الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سينتصر على من في العالم الاندماج ام الذوبان..؟

عبد الاخوة التميمي

2007 / 10 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


بدعوة من مؤسسة الاندماج في احدى الدول الاوربية القيت محاضرة عن الاندماج بانواعه المختلفة وتاثيراته على ثقافة المرحلة كبديل عن ثقافة عصور وقرون الاحتلال والاستعمار والهيمنة والاستغلال المرتكز على الاذلال وما اعقب ذلك من ثورات وحركات مناهضة بدوافع التحرر القومي بعد ان اقحمت الشعوب عنوة بتبنى ثقافة الاخر الزاميا والغاء لغات الشعوب حيناو تهجين مجتمعاتها احيانا اخرى كما حصل لشعوب قارة افريقيا واسيا العربية منها وغير العربية والاسلامية وعودة على بدء يصح القول ان الاندماج..integration..بانواعه المحددة بالاندماج السياسي. political integration .والاندماج الاجتماعي. social integration. والاندماج الثقافي. culture integrationوهذه الانواع تختلف في توجهاتها وابعادها عن مفهومي العزلة . segregation.او الذوبان .assimilation. من كل ذلك اقتضى منا ان نقارن بين مفهوم الاندماج كفلسفة لحوار الحضارات و مدخل للرد على افكار الصراع اوبينها ومن سيتمكن على الغلبة من من؟... لنكون واضحين واكثر صراحة في تشخيص واقعنا اذ ما علمنا ان تشخيص الواقع لا يعني الاستسلام له.. بعد التشرذم الكبير في عالم الجنوب العربي والاسلامي والتناحر بين مكوناته على صعيد الفرق والنحل التي تنتمي الى ايديولوجية واحدة وتدين لرسالة سماوية واحدة كان لصراعاتها مع بعضها ثمن فاق اثمان مادفعته شعوبها جراء الاحتلال والاستعمار عبر قرون طويلة من التطاحن والاستحواذ والقهر ولحد اليوم ولم تعطي لشعوبها الحد الادنى من التفكير باعادة بناء مجدها على وفق معطيات العصرنة التي وفرتها مراحلهم كل حسب امكانياته التي تفرزها وسائل انتاجه الريعية منها او الصناعية منذ مئات السنين ولحد الان ... وعلى وفق ذلك لم تفكر شعوبنا بتسويغ فكرة الاندماج واستسهلت حكوماتها الذوبان من خلال ارتمائها باحضان من وفر لها السلطة والمال ... خصيصا بعد الاحتلال العثماني الغبي الذي قضى على ماتبقى من وشلة الاعتزاز بثوابت ما كانت شعوبنا قد حصلت عليه رغم ماحل ببلداننا من خراب يكفي ان نذكر بيتا واحدا للقاضي يصف به بغداد باحسن ماتحدثت عنه كتب التاريخ حين قال... بغداد دار لاهل المال واسعة .... وللصعاليك دار الضنك والضيق... ظللت امشي مضاعا في ازقتها... كانني مصحف في بيت صنديق... ماذا نتوقع من شعوب شتتوا في نفوسها الضياع قبل ضياع اوطانها مما امكن الاخرين وبابسط مقومات القوة الاستحواذ علينا كوننا مهيئين لقبول من يريد الفتك بنا ولاكثر من قرون من السنين ... من هنا ومن منطلق العقل والعقلانية وبعد ان تحول العالم الى قرية صغيرة بواسطة الاتصالات الالكترونية واختراق رؤوس الاموال لكل الحدود وانتشار الاطباق الفضائية الواسع وللتداخل الحاد والغير مرئي والتشابك الذي لايمزه الا من يمتلك اسباب صناعة المعرفة ولم يواجه المعرفة الصناعية باسباب التخلف من كل ذلك اقول ثانية ان الاندماج الذي فتحت اكاديمياته دول الغرب المتحضر واصبح واقع حال كثقافة عصرية حضارية على العالم كل العالم .. اصبح لزاما ومطلوب حضاريا لاثبات وجود من عالم الجنوب ان يتخذ من اعادة تقييم فلسفته منطلقا منهجيا لثقافة التاخي المفضية الى التعايش المشترك المبني على بناء اسس دولة القانون معايير خاصة في التسامح ترفض الارهاب بجميع مسمياته وتعزز مبادئ تطبيق القانون والسلم واحترام الانسان بغض النظر عن لونه اوجنسه او دينه او معتقده السياسي او الفكري او انتمائه الفلسفي وهذا يتطلب اول مايتطلبه منا الوقوف بقوة ضد العنف الذي تؤسس له مدارس الاسلام السياسي والتي لاتميز بين الاندماج والذوبان والعزلة بقصد او بغير قصد والتي يحق ان نشخص ابرز منطلقاتها كونها تصب في معادات الاسلام وعزل المسلمين عن العالم الذي تحول الاندماج فيه بعد ثورة الاتصالات الى حقيقة غير قابلة للاجتهاد والذي ممكن ان تستغله العناصر والقوى العنصرية في الغرب وهذا ما حصل فعلا في توسيع هوة التلاقي الذي يمكن ان يخدم توجهات شعوبنا لو عملت به بعض القوى الاسلمية المسيسة والمؤججة للعنف والاكثر مؤذية للاسلام والمسلمين والقوى الاجتماعية من غير المسلمين ممن تعايشوا معنا لالاف السنين وقبل وجود الاسلام ومن غرائب الامور ان دعاة العنف هم اكثر المستفيدين من معطيات العولمة وهم ادرى بحتمية انتصار ثقافة الغرب كونهم .اي الغرب . اقدر على صناعة المعرفة وتعدد مصادرها حيث لم تعد الجامعات وحدها المصدر الذي يغذي الاجيال علميا وثقافيا وممعلوماتيا وهنا تتحدد فلسفة من سينتصر على من..؟ واذا ما عرفنا ذلك وكي لايعترض من يتصور انني من المنبهرين بالغرب ولو ان الغرب جدير جديرا بعلميته التي فوفقته على غيره ولكن اكرر القول وما علينا الا التفاعل مع من يمتلك اسباب تطور المعرفة كي نحمي شعوبنا من الذوبان او العزلة وكلاهما ينتهيان بموتنا ليس من مهرب مقبلون على اخطر حرب تسمى حرب المياه الابتثقيف اجيالنا باهمية الاندماج كونه الحلقة القوية في سلسلة حوار الحضارات وجدار فلسفة صراعها ... وكفانا تفاخر بقدر ما ما مطلوب منا التفاعل...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار