الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفيد الجزائري: أمام الصحافي المؤمن بالديمقراطية مهمات كبيرة

حسام السراي

2007 / 9 / 26
مقابلات و حوارات


حاوره: حسام السراي
بين النائب مفيد الجزائري رئيس لجنة الثقافة والاعلام والسياحة في مجلس النواب، ان لجنته لايمكن ان تهيئ التشريعات المتعلقة بالاعلام بصورة متعجلة، بل لابد من عمل متأن ومسؤول يضع في الاعتبار ضرورة الخروج بتشريعات مدروسة ورصينة، فاعدت مقترح قانون هيئة الاعلام العراقية ”شبكة الاعلام العراقي“ اضافة الى تشريعات اخرى تعنى بالعمل الاعلامي ككل اعداد وميثاق الشرف للصحفيين وقانون نقابتهم، وربط الجزائري موضوعة القضاء على ظاهرة الاعتداء على الصحفيين بايقاف النشاط العنفي والارهابي في البلد بصورة عامة، معتبراً أمر تشكل رأي عام يوحد اراء العراقيين ضرباً من المستحيل، وانما ينبغي العمل على جمع أوسع مايمكن من اوساط الرأي العام وابناء الشعب لدعم وتحقيق الاهداف الوطنية والاجتماعية التي تهم الغالبية العظمى منهم واشار الى أهمية دور الصحافي العراقي باستخدام ادواته المتميزة في مخاطبة الرأي العام والاسهام في توعيته وتحفيزه على المشاركة في تقرير مصيره وبما يخص تعزيز المؤسسات الديمقراطية وتقدم المجتمع واستكمال وصيانة استقلال البلاد وسيادته الوطنية.

مقترح القانون

* بعد ان كفل الدستور الجديد حرية الصحافة والطباعة والاعلان والاعلام والنشر، لاتزال هناك محاولات لغرض ارادات على وسائل الاعلام والصحافيين العراقيين، انتم في لجنة الثقافة والاعلام والسياحة كيف تنظرون لذلك؟

ـ يحدث ويمكن ان يحدث مادام هناك فراغ قانوني، حتى الآن لم نتمكن من تأمين التشريعات الضرورية لتنظيم العمل الاعلامي بشكل عام ولتحديد حقوق وواجبات ومسؤوليات كل من الاعلام والجهات الحكومية وغيرها في سياق العمل الاعلامي، وهذا النقص نعمل نحن في لجنة الثقافة والاعلام والسياحة على تجاوزه بتهيئة التشريعات المذكورة واحداً بعد الاخر والمطلوب هنا كثير ويتعلق بالاعلام بصورة عامة وبالاعلام التابع للدولة وبكل جوانب العملية الاعلامية ونشاط الصحفيين والاعلاميين.
ونظراً الى اهمية مثل هذه التشريعات فأن من غير الممكن تهيئتها و”طبخها“ بصورة متعجلة، بل لابد من عمل متآنٍ ومسؤول يضع في الاعتبار ضرورة الخروج بتشريعات مدروسة ورصينة، لاتكون هناك حاجة للعودة اليها بالتعديل بين كل حين وآخر.
لقد أعدت لجنتنا حتى الآن مقترح قانون هيئة الاعلام العراقية ”شبكة الاعلام العراقي“، وسيقدم هذا المقترح للقراءة الاولى في البرلمان قريباً. لكننا في اللجنة وفي رئاسة مجلس النواب، وحرصاً منا على إشراك الوسط الاعلامي والثقافي عموماً في مناقشة هذا المقترح قبل إقراره من قبل مجلس النواب، سنبعث هذا المقترح الى الصحف لغرض نشره وتحديد وقت كافٍ” إسبوعين مثلاً “ لتسلم آراء وملاحظات المعنيين وكل من لديهم ملاحظات بشأن المقترح للافادة منها في صياغته، وذلك قبل تقديمه للقراءة الثانية والاخيرة في مجلس النواب وللنقاش النهائي حوله ثم التصويت عليه

هيئة مستقلة للاعلام

* هل هناك تشريعات اخرى تنوون الاعداد لها تتعلق بالاعلام في العراق؟

ـ بالتأكيد هناك تشريعات اخرى أهمها تشريع عام شامل حول الاعلام بمجمله، فمقترح القانون الذي أشرنا إليه يتعلق بالاعلام التابع للدولة فقط، ونحن نعلم ان الميدان الاعلامي أوسع بكثير من النشاطات التلفزيونية والاذاعية والصحفية التابعة للدولة، ومن هنا فأن من الضروري إعداد قانون أو مقترح قانون يعنى بالعمل الاعلامي ككل، التابع منه للدولة او للقطاع الخاص او الاحزاب والمنظمات وغيرها.
هناك امور كثيرة ينبغي تحديدها بوضوح في هذا الميدان الواسع وبما يكفل مانص عليه الدستور من ضمان لحرية الصحافة وحرية التعبير وحق الصحافة والاعلام في الوصول الى مصادر المعلومات دون قيود وواجب اجهزة الدولة ومسؤوليتها في تقديم هذه المعلومات. وهناك بالطبع امور اخرى كثيرة ترتبط بالعمل الاعلامي يتوجب وضع اساس قانوني واضح وسليم لها. وكل ذلك وغيره يعالجه القانون المقترح الثاني والذي قد يحسن ان تنشئ بموجبه هيئة عامة مستقلة للاعلام تكون هي الاخرى تابعة لمجلس النواب. اضافة الى ذلك توجد حاجة الى الدعم والاسهام الملموسين من جانب اللجنة لاعداد واقرار ميثاق الشرف للصحفيين (او ما يسمى مدونة المبادئ المهنية والاخلاقية للعمل الصحفي) والتي تتضمن مايلزم الصحفيون أنفسهم به طواعية وهم يمارسون عملهم الاعلامي. وبعد هذا نناقش قانون نقابة الصحفيين العراقيين. وفي هذا الشأن هناك اراء مختلفة، فثمة من يرى ضرورة اعداد قانون جديد للنقابة واخرون يشيرون إلى عدم الحاجة الى مثل هذا القانون واطلاق حق الصحفيين في تأسيس مايشاؤون من منظمات مهنية حسب احتياجاتهم ورغباتهم. وهذا كله يحتاج الى مواد ونقاش بين الصحفيين أنفسهم. ولعل مسودة القانون المقترح للنقابة الذي أعدته النقابة نفسها ودعت الى ندوة نقاشية حوله خلال الشهر الحالي، اظنها تكون فاتحة للحوار المطلوب في هذا الشأن.

سلامة الصحفيين

* رغم الدعوات التي تطالب بوقف الاعتداءات على الصحفيين، لم توجد حتى الان السبل الكفيلة لحمايتهم؟

- هذا الموضوع تحدثنا عنه مرات ومرات وتحدث غيرنا عنه كثيراً وقيل وقلنا إنه يرتبط بالوضع العام في البلد وان القضاء على ظاهرة الاعتداء على الصحفيين مرهونة بشكل اساس بالقضاء على النشاط العنفي والارهابي في البلد بصورة عامة، فليس في قدرة أحد أن يؤمن للصحفي الذي يتحرك بين الناس ووسط الاحداث، السلامة المضمونة في وقت يمتلك فيه من يعتمدون العنف والارهاب فرصاً بعد لممارسة نشاطاتهم العنفية والارهابية. نعم بالتأكيد يمكن ان تتخذ السلطات الامنية اجراءات معينة وبالقدر المتاح والممكن لملاحقة ومعاقبة من يستهدف الصحفيين بالذات، خاصة مع التحسن النسبي والتدريجي في الاوضاع الامنية وذلك ماينبغي السعي لتحقيقه.

تضارب وتباين

* كيف لنا ان نضمن تشكل رأي عام يوحد اراء العراقيين تجاه قضايا مصيرية بوجود وسائل اعلام تعمل بتوجهات مختلفة؟

ـ هذا غير ممكن مادامت هناك في المجتمع مصالح ومواقف وتوجهات متضاربة، فبالتالي لابد أن تكون هناك ايضاً اتجاهات متباينة وحتى متضاربة في اوساط الرأي العام.
وسائل الاعلام نفسها تعكس هذا التنوع والتباين في مواقف القوى الاجتماعية والسياسية،لذلك لايمكن ان تسهم في تكوين رأي عام موحد في توجهه السياسي. ونحن عموماً في بلد نعمل لاعادة بنائه على اسس ديمقراطية لانعمل ولا نضع في حسابنا ان نكون رأياً عاماً موحداً بكامله لان ذلك ضرب من المستحيل. ماينبغي ويمكن ان نعمل من اجله هو العمل على جمع اوسع مايمكن من اوساط الرأي العام وابناء الشعب لدعم وتحقيق الاهداف الوطنية والاجتماعية التي تهم الغالبية الكبرى منهم وهنا يمكن للكثير من وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ان تنهض بدورها وتسهم بنصيبها.

الصحافي الوطني الديمقراطي

* مالذي يمكن تقديمه من قبل الصحافي العراقي لتدعيم وإرساء مفاهيم الديمقراطية في بلدنا؟

ـ اذا تحدثنا في هذا الاطار عن الصحافي لابد ان نعني الصحافي الوطني والصحفي الديمقراطي بمعنى المخلص لوطنه ولشعبه وفي نفس الوقت المؤمن بالديمقراطية وبضرورة اعادة بناء الدولة والمجتمع ديمقراطياً وحل المشكلات والقضايا المختلفة بالوسائل الديمقراطية وتعلم وممارسة العيش ديمقراطياً، الصحافيون الوطنيون والديمقراطيون بهذا المعنى أمامهم مهمات كبيرة يتوجب إنجازها باستخدام ادواتهم الصحفية المتميزة ومواهبهم واتقانهم لصنعتهم وإعتمادهم الاساليب الحديثة والصيغ المعاصرة في مخاطبة الرأي العام والاسهام في توعيته وتحفيزه على المشاركة في تقرير مصيره وتأسيس التقدم المضطرد لبلده على طريق تعزيز المؤسسات الديمقراطية والتقدم الشامل للمجتمع واستكمال وصيانة استقلال البلاد وسيادتها الوطنية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيقاد شعلة دورة الألعاب الأولمبية بباريس 2024 في أولمبيا الق


.. الدوري الإنكليزي: بـ-سوبر هاتريك-.. كول بالمر يقود تشيلسي لس




.. الصين: ما الحل لمواجهة شيخوخة المجتمع؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. إسرائيل تدرس -الأهداف المحتملة- للرد على الهجمات الإيرانية




.. سلاح الجو الأردني ينفذ تحليقًا استطلاعياً في أجواء المملكة م