الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الراحل مهدي علي الراضي في روايته الاخيرة/ العودة الى ربيع لم يأت

محمد خضير سلطان

2007 / 7 / 13
الادب والفن


بمبادرة ذاتية من هيئة التحرير بصحيفة الصباح ووفاء واستذكارا للروائي الراحل مهدي علي الراضي، صدر الكتاب الثالث من السلسلة التي تعنى بشؤون الثقافة والادب والفكر ليضم عمله الادبي الاخير،( كل شيىء ممكن الحدوث يا صديقي ) – رواية ممسرحة-.
كتب الراحل عمله الاخير هذا في اوقات متراوحة ومنتزعة من مكابدته الطويلة، الثقيلة بعد عودته لبلاده حتى وجد بعض الساعات اليسيرة، الخاطفة على طاولات صحيفة الصباح واتحاد الادباء اذ انشأ سطوره في زحمة قلقه الواسع وتردده الدائم بين عذابات المنفى ومكابدات العودة ومع ذلك اصر على اخراج مخطوطته ثم اودعها ملحق ادب وثقافة ، ليس بهدف نشرها فقط ولكن ليتخلص من عبئها الثقيل.
صنف الراحل عمله الاخير بأنه ( رواية ممسرحة) تعبيرا عن اختزال الرؤية في حوار مباشر وطويل بين محقق فظ ومتهم عنيد غير ان الرؤية الفنية الاوسع ، تتخطى بناء الحوارية المباشر سواء في اللوحة الاولى التي مارس المتهم حضوره الحي او في اللوحة الثانية عبر الحضور الرمزي له بقوة مضاعفة مترتبة على ما مهده حضوره الحقيقي فيما جاءت اللوحة الاخيرة لتثبت حقائق الرواية الممسرحة في معادلة وجودية قاسية، تؤكد وحدة الاضداد على نحو غريب، فصامي، ممكن الحدوث في عالم غرائبي، يتكامل فيه القاتل مع القتيل، والسجين مع السجان، والمحقق الفظ مع المتهم العنيد انطلاقا من الجريمة الاولى في التاريخ ، الجريمة التي يستمر بها الوجود الا ان الرواية ، تطرح سؤالها الضد حول وضاعة هذا الموقف مع تطورات الدراما البشرية وتبحث في استكناه الاعماق الانسانية المفارقة مع الطبيعة، مثل صراخ مكتوم في جثة قتيل ونبض متجمد في قلب مفعم بالامل والحب ،،،من شخصية تشبه اوديسيوس المحمل بالرغبة والحنين، العائد الى ايثاكا بعد غربته الطويلة ولكنه في هذه الرواية بلا انتظار من محبيه ولا استقبال من ابناء بلاده، شخصية المتهم العجوز في رواية الراضي ، تحمل مركبا اوديسيا آخر، بانها بحث عن ايثاكا حتى بعد العودة اليها فلم ينته شقاء الغربة ويتصل شقاء الوطن من جديد، واذا كان الروائي ميلان كونديرا قد تناول الفكرة الميثيولوجية لايثاكا في رواية الجهل من خلال عودة اوديسية الى ربيع براغ الا ان مهدي علي الراضي ، يبحث عن ربيع آخر مضاع في بلاده، ربيع آخر في فراغ من فصول مأساوية بالرغم من انهيار اسوار الاستبداد، ربيع جاء ولكنه لم يحل بعد.
على مستوى فني آخر، واجهت الرواية عقبة فنية ، تمثلت في تداخل بعض العناصر السردية وعدم تساوق اطارها التقني ، لنأخذ عنصر الزمن فهو في الرواية يؤرخ ضمنا لفترة العودة وسقوط الاستبداد الا ان عنصري المكان وشخصية المحقق ، يوحيان بعوالم مفترضة اكثر منها حقيقية بل وتعود الى ازمنة سابقة، ولم يترك الكاتب تلك العقبة ، تمر دون ان يشير في ملاحظة الى ان هذا العمل ، يعتمد على الفرضية الذهنية لا على اساس الواقع ، ولعل هذه الفرضية الذهنية لاتشكل مخرجا من العقبة قدر ما تؤلف البنية التعبيرية للرواية التي توزعت بين الابعاد الرمزية والواقعية في توزيع متداخل للعناصر، نجم عنه استكمال اطار النص بمزج ما هو حقيقي ومتخيل.
كل شيىء ممكن الحدوث، تحية صحيفة الصباح في كتابها الثالث الى الروائي الراحل مهدي علي الراضي الذي عرفه العاملون في الصحيفة مذ جاء حاملا مكابداته الطويلة بلا جواز سفر او بطاقة اقامة في المنفى ولم يعرفوا اي شيىء آخر من تراكمات المنافي وهو حقا كشخصية العجوز العنيد في روايته ، له وطن ولكنه لم يعثر عليه بعد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا