نشرت صحيفة " ديلي تلغراف " الاسترالية في عددها الصادر يوم الثلاثاء المصادف 29؟4؟2003  موضوعا بقلم الكاتب بروس ويلسن تناول فيه الاجراءات التي تتم بموجبها مكافأة طارق عزيز بتوفير الاقامة الدائمة والحماية الضرورية طوال 24 ساعة له ولافرادعائلته في بريطانيا وذلك بتخصيص احد القصور الفخمة من قصور الامير جارلس التي قيمتها 5و4 مليون دولار ليعيش ما تبقى من حياته كالملك ( حسب قول الصحيفة ) مع مكافاة نقدية وراتب تقاعدي سنوي وذلك استنادا الى المعلومات التي اوردتها صحيفة " سان " البريطانية والتي افادت بانها حصلت على وثائق بهذا الشأن، وافادت تلك المعلومات بانه  بان عزيز سيرسل الى مدينة اوكسفورد ليبقى في موقع عسكري هناك لمدة ستة اشهر قبل اكمال الاجراءات المتعلقة بتوفير متطلبات اقامته في القصر الاميري. وحسب الاخبار التي اوردتها الصحيفة بان تلك الامتيازات التي تقدم للساعد الايمن للطاغية المهزوم صدام تأتي كمكافأة له لما قدمه من معلومات للقوات المتحالفة اثناء هجومها على بغداد وانه كان على اتصال مع القوات المهاجمة وقام بدور الجاسوس على سيده باعطاءه المعلومات المتعلقة بتواجد صدام اثناء الاغارة على الملاجىْ التي كان يختبأ فيها.

مهما كانت صحة تلك التقارير، ان طارق عزيز الذي ارتضى لنفسه ان يقوم بدور التابع الذليل للطاغية صدام طوال عقود تسلطه والمعروف عنه كونه متصفا بكل صفات الرذيلة من التملق والرياء وكان يوشي برفاق دربه لدي صدام شخصيا وتسبب في تصفية اعضاء بارزين في قيادة الحزب والسلطة لكي يضمن رضاء سيده من اجل ضمان موقعه وكان خادما امينا لسياسات صدام وجرائمه الدموية بحق ابناء الشعوب العراقية، لا يستبعد منه ان يرمى نفسه في احضان اسياده الجدد لينال رضاءهم وهو معروف بتاريخه الطويل المليْ بالمهانة والرذائل.

لذلك لا يبدو الامرغريبا للمتطلع على ماضي وشخصية طارق عزيز وافراد العصابة المهزومة اللذين كانوا يدعون مقاومة الغزاة والموت بشرف في الذود عن سيادة الوطن الذي تحول الى خراب نتيجة حماقاتهم و سياساتهم اللامسؤولة ويتسارعون الان تباعا لتسليم انفسهم الى الغزاة . ولكننا بصدد الادعاءات التي كانت ولا تزال تطلقها الادارة الامريكية بمحاسبة اركان النظام السابق وتحقيق الديموقراطية وبناء العراق الجديد.

ان افراد واسر ضحايا جرائم نظام صدام ومعهم كل الشرفاء اللذين كان يحلمون باليوم الذي يزول فيه الكابوس الذي كان متسلطا على حياتهم ويرون فيه الجلادين والقتلة وهم ينالون جزاءهم، سوف لن يروق لهم البال وهم يرون هؤلاء يكافؤن من قبل من يدّعون تحريرهم من الدكتاتورية. ان دماء مئات الالاف من الابرياء من ضحايا مذابح الانفالات والغازات السامة والقرى والمدن المدمرة والمحروقة وابناء الجنوب والاهوار التي تمت تجفيفها  ودماء المناضليين اللذين ضحوا بحياتهم في مقاومة النظام القمعي الشمولي للعفالقة البعثيين، تطالب بالقصاص العادل لهؤلاء المجرمين السفلة واننا مطالبين جميعا برفع اصواتنا مناديين بتقديم هؤلاء المجرمين ومعهم كل من خدم النظام وساهم في تنفيذ سياساته الوحشية من المرتزقة والخونة  الى محكمة علنية تشكل داخل العراق لينالوا ما يستحقونه من العقاب ونطالب جميع الاحزاب وخاصة الاحزاب الكردية عدم السماح لهؤلاء بالالتجاء الى كردستان وايوائهم بمبررات فتح صفحة جديدة باصدار قرارات العفو عن الجرائم التي ارتكبوها.