الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق حقبة مرة وتقييم مستقبلي امر..

عبد الاخوة التميمي

2007 / 10 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


حين نستقرئ التاريخ السياسي للعراق ونجلس امام شاشة الصراع السياسي الاجتماعي الاقتصادي بابعاده الداخلية والخارجية ليس من منظور ... اربعة قرون من تاريخ العراق... لمؤلفه لوننكرييك.. وطبيعةالحقبة العثمانية المتخلفة وما صاحبها من صراع طا ئفي وعرقي واقتصادي متخلف ولكن بما لهذه الصراعات من اطار سياسي تقوده امبراطورية دينية كانت بحق من اسوا الامبراطوريات المهيمنة على وجه التاريخ اذا ما حددنا ذلك بحقبة حكم الامبراطوريات بعد النهضة الصناعية.. ومن سوء حظ العراق ان موقعه الجغرافي المجاور لامبراطوريتين الساسانية التي امتدت حدودها الى الامبراطورية البيزنطية وبعدها العثمانية التي عبرت الى تخوم افريقيا ولم تكن الفوارق الوثنية او الزردشتية هنا والاسلامية هناك عوامل محددة لحضرية هذا وهمجية ذاك بل كان وحسبما يحدثنا التاريخ ان الهيمنة في الغطرسة القومية والصراع الاقتصادي كان لهما العنصر الاهم والحاسم في التوسع الشره الذي دفعت ثمنه شعوبنا وعبر اكثر من الف عام من حقب وسنين ومراحل تتداخل وتنفصل تتقارب وتتباعد ولكنهاتتصاهر وتنجب اجيال من الكوارث والماسي يحق ان نقول عنها من انهابقيت وعلى امتداد المئات من السنين المادة الخصبة التي خلقت من المبدعين في حقول الادب والفن ممن وصفوها لنا بكونها جهنم الدنيا ولا داعي لان نتمثل جهنم الاخرة الذي يمكن ان تشمل رحمة الرب اولئك الذين كان لغضب الطامعين باسترقاقهم قد فاق غضب الملائكة والشياطين على حد سواء.. من هنا اود الدخول في تشخيص بعض ما يدور من صراع سياسي اقتصادي في العراق .نعم .كان العراق وقبل التغيير وبلاادنى تحييز يخضع لنظام قمعي استرقاقي متخلف وكان يتباهى بتخلفه ويشتاط غضبا من اية ومضة علم لمن يسدي له النصيحة بتقويم الانحراف .ولكنه قد انكسر وسقط النظام بلحظات انهيار عجيبة لم يتكبد المسقطون له اكثر من مئة قتيل وانهار بشكل عجيب ولم يقتل عضو فرقة من حزب كان بالامس القريب من اكثر الاحزاب غطرسة وتمشدقا بافكاره القومية والدينية ولم تعد الحملات الايمانية التي صرفت من اجلها مليارات الدولارت وعقدت بسببها عشرات المؤتمرات وذهبت ادراج الرياح كل سني الصراخ وطبول الفكر الجوفاء الخالية من صدق القناعة بالناس وخدمة المبادئ.. ولكن ماهو اخطر واكثر صعوبة فعلا هو تقييم حقبة مابعد التغيير وعلى الشكل التالي... بلا شك ان من كان يدعو للتغير احزابا وجماعات كانت لهم وجهات نظر متباينة ورؤى مختلفة رغم ان الكل كان مصيبا في عدائه لا لشئ الا لان الظلم كان موزعا على الشعب دون تمييز او تفريق ولكن نسب التدمير كانت متفاوتة جغرافيا ضمن حدود الوطن الواحد.. اما الان وبعد ان دخلت جميع الاحزاب العلمانية منها والدينية القومية والوطنية الكردية والتركمانية المسيحية الازيدية. في حلبة التغييرباسم الديمقراطية وهي الامل المرتجى فعلا. وبعد ان قضي على الديكتاتورية ماذا حل بالعراق..؟ الهجرة مضاعفة .. التخلف مضاعف لا بل اكثر باضعاف.. الفساد يكفي ان نقول عنه ان العراق ثاني افسد بلد في العالم. بعد هاييتي وحسب تقرير منظمة الشفافية العالمية. الخدمات تكاد تصل الى الصفر .. القتل بلا ضوابط مع مجهولية مصادره. الفقر المخيف وبرميل النفط وصل سعره الى ثمانين دولار للبرميل الواحد بعد ان كان عشرة دولارات قبل فترة البترو دولار. التشرذم تحول الى سمة من سماة العمل السياسي والاخطر من ذلك ان هذه الظاهرة انتقلت اجتماعيا الى المحيط الديني وافرزت ظواهر اكثر من مخيفة وتسببت في صراعات ستكون اكثر من عصية على من يبغي التغيير... الكل دخل في حلبةالصراع مع الكل والمتفرج من اجج كل الصراع وهو بارومتر التوازن ولم يعد ذلك الحياء الذي كان بالامس القريب نطلق عليه اسم التجسس والجاسوسية وتساوت تحت خيمة الاحتلال الوطنية بالقومية بالدينية بالجاسوسية ومحظوظ ذلك الوطني او القومي او الديني من يجد موطئ قدم تحت هذه الخيمة ... والعراق مدمر ومقسم فعلا قبل ان تصدر مراسيم التقسيم التي مهد لها المقسم وقبل ان نتلقى اوامر التقسيم بغض النظر عن صحها في ادبيات هذا الحزب او خطاها في تصريح تلك الشخصية... السؤال ستنتهي هذه الحقبة ويسير الزمن وتمر الايام وياتي التقييم.. والكل سيموت وتبقى الوثائق تتكلم.. من سيدافع عن من ..؟ ومن يستثتي من محكمة التاريخ ..؟ وحكم الحقب قاسي في تقييم من سبقها من الحقب كونه يخضع لمعايير تختلف عن معاييرنا وللمستقبل بيئة تختلف جذريا في تعجيلها عن بيئتناو له قوانين ليست بتلك السهولة التي يجتمع فيها التخلف والتقدم تحت خيمة من يبيد الشعوب وينهب خيراتها ويمزق الاوطان بعد تهجيرمواطنيها وللتاريخ لسان...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الولايات المتحدة: ما الذي يجري في الجامعات الأمريكية؟ • فران




.. بلينكن في الصين: قائمة التوترات من تايوان إلى -تيك توك-


.. انسحاب إيراني من سوريا.. لعبة خيانة أم تمويه؟ | #التاسعة




.. هل تنجح أميركا بلجم التقارب الصيني الروسي؟ | #التاسعة