الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السينما لغة انسانية راقية

علي قاسم مهدي

2007 / 7 / 10
الادب والفن



لا زال الاندهاش لدى المتلقي من كثرة الكم الهائل من الأفلام التي يشاهدها كبير، بفضل الستلايت الجهاز الذي قدم لنا نحن العراقيون بالذات خدمة كبيرة ،اتاح لنا الاستمتاع في البعض منها، لأننا حرمنا من لذة مشاهدة الأفلام في صالات العرض السينمائية – ذات السحر العجيب- وعلى الرغم من الكم الكبير من تلك الأفلام التي يشاهدها المتلقي ،لكنه لا يعير أهمية في البحث عن الجيد ،ولا يحفز ذائقته لتلمس البعد الجمالي والفني من خلالها... إن إضاعة الوقت للترفيه، فيه من الجوانب السلبية الشيء الكثير ، حيث يجعل من غياب الرؤية الفنية السمة الأبرز، ويحط من الذوق، وتلك سلبيات نمط المشاهدة العادية ، إن حرمان النفس والعقل من الانشغال بالخفايا الفنية التي تقدمها السينما عن طريق الفيلم هي خسارة أكيدة، حيث إن هناك ذوق وبعد جمالي تملكه خصائص الفن السينمائي ذات تأثير على الذهن الإنساني، من خلال تحريك الإحساسات الجمالية والانفعالية . كم كنا نتمتع عندما نشاهد فيلم يملك مقومات الصناعة السينمائية الجيدة، ونحسد أنفسنا في بعض الأحيان على ذلك ، على الرغم من الصعوبات التي كانت تحيط بنا ، لكننا لم نبخل على كل ما يمتعنا ، عن طريق قراءة الرؤى النقدية وكتابات المتخصصين من مخرجين ونقاد وممثلين ، لقد شحنت ذاكرتنا بالكثير من الأفلام الجيدة لمخرجين كبار أمثال فلليني وبرجمان والن باركر والآن رينية وجيمس آيفري وآخرون حيث لازالت(( الصورة تثير فينا ما تثير من ارتعاشات دفينة وأحاسيس . فنتساءل مندهشين :كيف يمكن للأشياء الموصوفة أن تغدو صورا وكلمات أو كيف يمكن للكلمات أن تغدو أشياء موصوفة ؟ لنرى بعد حين إن ما بين ألبومنا الشخصي واللقطة السينمائية يمتد فضاء التداعيات في الصورة ، إلى درجة يصبح فيها كل ما هو مؤهل لإثارة حواسنا – بشكل من الأشكال – مركزا لاهتمامنا الخاص . لكن الفيلم السينمائي تخطى ذلك الاهتمام لخصوصية في تأثيره وسعة في انتشاره جعلته إلى يومنا هذا ، غير متخل عن جماهيريته لقرن من الزمان وأكثر محتفظا ببهائه وسيادته الاستثنائية على آخر ما نفكر به ليل تُوشك عقولنا / صحوتنا فيه مغادرة الشاشة السحرية نحو سحر الأحلام .. أحلام الشاشة . ))( عالمنا في صورة – احمد ثامر جهاد ) . والسؤال لماذا لا نستطيع أن نؤسس ثقافة سينمائية تخدم المتلقي على الرغم من وفرة الأفلام الجيدة التي تعرض . حيث لازال الكثير من المشاهدين يعتبر مشاهدة الفيلم إضاعة للوقت ، هل هذا بسبب عجزنا وقصورنا في إيصال رؤية نقدية جيدة ، تحرك لدى المتلقي الشعور بالجمال الفني ،علينا اذن ان ناخذ على عاتقنا هذه المهمة ، عن طريق الكتابة، وإعداد البرامج الجيدة التي تتناول السينما ، فعندما يتصدى برنامج يمكن أعداده أسبوعيا يعرض في أحدى القنوات التلفزيونية ، نستعين بمخرج أو ناقد سينمائي متخصص، ونعيد للذاكرة البرامج الجيدة التي كانت تتناول السينما مثل السينما والناس والبرامج التي كان يعدها المرحوم سامي محمد ، وان نخصص فيلم من الأفلام الجيدة يكون موضوع الحلقة أسبوعيا ،برنامج يركز اهتمامه على ما يدور في داخل الإنسان،ويقدم تحليلا روحيا وفلسفيا ونفسيا ، ونكون قد قدمنا ما يخدم المشاهد بالفعل ،لان الفلم في حقيقته أشبه بكتاب فلسفي عميق مثيرا لكنه صعب واقصد هنا الأفلام الجيدة طبعا ،ومن هنا يمكن أن نتعامل مع القضايا الكبرى للإنسان في هذا العالم، وقد يجد المتلقي صعوبة في فهم كل هذا لكنه بالنتيجة سيدرك إن هذا الفن يجب أن يحترم، وانه يحتاج إلى صبر ومجهود خاص ، وإن التركيز على العوامل أو الأدوات التي يتكون منها الفيلم المتعددة، منها الموسيقى والتمثيل والإخراج والكتابة (السيناريو)كل هذة العوامل تكون وحدة الفيلم، ليقدم لنا لحظات ممتعة تفوق في جمالها حدود التصور ، إن الوجدان الإنساني الذي تحركه السينما قد يفوق الواقع لهذا يستحق الفيلم الاحترام والتقدير لما فيه من جهد وعناية فنية . وأخيرا ، إن الفيلم في حقيقته لغة إنسانية راقية لا ينبغي أن نتجاهلها ، لأنها يمكن أن تخاطب كل الشعوب على السواء، وان السينما فن إنساني كبير يجب أن تفتح له الأبواب، وان نبدأ حركة جادة لتقبل هذا الفن الجميل الأصيل المليء بالروعة والبراعة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعاون مثمر بين نقابة الصحفيين و الممثلين بشأن تنظيم العزاءا


.. الفنان أيمن عزب : مشكلتنا مع دخلات مهنة الصحافة ونحارب مجه




.. المخرج المغربي جواد غالب يحارب التطرف في فيلمه- أمل - • فران


.. الفنان أحمد عبدالعزيز يجبر بخاطر شاب ذوى الهمم صاحب واقعة ال




.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة