الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبو خالد (حيدر عبد الشافي) لم يعد حيّاً معنا ولكنه سيظل حيّاً فينا

محمد بركة

2007 / 9 / 29
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


ودّعنا مع شعبنا بقلوب يعتصرها الألم ويملأها الاعتزاز والإصرار، القائد الوطني الكبير، حيدر عبد الشافي (أبو خالد)، الذي كان وسيظل عنوانا للمواقف الشريفة والمستقيمة الملتزمة.
إن كوادر الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، وقيادتها، ترفع خالص تعازيها الى ام خالد والابناء والاحفاد والى عائلة الراحل الكبير وإلى شعبنا الفلسطيني وقيادته.
لقد كان فقيدنا الكبير على علاقة وثيقة وتاريخية بالجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، وكان ضيف الشرف الأول في أهم مؤتمراتها والتقت مواقفنا في الغالبية الساحقة من المفترقات المفصلية التي تخص قضية شعبنا العربي الفلسطيني العادلة، وكفاحه البطولي من أجل الحرية والاستقلال.
لقد شعرنا بالفخر والزهو والطمأنينة عندما وقف أبو خالد على رأس الوفد الفلسطيني لمؤتمر مدريد لأننا كنا واثقين من أن الرسالة العادلة والقضية الوطنية في أيد أمينة.
إن أبا خالد من رواد الحركة الوطنية الفلسطينية ومن مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية، ومن صنّاع المشروع الوطني الفلسطيني، ومن المتحيزين للوحدة الوطنية، على أساس المشروع الوطني الفلسطيني، كقيمة أساسية عليا لشعب يناضل من أجل الاستقلال والعودة.
لقد كان أبو خالد كالمنارة الشامخة على شاطئ بحرنا العاصف والهائج وكان البوصلة التي تشير إلى جهة الشمال حتى في أعتى المحن والعواصف، وكل ذلك بلغة الواثق الهادئ الذي لا يتزعزع ايمانه بقضيته وبعدالتها وانتصارها.
لم يكن أفضل من أبي خالد والهلال الأحمر بقيادته ليكون عنواننا الأمين في حملات الإغاثة التي قمنا بها نحن، هذا الجزء الحي من الشعب الفلسطيني في الجليل والمثلث والنقب والساحل، في أيام الانتفاضة الشعبية الباسلة، التي اندلعت بزخمها الشعبي الملحمي في كانون الأول (ديسمبر) من العام 1987.
في هذا الوقت بالذات الذي نواجه فيه المشروع الأمريكي الإسرائيلي الذي يسعى لتجيير القضية الفلسطينية لاعتبارات امبريالية إقليمية، والذي نواجه فيه ممارسات الاحتلال، من استمرار الحصار وبناء الجدار والاجتياحات والاغتيالات والمداهمات والتجويع، ونواجه التجزئة المصطنعة للوطن والشعب وللقرار السياسي، والتنكر للمشروع الوطني الفلسطيني والدم الفلسطيني، في هذا الوقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى الصوت الهادئ والواثق والصارم والمبدئي، صوت حيدر بعد الشافي... شيخ المناضلين وضمير الشعب الفلسطيني.
إن رحيل أبي خالد هو خسارة فادحة لعائلته ولغزة البطلة، ولنا نحن أبناء الشعب الفلسطيني، ولنا في الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة ولي شخصيا.
من ناحيتي سأظل أعتز حتى يومي الأخير بالعلاقة الوطيدة التي ربطتني بأبي خالد وستبقى في ذهني وفي مخيلتي ذكرى أيام إمتزجت بالفرح والأمل، وأخرى امتزجت بالدمع والألم ويظل النموذج الوطني والإنساني الذي تجسد في أبي خالد نبراسا أمامي في كل الأوقات.
وسيظل ماثلا أمام ناظري ذلك اللقاء الذي حظيت به في نهايات العام 1990 في الناصرة، التي أحبها أبو خالد حبا جما، والذي جمع عددا من الأخوة المناضلين، وكان على رأس اللقاء الحميمي، معلماي الراحلان توفيق زياد وحيدر عبد الشافي.
سنظل نحفظ لك يا ابا خالد كل المحبة والتقدير وخارطة الوطن ووحدة الشعب وعدالة القضية ولتبق ذكراك خالدة والى جنات الخلد.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري


.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا




.. Zionism - To Your Left: Palestine | الأيديولوجية الصهيونية.


.. القاهرة تتجاوز 30 درجة.. الا?رصاد الجوية تكشف حالة الطقس الي




.. صباح العربية | الثلاثاء 16 أبريل 2024