الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أول أيار بين العطلة الأختيارية وواجب التثقيف بقيم أول أيار في مدارسنا العربية

مفيد صيداوي

2007 / 5 / 9
ملف الاول من آيار -العلاقة المتبادلة مابين الاحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني


تحتفل الطبقة العاملة والشعوب الواعية بالأول من أيار، عيد العمال العالمي، بهدف الرفع من جاهزية العمال والأجيرين للدفاع عن حقوقهم، هذا العيد الذي يثبت بين الناس وبين من يعون أهميته في جميع أنحاء المعمورة، هذا رغم أن الدول الاشتراكية سابقا فشلت في تثبيت مواقعها في العالم الحديث لعدة أسباب ليس مجالنا الآن، ولكن البعض يقرن أول أيار أحيانا بهذه الدول رغم انها فعلا كانت رافعة لرايته وكان يعتبر العيد مع ال التعريف في تلك البلدان، وربما لذلك يعتقد البعض أن زوال هذه الدول هو زوال العيد ويوم التضامن الأممي الأول من أيار الخالد .
لكن من المعروف تاريخيا أن أيار أقدم من هذه البلدان، ومعانيه لم تتوقف على النموذج الاشتراكي الذي طبق ايجابا وسلبا، بل معانيه أعمق من كل نظام قد ينشأ على وجه هذه المعمورة ذلك لأنه نشأ من خلال نضال طبقي كانت بوادره الأولى في كندا في تورنتو عام 1882 ثم في مدينة شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية، حين قاد العمال مظاهرة جبارة في الأول من أيار عام 1886 للمطالبة بما يعتبر اليوم في بلادنا وكأنه شيء عادي، وهو يوم عمل من ثماني ساعات وكانت نتيجة هذه المطالبة الجريئة والصحيحة مقتل العديد من العمال نتيجة اعتداء ممثلي الرأسمال على مظاهرتهم السلمية، ففي الثاني من تموز 1889 عقد مؤتمر للأممية الثانية، وقرر القيام باحياء ذكرى هؤلاء العمال البررة في الفاتح من كل أيار بالمظاهرات السلمية المطالبة بحقوق العمال المحلية والعالمية، والتضامن مع المضطهدين من جميع أرجاء المعمورة، وبهذه المعاني يكون العيد أو اليوم النضالي يوما أمميا لا يميز بين الجنس أو اللون أو العنصر، وبذلك يكون من أروع معاني ودروس التثقيف الاممي الأنساني، ولكنه في نفس الوقت يلقي الضوء على اشكاليات تقدم وتطور الطبقة العاملة والشعوب في كل بقعة من بقاع العالم .

واستجابة لهذا القرار كان أول الاحتفالات والمظاهرات بالأول من ايار في روسيا، انجلترا، ألمانيا، فرنسا، النمسا، أسبانيا، وقد نظم العمال الروس لأول مرة اضرابات أول أيار في بطرسبورغ عام 1891، وفي موسكو عام 1895، ومن ثم تحولت المظاهرات في الأول من أيار التي قادها البولشفيك الى فعاليات ثورية جماهيرية للطبقة العاملة المناضلة من أجل حقوقها الاقتصادية والسياسية، وتتابعت النشاطات في غيرها من الأقطار . أما في بلادنا فمنذ تأسيس الحزب الشيوعي الفلسطيني ،بدأت النشاطات تأخذ طابعا جديا وواضحا وبدا الوعي الجماهيري لهذا النشاط الطبقي واضحا وأثر ذلك بدون شك على كل القرارات التي اتخذت فيما بعد بهذا الشأن .

وفي ظل النضال السياسي والنقابي الذي قاده الحزب الشيوعي الاسرائيلي بالتعاون مع كل الأحزاب العمالية والاشتراكية الدمقراطية المدركة لأهمية الأول من أيار، ولأهمية معانيه الانسانية والطبقية فقد تقرر أن يكون يوم عطلة أختياريا مدفوع الأجر لمن يرغب في التعطيل في هذا اليوم، وهذا انجاز هام رغم مطالبنا بأن يكون يوم عطلة وعيدا كأي عيد، ولكن كما قلت حتى في شكله الحالي هذا انجاز هام للمعلمين والأجيرين اليهود والعرب يجب المحافظة عليه .

والحقيقة أنه أذا استثنينا أدبيات وصحافة الحزب الشيوعي الاسرائيلي والجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، فانه لايوجد من يثقف على معاني الأول من أيار السامية والتي لا تتعارض في جوهرها مع أي دين أو أي شعب في العالم، ولكنها قد تتعارض مع مفاهيم رأس المال الجشع المتطرف الذي لا يؤمن بانسانية الانسان، فحتى الرأسمالي المتنور يستطيع أن يتفهم هذا العيد اذا كان يتفهم انسانية عماله .

جهاز التعليم في اسرائيل بشكل عام لا يربي على قيم الأول من أيار وعلى قيم العمل ( الأمر الذي كان الى حد ما بعد قيام الدولة مباشرة مع نقاشنا مع بعض المضامين ولكن كانت نصوص وقطع أدبية منتشرة أكثر في الكتب تمجد العمل والعمال والأول من أيار )، ومع ذلك تعطل مدارسنا العربية في هذا اليوم وهذا حقها المكتسب من نضال العمال والمعلمين في هذا المجال، ولكن المؤسف أنه بشكل عام لايقوم المعلمون بتخصيص حصة تربية واحدة أو أي حلقة وحوار مع طلابهم قبل عطلتهم حول الأول من أيار ومعانيه وفي أغلب الأحيان لا يعرف المعلم بعمق عن الأول من أيار، صحيح أن التهمة الأساسية موجهة لوزارة المعارف، ولكن لا يوجد أو على الأقل لم أعلم ان أحدا في وزارة المعارف قد منع معلما من احضار أي مادة عن الأول من أيار وتعليمها للطلاب و أنا اتساءل أليس من المؤلم والمحزن أن يعتقد طلابنا أن الأول من أيار هو يوم اضراب عادي مثله مثل أيام الاضراب التي تعلنها نقابات المعلمين، اليس من المؤلم أن يتصرف المعلم في هذا اليوم وكأنه مجرد يوم استراحة فقط ؟ ان المعلم العربي الذي يأخذ حقه المشروع والصحيح في تعطيل هذا اليوم يقع عليه التكليف الأدبي والأخلاقي أولا بتثقيف طلابه ونقاشهم حول معاني أول أيار السامية واجراء أي فعالية تعليمية حول الموضوع، والا فهو يفقد من مصداقية عطلته الرسمية والحقة والضرورية له كأجير وكعامل في هذه البلاد .

ولي همسة في اذن قيادة كتلتنا في نقابة المعلمين لماذا لا تستمر الكتلة في اصدار المعايدة للمعلمين بهذه المناسبة والمطالبة بعقد جلسات خاصة في الفروع والمركز للاحتفاء بهذه المناسبة، لقد قمنا أكثر من مرة برفع علم العمال في هذا اليوم على بناية نقابة المعلمين عندما تخاذلت القيادة الرسمية في رفعه، فهل تفقد كتلة المعلمين الدمقراطيين تقاليدها الثورية في عصر العولمة؟
وكل أيار وأنتم بخير









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمطار غزيرة تضرب منطقة الخليج وتغرق الإمارات والبحرين وعمان


.. حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر




.. لبنان يشير إلى تورط الموساد في قتل محمد سرور المعاقب أميركيا


.. تركيا تعلن موافقة حماس على حل جناحها العسكري حال إقامة دولة




.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس