الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخروج من النسق المغلق

عبد المجيد راشد

2007 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية



1ـ الإنتظار

الأمة الأن فى أشد لحظات القسوة و المأساة . فى آخر مراحل السقوط فى قاع التفتيت الطائفى و المذهبى و السياسى .

على شفا حفرة من هاوية الانزلاق فى متن آخر أوراق العدو الصهيونى الأمريكى بشرق أوسطه القبيح .

و أحلك اللحظات هى أنسبها للفرز و الحسم .. خندق الأمة المقاوم المناضل الجسور المتحرك المدافع المقاتل واضحا فى شمسها .. و خندق العملاء الجبناء الأذلاء الضعفاء المرتعشين المترددين ظاهر بلا التباس .. و المؤلفة قلوبهم ، المتأرجحين ، تحفظهم جماهير الأمة من الماء الى الماء عن ظهر قلب . و تعرفهم إسما و شكلا و تاريخا .. وذاكرة شعبنا العربى فولاذية .. لا يغالبها صدأ الأيام و الشهور و السنين و القرون .

شعبنا العربى من محيطه الى خليجه لا يعرف نسقا مغلقا من الأفكار و النظريات و الرؤى المتنوعة المتعددة .

ينتظر بلهفة إجابة واحدة من كل قوى الأمة الحية و مدارسها المتنوعة :

"ها نحن قد خرجنا من زنزانة أفكارنا المغلقة الى براحكم .. أسقطنا كل القضايا الخلافية .. اكتشفنا أنه قد آن الآوان لنرفع جميعا راية واحدة .. و نلتقى جميعا فى إطار واحد .. و هذا هو مشروعنا لإعادة بناء الأمة .. لنبعثها من ركام العجز و التخلف و التبعية للعدوالأمريكى و الاستسلام للعدو الصهيونى و الفساد و التسلط و التفرقة الطبقية و التجزئة ..عزمنا أمرنا و توحدنا لتولد أمتنا من موات .. "

فهل ينتظر شعبنا العربى كثيرا حتى يرى كلمات مثل هذه تخترق آذانه عبر فضائيات ناطقة بالعربية حرفا و معنى و هوية و انتماء و حلم بدولة واحدة .



2- المكاشفات و المراجعات

لماذا لا نقرأ نصوصا قاطعة الدلالة .. قاطعة الوضوح .. لتيارات الأمة المختلفة ، أسوة بما قدمه التيار الناصرى فى مصر العروبة ، الموقع و الموضع ، مصر الدور لا الدولة ، الثورة لا السلطة و عبر عقدين ، أولهما فى الربع الأخير من ثمانينيات القرن العشرين ، و ثانيهما فى العام الفاصل بين نهاية القرن العشرين و مفتتح القرن الواحد و العشرين .. قدم فيهما قرائتين نقديتين للتجربة الناصرية .. مستخلصا من كلتاهما دروس هائلة و عظيمة من تجربة هى الأهم فى تاريخ العرب الحديث .

بل الأكثر من ذلك .. أعلنت الرموز المعبرة عن أهم فصائل التيار الناصرى مواقف واضحة من ممارسات الدولة القمعية و التجاوزات التى تمت بسلطة الدولة فى حق القوى السياسية المتصارعة مع الدولة و مع الثورة .. و اعنوا مواقف حاسمة من موقع الانتماء الى قوى الثورة .

لماذا نقرأ لمفكرين من مختلف التيارات نصوصا بالغة القيمة و الثراء لصدقها و علميتها و موضوعيتها و رؤيتها العابرة للتفاصيل التى يكمن فيها الشيطان كمحل مختار له .و لا تتحول هذه النصوص الى وثائق تعلن للكافة بإسم التيارات الأخرى و تحديدا الماركسيون العرب و الليبراليون العرب و التيار الاسلامى العروبى .

الأمة الأن تنتظر المكاشفات و المراجعات أكثر من أى وقت مضى ..

المكاشفات و المراجعات العابرة للتفاصيل و المتخطية للحواجز ، و المستخلصة أهم ما يتوحد الجميع عليه ..

الحاجة للتطهر من جراح الماضى هى شرط أساس لولادة مشروع قومى عربى اسلامى ، يعترف فيه الكل بأهمية و ضرورة الكل .. يعترف فيه البعض بأهمية و ضرورة البعض .

الكل بدون البعض خطر شديد و ثغرة لنفاذ الرياح و الأعاصير ، و باب خلفى يلجأ له البعض كرد فعل لتهميش مقصود و حصار قد يكون له مايبرره بحكم ممارسات ، لكنه لا يستوجب على أى حال أى نفى .

و البعض بدون الكل وهم و غباء وذاتية مريضة و استعلاء لا محل له من الاعراب وفق قوانين التاريخ و حركته المستمرة و صعود وهبوط القوى و التيارات بحكم عوامل متداخلة و مركبة ، ودوام الحال باليقين من المحال .



3ـ نداء عاجل



يا كل قوى الأمة الحية ..

يا كل المبصرين فى أمتنا ..

يا زرقاء اليمامة فى كل مكتب سياسى أو تنفيذى أو مجلس لتشخيص المصلحة أو أمانة للعمل اليومى أو مجلس للشورى :

هل تشهد أمتنا اعلان بمكاشفات و بمراجعات ؟

هل تشهد أمتنا قواكم و أحزابكم و حركاتكم و تنظيماتكم فى اطارجديد لمشروعها الجامع ؟

هل تخترق آذان جماهيرها بيان تأسيسى و برنامج عمل ينخرط فيه الجميع لمواجهة المشروع الصهيونى الأمريكى ؟

و هل تمتلىء نفوسهم بالأمل فى مستقبل الأمة تتجسد فيه معانى المواطنة و الحرية و العدل و العروبة و الاسلام الحضارى و العلم و المساواه و تكافؤ الفرص و المقاومة و مجمل النسق القيمى المعبر عن حضارة علمت البشر و أخرجتهم من الظلام الدامس الى النور البصير ؟

فجر السبت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازح من غزة ينشئ صيدلية مؤقتة في خيمة برفح


.. غالانت يتعهد باستمرار الحرب ضد حزب الله | #رادار




.. بايدن: القانون الذي صدق عليه الكونغرس يحفظ أمن الولايات المت


.. رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي: جيشنا يستعد لعملية رفح وينتظر




.. العاهل الأردني وأمير الكويت يشددان على أهمية خفض التوترات في