الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قسمة الاسد للذئب والثعلب..... واسود الرافدين

جميل محسن

2007 / 10 / 6
كتابات ساخرة


ذكر قديما ولله اعلم , أن أسدا وذئب وثعلب خرجوا للغابة حيث الصيد والقنص , وبعد جهد وتعب , عادوا بغلة دسمة , طرحوها أمامهم والتفوا حولها , كان في الوليمة حمار الوحش وغزال وأرنب , التفت الأسد ملك الغاب إلى الذئب المتلهف , وبادره بالتساؤل هل من قسمة يا أبا سرحان ؟ فرد الذئب الإجابة واضحة يامولانا الملك , حمار الوحش الكبير لك والغزال لي والأرنب من نصيب الثعلب . ولله الحمد على نعمائه . فما كان من الأسد إلا ان يهوى بقبضة قوية على رأس الذئب جعلته يتوسد الثرى مهشم الرأس مدمى , ثم التفت الليث الهصور نحو الثعلب معيدا التساؤل منتظرا الإجابة .
- لاحاجة للإطالة ياملك الغاب القسمة واضحة حمار الوحش لغدائك والغزال لعشائك والأرنب ( تمتوعة ) مابين الوجبتين وبالهناء والصحة والعافية , ولي السمع والطاعة .
- بارك الله فيك أبا الحصين , من أين لك كل هذه الحكمة ؟ لاطفه الأسد مبتسما .
- من رأس الذئب يامولاي , أجابه الثعلب .
حكمتنا نحن أبناء مابين النهرين من قصة كهذه , تنفع لتفسير قوانيننا الخاصة بتوزيع الثروة الوطنية , سابقا ولاحقا , بواسطة أسودنا الضياغم في وادي الرافدين , وما ينتظرنا من نصيب على أيديهم الحانية الرقيقة المعطاء , ونحن ننتظر مجلس النواب وقراراته (لنتقاسم) وإياهم الموارد بالعدل والقسطاط , لينالوا رضا الله , ويكسبوا نعم الآخرة قبل متع الدنيا الفانية , التي نقتتل نحن العامة على مفاتنها .
أسودنا الحكام أكثر حرصا وشفافية في التوزيع العادل من ليث الغاب , ثم يشاوروننا أن نقوم اعوجاجهم إن وجد , ولم تكشفه هيئة النزاهة , ليعيد التاريخ كتابة نفسه بشكله الهزلي , ونستكشف برعاية صندوق النقد الدولي , بأننا قوم كنا نعتاش في بطر وخمول , على ماهو للدولة من واردات , ويجب ان تصحح المعادلة , وتأخذ الدولة والقائمين بأمورها مالهم عندنا إن تبقى منه دانق , وتأخذ الأسعار مسارها الطبيعي الصحيح , وتتوزع الثروات والمسؤوليات بالشرع والقانون لا بالسهولة واليسر (والجود من الموجود ) .
إلى هنا وتوقف الرأس والدماغ عن التفكير , وإنا انظر واتامل برميل النفط الفارغ , شبيه صنوه الجيب ! والحسبة تقول ان الشتاء قادم و(الصوبة ) وبقية أدوات التدفئة إن وجدت بحاجة إلى هذا السائل الأبيض المستورد بأسعار السوق العالمية , ومعنى ذلك إني وأمثالي من العامة وبحجة المواطنة والتكافل الاجتماعي كنا نسرق الوطن والحكومة والدولة ورجالاتها ونبعثر الثروة الوطنية , ونحن نملأ براميلنا سابقا (جوه السوك) بكثير , ونستهلك قناني الغاز تباعا دون حساب ناهيك عن البنزين والدهون , إلى ان حل يوم الحساب واقتصاد الصدمة الحر وهو كما يبدو شكل قوانين توزيع الثروات الجديد , والشتاء قادم , ومازال برميل النفط فارغ؟؟؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا


.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما




.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في