الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذاكرة السياسية والعدالة: -المغرب/الأرجنتين- دراسة مقارنة. الجزء الاول

عبد الواحد بلقصري

2007 / 8 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


تقديم عام
شهد المغرب عند نهاية القرن التاسع عشر أحداثا سياسية كبرى مست الدولة والمجتمع. أطرت بقوة جدوى أعمال فكرة الإصلاح بصيغة السياسية والدستورية وكان لها مركز الثقل في الحياة السياسية التي طبعت مغرب ما قبل الاستقلال، لكنه بعد حصول المغرب على الاستقلال عرف المغرب المستقل أحداث مؤلمة ميزت التاريخ السياسي للمغرب المعاصر، كان لها تأثير كبير على الذاكرة الجماعية للمجتمع المغربي، وشكلت هاته الأحداث عقبة في دمقرطة الحياة السياسية بما يضمن حرية المواطنين وضمان حقوقهم في العيش في ظل نظام ديمقراطي.
ومع بداية عقد التسعينات ومع إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وعودة المنفيين أصبح الوقوف على الذاكرة السياسية للمغاربة ومدى تقويمها مثار اهتمام العديد من الفاعلين الدولتين وغير الدولتين والسياسيين والحقوقيين والأكاديميين. وجاء هذا الاهتمام بعد الموجة الثالثة للديمقراطية الذي جسدته العديد من تجارب الانتقال الديمقراطي في العالم، وذلك بالقطع مع ممارسات النظام السياسي السابق عبر مسلسل التسوية غير القضائية للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، هذه الدينامية لتجاوز مخلفات الماضي الأسود، انطلقت بإصلاحات ضرورية لترسيخ دولة الحق والقانون. إن الدخول في تجربة العدالة الانتقالية عبر مفهوم المصالحة الذي يربط بالأساس طبيعة العلاقة بين المجتمع والدولة ومدى تقويم هاته العلاقة وإعادة الثقة، جاء طبقا لسياق سياسي ذو مرحلة قصيرة، شكلت تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة مضمونه الحقيقي، وكما عبر النص المحدث لهيئة الإنصاف والمصالحة الذي أكد على تصالح المغاربة مع تاريخ بلادهم عبر مرحلة تمت من الاستقلال حتى نهاية التسعينات التي يغطيها البحث والتجربة وتسليط كل الأضواء الكاشفة عن مرحلة الصراع المضطرب والمرير الذي عرفه مجتمعنا، بما يدفع في اتجاه المقاربة الموضوعية والعقلانية المستوعبة للسياق العام السوسيولوجي للانتهاكات. إن مسلسل التسوية والمصالحة مع الماضي يبرهن عن مرحلة هامة يجتازها المغرب دولة ومجتمع، من أطوار تفعيل أدبيات الإصلاح كشرط لوجوب نجاح الانتقال الديمقراطي وتوطيد دولة الحق والقانون وترسيخ وضمان حقوق الإنسان واحترامها.
1- أهمية الموضوع:
شكل موضوع الذاكرة السياسية والعدالة في الآونة الأخيرة اهتمام مختلف الفاعلين السياسيين والحقوقيين هذا الموضوع الذي جاء نتيجة لبعض التراكمات التي عرفها المشهد الحقوقي. والتي خلقت لنا خطابا حقوقيا جمعويا اتخذ صيغا مختلفة، وطرحت عدة ملفات حقوقية على إثره بالمغرب منذ عقد التسعينات.
هاته السنوات التي خلخلت الذاكرة السياسية للمغاربة، وبالأخص ملف ضحايا الاعتقال السياسي الذي عرفه المغرب في سنوات الجمر والرصاص، كل هاته الأشياء دفعت بالفاعل المركزي في النظام السياسي المغربي (المؤسسة الملكية) إلى إنشاء هيئة الإنصاف والمصالحة وكانت هاته التجربة لها أصداء مختلفة من طرف جميع الفاعلين السياسيين والحقوقيين والمدنيين، لكن الفاعل الأكاديمي كان دوره ضعيفا إلا بعض الاستثناءات وهنا تأتي أهمية البحث في هذا الموضوع.
وهذا البحث المتواضع سوف يمكننا من الإجابة عن التساؤلات الآتية:
الإشكال الأول: هل تقويم الذاكرة السياسية عبر العدالة الانتقالية من شأنه أن يؤدي إلى تجانس مجتمعي يمكن أن يؤدي إلى تحول ديمقراطي؟
الإشكال الثاني: هل من شأن تقويم الذاكرة السياسية عبر العدالة الانتقالية أن يحول الدولة المغربية من دولة خارقة للقانون في سنوات الجمر والرصاص التي عرفها التاريخ السياسي للمغرب المستقل إلى دولة حامية له ومكرسة لحقوق الإنسان؟
الإشكال الثالث: هل من شأن المصالحة التي قامت بها الدولة أن تعطينا اندماجا وطنيا عبر تصفية تراكمات الماضي السلبية. وبالتالي بناء الدولة الوطنية التي تعتبر المدخل الأساسي للدولة الديمقراطية الحداثية؟.
الإشكال الرابع: هل التجربة المغربية فيما يخص العدالة الانتقالية في مقاربتها بمثيلاتها من التجارب المقارنة متشابهة للتجارب التي عرفتها العديد من الدول أم أنها تجربة فريدة واستثنائية؟ وما هي الخصوصيات التي ميزت التجربة المغربية؟.

2- الجهاز المفاهيمي للموضوع:
بالنظر إلى تشعب الموضوع وأهميته اللامحدودة فإن هذا الموضوع يتضمن بنية مفاهيمية تتوفر على عدة مفاهيم مركبة ولها دلالات مختلفة حسب سياقاتها السياسية والحقوقية والمدنية.
من جهة نجد مفاهيم مرتبطة بالموضوع انطلاقا من العنوان (الذاكرة السياسية والعدالة الانتقالية....).
ومن جهة أخرى هناك مفاهيم ارتبطت بالموضوع بطريقة غير مباشرة وبالدراسة الميدانية بشكل مباشر وهكذا نجد المفاهيم التي ميزت الموضوع عديدة (الذاكرة الجماعية، المعلومات السياسية، الأحداث السياسية، الانتقال الديمقراطي، الوعي المجتمعي، الإرادة الحقيقية، التنمية البشرية، التاريخ السياسي، سنوات الرصاص، دولة خارقة للقانون، دولة حامية للقانون، الاندماج الوطني، الثقة بين الدولة والمجتمع، المصالحة....).
يصعب تحديد تعريف وسياقات مختلف لهاته المفاهيم بالنظر إلى تعددها وتشعب معانيها في نفس الوقت، هذا وسنوضح بعض المفاهيم المركزية.
الذاكرة: هي إعادة القراءة المشتركة لحالات الماضي، وإيجاد لغة مشتركة لتعريفه ومع تطور تجارب الدول فيما يخص العدالة الانتقالية أصبح هناك حق من حقوق الإنسان التي تنتمي إلى الجيل الثالث وهي الحق في الذاكرة.
أما المصالحة فهي إيجاد روابط بين فرقاء ومتعارضين تقتضي المصالحة التسامح ويقتضي هذا الأخير الاعتراف المصالحة لا تتأسس على أن التجاوز بل يجب أن يضفي في الانتهاكات إلى الحقيقة التي تعتبر أول شرط للمصالحة .
أما العدالة الانتقالية فهي تتمظهر كقرارات وطنية أو دولية أو على شكل لجان للحقيقة، فهي تقوم على سيرورة المصالحة والتسامح. والتسامح لا يعني النسيان أو المصالحة كما لا تعوض عدم العقاب .
ومفهوم العدالة الانتقالية له دلالات مختلفة. البعض يعتبره تجاوز تصفية الماضي عبر الانتقال إلى الديمقراطية عبر التداول السلمي، وذلك بتصفية تركة أحقاد الماضي والبعض الآخر يعتبر* تقويم الذاكرة الجماعية لمجتمع ما عرف سنوات الرصاص أو صراع متوتر بين الدولة ومعارضيها أفضى إلى ضحايا ومعتقلين سياسيين ومنفيين، عبر التسامح والاعتذار وجبر الضرر الجماعي إذن تختلف مفاهيم العدالة الانتقالية حسب خصوصيات كل بلد على حدة ليس هناك مفهوم محدد وثابت للعدالة الانتقالية *.
3- الدراسة الميدانية للموضوع
سوف أتطرق في هذه النقطة إلى ثلاث إشارات
 الإشارة الأولــى: أهمية الدراسة الميدانية بالنسبة لتقرير البحث.
 الإشارة الثـانيـة: الخطوات التي تم إتباعها في هاته الدراســة الميدانية.
 الإشارة الثالثــة: محتويات الدراســـة الميدانية.
 الإشارة الأولـى: أهميـة الدراسـة الميدانيــة بالنسبة لتقرير البحث.
تعتبر هاته الدراســة الميدانيــة إضافة نوعية لهذا البحث، باعتبار أن فرضيات هذا البحث تقتضي هذا النوع من البحوث المسحيــة، وبالرغم من أن هذا الموضوع له طابع سياسي إلا أن هذا لا ينفي طابعه السيوسياسي، وعليه لقد تم اعتماد هاته الدراسة الميدانية لشيئان:
 أولا: ردود مختلف الفاعلين الحقوقيين والسياسيين والطلبة الباحثين.
 وثانيا: لاستيفاء رأيهم حول العديد من المفاهيم السياسية التي تدخل في صلب الأسئلة المفتوحة والمغلقة وما لهاته الدراسة ( الذاكرة السياسية، الذاكرة الجماعية، الثقة بين الدولة والمجتمع، المعلومات السياسية ...)
 وثالثا : لاستخلاص نتائج قريبة من الموضوعية وبعيدة عن العموميات المفرطة التي يطلقها في أحيان كثيرة هؤلاء الفاعلين.
 الإشارة الثانية: الخطوات التي تم إتباعها في هاته الدراسة الميدانية .
تم الاعتماد في هاته الدراسة الميدانية على الخطوات التالية:
الخطوة الأولى : تم تحديد مجتمع المبحوثين وهم (20 فردا من الفاعلين الحقوقيين و20 فردا من الفاعلين السياسيين و40 فردا من الطلبة الباحثين). المكان هو مدينة الرباط وبالضبط جامعة محمد الخامس كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية الرباط أكدال.
الخطوة الثانية: تم توزيع مختلف هاته الاستمارات وملئها. ومن بعد تم تفريغها.
الخطوة الثالثة: تم تحويل مختلف هاته المعطيات إلى جداول إحصائية.
 الإشارة الثالثة: محتويات الدراسة الميدانية.
بالنسبة للاستمارة: تحتوي على 16 سؤال. منها أسئلة مفتوحة وأسئلة مغلقة تجمع بين ثلاثة فقرات:


الفقرة الأولى: متعلقة بالمعلومات العامة.
أما الفقرة الثانية فتتعلق بمواقف وتمثلات المبحوث.
أما الفقرة الثالثة فهي عبارة عن آراء مستقبلية للمبحوث.
وهاته ستتضمن عدة أسئلة تحتوي على مفاهيم مركبة وذات إيحاءات مختلفة (الذاكرة السياسية، الذاكرة الجماعية، التاريخ السياسي، الانتقال الديمقراطي، الثقة بين الدولة والمجتمع...)
هذا بالنسبة للاستمارة أما بالنسبة للمعطيات المتعلقة بالدراسة الميدانية فقد تم جمعها في 45 جدولا إحصائيا. هاته الجداول الإحصائية هي جداول لجميع متغيرات الأسئلة المفتوحة والمغلقة التي تحتوي عليها أجوبة مجتمع المبحوثين، حيث تم أخذ متغيرات كل من الفاعلين الحقوقيين والفاعلين السياسيين والطلبة الباحثين وتجميعهم في جداول إحصائية. بالإضافة إلى جداول إحصائية تشمل أكثر من متغير. هاته الجداول التي تعتبر كملاحق للبحث تم الاعتماد عليها لتحليل نتائج الدراسة الميدانية، وذلك قبل تقديم الورقة التقنية لهاته الدراسة.
4- المناهج المتبعة في هذا الموضوع
استعملت في هذا البحث أكثر من منهج حيث استعملت المنهج التاريخي والمنهج المسحي الكشفي. والمنهج المقارن.
بالنسبة للمنهج التاريخي
لقد ترك العديد من المفكرين الاجتماعيين أهمية المنهج التاريخي وطالبوا باستخدامه في البحوث الاجتماعية من منطلقي أن تجريد الظاهرة الاجتماعية من بعدها التاريخي يجعلها وكأنها حدث عابر لا حياة فيها أيضا فإن غياب البعد الزمني للظاهرة تقلل من قدرة الباحث على استشراف امتدادها المستقبلي .
ولقد اهتم ابن خلدون بالتاريخ ونقد موقف المؤرخين وأسلوب تعاملهم مع الحدث وخصص جزءا من مقدمته المشهورة للبحث التاريخي وهناك العديد من المفكرين الذين اهتموا بالدراسات التاريخية (فيكو ورايت ميلز...).
ومن مميزات المنهج التاريخي هو كونه منهج نقدي حيث أن الباحث بعد أن يحدد المصادر التي ترجع إليها من بحثه ينتقل إلى خطوة مهمة في المنهج التاريخي، وهي نقد الوثائق بالإضافة إلى النقد الخارجي أو الظاهري External crilticum والنقد الداخلي Internal crilticum وتلح الضرورة على تعقيب المنهج العلمي في دراسة التاريخ في بعض المجتمعات حيث تكون فيها صوت الأموات أقوى من صوت الأحياء ويكون الماضي برموزه وحوادثه أكثر حضورا من الحاضر ويهيمن التاريخ على حاضر المجتمع وبالرغم من أهمية هذا المنهج فقد تعرض للانتقاد من قبل الباحثين الذين يشككوا في صلاحية التاريخ لفهم قوانين وانضباطات المجتمع الإنساني.
أما المنهج الثاني فهو منهج المسح الاجتماعي وهو واحد المناهج الوصفيةDescriptinve method التي يقوم على جمع البيانات الاجتماعية عن طريقة أدوات بحثية كالمقابلة أو الاستمارة من أجل الحصول على معلومات من عدد كبير من الناس المعنيين بالظاهرة محل البحث.
ولقد استعملت في هذا البحث للظاهرة موضع البحث والتي تعتبر الأسلوب الكشفي العلمي التي تعتمد عليها منهج حيث تعتبر كخطوة أولى تم تأتي العينة كخطوة ثانية.
وهناك عدة أنواع من مناهج المسح الوضعي والمسح الكشفي والمسح التتبعي والمسح التفصيلي.
بينما يقسم آخرون المسح إلى أربعة أصناف وهي مسح الرأي العام ومسح السوق والمسح المدرسي ومسح المجتمع المحلي . والمسح الكشفي الذي تم استعماله في هذا البحث تعتمد على العينة. والعينة المستعملة في هذا البحث هي العينة العمدية، ونقصد بها أن الباحث يتعمد أن تتكون العينة من وحدات بعينها لتوفر خصوصيات في هذه الوحدات يجعلها تمثل تمثيلا صحيحا المجتمع الأصلي. فقد يختار الباحث مناطق محددة يرى أنها تتميز بخصائص ومزايا إحصائية تمثلية للمجتمع .
وسبب استعمال هاته العينة هو خصوصية الموضوع ومجتمع المبحوثين الذين وجهت إليهم الاستمارة (الفاعلين الحقوقيين والسياسيين والطلبة الباحثين) .
أما بالنسبة للمنهج المقارن The comparative methode يصلح المنهج المقارن للتطبيق على كافة العلوم فالبحث السوسيولوجي بطبيعته يقبل المقارنات، بل تعتبر المقارنة من أهم الأسس التي اعتمد عليها علماء الاجتماع في بحوثهم الاجتماعية .
ومجالات تطبيق المنهج كثيرا ما تلجأ إلى المقارنات سواء بطريقة مباشرة أو طريقة غير مباشرة. حيث تنوب المقارنات محل التجريب في كثير من الحالات. ولكن هناك مجالات أكثر من غيرها تتكيف مع مقتضيات المنهج المقارن وقد استعمل في دراسة النظم الاجتماعية في أبعادها المختلفة وفي دراسة النظم الاجتماعية الشمولية وفي دراسة الثقافة والسلوك وفي دراسة التنظيمات.
وقد استعملت هذا المنهج للمقارنة بين التجربة المغربية في العدالة الانتقالية وتجارب العدالة الانتقالية في العالم. مع أخذ تجربة الأرجنتين نموذجا.
5- التصميم المعتمد وطريقة الإشتغال في هذا الموضوع
5-1-التصميم المعتمد
لمعالجة الإشكالات الأربعة التي تم تحديدها سابقا قمست الموضوع إلى قسمين:
بعد التقديم العام الذي أبرزت فيه أهمية الموضوع والبنية المفاهيمية للموضوع والمنهج أو المناهج المتبعة والتصميم المعتمد.
عالجت في القسم الأول السياق العام للأحداث السياسية الكبرى التي عرفها المغرب المستقل عبر تحديد أربعة مراحل.
المرحلة الأولى من 1956 إلى 1960
المرحلة الثانية من 1960 إلى 1974
المرحلة الثالثة من 1975 إلى 1990
المرحلة الرابعة من 1990 إلى 1999
هذا بالنسبة للشق الأول من القسم الأول أما الشق الثاني فأوضحت فيه التأصيل التاريخي لحقوق الإنسان بالمغرب.
أما القسم الثاني فعالجت فيه ردود الفاعلين حول تجربة العدالة الانتقالية بالمغرب والتجارب المقارنة، وذلك عبر واجهتين.
الواجهة الأولى عالجت فيها تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة، مكوناتها، أهدافها، طريقة اشتغالها وخلاصات تقريرها.
هذا من جهة أولى ومن جهة ثانية تم إبراز ردود الفاعلين الحقوقيين والسياسيين والطلبة الباحثين من خلال دراسة ميدانية وذلك عبر تقديم ورقة تقنية لتلك الدراسة أولا وتحليل نتائجها ثانيا.
أما الواجهة الثانية فقد تم التطرق فيها إلى التجارب المقارنة مع أخذ نموذج التجربة الأرجنتينية ومقارنتها بالتجربة المغربية وخصوصياتها.
وأخيرا تم الخروج بخلاصات من شأنها أن تجعل من هذا الموضوع مفتوحا أمام الباحثين في علم الإجتماع السياسي وفي التاريخ السياسي للمغرب المستقل
5-2-طريقـــة الإشتغال
طريقة العمل التي اعتمدت عليها اتخذت ثلاث خطوات:
الخطوة الأولى: هو نظرا لكون البحث يتوفر على دراسة ميدانيـة. فقد تفاعلت أو لا مع هاته الدراسة من خلال توزيعها وعليها من طرف الفاعلين الحقوقيين (20 فردا) والفاعليين السياسيين (20 فردا) والطلبة الباحثين (40 فردا) وبعد ملئها تم تفريغها. وبالنظر إلى أهميتها تم التعامل مع المعطيات التي تتوفر عليها للدخول في الخطوات العملية الأخرى للبحث.
الخطوة الثانية: تم وضع التصميم المعتمد والذي تم التطرق إليه لاحقا.
الخطوة الثالثة: هي كتابة تقارير جزئية لكل عضو في البحث على شكل ملفات.
 الملف الأول: هو ملف الأحداث السياسية الكبرى للمغرب المستقل.
 الملف الثاني: يتوفر على مسار العدالة الانتقالية بالمغرب من خلال تجميع المعطيات المتعلقة بهيئة الإنصاف والمصالحة.
 الملف الثالث: متعلق بالدراسة الميدانية ونتائجها.
 الملف الرابع: متعلق بالتجارب المقارنة أي بعض تجارب الدول التي عرفت عدالة انتقالية.
الخطوة الرابعة والأخيرة: بعد تجميع مختلف المعطيات المتعلقة بهاته الملفات التي تشكل النبض الأساسي للبحث. تمت كتابة مسودة البحث كخطوة أخيرة.


6- صعــوبات المـوضوع
6-1- الصعوبة الأولى:
متعلقة بمسألة الأرشيف. حيث أنه عند دراسة الأحداث السياسة للمغرب المستقل تعترضك صعوبة التوثيق والأرشيف. باعتبار أن التاريخ السياسي للمغرب المستقل غير مكتوب. وحتى الكتابات الموجودة تنتابها عدة تناقضات. هذا بالنسبة للأمر الأول. أما بالنسبة للأمر الثاني هو طول المدة الزمنية التي اشتغلت عليها هيئة الإنصاف والمصالحة من 1956 إلى 1999. طول هاته المدة يصعب على الباحث تبيان أهم الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في هاته الفترة بنوع من الدقة وبأكاديمية تنتابها الموضوعية. وبالأخص أن هاته الدراسة البحثية هي رسالة دبلوم الدراسات العليا المعمقة. أي أن الهاجس الزمني (سنة للباحث) يبقى حاضرا بقوة
6-2- الصعوبة الثانية:
هي مسألة الإستمارة التي كان من الأفضل أن تكون معممة أكثر. بالنظر إلى أهمية الموضوع وراهينيته. وبالتالي أخذ 80 عينة هي مسألة من الصعب الحكم فيها على الفاعلين السياسيين والحقوقيين والأكاديميين. وبالتالي تبقى هاته الدراسة الميدانية مفتوحة للدراسة والبحث.
6-3 – الصعوبة الثالثة:
تهم مسألة المقارنة، ندرة واستثنائية التجربة المغربية فيما يخص العدالة الانتقالية باعتبارها تجربة جاءت في ظل استمرارية نفس النظام السياسي وهذا ما صعب مسألة المقارنة. باعتبار أن التجارب المقارنة التي عرفت عدالة انتقالية أتت في ظل قطيعة مع أنظمتها السياسية. بالإضافة إلى ذلك نجد أن اختلاف الجغرافية الثقافية والسياسية بين المغرب والأرجنتين أثر على مسألة المقارنة.













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي