الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في أروقة الأمس

شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)

2007 / 7 / 22
الادب والفن


في أروقة الأمس
أتسكعُ حاملا أغنية
وكتابا
وكذبة كبيرة, كبيرة
طويتُ عليها القلب طيا
ومضيت نحو التلاشي.
***
أواجهني بحقيقةٍ مرّة
أن دود الأرض ينتصر في النهاية
وينهش الجسد الغض
فهنيئا يا دود الأرض
***
لست أعرف شيئا في الروض
يمنع زهرةً من اشتهاء النحل
لقاح بثوب الطبيعة
قد يثمر بعضه عسلا
والبعض الآخر سماً.
***
كل شئٍ على ما يرام
ترتعش بردا
وتبكي بلا مطرٍ
غيمةٌ فرّت من فضائها
وألقت روحها للشمس حتى ذابت
سقطتْ كنيزكٍ حزين لفظته سماء الله.
***
كل شئٍ على ما يرام
تطمئنها ربيبتها
الفستان بهيٌ
الوجه على ما يرام
المكياج يغطي نصف الحقيقة
والنصف الآخر يبقى عاريا.
للمساحيق مفعول السحر
لكنها لا تنبت سنبلة قمحٍ واحدة
تمنح خبزا طيبا.
***
ترقصُ على إيقاع الحياة
وتغني, يا حياة !
تتهامس من حولها النسوة
نظراتٌ شذرة تحاصر حتى طلاء أظافرها
وينتقض جسدها من حرقة الصبر
كأنه فقيرٌ جائع
يحلم برغيف خبزٍ وإن كان يابسا مرّا.
***

يفتنها هاجسٌ أحمق
يمرّر لها عسل الحياة
فتفور دماء النهر الذي تجمد منذ سنين.
دفن الوقت مفاتنها
وآن الأوان أن تتحرر من الذكرى
وتخلع ثوب الثلج.
***
يدنو منها
يمسك زمام أنوثتها
خمارٌ عليها حرامُ
حريره بملمسِ أفعى
يعري روحا ويستر جسدا ! .
ترى هل أصابتها رعشة الحقيقة ؟
أذاقَ نرجسة, فاكهةً, أم زنبقة يفرّ منها الماء وجلا ؟
أحمامةً بيضاء أغوتها الحياة
أم حدأة فرّت من قبضة الوعي بعد عناء ؟
***
هنا فقدتُ أغنيتي
هنا أدركتُ مأساتي
هنا علّقتُ مشنقتي طوعا
رفقا بالريح الآتية من الضفة الأخرى للنهر.
***
الريح مثلي لا تكره الموت
ولا تحب الحياة
الريح مثلي لا تكفّ عن الغضب البرئ
حين يغرق الآخرون في الخطايا.
***
على تخوم النهاية
أوغِلُ في التفاصيل الموحشة
اسمي وصورتي لا يختلفان
أحدهما الكتاب, والآخر رحلة النزف.
***
أترنم للريح تفهمني
أسترد كتابا وأرثي أغنيةً
والكذبة الكبرى أنزفها من دمي
وأتسكع من جديد ولكن:
في أروقة الغد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير