الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة لالغاء مادة الدين

مصطفى محمود

2007 / 7 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قد يبدو العنوان صادما للكثيريين ومثيرا للعديد من التساؤلات عن قصد كاتبة واذا ما كان معاديا للدين ام لا . ولكن الحقيقة ان الموضوع لا يعدوا الا ان يكون دعوة للنقاش عن بعض الاسباب المؤدية للتعصب الدينى فى المجتمع وتشكيل الوعى المتطرف ، ولا شك ان نشأة الاطفال فى اى مجتمع هى مرحلة هامة جدا فى تشكيل وجدان الافراد فاذا ما ارتددنا الى جذور التصب الدينى المقيت داخل الشخصية المصرية نجدها تبدأ تحديدا فى حصة الدين ، فالاطفال منذ نعومة اظافرهم لا يعرفون سوى الحب والبراءة واللعب والضحك ولكن فى حصة الدين يزول اى اثر لذلك فا المعلم القائم على هؤلاء الاطفال لانة متخلف ومتعصب يزرع داخل هذة البراعم الصغيرة اولى بوادر الكراهية والتعصب وطبعا لان الاطفال يثقون فى البالغين (الكبار) فيجب ان ان يكون كلام المعلم صحيحا ولانة (يعرف الكثير) كما يتصور الاطفال ، فقبل حصة الدين لا يميز الاطفال بعضهم سوى بالاسماء وعلاقات الصداقة ولا يشعرون الا بجو من الالفة فيما بينهم ولكن داخل تلك الحصة المقيتة يجد الاطفال انفسهم فجأة قد انقسموا الى مسيحيين و مسلمين ويخرج المسيحيين خارج الفصل وغالبا ما لا يوجد مكان متاح لاستيعابهم خلال تلك الفترة ، فمن هذة التفصيلة الصغيرة يبدأ المشروع الجهنمى لاعداد هذة العقول البريئة الى عقول منغلقة ومتعصبة وكارهة لاى اختلاف واول ما يتعلمة الاطفال هو ان المسيحين كفرة وفاسدين عقيدة ووصفهم باشنع الاوصاف بل وليت الامر يقتصر على ذلك ولكن قد يصل التعصب بالمعلم الى اطلاق احكام عامة على المسيحيين واتهامهم اخلاقيا باوقح التعبيرات ، وبدلا من ان يتعلم الاطفال تقبل الاختلاف والتسامح مع الاخريين يتعلمون ان اصدقائهم المسيحيين كفرة ومنحلين اخلاقيا ، كذلك يستقى الاطفال المسيحيين تلك الافكار عن اصدقائهم المسلمين ولانهم اقلية فيبدأون فى الانعزال تدريجيا وكلما نما الاطفال نما معهم هذا التعصب ونما مع المسيحيين مشاعر العزلة حتى ينغلقون على انفسهم مبتعدين قدر الامكان عن الاختلاط مع المسلمين وهو الامر الذى يلازمهم خلال فترات الدراسة حتى الجامعة انتهاء للعمل فنصل لتلك الصورة المرعبة فى مجتمع متعصب غوغائى كارهة لاى تمدن او حضارة ، ولان المعلم والذى هو اصلا غير مؤهل للتعامل مع هذا النشأ الطيب غالبا ما يكون مدرس لغة عربية فى احسن الاحوال لا يفقة من الدين شيئا سوى الحديث عن جهنم وعن اشكال العذاب فى النار وعن تكفير غير المسلمين ، تخيلوا هذا ما يتعلمة اطفالنا يوميا داخل تلك الحصة البغيضة. ومنها تبدأ اولى كلمات التعصب تصل لاذان الاطفال مثل (عدوك عدو دينك) ابتعد عن (المسيحيين) الخ . لذا يجب ان نعلم ان بدايات التطرف المزروعة داخل كل فرد متعصب انما تبدأ من هنا . وربما يهاجمنا البعض فى ذلك مدعين اننا نعادى الدين ونسعى من داخل ثقافة شعوبنا ونقول لمن لم يفهموا طرحنا اننا لا نتحدث عن الغاء (الدين ) ةلكن عن الغاء (حصة الدين) وشتان بين الاثنين لانة لا يستطيع احد الغاء الدين من شعوبنا المحبة للدين بطبيعتها ولكننا نستطيع تهذيب كيفية تلقى اطفالنا العلم ، فحصة الدين هى من الامور العقائدية اى تهتم بنشر عقيدة دينية وهناك مؤسسات دينية مرموقة متخصصة ومؤهلة لذلك مثل الازهر والكنيسة كما ان هذا قد يدفعنا الى الحديث عن احقية حصة دينية للبهائيين واليهود والشيعة وهذا قد يدفعنا الى مالا نريدة واى انكار لحق هءلالء وهم على سبيل لالمثال وليس الحصر هو افتئات على حقهم الطبيعى فاذا كانت الدولة تهتم بنشر العقائد الدينية فلتكفل اذن لاطفال غير المسلمين والمسيحيين حصص لتعليمهم شؤن دينهم ، وهذا يدفعنا لسؤال هام للغاية وهو ما الهدف من وجود (حصة دين) داخل المدارس؟ ان وزارة التربية والتعليم هى وزراة مدنية ولا تهتم الا بتعليم النشأ الاداب والعلوم وبالتالى لا يدخل فى مجالها نشر اى امور عقائدية والتى هى مهمة المؤسسات الدينية لكل عقيدة. وعلى قدر ما نلاقية من دفاع عن حصة الدين الا اننا ندرك جميعا ان تلك الحصة ليست ذات اهمية علمية لان درجاتها لا تضاف الى المجموع ولهذا لا يهتم بها الاحد .، واما كون الاهالى لا تهتم بحصول ابنائهم على تعليم دينى لائق فى مستوى التعليم العادى هى مشكلة خاصة بهم وليست مبرر على الاطلاق لالقاء هذة المسؤلية على عاتق وزارة التربية والتعليم ! فاذا كنا نريد استئصال التعصب والكراهية داخل مجتمعاتنا يجب ان نحرص على الغاء حصة الدين من تعليم الاجيال اللاحقة حتى ننعم بافراد اصحاء نفسيا لا يحملون نفسيا مشاعر سلبية ضد اى طائفة . فالشاب الذى تمتد يدة لاحراق كنيسة مثلا قد بدأ اعدادة منذ وفترة طويلة تبدأ من حصة الدين لذلك فاى مجهود لعلاج الفتنة الطائفية بدون حل مشكلة وجود مادة للدين داخل مدارسنا ستكون اشبة بالحرث فى الماء فاذا كنا جاديين فى لاغبتنا لرؤية هذا المجتمع اكثر حضارة وتدمنا واكثر تسامحا فيجب ان نستاصل جذور التعصب الدينى وليس علاج فروع او ثمرات ما يطرأ من مشكلات طائفية دون التلفلت الى ضرورة حرق تلك الجذور الشيطانية المزروعة فى ثقافة هذا المجتمع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س


.. كل يوم - د. أحمد كريمة: انتحال صفة الإفتاء من قبل السلفيين و




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: صيغة تريتب أركان الإسلام منتج بش