الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماالحل...عندما يتحول النقد إلى تشهير ..!!

هادي فريد التكريتي

2007 / 8 / 10
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


الحزب الشيوعي العراقي منذ تأسيسه ، تميز ، ولا يزال يتميز ، عن باقي الأحزاب الوطنية والديموقراطية ، بكونه مدرسة للوطنية وقاعدة صلبة لها ، تخرج منها أو مر بها العديد من قيادات وكوادر الأحزاب العراقية ، بغض النظر عن برامجها وأهدافها ، أوفلسفتها ، كما هي القومية أو العنصرية ، كما أن الحزب ، منذ انهيار الإتحاد السوفيتي ، قائد المعسكر الإشتراكي ، تحرر من السيطرة على قراره وسياسته ، ولأول مره في تاريح الحزب ، تنشر وثائقه للمناقشة العامة ، وهذا دليل على أن فكره ونهجه السياسي ، وحياة أعضائه الداخلية ، على حد سواء ، ما عادت سرا ، أو محظورا نقدها أو الكشف عنها ، فمنذ المؤتمر الخامس وحتى المؤتمر الثامن ، كانت هناك شفافية في النقد والمراجعة وكشف الأخطاء ، وتقديم الكادر لمختلف المهام ، وانتخابه لكل منظمات الحزب ، تختلف جذريا عما كان عليه الأمر قبلا ، عندما كانت قيادة المخضرمين ، منذ سقوط جمهورية تموز في العام 1963، تسيطر على قيادة الحزب ، وتحصر فيما بينها توزيع المهام والمناصب الحزبية في الداخل والخارج وتتقاسمها ، كما أنها كانت تعد بدقة وبراعة ، صياغة شروط المندوبين للمؤتمرات ، لتمثيل المنظمات ، بحيث كانت تعيق وتستثني كل من لم يكن مرغوبا في حضوره ، من " المشاكسين " الذين يتمتعون بثقة منظماتهم في مجالات عملهم من خطوط عسكرية ومدنية ، على الرغم من التزامهم بكل قواعد العمل الحزبي ـ السري ، وبذلك حرمت هذه القيادات الحزب ومنظماته ، الكثير والكثير ، من أجيال الشباب وكوادر المناضلين ، وحتى أبعدت " قسرا " البعض منهم بحجة " التطرف" و" والتروتسكية " وبذلك كانت هذه القيادات والموالين لها ، لم تخرق فقط ، بنود النظام الداخلي ، الذي يعطي الحق للعضو البقاء في الحزب طالما هو ملتزم بساسية الحزب المعلنة ، ونظامه الداخلي ، وإنما أوقعت ، هذه الأساليب الخاطئة ، الحزب في أخطاء قاتلة ومميته ، نحن بغنى عن تعدادها ، ولم نسمع آنذاك من هذه القيادات ، والمدافعين عن نهجها حاليا ، احتجاجا أو نقدا لهذا السلوك والتصرف المجافي لأبسط المبادئ التي يقرها النظام الداخلي ، كما أننا لم نسمع ولم نقرأ حتى اليوم ، من عناصر تلك القيادات والموالين لها ، الذين يناصبون اليوم الحزب العداء ، من هو المسؤول ، عن تلك السياسات الخاطئة التي نعيش مأساتها حتى اللحظة ، ولم نجد حتى شجاعة نقد ، أو تلميحا باعتراف البعض منهم ، في مساهمته برسم تلك السياسات الخاطئة أو الموافقة عليها ، بينما يطالبون لأنفسهم بحق التشهير بشخوص قيادات وسياسة الحزب ، التي أقرتها مؤتمراته ، من على منبر الحزب ،وهم خارج صفوف الحزب ، لعدم انطباق مواد اللائحة الداخلية عليهم التي تنص عليها شروط العضوية
" 1 ـ يقر ويسترشد ببرنامج الحزب ونظامه الداخلي .
2 ـ يعمل في إحدى منظماته .
3 ـ يدفع بدل الإشتراك المقرر ."
وبعد ، هل يحق لمن لا تنطبق عليه هذه البنود من اللائحة الداخلية أن يدعي عضويته في الحزب ، بغض النظر عن المدة السابقة ، أو السنين الطوال التي قضاها داخل صفوف الحزب ، أو متابعته لسياسة الحزب دون التزام بالتنفيذ ؟
لوكل شخص ترك الحزب ، لمختلف الأسباب ، أو لم تنطبق عليه بنود النظام الداخلي ، واعتبر نفسه عضوا ضمن صفوف الحزب الشيوعي حتى اللحظة ، لضاق بهم المقام ، أولا ، ولما وصل بنا الحال على ما هو الحال عليه ، ثانيا ، فالموقع الحقيقي للشيوعي الملتزم ، وهو الحل كذلك ، ما قاله المرحوم الرفيق زكي خيري ، عضو المكتب السياسي الأسبق ، في يوم من الأيام ردا على سؤال للخروج من الحزب وتشكيل حزب شيوعي غير انتهازي " ..ثقتي بقدرة الشيوعيين العراقيين داخل الحزب من تعديل سياساته وتحريره من الانتهازية .." إذن هذا هو الحل وهو الطريق الصائب والصحيح ، التغيير من داخل الحزب وليس من خارجه ، دون التشهير بقياداته المنتخبة ، سواء ارتضينا بهذه القيادات أم لا ، فهي منتخبة بإرادة المؤتمرين ، وعلينا احترام إرادتهم وما قرروا ويقررون ، وهؤلاء يتمتعون بثقة الحزب ومنظماته ، أكثر مما كان أيام وزمان ، على عهد الرفيق زكي خيري ، فهل نتعظ بما واكبنا من قيادات ، لم تفصح عن أسباب خذلانها لجماهير الحزب والشعب ، على حد سواء ، وعشنا بتاريخ حزبي ، لم تجرأ قيادة ما على كتابته ، بشكل رسمي ، حتى اللحظة لتضع النقاط على الحروف ، لتعطي كل فترة اجتزناها ، حقها ، ما لها وما عليها ، على الأقل لتلقم الانتهازيين والمدعين حجرا ، وتؤشر الحق للمناضلين ، من شهداء وأحياء ..!
8آب 2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا، أي تداعيات لها؟| المسائية


.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات جديدة على إيران




.. لماذا أجلت إسرائيل ردها على الهجوم الإيراني؟ • فرانس 24


.. مواطن يهاجم رئيسة المفوضية الأوروبية: دماء أطفال غزة على يدك




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا الحربية أغارت على بنى تحتية ومبان