الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بانو راما عن اعتقال النساء

حسيبة عبد الرحمن

2003 / 9 / 19
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات



مقدمة
ارتبطت ظاهرة انخراط النساء في الشأن العام مع ظهور المجتمعات الحديثة وخروج المرأة من خدرها ومشاركتها في عملية الإنتاج.
ارتقت مشاركتها في الحقلين الاقتصادي والاجتماعي نحو الحقل السياسي مع دقات طبول الثورة الفرنسية
التي خرقت آذان النسوة آنذاك، ودفعتهن إلى المشاركة في الهجوم التاريخي على الباستيل، وتقديم أرواحهن ثمن شعارات الحرية والعدل والمساواة. وعندما قامت كومونة باريس شاركت المرأة مشاركة فعالة، وقدمت رأسها قرباناً لأهداف الكومونة النبيلة. لن نتطرق إلى القرابين الاجتماعية والشخصية التي لا تعد ولا تحصى . أو مشاركتها العلمية والأدبية كي لا نخرج عن سياق موضوعنا.
 تساوق تطور المجتمعات و تبلور الأحزاب السياسية، كأحد أهم معادلات الحياة السياسية في المجتمعات المدنية الحديثة في أوربا مع مشاركة نسائية فاعلة ومؤثرة، وعلى وجه الخصوص داخل الأحزاب اليسارية التي فتحت بوابات وآفاق جديدة لمشاركة المرأة في النضال السياسي (روزة لوكسمبورغ مناضلة وشهيدة الثورة الألمانية... وغيرها).
تاريخ طويل، تاريخ نضال النسوة من أجل حقوق المجتمع وحقوقهن ...اعتقال، تعذيب ..الخ حتى حصّلن جزءاً كبيراً من حقوقهن وحقوق المجتمع في البلدان المتطورة . في حين لا تزال بلداننا تحت وطأة قيود التخلف بأوجهه وقوانينه المتعددة  التي تطال المجتمع والسلطة السياسية والأحزاب وغيرها، خصوصاً الموقف الحقيقي والضمني من المرأة، ولن ندخل في الفرو قات الكمية والنوعية بيننا وبين الدول المتقدمة.
هذه المقدمة الطويلة نسبياً غايتها تشكيل أرضية تاريخية لبانو راما اعتقال النساء في بلداننا.
 ظاهرة الاعتقال السياسي في مصر وسوريا
ولدت ظاهرة الاعتقال السياسي المنظم للنساء في منطقتنا مع صعود السلطات التقدمية التي رفعت شعارات الاشتراكية والعدالة والمساواة، فساوت في الاعتقال، وهكذا القي القبض على النساء المنظمات في الحزب الشيوعي المصري عام 1959إلى عام 1962تاريخ قرار حل الحزب. هذا لا يعني أنه لم تحصل اعتقالات فردية لمدد قصيرة  قبل ذلك التاريخ. وفيما بعد أصبح اعتقال النساء مألوفاً في مصر فترة حكم السادات، لكن زمن التوقيف لم يتعد السنتين.
أما في سوريا ذات التاريخ المتشابه مع مصر مع حفظ فروق التطور، فإن عملية الاعتقال المنظم بدأت عام                                                                                  1978 ، طالت عشرة نساء من تنظيم رابطة العمل الشيوعي، أمضين مابين الستة أشهر إلى العام والثمانية أشهر.أثناء هذه الفترة اعتقلت نساء كرهائن إثر محاولة اغتيال وزير الخارجية آنذاك عبد الحليم خدام، وأطلق سراحهن بعد شهر تقريباً، إضافة إلى اعتقال خمس نساء 1979ينتمين إلى رابطة العمل الشيوعي، واثنتين من تنظيم بعث العراق أطلق سراحهن عام 1980في عفو عام عن اليسار وشملهما.
وهنا لابد من ذكر أقدم سجينة سياسية في سوريا، والتي قضت أطول مدة أيضا هي جميلة البطش 1975_1991 بسبب انتمائها إلى المنظمة الشيوعية العربية، ومن اللافت للانتباه أن عرفات وظفها في الأمن الوقائي.
تحول اعتقال النسوة تدريجياً إلى ظاهرة شبه اعتيادية، وهذا سيظهر جلياً من خلال الأرقام :
مابين 1981_1983 وصل عدد المعتقلات من النساء المتهمات بالتنظيم، أو اللواتي قدمن المساعدة للتيار الديني فترة الصراع المسلح بين السلطة والأصوليين إلى ما يقارب الستين امرأة،ازداد العدد لاحقاً إلى حوالي
السبعين امرأة مابين سجني حلب وسجن قطنا، بعد أن أمضين شهوراً في  فروع التحقيق، أمن الدولة، الأمن العسكري وقلة في فرع الأمن السياسي. وتحولت عشرة نساء إلى تدمر قضين فيه عام، وولدت سجينة ابنتها فيه. ثم نقلن إلى السجن المدني في حمص، فسجن قطنا، ومن ثّم سجن دوما والطفلة برفقة أمها، وأطلق سراحها مع والدتها وجدتها وخالتها الرهينة عن زوجها، وكانت تبلغ من العمر ست سنوات ضمن السجن، لفقدان أقرباء يربونها.
أطلق سراح النصف تقريباً حتى عام 1985، وتفاوتت المدة الزمنية التي قضينها مابين السنيتين إلى الأربع سنوات لهذه المجموعة، في حين استمر اعتقال 31 امرأة لغاية 1989.أطلق  سراحهن جميعاً عدا زوجة إبراهيم اليوسف التي أفرج عنها عام 1992.
وفي عودة ثانية إلى اعتقال الشيوعيات: اعتقلت أسماء الفيصل، حزب شيوعي سوري_مكتب السياسي 1980 _   1982 . وفي عام1983 اعتقلت 17امرأة من المتهمات بالانتماء إلى حزب العمل الشيوعي،وأطلق سراحهن بعد شهر. وفي 1984 اعتقلت أربع نساء أطلق سراحهن بعد ثلاثة أشهر، عدا عن الاعتقالات الفردية. أما في عام 1986 فقد اعتقلت 13امرأة أفرج عن 9خلال العام ذاته.
عام 1987وصل عدد النسوة المتهمات بالانتماء إلى حزب العمل الشيوعي في فرع فلسطين 80 امرأة تراوحت فترة احتجازهن بين الأشهر والسنوات.
اجتمعت 31امراة أصولية و35 امرأة من حزب العمل الشيوعي في سجن دوما للنساء، وأضيف إليهن واحدة من تنظيم 23شباط، وصبيتين  تحت السن القانوني، واحدة اتهمت بكتابة الشعارات في الشوارع، والأخرى كتابة شتيمة على كتابها المدرسي. أطلق سراحهن1991. عام 1992 اعتقلت أربع نساء حزب عمل شيوعي أيضاً، حكمن في محكمة أمن الدولة، حكمت واحدة بعامين والثانية بثلاثة أعوام،  والاثنتين ست سنوات .
أغفلنا معتقلات بعث العراق، كانت اثنتان محكومتان 15 عاماً من قبل محكمة أمن الدولة، وأضيف إليهن ثالثة. عدا عن المتهمات بالتجسس، واحدة سورية وثلاث لبنايات، أفرج عنهن جميعاً. كما اعتقلت امرأة فلسينية في الخمسين من العمر عام 1986 بتهمة الانتماء وقبض مساعدات من تيار ياسر عرفات آنذاك ، وبقيت ما يقارب السنتين. أثناءها توقفت امرأة أخرى بنفس التهمة، وبقيت في فرع التحقيق العسكري قرابة العام.  
الولادات
ذكرنا أثناء العرض ولادة الطفلة سمية في سجن تدمر من التيار الأصولي،  تلاها ولادة الطفلة ماريا 1988،ثم الطفلة ديانا 1992من حزب العمل الشيوعي، وظلتا أسيرتين  حتى بلغتا العام.
وسجن أبن إبراهيم اليوسف الرضيع مع أمه حتى بلغ عمره الأربع سنوات، إضافة إلى طفل آخر بقي أشهر مع أمه.
التعذيب
تعرضت النسوة إلى مختلف أدوات التعذيب ابتداءً بالشتم والسب والإهانات البذيئة والضرب ، إلى الجلد بالخيزران، هذا في المرحلة الأولى من الاعتقال. مع تقدم وتطور الاعتقال تطورت معه أدوات التعذيب (  الدولاب، الكبل الرباعي، الكهرباء، الكرسي المعروف بالكرسي الألماني ،وفي بعض الحالات مزقت ثياب النسوة، وهددن بالاغتصاب سواء المتهمات بالانتماء إلى حزب العمل الشيوعي أو إلى التيار الديني).
ومن الجدير ذكره أن النساء اليساريات تعرضن للتعذيب أكثر من البقية_ وربما يعود ذلك إلى انخراط النسوة في أنشطة الحزب المختلفة، في حين كانت معظم النساء من التيار الديني ربات بيوت، وقمن بتغطية قواعد التنظيم_ إلاّ حالات استثنائية قدمن خدمات كثيرة، فتعرضت إحداهن إلى  قص طرف لسانها،أو ما اعتبر إذلال ، نزع غطاء الرأس عن بعض النسوة من التيار الأصولي! ومنهن فضل الموت على الاعتقال!
لن ننسى أسلوب جلب الآباء وحملهم على  ممارسة الضغط على بناتهم، أو إسماعهم ما يقال عن ابنته في محاولة لاستجرار الأهل ضد البنات. هذا الأسلوب استخدم ضد اليساريات.
ملاحظات عامة
_1_قسم من النساء اليساريات تعرضن للاعتقال مرتين و ثلاث، هذه الظاهرة اقتصرت على تنظيم حزب العمل الشيوعي.
_2_ أصيبت ثلاث نساء بأمراض نفسية، واحدة تنتمي إلى حزب العمل الشيوعي، واثنتين تنتميان إلى التيار الديني.
_3_حكمت عشرين من النساء المتهمات بالانتماء إلى التيار الديني في المحاكم الميدانية، وحكم عليهن مابين              5سنوات و15 عام، والبقية حكمن من قبل محكمة أمن الدولة مابين 4سنوات و8سنوات، والأحكام معظمها صورية، إذ أطلق سراح بعض النسوة قبل انتهاء الحكم، والبعض الآخر لم يطلق سراحهن رغم انقضاء أحكامهن من قبل محكمة أمن الدولة.
_4_استخدمت النساء كرهائن عن أزواجهن أو أخوتهم مع  التيار الديني،واستخدمت على أضيق نطاق مع التيار اليساري وبعث العراق
في السنوات  المنصرمة تراجع اعتقال النسوة. اعتقلت صحفيتين وأطلق سراحهما خلال عام ،واعتقلت سيدة كردية منذ اشهر فقط .
كما وصلتنا معلومات لم نتأكد من صحتها بأن 45امرأة محتجزة من اللواتي قدمن من العراق بعد الحرب، أطلق سراح عشرة منهن، والبقية حكمن بين السنتين والثلاث سنوات.
كما تم ويتم توقيف بعض النسوة المتهمات بتنظيم حزب العمال الكردستاني لمدد قصيرة .

____
الصوت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول مسابقة ملكة جمال في العالم لنساء الذكاء الاصطناعي


.. بالقمع والضرب.. إيران تفرض -الحجاب- على النساء وتعتقل المخال




.. ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت


.. انهيار امرأة إيرانية خارج محطة مترو -تجريش- في طهران بعد اعت




.. صاروخ إسرائيلي يقتل عائلة فلسطينية من ثمانية أفراد وهم نيام