الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مات العراق...

ليلي عادل

2007 / 3 / 24
ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟


احس بقرف كبير حينما يقول احدهم ..الم يكن زمن صدام افضل للعراق لو قارناه بما يحدث اليوم ...أصفن صفنتي المعتادة كل ما واجهت سؤال خارج المنطق ..و يمكن لجوابه ان يشوه الحقيقة و التاريخ و يشطب على الم سنين من عمر العراقيين و عذاباتهم تحت ظل الطاغية ...ربما الأجابة الأولى التي تخطر على ذهن اي عراقي هي نعم ...لكن هل معنى هذا اننا كتب علينا كشعب ان نحيا سجناء عند طاغية ...و ان نختار سجننا بأنفسنا ...او.. ان نستبدل سجننا الكبير بموتنا المجاني ضحايا الأفكار التافهه و الأمزجة المتعكرة لحكام العمائم و سادات التطرف و التعصب البغيض ...و الراكضين خلف مصالح شخصية بحته بعيدا عن اي احساس بالأنتماء و الولاء لوطن قدم لشعبه كل شيء بسهوله و يسر و سرعة .من ثروات ممزوجة بالموت ...او حياة مليئة بالأغتراب و العوز ..
حينما اتأمل الأشخاص من حولي من الذين قاسمتهم سنين طوال من العيش تحت ظل نظام صدام و كل ما حمله من قمع و كبت و منع للحريات و تحطيم الفكر و تدمير الأرادة ...هؤلاء الذين شهدوا على حروب متواصلة و حصار مدمر و ظلم كبير ...اجدهم هم من يفهمني جيدا و هم من يمكنني ان اصفهم بالعراقيين الأصليين ...فهم يبكون على وطن ذاقوا فيه بؤسهم و عذاباتهم ..حين يتركوه ,و هم انفسهم يبكون عليه شوقا له و هم فيه ...انتظرنا طويلا يوم السقوط ..لكن لم ننتظر ان يسقط العراق ..و ان نسقط جميعا معه ..انتظرنا حلم تحول الى كابوس لا نهائي ..انتظرنا الديمقراطية و الحريات التي وعدتنا بها وجوه كانت تبتسم لنا عبر شاشات و اذاعات بوعود المستقبل الجميل و التطور و الحداثة و السعادة التي سيجلبونها لنا مع تحريرهم الكبير ...لكن تلك الوجوه المبتسمة ظلت تبتسم و هي تشهد موتنا و هي تتسلى بمنظر دمائنا تنزف لأجل تحقيق طموحات و اهداف لا تبتعد عن كونها دكتاتوريات تحاكي الفترة الصدامية لكنها متعددة متنوعة و قاسية فصار الموت اسهل و اسرع و اكثر صراحة و صار الجهل و الرجعية يقمعنا و يهددنا كل يوم و يهدد مستقبل كامل لأجيال جديدة تغذى عقولها بأفكار العنف و القتل السهل و التعصب الديني و الطائفي و السلفي لتعود الى عصور الظلام و الجهل ...
اجتماعات و مؤتمرات و ندوات تعقد و اموال تجمع و العالم كله يتحدث عن العراق و العراق غارق بدماء ابنائه ..يتحدثون عن تقاسم النفط, و العراقي كفر بالنفط و صار يكره اسمه و سيرته ...يتناقشون عن الأقتصاد, و العراقي صار لا يجد فرقا بين دينار و الف و مليون كلها تحترق مع لقمة خبز و عيش اقل من كريم ...هموم العراقي في واد و هموم من يحكمه في واد آخر يختلف و يبتعد كثيرا ..احد الصحفيين المرافقين للقوات الأمريكية في العراق سؤل في برنامج صباحي ..كيف ننقذ شخص عراقي من الموت؟؟ ..فأجاب : نخرجه من العراق ...هذا هو الحل الأمريكي الجاهز المعلب ..فأخرجوا يا من تخشون على حياتكم و تيهوا في الغربات ..قطعوا جذوركم فلم يعد لها معنى بالمفهوم الأمريكي و بمفهوم من لا جذور لهم من سادة يحكمونكم و يتاجرون بدمائكم كل يوم ..و لا تنتظروا يوما يعود فيه العراق عراقا فقد مات العراق...










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة