الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دوامات الواقع الديدانية والعصف الفكري, سيرة ذاتية عامة

أحمد طارق

2007 / 8 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


كأي مهاجر مصري رحلت عن الوطن وأبى الوطن الذي يسكنني أن يرحل عني, وطوال سنين غربتي كنت متابعا ومعايشا لكل ما يحدث في مصر, عن طريق الإعلام والشبكة وكل ما طالته يداي عن مصر, يتساوى في ذلك إنتخابات النقابات أوالمجالس المحلية وحتى نتائج دوري كرة القدم المصري وروبي وبوسي سمير و سعد الصغير, صاحب رائعة العنب العنب..

تصورت, خاصة في الثلاث سنوات الماضية, أن مصر على حافة التغيير.
نعم سمعت الطبول وأنا في أطراف المعمورة..
طبول التغيير تقرع والإيقاع المحموم يصرخ إخوان-أيمن نور- أقباط المهجر- أحداث الطائفية- كفاية- القضاة- شيخ الأزهر- نوال السعداوي- سعد الدين إبراهيم....................والإيقاع يستمر.
وعدت, لأسباب شخصيا, وإن خالطها رغبة مسيطرة أن أكون هنالك وأختبر ألام المخاض والفجر يولد..
لست متفائلا أو حالما, فالسنوات أطفأت جذوة قلبي.
ولكني عهدت نفسي قارئا للأحداث ومحللا مقنعا ,لنفسي على الأقل.
إستبصرت فجرا..ودعمتني طبيعة الأشياء..


عدت وتجاهلت كل الإحباطات والتعقيدات..
لم أنظر أبدا للوراء, لم أقارن ولم أندم..
وبعد شهور ستة ذهبت السكرة..

الشعب المصري كما هو, كما عهدته دوما

شعبا طيبا سلبيا مهاودا فهلويا ومحتالا على كل الدنيا ليبقى....
ناقما على رؤسائه ولكنه يستعذب أن يفكر له الأخرون..

الإيقاعات التي حسبتها مقدمة مقطوعة التغيير إتضح أنها إيقاعات رتيبة عبثية تهمم, لا تصرخ
عن إنتقال حسني عبد ربه إلى الأهلي أو الإسماعيلي.. سفاح المعادي الذي يظهر ليهاجم الفتيات (والفتيات فقط) ليتركهم بخدوش تثير رعب المصريين والمصريات في التليفونات وعلى المقاهي.. خطوبة المخرج خالد يوسف من الممثلة منة شلبي وتأثير ذلك على بيته و زوجته..و الكثير من الغثاء والعبث.. في إيقاع رتيب منتظم تتصاعد الأحداث في ذهن المواطن وتخبو (دوما بلا إجابات) عندما تبدأ إيقاعات البلاهة التالية..
نفس الإيقاع العطن القديم..
نفس الدومات..
المصري, التعميم جهل ولكنه أحيانا ضرورة, غير قادر, كما كان دوما, على إتخاذ موقف فكري من أي نوع..
فعلى سبيل المثال..
مع التغلغل السرطاني للإخوان المسلمين في النقابات والسلطات التشريعية بل والتنفيذية.. فالمواطن ليس له أي موقف حقيقي منها, فموقفه هو كرهه للحكومة وكرهه للإخوان عندما يحكموا, تأييد أي متدين مظهري والموافقة ضمنا على ممارسات الحكومة معهم لحمايته منهم..

الصراع السياسي في مصر هو بين طرفين (معارضة بأطيافها وحكومة) لا يستمد أيا منهما مشروعيته من طرف أخر متجاهل للصراع برمته اسمه رجل الشارع.
والحقيقة الغير قابلة للشك أن المصريون لم يقوموا بثورة شعبية منذ ثورة 1919
واضعين في إعتباركم أنهم يعيشون في حالة من العشوائية والخلل الإجتماعي والقهر على مر التاريخ.. أنا شخصيا أعتبر أننا لم نحكم بمن هو فعلا أهل للثقة منذ محمد علي.

هذا المقال ليس سبا أو قدحا, هو مجرد وصف من عيون تكحلت بشمس هذا الوطن..
هو توضيح لكل الناشطين والمعارضين والموالين أننا بنقاشاتنا لن نغير أي شيء على أرض الواقع..
فالشارع هو من يغير والشارع في غيبوبة إصطناعية تروقه وتروق حكامه..
يجب أن ندرك أن نقاشاتنا البيزنطية, وهي كذلك عند رجل الشارع, ليست إلا سيجارة أمل "نضربها" في عصف فكري تنظيري بعيد عن الواقع.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر