الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تهريب البضائع عبر الحدود العراقية الأيرانية

عصمت موجد الشعلان
(Asmat Shalan)

2007 / 6 / 22
الادارة و الاقتصاد


في بداية ستينات القرن الماضي (1962-1963) كنت ملاحظا للأصلاح الزراعي قي مدينة خانقين الحدودية، أي في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم، وفي فترة حمل السلاح من قبل الكورد القوميين ضد الحكم الوطني، كان محل أقامتي دائرة الأصلاح الزراعي الواقعة وسط بستان قي محلة المزرعة.

كانت خطط المقاتلين الكورد (البيشمركه) آنذاك محاصرة القرى الحدودية ومن ثم مهاجمة مخافر الشرطةالتي تقع عادة على سفوح التلال وتطل على القرى، الهدف من ذلك منع وصول الأمدادات ونجدتها ، نقوم بعد سماع خبر مهاجمة أحدى القرى بزيارة القرية بصحبة السائق والمترجم أبو اسماعيل (رجل طاعن في السن) لأبرام عقود تأجير الأراضي التي استولت عليها الدولة من الأقطاعيين، كانت العملة السائدة آنذاك والمتعامل بها التومان الأيراني، فأقوم بتسديد رسم الطابع بالعملة العراقية ومن جيبي الخاص.

يفصل نهر قوروتو بين الأراضي الأيرانية والعراقية في المناطق التي زرناها، نهر لا يتجاوز عرضه بضعة امتار، يضع المواطنون العراقين الشاي والسكر والسجائر في قدر ويدفعونه الى الضفة الأيرانية، فيقوم المواطنون الأيرانين بوضع الفستق وأدوات الطبخ الفولاذية كالملاعق والشوك والسكاكين وزجاجات العرق في القدر ويعيدونه للعراقيين، فالعملية هذه لا تعتبر تهريب وأنما تبادل سلع نادرة بين المجتمعات الحدودية المتجاورة، بجانب تبادل السلع هذا، توجد عمليات تهريب لمواد خطرة كالمخدرات كمادة الحشيش الذي يهرب داخل التمر الأيراني ليأخذ طريقه للمتعاطين في بغداد أو الى الدول المجاورة، لايمر ليل دون سماع اطلاق الرصاص بين المهربين وشرطة الجمارك.

وبعد وقف اطلاق النار بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحكومة البعثفاشي وصدور بيان 11 آذار 1970، أنتعشت تجارة الكسب السريع في المناطق الحدودية من كوردستان العراق، فكان سعر السجادة الكاشان أو التبريز (3X4) متر 150-250 دينار عراقي (الدينار العراقي يساوي 3.25 دولار امريكي)، بالأضافة الى تهريب السجاد يتم تهريب الترامس وأدوات الطبخ والسوامرات المصنوعة من الفولاذ.

تناول تهريب البضائع في اقليم كوردستان بعد سقوط النظام الصحفي عمر سنان في تقريره المنشور في صحيفة تورونتو ستار 12-6-2007، حيث ذكر بأن الشاحنات المعبأة بجالونات البنزين والكيروسين تقف على الجانب الأيراني منذ الصباح لتعبر نهر جومان الى الجانب العراقي، ففي هذه الزاوية البعيدة والوعرة انتعشت تجارة البنزين والمشروبات الكحولية وذلك لتواجد قلة من المسؤلين الحكوميين ولندرة هذه البضائع في كلا البلدين.

المنتجات النفطية مدعومة في ايران وطاقة تكرير النفط في المصافي قليلة، لذلك يسعى المسؤلون الأيرانين للحد من تهريب المنتجات النفطية للدول المجاورة ومن ضمنهاالعراق، ويعتبرون تهريب المنتجات النفطية ضار بأقتصاديات ايران، أما في الجانب العراقي يتم التغاضي عن هذا التهريب من قبل المسؤلين العراقيين لتقليل النقص الحاد في هذه المواد.

تجارة اخرى غير مشروعة ومحضورة قانونا في ايران هي تجارة المشروبات الكحولية كالويسكي والبيرة وتهريبها، مع ذلك يتم تهريب زجاجات الويسكي وصناديق البيرة من العراق على ظهور الحمير أو في شلحنات صغيرة قذرة من اماكن تخزينها قي محلة شهاب الدين التي تبعد بضعة مئات من الياردات عن الحدود، يسعى الأيرانيون جاهدين لمنع مثل هذا التهريب.

يعتبر معبر ميرزي جومان واحد من خمسة معابر حدودية في كوردستان تضاعفت عبرها تجارة التهريب بعد سقوط صدام ونظامه.

الأرقام الرسمية الأيرانية من قسم مكافحة التهريب تبين بأن العراق تلقى ما قيمته بليون دولار من البضائع الأيرانية في سنة 2006، تشمل المواد المهربة من ايران منتجات نفطية وأجهزة رخيصة ومواد غذائية، ولا توجد ارقام مماثلة من الحكومة العراقية، تتضمن المواد المهربة من العراق صناديق البيرة والويسكي والسجائر واطباق الفضائيات وأجهزة الأستلام والأجهزة المرئية وأجهوة محلية اخرى التي تكون عادة رخيصة في العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 23 أبريل 2024


.. بايدن يعتزم تجميد الأصول الروسية في البنوك الأمريكية.. ما ال




.. توفر 45% من احتياجات السودان النفطية.. تعرف على قدرات مصفاة


.. تراجع الذهب وعيار 21 يسجل 3160 جنيها للجرام




.. كلمة أخيرة - لأول مرة.. مجلس الذهب العالمي يشارك في مؤتمر با