الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يونادم كنا: رجل امريكا الخائب،لايمثل اتباع والمحسوبين على المسيحية في العراق

توما حميد
كاتب وناشط سياسي

2007 / 5 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


انضموا الى مؤتمر حرية العراق
كما كان متوقعا، بدأ عدد عملاء امريكا في العراق الذين يشتكون ويعارضون نصيبهم من "ديمقراطية" امريكا الاثنية والطائفية يزداد. وبدأ كل واحد منهم يبكي ليلاه. وسوف يزداد عددهم مع اقتراب وظهور هزيمة امريكا النهائية في الافق. صحيح ان هذه الديمقراطية المشؤومة تستند على تقسيم المجتمع الى طوائف واثنيات واقوام و عشائر ومن ثم تنصيب رؤساء وممثلين عن كل قوم وطائفة وعشيرة ، وصحيح ان سياسة امريكا تستند على احياء كل انواع الرجعية وتقوية العناصر و المكونات الرجعية في المجتمع، الا ان هذا لايعني ابدا ان كل عميل وفي او رجعي مسعور سيحصل على حصته بمجرد تاييد مشروع امريكا. وهذا ينطبق خاصة على "ممثلي" " المكونات الاثنية والعرقية والقومية" الصغيرة. فالذي يسير سياسة امريكا الى جانب نشر الرجعية وسياسة الهوية " Identity politics" هي البرغماتية. فامريكا غير ملتزمة حتى ب"ديمقراطية الهوية"، فاذا كانت مصلحتها تكمن في مسايرة القوى الرجعية القوية والكبيرة فلا تتردد ابدا في رمي عملائها الصغار في المزبلة والتخلي عنهم.
احد هؤلاء العملاء الصغار كان يونادم كنا، السكرتير العام للحركة الديمقراطية الاشورية و عضو ما يسمى بمجلس النواب. يعتبر يونادم حسب سياسة امريكا و"عمليتها السياسية" ممثل عن المحسوبين على القومية الاشورية او حتى المحسوبيين على المسيحية في العراق.
انتفض يونادم قبل فترة ضد عواقب سياسات امريكا. فحسب خبر منشور في موقع العراق للجميع، قال "لن نسكت على اقصاء شعبنا عن الشراكة الوطنية" و " إن من المؤسف أن لا تخضع أنتخابات أعضاء مجلس المفوضية العليا للانتخابات إلى المعايير والاليات التي تجعل من اختيارهم عملية صحيحة" واضاف " يبدو ان ما تم كان بعيداً عن الشفافية والمعايير القانونية والدستورية فلم تكن هناك أسس لاعتماد قانون المفوضية ضمن المعايير الدستورية التي نصت على أن تمثل جميع مكونات الشعب العراقي في هذا المجلس، وهذا يدل على المحاصصة والاحتكار في السلطة". واشار بانه " إنه لن يسكت على الاجحاف الحاصل، لأنه يعتبر تهميشاً وأقصاءاً لمكون عراقي أساسي، وبالتالي غبن حقوق شعب في الشراكة الوطنية، وأضاف " نحن كمكون قومي وديني سنواصل التأكيد على مطالبنا بأن يكون لنا ممثلٌ في هذا المجلس وبقية المجالس الأخرى التي أبعدنا عنها بغير وجهة حق وفي مخالفة دستورية وقانونية، لانه لا يجوز اقصائنا في كل الاعتبارات السياسية والوطنية مثلما حصل في اقصائنا من المجلس السياسي للامن الوطني ومن المادة مئة واربعين"
ويضيف الخبر"وكان عضوا مجلس النواب العراقي يونادم كنا وأبلحد افرام قد ناشدا الجهاتِ ذاتَ العلاقةِ في مجلس النواب والحكومة َالعراقية لمراجعة السياساتِ الرامية إلى تهميش ِواقصاءِ الكلدواشوريين السريان في مجلس ِالمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وفي المجالس والهيئات الاخرى، واضافا في ايضاح ٍصدر عنهما انَّ ما حصلَ في اختيار هذا المجلس قد تعرَّضَ لعمليةِ اختزال ٍوخروقاتٍ واجحاف إذ لم تلتزم اللجنةُ البرلمانية ُالمكلفة ُبأختيارِ الاعضاء المهنية َوالمعاييرَ الواردة َفي قانون المفوضية، كما حصل خرقٌ لمبدأٍ دستوري ٍباستبعاد مرشح شعبنا الكلداني السرياني الاشوري مشيران الى المشاركة الخجولة وغير الفاعلة لممثلي الامم المتحدة في عملية الاختيار."

ان المقصود بحقوق شعبنا" الكلداني السرياني الاشوري" هو حقوق تلك الشلة التي عينتهم امريكا ممثلين عن تلك الشريحة من المجتمع العراقي. لقد تعرضت هذه الشريحة الى تمييز واضطهاد فظيع في المراحل المختلفة من تاريخ العراق الحديث ولكن ما من يوم وصل التمييز والاضطهاد الى المستوى الذي نشهده اليوم في ظل"ديمقراطية" امريكا. ففي ظل هذه الديمقراطية المشؤومة ترك اغلبية المحسوبين على المسيحية و"شعبنا الكلداني السيرياني الاشوري" العراق وهم يعانون الامرين في الاردن وسوريا، اما الباقين منهم فيعيشون في ظروف وحشية بحيث وصلت الامور انهم يدفعون الجزية للعصابات الاسلامية المسعورة. لم يرف جفن لهذين المغوارين: السيد ينادم كنا وأبلحد افرام على ما الت اليه سياسات امريكا ووقوفهم خلفها،ولكن عندما اقصيا هم واتباعهما عن المناصب انتفضا وانتقدا ساسيات اسيادهم. لقد شارك يونادم ورهطه الى جانب بقية الرجعيين من الاسلاميين والقوميين والعشائريين وعملاء اجهزة المخابرات المختلفة في كل مراحل "الديمقراطية والعملية السياسية الامريكية" التي أوصلت العراق الى الوضع الحالي. يونادم كنا الذي شارك وحركته في كل تفاصيل عملية تقسيم العراق على اساس المحاصصة الطائفية والاثنية يعترض اليوم على هذه المحاصصة! ان المشكلة لاتكمن في استبعاد " شعبنا الكلدواشوري السرياني" من مجلس مفوضية الانتخابات العليا بل في القتل والقمع والتهجير والاهانة التي يتعرضون لها و التي كانت نتيجة لسياسات الاحتلال التي شارك كنا وبلحد في كل تفاصيلها. ان احتجاج اليوم ليس من اجل حق من حقوق اي شريحة من جماهير العراق بل من اجل كراسي ومناصب واموال منهوبة. ان دفاع وتمثيل كنا وابلحد عن حقوق اتباع والمحسوبين على الاقلية المسيحية في العراق ليس بافضل من دفاع و تمثيل الحكيم والصدر للمحسوبين على الشيعة او الهاشمي والمشهداني للمحسوبين على السنة ومسعود وجلال عن الاكراد. هؤلاء يتصارعون على مصالح ليست لها ربط بمصالح الجماهير. ان احتجاج كينا وبلحد ليس الا ضحك على ذقون الناس وذقون انفسهم.

ان حل القلة القليلة التي بقت من المحسوبين على "شعبنا الكلداني السيرياني الاشوري" ليس في العمالة لامريكا وليست في مشاركة يونادم كنا وازلامه في مفوضية الانتخابات وبقية مؤسسات التي شكلها الاحتلال بل في التعاون مع التقدميين في المجتمع العراقي من اجل انهاء الاحتلال وسلطة المليشيات القومية والطائفية واقامة حكومة علمانية غير قومية. لقد تاكدت هذه الحقيقة في تاريخ كل المجتمعات والشرائح المظلومة في انحاء العالم. في عراق اليوم ان حلهم يكمن في الانظمام الى مؤتمر حرية العراق الذي يملك رؤية واضحة لانهاء الماساة الحالية والدفع بسياساته الانسانية الى الامام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد هجوم إيران على إسرائيل..مقاطع فيديو مزيفة تحصد ملايين ال


.. إسرائيل تتوعد بالردّ على هجوم إيران وطهران تحذّر




.. هل تستطيع إسرائيل استهداف منشآت إيران النووية؟


.. هل تجر #إسرائيل#أميركا إلى #حرب_نووية؟ الخبير العسكري إلياس




.. المستشار | تفاصيل قرار الحج للسوريين بموسم 2024