلاء لصوت الحقيقة ، كلّ الحقيقة ، يملى علينا هنا أن نقدّم لكم النصّ الأصلي بالفرنسية لما عرّبه الخوجي .

« Il parait essentiel de continuer nos efforts pour mener la grande révolution culturelle prolétarienne jusquau bout. Notre base n’a pas été consolidée. D’ après mes propres observations je -dir-ais que, pas dans toutes les usines, ni dans l’immense majorité des usines mais dans la grande majorité des cas, la -dir-ection n’est pas aux mains d’authentiques marxistes, ni meme aux mains des masses ouvrières ».


بعد هذا ننصرف إلى النقد و وضع النقاط على الحروف متجاوزين للخوجي عن تعريبه الأخرق و المحرّف القائل بنهاية الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى ( الجملة الأولى ) و الحال أنّها لم تبلغ نهايتها بالمرّة حسب ماو.

إنّ ماو ما فكّر أصلا و ما لمّح و لو أدنى تلميح إلى أنّ الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى منيت بالهزيمة و لم تحقّق أهدافها أو عكس ذلك أنّها نجحت نجاحا نهائيّا. وفق المنظور الماوي كما شرحنا يمتدّ الصراع الطبقي على طول المرحلة الإشتراكية بما هي مرحلة إنتقالية من الرأسمالية إلى الشيوعية فالمعارك ، من ثمّة، متجدّدة بين الخطّ الثوري و الخطّ التحريفي داخل الحزب و الدولة كتعبير مكثّف للصراع الطبقي بين البروليتاريا و البرجوازية الجديدة. و ماو لم يقل بالإنتصار النهائي ( و ليس بوسعه قول ذلك) للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى نظرا لأنّ المرحلة الإشتراكية لم تنته و لأنّ عناصر البنية التحتية و البنية الفوقية التى عددنا قبلا لا تزال تفرّخ البرجوازية الجديدة يوميا و فى كلّ ساعة و بالتالى الحديث عن الإنتصار النهائي مناهض لللينينية و للماوية.

أثناء حوار ، فى أوج الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى، أكتوبر 1968، أعرب ماو تسى تونغ عن " لقد أحرزنا بعدُ إنتصارات عظيمة. لكن الطبقة المهزومة ستظلّ تصارع. هؤلاء الناس ما زالوا هنا و هذه الطبقة كذلك. لذا ، لا يمكننا الحديث عن إنتصار نهائي حتّى بالنسبة للعشريات القادمة. لا ينبغى أن نخفض من يقظتنا. من منظور لينيني، يتطلّب الإنتصار النهائي لبلد إشتراكي لا جهود البروليتاريا و الجماهير الشعبية العريضة لهذا البلد فقط بل إنّه مرتهن كذلك بإنتصار الثورة العالمية و القضاء كونيّا على نظام إستغلال الإنسان للإنسان ما سينجرّ عنه تحرّر الإنسانية جمعاء. بالتالى، الحديث ببساطة عن الإنتصار النهائي لثورتنا أمر خاطئ و مضاد للينينية و أكثر من ذلك ، لا يتطابق مع الواقع ".

( صفحة 226-227،" كيف تكون شيوعيّا جيّدا " ملحق : تقرير المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي الصيني ، ليوتشاوتشى ، الإتحاد العام للنشر ، باريس 1970، سلسلة 10/18)

هذا من جهة و من جهة أخرى ، أيتحوّل ماو إلى مثالي لينكر ما أنجزته الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى من إسترجاع لجزء السلطة و النفوذ الذين كانت التحريفية المتكتّلة حول ليوتشاوتشى قد سرقته من أيدى الثوريين البروليتاريين الحقيقيين؟ أيتحوّل إلى مثالي ليتنكّر إلى إرتفاع مستوى الوعي لدى الجماهير الكادحة لمشاركتها مباشرة فى الصراع الطبقي المحتدم بقيادة الخطّ الثوري الماوي فى الحزب الشيوعي الصيني و ماو تسى تونغ ذاته؟ أيتنكّر ماو لمفاهيمه عن " مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا "؟ ما من شيء من هذا القبيل حصل؟

كلّ ما فى الأمر أنّ ماو و تناغما مع نظريته " مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا " ، عاد ليؤكّد ضرورة مواصلة الثورة الإشتراكية و أنّه فى مستقبل منظور ، ربّما إضطرّوا إلى القيام بثورة ثقافية أخرى و لا غرابة فى ذلك بما أنّ وجهة النظر الماويّة هي أنّ طوال المرحلة الإشتراكية لا بدّ من عدّة ثورات ثقافية. و من الثابت أنّ ماو عُني بالقاعدة الحزبية ، المواقع القيادية فى المصانع أمّا اللجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي الصيني فتبنّت تقرير ذلك المؤتمر القائم أساسا على النظرة الماوية و هذا فى حدّ ذاته إنتصار للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى . وفضلا عن ذلك ، حدّد ماو عباراته و كان دقيقا فى إستعماله لها فهو لم يقصد " الغالبية الساحقة" و لم يقف مكتوف الأيدي و سلبيّا إزاء الوضع بل عمل ودعا اللجنة المركزية بكافة أعضائها أن تعمل على تعميق الثورة فى كلّ مصنع و كلّ قرية و كلّ إدارة و كلّ مدرسة . قال القائد البروليتاري العالمي بالصفحة 273 فى نفس الخطاب و نفس الكتاب المذكورين أعلاه :" لنتحد من أجل هذا الهدف : تعزيز دكتاتورية البروليتاريا . عليكم أن تسهروا على تركيزها فى كلّ مصنع و فى كلّ قرية و كلّ إدارة و كلّ مدرسة ".

فما يزعمه الخوجي من أنّ الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى جعلت " الأمورتدهورت فى الصين و التحريفية تغلغلت و ثقلت على جهازي الحزب و الدولة" عار أصلا من الصحّة. و من المفيد و لا شكّ التعريج هنا على تقرير المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي الصيني و إنتصارات الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى:" إنّ مؤتمرنا ينعقد فى وقت أحرزت فيه الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى التى أطلقها الرئيس ماو و قادها شخصيّا إنتصارات عظيمة. لقد حطّمت هذه العاصفة الثورية الكبرى مركز قيادة للبرجوازية الذى كان على راسه ليوتشاوتشى ،هذا المرتدّ و عميل العدوّ و خائن الطبقة العاملة ؛ و قد كشفت حفنة المرتدّين و العملاء السرّيين و المسؤولين المتبعين بعناد للطريق الرأسمالي ، والذين تخفّوا داخل الحزب و كان ممثلهم الأبرز ليوتشاوتشى ، ووطّدت بصفة معتبرة دكتاتورية البروليتاريا فى بلادنا و عزّزت حزبنا تعزيزا عظيما. وهذا ما أعدّ ، على المستويات السياسية و الإيديولوجية و التنظيمية ، كلّ الظروف المطلوبة لإنعقاد مؤتمرنا الراهن.

( ملحق من ملاحق كتاب ليوتشاوتشى ، " كيف تكون شيوعيّا جيّدا " ، الإتحاد العام للنشر ، سلسلة 10/18 ، باريس 1970).

و " إنّ إنتصار ثورتنا الثقافية البروليتارية الكبرى بالتأكيد إنتصار عظيم" ( نفس المرجع السابق ، الصفحة 226).

و الحكم على الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى بأنّها خاطئة لنذها حافظت و صانت دكتاتورية البروليتاريا لعقد من الزمن و نشرت الماركسية-اللينينية و درّبت أجيالا من الثوريين الذين أخذوا المشعل البروليتاري و هو اليوم يخوضون شتّى أنواع المعارك و فى ألخير تمكّن التحريفيون أتباع الطريق الرأسمالي ممثّلو البرجوازية الجديدة ، عن طريق إنقلاب، من الإستيلاء على السلطة فى الحزب و الدولة - وهو أمر توقّعه ماو تسى تونغ و قاومه ما إستطاع ، إلى آخر نفس فى حياته ، يشبه تماما الحكم على لينين و ستالين بالخطإ لأنّ الإتحاد السوفياتي بات إمبريالية إشتراكية بعد إغتصاب الطغمة التحريفية البرجوازية الجديدة لقيادة الحزب و الدولة و تحويلهما من حزب و دولة بروليتاريين إلى حزب و دولة برجوازيين. و مثل هذا التفكير الخوجي لا يمتّ بصلة قطعا للماركسية. و لستالين فى هذا الشأن قول ماثور فيه أفاد و أجاد: " إنّ سياسة صائبة لا تؤدّي دائما و حتما إلى الإنتصار المباشر على الخصم. فالإنتصار المباشر على الخصم لا تحدّده سياسة صائبة فحسب بل يُحدّده و فى المصاف الأوّل و على وجه الخصوص ميزان القوى الطبقي و التفوّق الجلي لقوى الثورة و تفكّك الجانب الخصم و وضع عالمي مناسب ".

( ستالين " حول المسألة الوطنية و الإستعمارية " منشورات نورمان بيتون، باريس صفحة 272 )

و ما قاله ستالين هنا يثير سؤالا : هل بحث الكيلاني الخوجي ، و الخوجيون المفضوحين منهم و المتستّرين فى ميزان القوى الطبقي و الوضع العالمي اللذان أسفرا عن الإنقلاب فى الصين سنة 1976 و تصفية ما سمّاه " ما تبقّى من القيادة العامة " للثورة الثقافية " و فى مدى تناقض سياسات المدافعين عن خطّ الثورة الثقافية والإنقلابيين وسياساتهم ؟ إطلاقا لم ينبس الخوجيون بكلمة فالأمر لا يهمّهم و ما يشغل بالهم جميعا كخوجيين و دغمائيين تحريفيين هي غايتهم المبيّتة ألا وهي طمر الحقائق و قبرها و نبذ علم الثورة البروليتارية العالمية . نهجهم بجلاء غير بروليتاري بتاتا و سياساتهم إصلاحية بحتة.

( لمزيد التعمّق فى الردّ المفصّل على الخوجيين المفضوحين منهم و المتسترين : حزب العمّال و " الوطد " بصدد الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى، نحيلكم على العدد الرابع من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! " لناظم الماوي، على موقع الحوار المتمدّن بالأنترنت ) .

سؤال مهمّ و خاتمة :

و قد بلغنا هذا المبلغ من الإيضاح للحقيقة ، لا يسعنا إلاّ أن نثير بعد تأكّدنا جميعا و على أساس دلائل قطعية من دغمائية و تحريفية الخوجيين المفضوحين منهم و المتستّرين ، سؤالا من الطبيعي أن يكون قد نشأ بخلد الكثيرين الا وهو أيّة مصلحة طبقيّة يخدم هذا الخطّ الفكري الدغمائي التحريفي؟ إنطلاقا من أنّ تاريخ البروليتاريا كتابة و تقييما هو ذاته محلّ صراع طبقي ، و تنظيرات المجموعات الخوجية و ممارساتها فى خضمّ الصراع الطبقي فى القطر لعقود الآن ، نجيب و بإقتضاب -لأنّ الإجابة الشافية تقتضى دراسة وافية ليس هذا إطارها- أنّ الخوجية بلا ريب و بالتأكيد فى خدمة أرهاط متنوّعة من المعادين للثورة البروليتارية العالمية محلّيا و عالميّا.

و على غرار ما قاله لينين لكاوتسكي ، نقول للخوجيين المفضوحين منهم و المتستّرين و لمعلّمهم أنور خوجا :

" فيا للعلم ! و ياله من إستخذاء ناعم أمام البرجوازية ! و أيّة طريقة متمدّنة فى الزحف على البطن أمام الرأسماليين و لعق جزماتهم !" ( " الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي" ، صفحة 21 ، دار التقدّم ، موسكو).

و يبقى أن نجمل الدروس فى الإستشهاد الإنتهازي للخوجيين بناء على ما تقدّم من نقد تفصيلي للإستشهادات بماو تسى تونغ فى كتاب الكيلاني الخوجي " الماوية معادية للشيوعية " . إذا أردت أن تكون خوجيّا معاديا للماوية و الشيوعية و طامسا لها و مشوّها فعليك ، بما يشبه طاحونة كلام ، أن تملأ غالبية مقالك أو كتابك بثرثرة تطرب الإنتهازيين و أن تتبع الأساليب الإنتهازية التالية :

1- تحريف كلام الإستشهاد بالإنقاص و الزيادة و التحوير.
2- عدم إحترام التنقيط و نهايات الجمل.
3- إستعمال صيغ فعلية ماضية ،عند التعريب، عوض الصيغ الفعلية المضارعة و العكس بالعكس.
4- تعريب دون إحترام الكلمات و الجمل و سواها أو صياغة تعريب نصّه مبهم يستعصى على الفهم.
5- إيراد كلمات بين معقّفين على أنّها لماو تسى تونغ فى حين أنّها ليست له.
6- إذا كان للمصطلح المقصود معنيين، عدم ذكر أكثر من واحد فقط يخدم أغراضك.
7- من الضروري التلاعب بأدوات الربط بين الكلمات و الجمل.
8- إضافة جمل زورا و بهتانا تلصق بجمل معروفة لماو.
9- تهويل الأمر عبر التعميم و التجريد و إستعمال " جميع "و " كلّ" ...
10- تقديم كلام فى تاريخ ما دون تحديد لمرجع الوثيقة المقتطف منها.
11- إنكار الواقع و إيراد آراء مناقضة له.
12- عدم الإكتراث لنصّ إستشهاد تتحوّل جمله كالحرباء من موقع لآخر من المقال أو الكتاب.
13- إعطاء مرجع خاطئ لخلط التواريخ.
14- أخذ كلمات من جرائد فى حقبة معيّنة و الإيحاء بأنّها تعبير عن آراء ماو و إن كان هو نفسه نقدها.
15- عدم ذكر الصفحة ، ذكر فقط إسم المصدر.
16- تقديم حدث تاريخي معيّن في سنة محدّدة على أنّه من أحداث فترة لاحقة.
17- إنكار ظروف تطبيق سياسة معيّنة و تأويل تكتيك على أنّه إستراتيجيا.
18- عدم التعرّض للحلول المقترحة من قبل ماو لمعالجة المشاكل المناقشة.
19- إهمال الكمّيات و الأرقام.
20- عدم التفريق بين خصوصيّات الثورات و عقد مقارنات تماثل مهما كانت طبيعة الثورة مختلفة.
21- تأويل نصوص ماو تأويلا مغرضا .
22- منذ البداية ، صياغة عنوان يحمل طرحا مغلوطا للمسألة المعالجة.
23- وضع عنوان و اللغو ثمّ اللغو دون البرهنة على صحّة العنوان الموضوع.
24- نزع الجمل من إطارها و تركيبها تركيبا على أطر أخرى.
25- إلصاق نظرية هي لخصم ماو بماو والإنهيال على الأخير بالشتائم على أنّه متبنّيها.
26- حذف الأمثلة التوضيحية كي يمسي الكلام مجرّدا فضفاضا.
27- إدارة الظهر لآراء المنظّرين و نسب أفكار لهم و إن لم تكن لهم.
28- إستخدام مفردات متقاربة المعنى دون التمييز بينها من وجهة النظر الشيوعية.
29- تبنّى نظرية إحادية الجانب و عدم النظر للمسالة من جميع جوانبها.
30- إعتبار كلام ماو جريمة و مأثرة ثورية إن نطق به غيره.
31- الصمت المطبق عن عنوان المقال أو الخطاب إذا كان مناقضا للإتهام الموجّه لماو.
32- خلط المفاهيم المتعلّقة بالبرجوازية و أصنافها.
33- إيراد ما إشتهر به ماو تسى تونغ و إعتباره إعلانا كلاميّا لا غير لا ينطبق على ممارسته.
34- إدّعاء الدفاع عن لينين و ستالين و ضرب مقولاتهما في الصميم من خلال الهجوم على ماو.
35- توجيه تهمة بدعة حيث يوجد تطوير لعلم الثورة البروليتارية العالمية.
36- إعلاء المواقف اليسراوية على أنّها المواقف الثورية و تمرير مواقف يمينية.
37- إنتقاد أي عمل جبهوي على أنّه تنازل عن النقاوة الثورية.
38- الحكم بالخطإ على خطّ صحيح تعرّض الفشل في لحظة ما لأسباب ما.
39- الإستناد إلى التحريفيين السوفيات و الصينيين و تروتسكي و كاوتسكى ... و تبنّى بصورة غير معلنة موافقهم و إستعمالها ضد ماو.
40- إعتبار كلّ تنازل مهما كانت الظروف خيانة للبروليتاريا.
41- سلوك سياسة ماكييفال - الغاية تبرّر الوسيلة – غاية الخوجيين سحق الماوية لا تهمّ الوسيلة .
42- التنكّر للمنهج المادي الجدلي و تكريس المنهج الميتافيزيقي المثالي في تناول القضايا.
43- عمليّا و تطبيقيّا إعلاء راية الفلسفة البراغماتية و الإنتقائية...".

و ليفق من سباتهم من خدعهم خوجا و الخوجيّون المفضوحون منهم والمتستّرون و ضلّلوهم بصدد الماوية وليعلموا أنّه " إذا كان أعمى يقود أعمى فكلاهما يسقطان فى حفرة ".

و الكلمة الأخيرة لما تسى تونغ :

" على الشيوعيّ أن يكون صريحا ، صافي السريرة ، مخلصا ، عظيم الهمّة و النشاط ، يفضّل مصالح الثورة على حياته ، و يخضع مصالحه الشخصية لمصالح الثورة . و عليه أن يتمسّك فى كلذ زمان و مكان بالمبادئ الصحيحة و يخوض النضال بلا كلل أو ملل ضد جميع الأفكار و الأفعال الخاطئة ، و ذلك من أجل توطيد الحياة الجماعية للحزب و تعزيز الروابط بين الحزب و الجماهير . و عليه أن يهتمّ بالحزب و الجماهير أكثر من إهتمامه بأي فرد ، و أن يهتمّ بالآخرين اكثر من إهتمامه بنفسه . و بهذا وحده يمكن أن يعدّ شيوعيّا ".

( ماو تسى تونغ ، " مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة " المجلّد الثاني ، الصفحة 42 ، الطبعة العربية )
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا