الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المطلوب تصحيح المسار وليس تغييره ؟!

سهيل دياب

2006 / 12 / 6
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


مساهمة في النقاش الدائر حول الوثيقة الاستراتيجية
المطلوب تصحيح المسار وليس تغييره ؟! *
اسمحوا لي في البداية أن أؤكد الأمرين التاليين :

أولا : أود أن اعبر عن سروري لقرار اللجنة المركزية للحزب عقد اجتماع المجلس، والتراجع عن قرار المكتب السياسي من 18.6.2006 والذي تم به "الاستغناء" عن عقد المجلس والذي كان مقرراً عقده يوم 24.6.2006. ورافق قرار الاستغناء في حينه قرارًا بنقل كل أبحاث المجلس لمؤتمر الحزب العام ، هذا يدل على أن قيادة الحزب قد تداركت الخطأ السياسي والدستوري بقرارها الاستغناء عن هذه الجلسة.
ثانياً : شعرت بمرارة كبيرة عندما عرفت باليومين الأخيرين أن عدداً جدياً من الرفاق المكافحين والمجربين في الحزب- أعضاء مجلس وغير أعضاء -لا يريدون حضور هذا الاجتماع ، ويقولون بشكل واضح: "إنهم يئسوا من هذه القيادة الصماء . وإن الاجتماعات هي فقط من اجل تأكيد القرارات الفوقية وليس لسماع الكوادر، وان التلخيص في الاجتماعات أسوأ حتى من البيانات باتجاه مهاجمة وعزل كل رأي آخر؟!" لذا أدعو الرفاق إلى اليقظة وسماع القاعدة قبل فوات الأوان، وجعل صبغة الحوار هي المميزة لاجتماعاتنا خاصة في هذه الظروف العصيبة ؟!

حول ما سمي بالوثيقة الاستراتيجية ؟!باعتقادي أن هذه الوثيقة هي موضع نقاش وخلاف حول ثلاث قضايا أيدلوجية وسياسية مركزية وهي:
1. هل الوثيقة تتحدث فعلاً عن أممية حقيقة أم عن "كوزموبولوتية"؟
إن التأكيد في هذه الوثيقة على القضايا الكونية، وان الصراع اليوم هو بين الفئات المسحوقة والمظلومة من ناحية وبين النيوليبرالية من ناحية أخري يمسّ جزءًا هامًا من الحقيقة، لا كلّها، ويوصل إلى استنتاجات خاطئة في حياتنا الكفاحية العملية على ارض الواقع. إن تغليب الصراع العالمي وتغييب الصراع الوطني والمسألة القوميّة في البلاد لا يساعد على الرؤية الأممية الحقيقية بل العكس تمام ، بل يوصلنا إلى" فرقة ماركسية تتناقش في الصالونات".
لا يمكن أن تكون امميا حقيقيا دون أن تكون وطنيا وقوميا مخلصا والعكس هو الصحيح.
لا يمكن أن نكون أمميين حقيقيين دون فهم طبيعة الصراع القائم محليا وإقليميا، وفي أوساط اليهود وأوساط الجماهير العربيّة في هذه البلاد .
أممية حقيقية هي الجواب الحقيقي لكلا الانحرافين: للكوزموبوليتية والقومجية الفارغة.
2. هنالك نواحٍ عديدة في الوثيقة، وخارج هذه الوثيقة، ومدعومة بممارسات لقياديين من الدرجة الأولى هدفها تمييع مواقف الحزب ونهجه، وذلك تحت شعار "زيادة شعبية الحزب في الوسط اليهودي" ؟! وهل نريد "أوسع ما يمكن من تحالفات في الوسط اليهودي واقل ما يمكن من تحالفات في الوسط العربي"؟ ولماذا؟!!...

3. هل نريد " جبهة فاعلة مقررة" أم نريد "جبهويين للتشاور فقط دون حق اتخاذ القرار"؟
- باعتقادي أن قرارات المؤتمرات الحزبية كلها وممارسات الحزب خلال عشرات السنوات كافية لمعرفة الأجوبة، نحن لا نرى أن هنالك ضرورة إلى وثيقة استراتيجية تجيئ لتقول وكأن الحزب قد "اخطأ" في كل تلك الأسئلة في السابق، وان ما جرى عام 1992 كأنه غلطة تاريخية يجب تصحيحها؟! ( المقصود إعطاء حق للجبهة بإقرار قائمة الكنيست). وهناك من يقول إنّ هنالك خطرًا على الحزب من الجبهة، وانه"لا مكان لبناءين تنظيميين معا على ارض واحدة"...والخ.
هذه المقولات حتى ولو كنا بحاجة إلى فحص موقفنا من جديد، فعلينا القيام بذلك بوضوح ومسؤولية وديمقراطية وبالتشاور الواسع مع الكوادر، لا باتخاذ قرارات سريعة وبأطر ضيقة جداً؟!.
ولكن الأنكى من كل ذلك هو الذي لم يكتب في الوثيقة وتم التغاضي عنه وهو "حقيقة الوضع داخل الحزب الشيوعي الإسرائيلي" اليوم. هذا الموضوع الذي يجب أن يبحث بالعقل؟.

ما هو الوضع الحقيقي في الحزب؟1. نحن نمر في أزمة داخلية عميقة في الحزب، هذه الأزمة تعكس نفسها سلبا على الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وعلى الجبهات المحلية وعلى عشرات آلاف المؤيدين لنا وحتى تؤثر سلبا على مجمل مزاج شعبنا عامة وعلى جاهزيته الكفاحية وتحدياته.
2. حزبنا لم يمر بأزمة عميقة ومركبة منذ الأزمة عام 1965 والتي أدت إلى انقسام الحزب في حينه، صحيح إننا مررنا أزمة في السنوات 1990-1992 بعد انهيار الاتحاد السوفييتي والمنظومة الاشتراكية، ولكننا نجحنا في عبورها مرحليا.
3. إنّ مميزات هذه الأزمة هي ليست بالضرورة نقاشات فكرية بين جناحين وإنما بالأساس هي "مزيج من صراع حول مراكز القوى والتأثير داخل الحزب ونقاشات فكرية حول قضايا مفصلية مهمة كموضوع موقف الحزب من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وعملها وقضية التحالفات والعلاقة الجدلية بين الأممية والوطنية، وقضايا تنظيمية وعلى رأسها سلم الأولويات في توزيع ميزانية الحزب والجبهة" .
4. على ضوء ذلك هنالك تراجع في جميع مجالات عمل الحزب، الفكرية والتثقيفية والسياسية والتنظيمية، الإعلامية والمالية، واكبر مثال على ذلك قضية تجميد التوسع في العضوية وفي كل ما يجري في صحيفة "الاتحاد" وإدارتها والتجاوزات في الإدارة المالية. إنّ الممارسات المرفوضة التي تجري في "الاتحاد" تتطلب على الأقل إجراء تحقيق من قبل لجنة المراقبة المركزية.



الثوابت واضحة، أما الأداة فهي الحوار!يحاول البعض في قيادة الحزب التشكيك وحتى التحريض على مواقف الرفاق أصحاب هذا الرأي، وأننا نقول إنّ هذا الرأي يعبر عن موقف الحزب وتحليلاته وقراراته التاريخية، ومن يريد بالفعل حرف الحزب عن مواقفه التاريخية، هم هم الذين يشككون بمواقفنا.
ومن هنا أنا أدعو إلى حوار واسع داخل الحزب ومن على صفحات "الاتحاد" للمواقف المذكورة وصولاً إلى مؤتمر الحزب وذلك ضمن الثوابت التالية:
1. لا مساومة على أهمية أن يكون حزب شيوعي قوي، وهو العامود الفقري لمجمل العمل السياسي اليساري الوطني والديمقراطي والطبقي، وهو الأداة التي بدونها لا يمكن إيصال الشعبين في هذه البلاد إلى مجتمع يسوده السلام والمساواة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وصولا إلى بناء الاشتراكية في إسرائيل.
2. لا مساومة على تركيبة حزبنا الأممية، وأننا حزبٌ عربيُ يهوديٌ معادٍ للصهيونية يتبنى الماركسية اللينينية.
3. الاحتكام إلى الدستور الحالي، والالتزام بالمركزية الديمقراطية في حسم المواقف المختلف عليها داخل الهيئات.
4. المساواة في طرح الرأي ورفض "تقديس الشخصية" و"تقديس القائد" ورفض كل أشكال السيطرة على الإعلام الحزبي "بمقاييس مزدوجة" مقصودة.

علينا أن ندرس تجربة الانقسام عام 1965 لكي لا تعود على نفسها بأشكال جديدة، وأهم هذه الدروس كانت :
• إنّ المعلومات والخلافات كانت في أطر فوقية ولم تصل للقواعد في الوقت المناسب.
• إنّ مجموعة " ميكونس" لحّنت على وتر "الوزن النوعي لشيوعيي شعب الأكثرية (اليهود) مقابل الوزن الأقل لشيوعيي الأقلية القومية (العرب)" .
• الموقف الصحيح للحزب ليس بالضرورة أن يكون" أين يقف السكرتير العام للحزب".

خاتمة :نحن أبناء هذا الحزب وأبناء هذا البيت، ولا حزب ولا بيت لنا سواه.
هدفنا أن يكون هذا البيت دافئاً كما كان دائما، مبدئيا وموحدا، نحن نطرح هذه القضايا دفاعا عن الحزب ومنع انحرافه وانزلاقه، ولا نريد أن نقوم "بتجبيرها" بعد أن "تنكسر"؟! .
إنّنا ندعو إلى التعامل مع مواضيع النقاش بمسؤولية وإقناع وديمقراطية وشفافية، والامتناع عن كل وسائل التحريض والوشوشة وقتل الشخصية، إنّ أي خسارة لأي رفيق، هي خسارة لكل الحزب وكل الطريق، وبالتالي هي خسارة لجيش المناضلين لتحقيق أهدافنا السامية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا


.. كلمة مشعان البراق عضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتي




.. لماذا استدعت الشرطة الفرنسية رئيسة الكتلة النيابية لحزب -فرن


.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح




.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل