الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السينما والترحيب بالجديد

علي قاسم مهدي

2007 / 7 / 13
الادب والفن



السينما رؤيا للواقع تأخذ منه وتعطيه ، تصوره وتحلله في تصورات ملائمة،وتسجل بمجموعة أدواتها البعد الحسي الملموس، مضيفة إليه إبعاد إنسانية من خلال تجسيدها الواقعي بنظرة متخيلة ،والذي يرتبط ارتباطا مباشرا بالإنسان. وإنها وعلى الرغم من مرور قرن على نشأتها ظلت نشطة متحركة نحو التطور ، والسبب في ذلك يبدو من المحاولات الكثيرة والمستمرة لخلق دماء جديدة في السينما الغاية منها لديمومة وتطوير هذا الفن،ففي الغرب ظهرت أسماء كثيرة جدا من المخرجين والممثلين الشبان، وهذا الأسماء ليست مشهورة ولكن أضواء كثيرة يتم تسليطها على هذه الأسماء حتى تصبح في فترة قصيرة نجوم عالمية . والحقيقة إن السينما تتميز بميزة خاصة هي الترحيب بالجديد والبحث عنه والتفكير الدائم فيه ... إن نقاد السينما يرحبون بالنجوم ويعتبرون الاسم الجديد عنصر من عناصر الجاذبية في الفن ، والمسالة في تقديري لا تقتصر على النقاد وحدهم بل إن الجمهور نفسه يتقبل التجديد في الفن بسهولة ويسر ، ويكفي إن نقول إن في هذا الفيلم ممثلا جديدا أو مخرجا جديدا ، حتى يقبل الجمهور بحماس شديد على الفيلم . إن الجمهور يريد أن يكتشف ، يريد أن يحس بطعم جديد للفن ، وهذا في الواقع درس يجب أن نتعلم منه الكثير ، لان الذوق العام عندنا لازال ذوقا عاديا أشبه بالمتردد غير متحرك ، لهذا تلقى العناصر الجديدة في الفن صعوبة في تقبلها . لازلنا نتحمس للعناصر القديمة وهذا التردد والنفور في مواجهة الجديد شيء لا يفرح .... انه أمر علينا مراجعة أنفسنا فيه تماما. أتذكر في إحدى المرات التي ذهبت فيها لمشاهدة احد الأفلام المختارة في البيت الثقافي المجاور لأكاديمية الفنون الجميلة في صيف عام 1995بدعوة من نادي السينما المؤسس حديثا ، وكان من برامج البيت الثقافية ، حيث أعدت هناك قاعة متواضعة فيها أثاث البسيط عبارة عن كراسي بلاستيكية ، وجهاز عرض الفيلم (سكرين ) وقد بدا البيت الثقافي بتأسيس رابطة لكسب أعضاء للنادي ممن يتذوقوا الفن والسينما على وجه الخصوص ، وبالفعل أعطيت المهمة لشاب طموح ،حَرِك كان يبحث عن الأفلام الجيدة ليعرضها كل يوم أربعاء ،وفور وصولي أبديت رغبتي الكبير بالانضمام إلى النادي . وكان الفيلم المختار لذاك الأسبوع،عن حياة الموسيقار العظيم (بيتهوفن) من الأفلام الحديث الإنتاج في وقته، ذات الرؤى الإخراجية الجديدة التي ، وكان عبارة عن مشاعر إنسانية عالية تتجسد بإيماءات البطل وحركاته ، محدثة تناغم عميق مع أصوت البيانو والكمان المأخوذة من موسيقى بيتهوفن ، وكأنها براكين من حب متدفقة تتماهى بسحر عجيب ، هزت مشاعرنا على الرغم من الإسقاطات التي لم استوعبها بسبب لغة الحوار العالية وضعفي باللغة الإنكليزية، لغة الفيلم الأصلية . لم أتمالك نفسي عندما شاهدت دموع صديقي نصيف فلك الذي كان يجلس قربي عندها أجهشت بالبكاء ، حيث استمرت عيوننا تدمع مع كل لقطة تحتاج منا تعاطف مع البطل ، وسمرنا حزن عجيب ،حزن مختلط بالفرح ولا يمكن فصله ، أيمكن للإنسان أن يبدع مشاعر بهذا الحجم تفوق بأحاسيسها المستحيل ، أخبرته إنها السينما يا صديقي تجعلك تتألم وتسعد وتحلم وتعطيك القدرة على امتلاك العالم بلحظة متخيلة تحركها إبداعات مخرج وممثل وأنامل كاتب ودموع مشاهد ،إنها تجانس إنساني بارع ،إنها الأعجوبة التي تصور لك الطاقات الكامنة في البشر . بعد انتهاء الفيلم لم نتحرك من مكاننا ودار بيننا نقاش طويل تجمع حولنا أعضاء النادي . والذي أريد أن أقوله ، إن كادر الفيلم كان من الشباب، أخراجا وتمثيلا ، هذا يعني إن القدرة على الإبداع غير مرتبطة بعمر أو زمن معين بل هي مفتوحة ،(( تجربة وعطاءا وأسلوب)) وعلى المبدع أن يحرك مخيلته لنتاج مبدع . لقد شُكلت حركة السينما وعلى امتداد عمرها ،من تجارب المبدعين وعطائهم ،حيث استطاعت أن تحفر في ذاكرة المشاهد سمات وملامح فنية لايمكن إزالتها بسهولة ، وستظل تبدع مازال الإيمان بها على إنها من الفنون الإنسانية الراقية . وهي دعوة لكل الشباب المتخصصين في مجال السينما ، للنهوض بواقعه ،وبالإمكانيات المتاحة لتفعيل وتنشيط الواقع الفني للسينما العراقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة