الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سيستفيد العراق من إعدام صدام حسين ؟

أحمد مولود الطيار

2007 / 1 / 10
الغاء عقوبة الاعدام


الإجابة عن هذا السؤال ربما تقتضي جوابا عن سؤال آخر أو جملة من الأسئلة تبدأ ب : ما هي مواصفات رجل الدولة أو السياسي صانع القرار ؟ وفيما يتعلق بحال العراق الجديد الذي يتحدّث الكل عنه : ديموقراطي , متعدد , متسامح إلى أخر تلك الأوصاف . بعبارة أخرى , دولة من طراز جديد تختلف كل الاختلاف عن الدولة التي أشادها صدام حسين : ديكتاتور , حكم عائلي , فئوي , أمني , إقصائي إلى أخر تلك الأوصاف .
هل كان إعدام صدام حسين وبلغة علم التسويق وعلم إدارة الإنتاج مدخلاته تفضي إلى مخرجاته ؟ هل كان القرار – قرار الإعدام – حصيلة حسابات دقيقة كمية ونوعية أدت إلى وضعه موضع التنفيذ ؟
هل كان العراق حاضرا في حسابات الربح والخسارة من جراء إعدام الرجل أم كان الحساب يجري ماوراء المحيط وجملة مكتسبات آنية يحققها بوش وإدارته اللاهثة وراء انجاز ما ؟
قد يردّ البعض من العراقيين ويقول : انه قرار قضائي صادر عن محكمة مستقلة . هذا الردّ تحوم حوله الشكوك, وهذه المقالة ليست مخصصة لهذا الموضوع , موضوعها هو :
- القانون الذي فرط به وداسه صدام حسين .
- الإنسان الذي سحقه صدام حسين .
- الدولة كشخصية اعتبارية (سلطات تشريعية وقضائية وتنفيذية) والتي تمّ إسقاطها والاستعاضة عنها بأقوال وخطب وأفعال الرئيس " الملهم " صدام حسين .
كل ما هو أعلاه والكثير الكثير مما فرّط به صدام حسين ونظام حكمه "ألم يكن ممكن استرداده عبر تلك المحكمة " ومحاكم أخرى تعيد نبش جميع الملفات بدءا من قهر الإنسان العراقي وليس آخرا تبديده كل ثروات العراق ؟ لماذا الاستعجال ؟
لا يمكن بناء عراق جديد عبر سياسات رد الفعل . لا يمكن التأسيس لعراق جديد يحترم فيه القانون وتصان فيه الحريات عبر التشفي والانتقام . ما يحتاجه العراق إحلال العدالة المغيبة منذ عقود .
لا يمكن بناء عراق جديد عبر إطلاق الغرائز وحروب البسوس وداحس والغبراء .
هذه ليست مواصفات رجالات الدولة . هذا لا يؤسس لعراق جديد . هذا لا يوقف حمامات الدمّ .
إن كنّا معارضين سابقا وحاليا ومستقبلا لنهج وسياسات صدام حسين فيجب القطع وبقوة مع تلك السياسات وذلك النهج , والقطع لا يكون بإعدام الرجل على طريقة " الزرقاوي " وإثارة وتأجيج الفتن الطائفية الخاسر الأكبر فيها شعب العراق ووحدة العراق , إنما القطع يتم عبر رؤية سديدة وثاقبة تؤسس لعراق عماده التسامح , فأحوج ما يكون العراق إليه اليوم هو التسامح المبني على العدل . غير ذلك , سيبقي الجميع أسرى سياسات ونهج صدام حسين وسيثبتون أنهم إفرازات نظام استبدادي غير قادرين على الخروج من تحت عباءته .
إن الجديد لا يمكن أن ينهض الا بعد أن يحيط بالقديم احاطة شمول واحاطة فهم عميق والا جاء مسخا كريه الصورة يثير السخرية منه والتندر عليه.
المهمة بالتأكيد ليست سهلة , فالخراب الذي تزرعه الأنظمة الاستبدادية في طريقها خرابا طاول و أحاق بالجميع وأول الشفاء : التأسيس لكل ماهو مغاير عن السلف .
سوريا - الرقة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح


.. اعتقال مؤيدين لفلسطين في جامعة ييل




.. الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟ • فرانس 24


.. وكالة الأونروا.. ضغوط إسرائيلية وغربية تهدد مصيرها




.. آلاف المهاجرين في بريطانيا يخشون الترحيل إلى رواندا