الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بشار الأسد، أنت إرهابيٌّ أباً عن جد

أماني محمد ناصر

2006 / 8 / 23
الارهاب, الحرب والسلام


سيدي بشار الأسد، أقولها بكل صدق، لأني أحب الصدق، ودون مراوغة أو كما يقال باللغة العامية الدارجة – من دون تمسيح جوخ- ومن قلب عربي سوري يعي معنى الإرهاب بكل أشكاله، أقول لك:
"أنت إرهابي بالفطرة"...
لم تخطئ إسرائيل حينما قالت عنك شخصياً بأنك إرهابي...
لم يخطئ جورج بوش حينما أطلق عليك صفة الإرهاب، ولا من كان في سياحة عالمية أثناء الحرب على لبنان حينما أطلق صفة الدكتاتورية على نظامك الفاسد...
ولم يخطئ من قال أيضاً:
"هذه الأزمنة تتغير، هذه المرة ينبغي أن يتغير هذا النظام وأن يحاكم هذا الرجل المريض في دمشق"!!!
نعم سيدي، أقولها بكل صدق: أنت مريض بداء الإرهاب، ونظامك دكتاتوري فاسد!!!

ولنحسبها معاً كي لا يقال إنني ناكرة للمعروف في بلدي:
إسرائيل حينما أرسلت الصواريخ للبنان، جعلت بعض أطفالها يكتبون عليها:
"يا أطفال لبنان، موتوا بسلام" ...
هذا هو السلام سيدي بنظر أطفالهم فكيف سيكون بنظر رجالهم بل أشباه رجالهم؟؟!!
السلام هو صواريخ ومتفجرات وقتل الأطفال وتشريدهم، وقتل النساء والشيوخ والشباب العربي وتشريدهم، وتدمير المباني عن طريق هذه الصواريخ وعكس السلام هو الإرهاب...
فإن كان السلام يعني القتل والتدمير والتهجير والتشريد والبغض والكره والكذب والمراوغة فالإرهاب يعني البناء والاحتواء ولم الشمل والمحبة والصدق...
"يا أطفال لبنان، موتوا بسلام"... (أترى سيدي كم هو الموت الاسرائيلي رحيم)؟؟!!

لنحسبها ثانية بلغة هذا المدعو جورج بوش، الذي يقوم بمحاولات يائسة لجعل الناس يحبون الشخص الذين أُجبروا على تحمله، والشخص طبعاً عائدة على بوش...لنحسبها باللغة الأميركية التي ولله الحمد لم أتكلمها يوماً وليس لي الفخر بالتحدث بها...
كل ما تقوله سيدي بشار هو إرهابي، كل ما تتلفظ به إرهابي، كل ما تدعو إليه إرهابي، ولو حولنا كلمة إرهابي إلى أحرف أميركية تصبح Air happy...
و Air happy باللغة الأميركية تعني الهواء العليل...

وبين هوائك العليل يا سيدي وهوائهم المليء بالموت والدمار مسيرة شاسعة، تقطعها أنت بالصمود والمناضلة لأجل حق الشعوب بالحرية، وتقدم بسوريا المثل الأعظم الذي يقول لكل تجار الموت بالعالم:
- نحن لن نكون رصاصة في بنادق موتكم بل نموذج كفاح ونضال لكل القادمين غداً إلى جدار الصمود في محاولة لزعزته والذي يعرفون جيداً أنّ على حجارته ستكسّر كل مشاريعهم، وستصحو الأرض في وجههم...
وهذه الكلمات هي دليل الإرهاب عند كل من يعتبر أن النضال والكفاح والجهاد هو إرهاب...

رايس قالت بداية الحرب إنّ المنطقة تشهد ولادة شرق أوسط جديد، وصلّت للبنان وأكاد أجزم أنها أولى صلاة تصليها، في ذات الوقت الذي كان فيه أطفال قانا يقتلون!!! وفي ذات الوقت الذي كانت يدها في أيدي القتلة المتوحشين في محاولة لبناء شرق أوسط، عفواً، أقصد شرق أوسخ جديد على أيديهم...
ترى، هل أرادت بذلك أن تقدّم نموذجاً عن المرأة المسالمة في أمريكا؟؟؟!!!

حينما تعلق شوكة أو حسكة في حنجرة إنسان ما يُقال له:
ماذا اقترفتَ من ذنب حتى علقت هذه الشوكة في حنجرتك؟؟!!
وكنتَ الشوكة التي علقت في حناجرهم، هذه الحناجر التي لا تنادي إلا بالقتل والتدمير والتهجير والتشريد... والتي ارتوت من دماء الشهداء والأبرياء!!!

في أمريكا سيدي وكما تعلم لا يثبتون على موقف، يلعبون مع العرب لعبة "المستغماية" مرة معهم ومرة عليهم، ورأينا هذه اللعبة كيف فُسِّرت على أرض الواقع أيام الحرب الأخيرة، فلبنان الذي قالت عنه أمريكا إنه أصبح صديقاً لها، والذي كنا نرى بين ليلة وضحاها أحد القوى اللبنانية أو التجمعات يهرع إليها محباً راجياً، لبنان حينما احتاج لهذا الصديق تنكّر لصداقته وكشّر عن أنياب الذئب أمام ليلى...
أما أنت سيدي، فظلت مواقفك تجاه لبنان كما هي لم تتغير، رغم التصريحات التي قيلت ضدك، ورغم النكران والجحود لما قدّمته من دماء شهداء أبنائك السوريين لأجل استقرار أمن لبنان...
لا، لم تتغير مواقفك إزاءه، فاستقبلتَ أبناءه الذين نزحوا بالآلاف، ولم تنقص عنهم شيئاً وبشهادتهم، فالأصيل ابن الأصيل يبقى أصيلاً على مرّ الدهور...
والأصالة يا سيدي في سوريا، من صفات الإرهاب عند الأعداء...

فأنت إرهابي لأنك لم تغلق أبوابك أمام إخواننا اللبنانيين وأمريكا كانت تريد إغلاقها لتزداد الأزمة وليتفاقم الوضع المأساوي للبنان، وعكس ما تريده أمريكا هو إرهاب...
وأنت إرهابي لأنك صمدت لوحدك أمام المخططات الصهيو-أمريكية... التي تهدف إلى إبادة العرب والمسلمين... والصمود في نظرهم يعني إرهاباً...

وأنت إرهابي لأنّ قصر المهاجرين الذي وصفه البعض بقصر المتاجرين، كان قصراً للنازحين...
كان منزلاً لإخواننا اللبنانيين النازحين الذين كنت تتابع أخبارهم واحتياجاتهم من هذا المنزل...
وربما لم يعجب البعض محبتك وحرصك الشديد على إخواننا اللبنانيين الذين نزحوا أيام الحرب، ولم يعجبهم التفاتهم حولك ومحبتهم لك، فأطلقوا عليه اسم قصر المتاجرين، ليتاجروا بهذا الالتفات الشعبي اللبناني المتواجد حينها في دمشق وهم يتنقلون من بلد لآخر، فالغيرة دبّت في أوصالهم، فحيث كانوا يجرون سياحة حول العالم في 33 يوم، كنتَ أنت مع المقاومة، مع الهم اللبناني، مع الألم اللبناني، مع الشعب اللبناني، محباً لهم، تقدّم لهم كل ما باستطاعتك واستطاعة بلدك وشعبك لهم...
عجبي سيدي، هل الضيافة أصبحت إرهاباً؟؟!!!
هل احتواء من نزح أثناء الحرب يعتبر إرهاباً؟؟!!
هل محبتك للشعب اللبناني تعتبر إرهاباً؟؟!!
هل محبة شعبك لك يعتبر إرهاباً؟؟!!
إذا كان كذلك، فأهلاً بهذه الصفة...
وأنت إرهابي لأنك تقول الحق، كل الحق ولا تخشى لومة لائم، حتى لو كان هذا اللائم هو أمريكا المسيطرة على ضمائر العرب وألسنتهم... ومن هنا كان نظامك بنظر البعض دكتاتوري فاسد...
وأنت إرهابي لأنّ شعبك العربي المسلم، المسيحي، اليهودي، يحبك... وفي نظر أمريكا، القائد العربي المسلم الذي يحبه شعبه بكل طوائفه الدينية هو إرهابي بالفطرة أباً عن جد!!!
وأخيراً أنت إرهابي بعد خطابك الأخير الذي كشفتَ به كل الخيانات العربية...
فيكفينا فخراً سيدي أنك نهضتَ قبل الفجر تؤذن بالآخرين كي يستفيقوا!!
فهنيئاً لك سيدي صفة الإرهاب هذه، وهنيئاً لي أنني أعيش في بلد الإرهاب!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا زادت الجزائر إنفاقها العسكري بأكثر من 76 في المئة؟


.. لماذا تراجع الإنفاق العسكري المغربي للعام الثاني على التوالي




.. تونس: هل استمرار احتجاز المتهمين بالتآمر على أمن الدولة قانو


.. ليبيا: بعد استقالة باتيلي.. من سيستفيد من الفراغ؟ • فرانس 24




.. بلينكن يبدأ زيارة للصين وملف الدعم العسكري الصيني لروسيا على