الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللاجئون العراقيون إلى أين؟

حسام السراي

2007 / 9 / 6
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


لا يلوح في الأفق أي شيء أمام العراقي الموجود في إحدى الدول المجاورة لبلدنا ،من حيث الوجود المؤقت من دون جدوى تذكر بسبب ندرة فرص العمل وصعوبة الحصول على المناسب منها ،ما يجعل توصيف هذا النزوح ،المؤسس لوجودهم الهامشي بـ”المأساة "التي تتسع وتكبر بمجرد أن ترى المعابر الحدودية التي تربط العراق بجواره أو في المطارات التي تستقبل العراقيين أولا في رحلة الغربة هذه التي يمكن أن تنتهي بالبقاء في إحدى عواصم الدول العربية ،أو إنها تستمر صوب عوالم ومدن جديدة تقودهم إليها عصابات تهريب ،فالعراقي أول من تبحث عنه هذه الجماعات ،ولعل لقصص العراقيين في ذلك ما ينبغي أن يسجل للآخرين كي ينتبهوا لفداحة ما يمر بأناسنا في الخارج كما يتعرض من في الداخل للإرهاب والقتل الطائفي ،فالحالتان تمثلان ابتزازا ،لكن لكل منهما شكله الخاص”.
طريق اليونان و ما أدراك
قبل أيام من نهاية السنة الماضية تجمع عدد من العراقيين الموجودين في العاصمة الأردنية عمان ،ممن كانت تربطهم صداقة منذ أيام الدراسة في كلية الهندسة -الجامعة التكنولوجية والبالغ عددهم خمسة أشخاص ،وباتفاقهم مع مهرب يحمل الجنسية العراقية بالتعاون مع آخر تركي الجنسية، قرروا عبور الحدود التركية إلى اليونان ، وفعلا وصلوا الأراضي التركية ،بحسب (ف.ع) وبمجرد عبورهم حدودها ،ألقت أجهزة الشرطة القبض عليهم وجرى ما جرى من تهديد لهم من قبل المهرب ،الذي قال لهم بالحرف الواحد: "من يعترف بأني الذي أقودكم في هذه الرحلة سيخسر حياته" ،وبعد تحقيق دام لأيام أعيدوا خائبين إلى الحدود العراقية التركية . “
عراقيون بثلاثة جوازات
بسبب الكثافة العراقية في الأردن وسوريا ومصر ،فان جماعات التهريب تنتشر منذ ثلاثة أعوام وأكثر هناك ،حقيقة ان الدخول إلى عالمهم ليس بالشيء اليسير ،العملية تتطلب أن تجلس معهم حتى ان استمر ذلك إلى الصباح لحين أن تصل إلى إمكانية ترويض وحشيتهم التي تريد أن تنتزع منك حتى القميص الذي ترتديه ، غير أن أحدا لا يتوقع أن يأتي عراقي ترك العراق منذ 25 عاما وعمره شارف الآن على 55عاما ،ويحمل ثلاثة جوازات سفر، نمساوي وسويدي وعراقي ،هي أدوات عمله وعدته التي يستخدمها في المطارات لتسهيل عبور زبائنه إلى حيث
يقصدون.
السويد محافظة عراقية
ما أن تغادر عاصمتك بغداد ،نحو أخرى لا تشبهها في أي شيء ،بدءا من "الله بالخير " تلك المفردتان المليئتان بالروح العراقية وانتهاء بسائق سيارة أجرة يناديك بأعلى صوته ،لأن الأجرة التي اتفقت معه عليها لم تعد تكفيه بانتهاء المشوار،وهنا وسط كل العناء المتجذر في صباحات بائسة وليل لا تملكه ولا يملك القدرة على إسعادك ،تتقاذف عليك الأحلام ،ولايمكن أن تسمع أو ترى عراقيا إلا ويتحدث عن كيفية الوصول إلى السويد ،التي ستصبح بتعبير احدهم بحلول العام 2008 محافظة عراقية بأذن الله ،ببلوغ تسعيرة الوصول إليها ما يقرب من 150000دولار ،والمبلغ المذكور أن لم يدفع قبل الوصول ،فيعني أن المهرب "ثقة "و "ابن أوادم "كما تقول باسمة التي تطمح وعائلتها فعل ذلك في قادم الأيام،الموضوع برمته لا يحتاج حزم حقائب أو أمتعة وما شابه ،إنما الاستجابة لما يطلب منهم ارتدائه في الرحلة وبما يتفق مع الصورة الموضوعة في جواز السفر المزور المعطى إليهم .
مؤتمرات ووعود ولا جديد
لا نستطيع القول أن الانصياع لهكذا أشخاص يتاجرون بأرواح الناس أمر سليم ومنطقي ،ولا يتسنى لنا أن نقول لأهلنا امتنعوا عن التفكير بالبحث عن ملاذت أخرى بطرق ووسائل تشبه ما أشرنا إليه ،المسألة تتمثل بوصول البعض إلى حالة من انعدام الخيارات وفقدان اغلبها ،وليس أمر على العراقي في غربته من سماع أنباء مفجعة جديدة عن الأوضاع في العراق ،بينما المؤتمرات تعقد وتعلن وسائل الاعلام وبيافطات كبيرة ،إن الجميع مع اللاجئين العراقيين ويضعون قضيتهم في أولويات اهتماماتهم ، وفي لقائه قبل مدة مع مجموعة من اللاجئين العراقيين في دمشق اعترف المفوض السامي انطونيو جوتيريس "بأن الحديث عن أزمة العراق ظل حتى وقت قريب يقتصر في التغطية الإعلامية على الوضع العسكري والسياسي ،وليس على مشكلة النزوح ،ولكن المشكلة باتت اليوم كبيرة بشكل لايمكن تجاهله "، وفي مؤتمر ابريل الذي نظمته الأمم المتحدة من اجل العراقيين انتهى وهم في عواصم دول الجوار على حالهم بلا عمل يتذوقون مرارتين ،مرارة البعد ومرارة الوجود بلا شعور بالفاعلية والحيوية ،حتى ان ما أعلنته الولايات المتحدة الأميركية بأنها ستستقبل قبل نهاية عامنا هذا 7000لاجيء عراقي ،لم يتحقق منه الكثير حتى الآن وبقى الموضوع يطرح شفاها في وسائل الإعلام المرئية ،وتستعين به الصحف كخبر مكتوب لملء فراغ موجود على إحدى صفحاتها.
إياك يعنون فاسمعيهم يا حكومة!

إن الحكومة العراقية مسؤولة ومن دون أدنى شك عن العراقي الذي يعيش محنة البقاء قرب المفخخات والأحزمة الناسفة وواجبها حمايته ،كما إنها مسؤولة عن أطفال وعجزة خارج العراق لا يعلمون كيف سيكون مصيرهم ،والى متى سيبقون في هذا الضياع ،ومن هنا فان على الحكومة ومجلس النواب ان تشرف وبشكل سريع على إرسال ما يحتاجونه ويعينهم في أيامهم القاسية ، ولا بأس بمبالغ تخصصها لهم شهريا ، لحين تحسن الأوضاع بتوفير أجواء ملائمة لعودتهم ،ونحن نعلم أن معظم هؤلاء لم يخرج بلا سبب ،فبينهم من فقد أباه وأخر فقد ابنه أو أخاه بحوادث مختلفة ،وبإجراءات كتلك تبقى كرامة العراقيين مصانة وبعون حكومتهم لهم ومساعدتها لهم ،وللإشارة فقط فان 200 ألف طفل عراقي في سوريا لا يرتادون مدارس ،بسبب صعوبات استقبالهم جميعا ،فضلا عن ان أسرهم غير قادرة على إرسالهم لأسباب مادية ،وتجد بعض هؤلاء الأطفال مجبرين على العمل لإطعام أسرهم في بلد غريب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت