الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسائل أحمدي نجاد للسعوديين خلال القمة المشتركة

محمد مصطفى علوش

2007 / 3 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو أن سلسلة الزيارات المتابدلة بين المسئولين السعوديين والإيرانيين منذ شهور لم ترض الجانب الإيراني ولم تذب الجليد القائم بين البلدين ، حيث أن العلاقات بينهما وصلت الى مرحلة التأزم بعد غزو العراق ، وقد بلغت أوجها أثناء حرب تموز، ولا زالت في تصاعد حتى اليوم . ثم ان زيارة علي لاريجاني الأخيرة الى السعودية لم تفلح في حل الأزمة اللبنانية بسبب تداخل القضايا واختلاط الأوراق بين لبنان والعراق والملف النووي، فقد بلغت المحادثات الجارية بينهما طريقا مسدودا عندما أبدى الإيرانيون ترددا حيال صفقة تزيد من تمثيل حزب الله في الحكومة اللبنانية، مقابل تسهيل المحكمة الدولية المتعلقة باغتيال الرئيس الحريري في عام 2005 .
وهكذا زادت التوترات بينهما أثناء حرب تموز حين أبدت السعودية امتعاضها من عملية حزب الله التي كانت ذريعة لإسرائيل لشن حرب شاملة على لبنان بل وغمزت من قناة ايران لدعمها حزب الله في صراعه مع الحكومة اللبنانية ، إضافة الى الدور المتزايد لإيران في الشأن العراقي حيث تٌحمل السعودية ميليشيات شيعية مدعومة من ايران المسؤولية عن عمليات قتل طائفية في العراق.
وقد بلغ الإستياء السعودي ازاء التدخل الإيراني في العالم العربي مداه ، وفي هذا يقول بندر العبيان الذي يرأس لجنة الشئون الخارجية في مجلس الشورى السعودي "على ايران ان تفهم ان العراق ولبنان دولتان عربيتان، وان الدول العربية الاخرى تشعر بان تدخل الايرانيين في شؤون هذين البلدين عبر حلفائهم خلق مشاكل في علاقات ايران مع الدول العربية وادى الى تدويل الازمتين".
فالسعودية وهي الحليف الوثيق للولايات المتحدة في المنطقة تقود مساعي دبلوماسية لكبح نفوذ ايران المتزايد في العالم العربي ولم تقف موقف المتفرج ازاء النفوذ الإيراني في كل من لبنان والعراق على غرار ما تفعل مصر التي تخسر من نفوذها العربي لصالح السعودية بل بادرت بالمواجهة للمشروع الإيراني من خلال دعم حكومة السنيورة في لبنان وكذلك دعم الطائفة السنية في العراق كما استضافت قادة فتح وحماس ورعت اتفاق مكة بينهما رغبة منها في ابعاد حماس قدر الإمكان عن ايران ، وبالإضافة الى ما تملكه السعودية من علاقات مميزة مع الولايات المتحدة كان لا بد للإيرانيين ان يحاولوا تخفيف حدة التصعيد بين البلدين حيث ان ايران بدأت تقلق من حلف عربي أوسع يضم دولاً جديدة لـ"محور الإعتدال العربي"
وقد ظهر هذا القلق الإيراني من خلال تصريحات محمد خاتمي -عضو مجلس خبراء القيادة الإيراني- حيث اتهم باكستان وست دول إسلامية أخرى من بينها السعودية بالتواطؤ مع الولايات المتحدة وإسرائيل لعزل إيران وللإعتراف باسرائيل.
فهل ما ذهب اليه "بندر العيبان" رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى السعودي من ان ايران وصلت الى قناعة بان المخرج هو في الحوار والتفاهم مع المملكة السعودية في محاولة للخروج من الازمات في العراق ولبنان وان عدم "التفاهم لايجاد المخارج للازمات في لبنان والعراق، وايضا حول مشروعها النووي، سيزيد من الحصار الدولي عليها" هو الذي دفعها الى زيارة السعودية قبيل عدة قمم سوف تعقد، في محاولة منها لإرسال اكثر من رسالة للسعوديين حيث ان الزيارة تأتي قبل انعقاد لقاء للدول المجاورة للعراق والقوى الدولية في بغداد في العاشر من اذار/ مارس, وقبل القمة العربية التي ستستضيفها الرياض في 28 و29 اذار/ مارس، فضلاً عن انها أرجأت قمة لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الست في السعودية لمناقشة برنامج إيران النووي .
فالإيرانيون يحاولون على ما يبدو ايصال عدة رسائل هي:
• تطمين السعوديين بأن لا مصلحة لهم في عداء مع العرب كما لا أطماع لهم في أي من العراق ولبنان وفلسطين ، وأن البرنامج النووي الإيراني ليس ضد أي من العرب وخصوصا أهل الخليج.
• اقناع السعوديين بضرورة القبول بهم كشريك في حل النزاعات العربية لما يملكون من تأثير على كل من سوريا وحزب الله وربما حماس. وفي هذا يقول السفير الإيراني في الرياض محمد حسيني لوكالة الأنباء السعودية "عندما تقترب وجهات نظر البلدين، فإن بإمكانهما أن يلعبا دورا مؤثرا في حالة الفوضى الدائرة في العالم الإسلامي والشرق الأوسط. فالاضطراب يتزايد في الشرق الأوسط، وإذا استمرت هذه الحالة فإنها ستهدد كل البلدان في المنطقة".
• الرغبة في تيحيد الأنظمة العربية من الصراع الدائر بين ايران والولايات المتحدة.
• تقديم المساعدة في اصلاح العلاقات بين سوريا والسعودية من جانب، والمساهمة في حل الأزمة اللبنانية القائمة بين حزب الله وحكومة السنيورة من جانب آخر.
• مطالبة السعودية لما تملك من علاقة قوية مع الولايات المتحدة بمساعدتها في المواجهة التي تخوضها مع الغرب على خلفية برنامجها النووي، حيث أعلن عن الزيارة بعد يومين من موافقة الولايات المتحدة على عقد اجتماع على مستوى عال مع ممثلي الدول المجاورة للعراق، بضمنها إيران وسوريا، من أجل المساعدة في إشاعة الاستقرار في العراق، الأمر الذي يوحي ببدء صلات على أعلى المستويات بين المسؤولين الأمريكيين والإيرانيين على الرغم من الزعم المتكرر للإدارة الامريكية أنها لن تجري مفاوضات مباشرة مع ايران، وهل كانت زيارة الزعيم اللبناني وليد جنبلاط الى الولايات المتحدة أملا في الحصول على تطمينات أمريكية تحُول دون وقوع 14آذار ضحية في حال تمت صفقة ما بين ايران والولايات المتحدة توحي بهذا التوجه؟
• رسالتان مزدوجتان (الأولى) هي، "لو تعرضنا إلى هجوم فإن الأمر سيكون سيئا للمنطقة وإنكم ستتأثرون، (والثانية) هي، لو كان لديكم طريقا سهلا لحل الأزمات، أخبرونا ما هو"، بحسب ما يقول عبد العزيز الصقر رئيس مركز الخليج للأبحاث.
سواء كانت هذه الرسائل مجتمعة او بعضها أرادت ايران ايصالها للسعوديين فإنه من المؤكد ان القمة لن يكتب لها النجاح ولن تحقق ثمرة إذا تم الفصل بين الملفات الشائكة بين العرب وايران حيث يجب ان يكون التشاور والنقاش وطرح الحلول في إطار منظومة واحدة تشمل جميع الملفات، وبكل شفافية "إذ لا يمكن البحث عن حل للأزمة اللبنانية بمعزل عن العلاقات بين سوريا ودول الجوار، ولا يمكن الحديث عن استتباب الأمن في العراق دون التطرق إلى الوضع في فلسطين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على