الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اختطاف وتعذيب الخيواني وتصاعد التوترات في الجنوب اليمني

وداد عقراوي

2007 / 9 / 25
حقوق الانسان


العثور على الصحفي اليمني عبد الكريم الخيواني مساء يوم الإثنين 27 أغسطس 2007 ، بدار سلم صنعاء، وهو في حالة خطيرة بعد تعرضه لاعتداءات جسدية وللتعذيب الشديد بما فيه الضرب المبرح وكسر اصبع في يده اليسرى من قبل خاطفيه وتعرض للتهديد بقتله واطفاله لو واصل الكتابة .
من ناحية اخرى تم اعتقال العديد من المواطنيين في مدينة عدن.

القضية:

كان الخيواني قد اختطف في وضح النهار وهو بصحبة زملاء له، في صنعاء، وسط شارع الزبيري بالقرب من مقر صحيفة "النداء"، من قبل 6 مسلحين يستقلون سيارة صالون "مونيكا".

في منطقة محالين، بني سحان، خولان، في شرق صنعاء تم اللجوء الى التعذيب وكُسرت نظارته وهو يرتديها مما تسبب في حدوث جروح وخدوش على أنفه، وتلقى الضربات على الصدر والوجه وبالأخص عند عينه اليسرى. ويُعتقد في الغالب حدوث كسر لاضلعه.

واشار الخيواني الى نية احد الخاطفين بقتله لولا تدخل خاطف اخر مذكّراً اياهم بان التعليمات الصادرة لم تنص على قتله. حينها سُئل عن اليد التي يكتب بها وبعدما اشار الخيواني الى يده اليسرى تم لوي اصبعه حتى كُسر تماماً، وبعد استمرار مسلسل التعذيب جاء التهديد بالقتل.
وتم رمي الخيواني في منطقة دار سلم على مشارف صنعاء وهو في حالة يرثى لها وعاجز عن الكلام.
ويأتي حادث الخطف هذا في نفس اليوم الذي عقد فيه الخيواني لقاءاً مع ممثلي الاتحاد الأوروبي، بناءاً على طلب من ممثلي الاتحاد في صنعاء.

وليست هذه المرة الاولى التي يختطف فيها الخيواني الذي تعرف على احد الخاطفين نتيجة تجاربه السابقة.
جاءت حادثة الاختطاف هذه بعد تهديدات ومضايقات تلقاها الخيواني منذ خروجه من السجن. حيث كانت الاجهزة الامنية قد أفرجت عنه في الشهر الماضي. وكانت منظمة الدفاع الدولية قد اوصت ونشرت حملة لارسال المناشدات لدعوة السلطات اليمنية الى اطلاق سراحه دون اي قيد او شرط وضمان عدم تعرضه للتعذيب او اي نوع من انواع المعاملة السيئة او العقوبة القاسية. وبادر اعضاء ومساندي منظمة الدفاع الدولية بارسال المناشدات الى فخامة الرئيس اليمني، والى معالي وزير الداخلية و معالي وزير حقوق الانسان، وتوجت الحملة بالافراج عن الخيواني في 21/7/2007 ، بالضمان الحضوري بعد ان بقي معتقلاً لمدة تزيد عن الشهر، بعد اختطافه من منزله ومن بين أبنائه واتهامه بجملة من التهم.

وفي الوقت نفسه تظاهر الالاف المدنيين في جنوب اليمن ضد استخدام القوة المفرطة من قبل قوات الامن اليمنية ضد المتظاهرين العزل في عدن والمحلة ومحافظات حضرموت.
وحسب المصادر فقد فقد العديد من المدنيين حياتهم في الاسابيع الماضية اثناء المظاهرات اثر استخدم قوات الامن لخراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع والذخيرة الحية والمضايقات المتتعددة. وكان نشطاء منظمة الدفاع الدولية المختصين بشؤون اليمن قد ارسلوا الينا بتقارير كاملة تشير الى عشرات الجرحى من المدنيين ووفقاً للتقارير فلم يُسمح لهم بتلقي العلاج الطبي. بالاضافة الى ذلك فهناك اكثر من الف معتقل في السجون دون توجيه التهم اليهم. احد المعتقلين بالاخص، السيد حسن باعوم، اجريت له مؤخراً عملية جراحية في القلب وهو بحاجة الى الرعاية الطبية والادوية وحياته في خطر.


موقف ومطالب منظمة الدفاع الدولية:

تشعر منظمة الدفاع الدولية بالقلق البالغ ازاء سلامة السجناء والمدنيين. وعبرت منظمة الدفاع الدولية عدة مرات عن قلقها الشديد ازاء التصاعد الأخير في العنف في جنوب اليمن، داعية الحكومة اليمنية الى ضمان سلامة المدنيين ومحذرة من تصاعد التوتر ومطالبة بالمزيد من احترام وحماية حقوق الانسان بشكل عام والحق في حرية التعبير وتكوين الجمعيات والتجمع بشكل خاص.

وتدين منظمة الدفاع الدولية الاعتداء المتعمد والسادي على الصحفي الخيواني، وتعرب عن صدمتها وتشعر بالقلق العميق ازاء سلامته هو وعائلته، وازاء الكم الهائل من القيود على حرية العمل الصحفي وحرية الرأي والتعبير وتعريض الصحفيين للاضطهاد والاختطاف والتعذيب والرمي على الطرقات، لردعهم عن التمسك بالصحافة المستقلة وبالتحقيق في القضايا الصعبة وتكريس انفسهم لكشف الحقائق الكامنة وراء القصص.

اي لجوء الى التعذيب او سوء المعاملة او العقاب يعتبر انتهاكاً للمعاهدات الدولية واهانة للقيم الانسانية وتهميشاً وطعناً للحوار والتعامل الحضاريين.

اي لجوء الى اختطاف او اعتقال المثقفين والكتاب والصحفيين في مجتمعات من المفروض ان تكون ديمقراطية يعتبر إهانة لحرية الاعلام والاقلام وعقبة في طريق التقدم واقصاءاً لمؤسسات المجتمع المدني والهيئات الاعلامية ولمجمل القيم الديمقراطية.

فحادث الاختطاف والتعذيب الفظيع والترويع الشنيع الذي تعرض له الصحفي الخيواني يشكل مؤشراً خطيراً على اخفاق الجهات القضائية في وضع حد لممارسة التعذيب وسوء المعاملة والعقاب بحق المواطنيين؛ وسطوة وقوة وجرأة اجهزة معينة تؤسس لاختراق القانون والدستور دون اعتبار أو اكتراث بالسلطة التشريعية والقضائية؛ واخفاق الأجهزة الأمنية ودوائر الشرطة في مهمة حماية المواطنين وامنهم والسهر على راحتهم.؛ ومعياراً لاستمرار دوران عجلة استهداف حقوق الانسان والمؤسسات الاعلامية ومدى تدهور حالة حقوق الإنسان بشكل عام. وهذا كله يشكل مؤشراً مقلقاً في جدول التوجهات المستقبلية في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

يجب محاكمة مرتكبي التعذيب وتقديمهم للعدالة. حيث تطالب منظمة الدفاع الدولية الحكومة اليمنية بفتح تحقيق للعثور على مرتكبي الاعتداء على الخيواني وعلى المعتقل حسن باعوم، المحتجز مع اولاده الثلاثة في سجون الامن وهو في حالة صحية متدهورة للغاية ولم يتم لحد الان السماح له بتلقي العلاج في احدى المشافي.

كما وتجدد منظمة الدفاع الدولية دعوتها للحكومة اليمنية الى وضع حد للعقوبات المفروضة على الصحفيين بالذات وضمان احترام حرية التفكير والحق في حرية التعبير المكرس في المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي صادقت عليه اليمن في التاسع من فبراير 1987.

بخصوص الخيواني: تطالب منظمة الدفاع الدولية السلطات اليمنية بـ:

* ضمان سلامة الخيواني وضمان عدم تعرضه للتعذيب او اي نوع من انواع المعاملة السيئة او العقوبة القاسية؛ وبالتالي
* ضمان عدم اختطافه مرة ثالثة ؛ و
* اعطائه فرصة الحصول على اعلى مستوى ممكن من العلاج الطبي؛ و
* العدول عن ممارسة الضغوطات والمضايقات بالاشارة الى اطفاله، اذ يتوجب عدم الخلط بين افراد الاسر فكل شخص مسؤول عن نفسه واختياراته.


بخصوص المعتقلين: تطالب منظمة الدفاع الدولية السلطات اليمنية بـ:

* ضمان عدم تعرض المعتقلين للتعذيب؛
* الافراج الفوري عن جميع المعتقلين، ومن ضمنهم العميد ناصر علي النوبة الذي اعتقل مجدداً في 3 سبتمبر 2007 وكذلك المعتقل حسن باعوم واولاده الثلاثة.
* اعطاء المعتقلين فرصة الحصول على اعلى مستوى ممكن من العلاج الطبي؛ و
* العدول عن ممارسة الضغوطات والمضايقات واعتقال الابناء مع الاباء والتهديدات القضائية ضد المتظاهرين في عدن والمدنيين في جنوب اليمن؛ و
* اجراء تحقيق عادل ونزيه ومستقل حول الادعاءات عن سوء معاملة المتظاهرين من اجل تحديد المسؤلين وتقديمهم للمحاكمة واصدار الاحكام بما يتناسب مع حجم الجرائم؛ و
* العدول عن اللجوء للاهانات وممارسة العقوبات والتعامل اللانساني مع المعتقلين؛ و
* عدم شل حركة السكان الطبيعية في مدينة عدن ومنع حركة المواطنين العادية بين مدينة عدن والمحافظات المجاورة لها؛ و
* ضمان احترام حقوق الانسان والحريات الاساسية وفقاً للاعلان العالمي لحقوق الانسان وغيرها من الصكوك الدولية المتعلقة بحقوق الانسان التي صادقت عليها اليمن.


www.defendinternational.org

http://arabic.defendinternational.org








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تواصل الاستعدادات لاقتحام رفح.. هل أصبحت خطة إجلاء ا


.. احتجوا على عقد مع إسرائيل.. اعتقالات تطال موظفين في غوغل




.. -فيتو- أميركي يترصد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة | #رادار


.. مؤتمر صحفي مشترك لوزيري خارجية الأردن ومالطا والمفوض العام ل




.. ليبيا - الأمم المتحدة: بعد استقالة باتيلي.. من خذل من؟