الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رفح المنكوبة أسطورة الصمود في وجه السياسة الدموية الشارونية

زياد جرغون

2003 / 10 / 29
القضية الفلسطينية


رفح محافظة فلسطينية حدودية محاذية لجمهورية مصر العربية ، يبلغ عدد سكانها حوالي 130 الف نسمة ونسبة اللاجئين فيها تزيد عن83% وهي الاشد فقراً بين المحافظات الفلسطينية . وفي قلبها وعلى اطرافها عدد من المستوطنات التي اقيمت على افضل الاراضي ومصادر المياة . وكلها عوامل جعلت رفح ومنذ بداية الانتفاضة هدفاً دائماً للعدوان الاسرائيلي وعرضة لخسائر بشرية واقتصادية فاقت ما لحقت بالمحافظات الأخرى من خسائر. ولتهجير اكبر ما يمكن من سكانها وبما يخدم المخططات الإسرائيلية .

 

نتائج الكارثة الإنسانية لاجتياح رفح في10/10/2003:

منذ بداية انتفاضة الأقصى والاستقلال ومحافظة رفح تتعرض لعدوان وحشي متواصل بالقتل والتدمير والتجريف للأراضي الزراعية ، والبني التحتية والمؤسسات الاجتماعية والاقتصادية . ونجم عن هذا العدوان البربري المستمر خسائر فادحة وعلى كافة الصعد وفي جميع المجالات .

وقد تصاعدت شراسة الهجمة العدوانية على رفح منذ بداية شهر تشرين اول 2003 وبلغت ذروتها بالاجتياح الذي بدا في 10/10/2003، وهو اكبر عملية اجتياح تتعرض له رفح منذ بداية الانتفاضة . حيث اقتحمت بعشرات الدبابات والآليات والجرافات العسكرية وبمساندة جوية ، وتحت غطاء من القصف العشوائي ، واحتلت العديد من البنايات والمنازل العالية وحولتها الى ثكنات عسكرية واجتاحت منطقتي الشعوب والبراهمة ومخيم يبنا ، ثم توغلت في جميع الأحياء الملاصقة للشريط الحدودي في حي السلام وحي البرازيل . كما عمدت قوات الاحتلال منذ يوم السبت 4/10/2003 الى فصل محافظة رفح عن بقية محافظات غزة . وهو تقليد إسرائيلي تواصل وبشكل متقطع على امتداد سنوات الانتفاضة .

واحدث العدوان البري والجوي بالقصف واطلاق النار مجزرة بشرية ودماراً مروعاً . فمنذ 1/10/2003 وحتى 21/10/2003 سقط 17 شهيداً واصيب 122 مواطناً بجراح من بينهم 35 اصابة خطيرة وجلهم من المدنيين . وحسب احصائيات وكالة الغوث عن نفس الفترة فقد تم تدمير تام لـ158 منزلاً تقطنها 283 عائلة وعدد افرادها 1531 نسمة وتدمير جزئي لـ32 منزلاً تسكنها 48 عائلة وعدد افرادها 255 نسمة والحقت اضراراً بـ 293 منزلا يسكنها 384 عائلة عدد افرادها 2022 نسمة . كما دمرت البنية التحتية من طرق وشبكات مياه وكهرباء . وتم تجريف 359 دونماً مزروعه بالخضار والاشجار المثمرة.

ولقد فاقم الاجتياح الاخير الكارثة الانسانية في رفح الصمود ووصل بها الى مستوى النكبة .

لقد ادعت قوات الاحتلال الاسرائيلي ان سبب الاجتياح الاخير هو اغلاق الانفاق السرية لمنع عمليات تهريب الاسلحة ، واطلقت على عمليتها اسم " علاج جذري " .

ولكن هذه العملية لم تكن الا استكمالا للمخطط العدواني الاسرائيلي على محافظة رفح والهادف الى اقامة جدار عنصري حدودي اخر يفصل محافظة رفح عن جمهورية مصر العربية مع مداه الامني والاستمرار في توسيع المستوطنات الواقعة في قلب وعلى اطراف رفح ومحيطها الامني وتوسيع نطاق المواقع العسكرية الاسرائيلية ومجالات امنها في المحافظة . ورغم استخدام قوات الاحتلال الاسرائيلي لقوة عسكرية ضخمة حوالي 80 دبابة والية عسكرية وطائرات الاباتشي وجرائم الحرب التي ارتكبتها ، فقد تصدى لها شعبنا وفصائله المقاومة ومنها كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية بكل شجاعة وعلى امتداد ايام الاجتياح ، ليسجلوا لرفح الباسلة اسطورة الصمود صفحة مجد خالدة في تاريخ شعبنا وانتفاضته المجيدة . ولتفشل اهداف عملية العلاج الجذري . فرغم التضحيات الهائلة يبقى خيار رفح خيار شعبنا هو استمرار المقاومة والانتفاضة حتى تحقيق العلاج الجذري بتفكيك بنية الاحتلال والاستيطان وازالتها عن ارضنا وانجاز حقوق شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة .

 

الخسائر البشرية والاقتصادية والمادية في محافظة رفح:

تبين الجداول التالية حجم الخسائر البشرية والاقتصادية والمالية منذ 28/9/2000 حتى 21/10/2003:

1 ـ حجم الخسائر البشرية :

 

عدد الشهداء

الجرحى

الاجمالي

عدد الاطفال الشهداء

نسبة الاطفال الشهداء

الاجمالي

نسبة الاطفال الجرحى

عدد المعاقين

274 شهيداً

77  طفلا اعمارهم اقل من 18 عاماً

20%

3100  جريح

55%

110

 

2 -حجم المنازل المدمرة :

 

عدد المنازل المتضررة

المنازل المدمرة كليا

تدمير جزئي

3879 منزلا

1000 منزل

459  منزل

عدد المواطنيين المشردين نتيجة تدمير البيوت وتخريبها : اكثر من عشرة الاف مواطن .

 

3 -حجم التجريف والقطاعات الزراعية والمنشات المدمرة

الاجمالي عدد 130.000

تجريف وتدمير

عدد الاشجار المجرفة المثمرة وغيرها

خطوط المياة المدمرة

المخازن المدمرة

شبكة مياة مدمرة

3437  دونم

43926

16252 م

61

16252 م

 

تدمير

18  مزرعة دواجن

14  حظيرة ماشية

508  شبكة ري

94  بركة مياة

8  ابار مياة

84  سيارة

 

قتل

214 راس غنم

42  بقرة

 320 خلية نحل

الاف الطيور ومزارع الدواجن

 

ان قوات الاحتلال تستهدف من وراء التدمير المنهجي واليومي لقطاع الزراعة إلى قطع مصادر الرزق والدخل لقطاع واسع من السكان الذي يعتمد على معيشته من الزراعة لإجبارها على الرحيل.

 

4 -البطالة ومعدلات الفقر :

العاملون قبل الانتفاضة وراء الخط الأخضر

عدد تصاريح العمال

البطالة الناجمة عن منع العمال العاملين وراء الخط الأخضر

البطالة المحلية

5000 عامل بتصريح

1400 وراء الخط الاخضر

6013عامل

حوالي 16500 عامل

2000 عامل بدون تصريح

100 المنطقة

 

 

7000  الاجمالي

1500 الاجمالي

 

 

 

5  ـ معدل نسبة الفقر في محافظة رفح 82% .

6 ـ الجدار الفاصل :

الارتفاع

طول الجدار

المدى الامني للجدار

13 م (منها 4م تحت الارض)

10 كلم

200 – 300 م

 

الاهداف الرئيسية لمخططات التدمير المنهجي لمحافظة رفح :

1 -ان الهدف الرئيسي لعملية العلاج الجذري هو تدمير كل البيوت وازالة كل المنشات الملاصقة للشريط الحدودي مع مصر لاستكمال بناء جدار الفصل العنصري الاخر تحت عنوان الامن . وتامين عمق امني للجدار عرضه ما بين 200 الى 300 متر على طول الجدار بحيث يخلو من أي منازل اوبشر وبناء شارع ملاصق للجدار يصل راس النقب بالبحر. بما يعني مصادرة مساحة جديدة من الارض يحرم على المواطن الفلسطيني دخولها . ويترافق مع هذا الهدف المحاولات الاسرائيلية في مواقع متعددة من المحافظة لتوسيع المستوطنات والمواقع العسكرية . وانشاء المزيد منها . ان هذا الهدف لا ينفصل عن المخطط التوسعي الاستيطاني الشاروني في الضفة والقدس وقطاع غزة ومنها سور الفصل العنصري في الضفة في محاولة لفرض الامر الواقع على الارض .

2 - ان تدمير القطاع الزراعي ، مترافقاً مع عمليات التدمير الاخرى للمنشات والمنازل والممتلكات ، ونسبة البطالة العالية نتيجة منع العمال من العمل داخل الخط الاخضر والبطالة المحلية الناجمة عن تدمير مصادر الرزق ، و في ظل ارتفاع درجة الفقر الطبيعية في المحافظة ، هي محاولة واهمة للعدوان الاسرائيلي لتهجير ما يمكن من اهلنا في رفح ، او العمل لاحباطهم ودفعهم للياس .

3 -ان ما جرى ويجرى في رفح ليس منفصلا عن كل جرائم الحرب والمجازر التي ترتكبها حكومة القتلة الاسرائليين برئاسة المجرم شارون خاصة في جنين وغيرها والاثار المدمرة لسور الفصل العنصري في الضفة . وان استمرار المقاومة والانتفاضة يظهر فشل خطة العلاج الجذري وفشل خيار الحسم العسكري الذي انتخب على اساسه شارون . وتفاقم الازمة الامنية والاقتصادية والاخلاقية لدى العدو الاسرائيلي .

4 -اذا كان هذا النداء موجه لاغاثة رفح المنكوبة فهو يعتبر ان كل بقعة من الوطن و حتى جنين اسطورة الصمود تحتاج الى اسناد واغاثة وتوفير مقومات الصمود . وهذا النداء لا ينفصل ايضا عن ضرورة الضغط على السلطة ووكالة الغوث وغيرهما لتوفير مقومات الصمود واستمرار الانتفاضة بالقيادة الوطنية الموحدة وحكومة والاتحاد الوطني والبرنامج الوطني السياسي الكفاحي والاصلاحي الديمقراطي الموحد .

 

المستلزمات الضرورية لتدعيم مقومات صمود رفح البطلة :

اقتصرت المساعدات المقدمة للاسر المشردة على بعض المساعدات العينية والغذائية الرمزية من قبل السلطة الفلسطينية ووكالة الغوث والصليب الاحمر وبعض الجمعيات . ولكن هذا لا يلبي الحدود الدنيا لتوفير مقومات الصمود ومنع تسهيل ابرز اهداف العدوان الاسرائيلي وخطره الداهم بالتهجير . ان مستلزمات دعم صمود اهلنا في رفح البطلة تتطلب العمل من اجل :

1 -تامين الماوى للمواطنين المشردين الذين هدمت منازلهم خاصة ونحن على ابواب فصل الشتاء وذلك من خلال العمل بالتالي :

أ?.  الإصلاح السريع لمساكن التدمير الجزئي والمنازل المتضررة .

ب?. توفير المنازل للسكان الذين دمرت بيوتهم . وهنا اكثر من حل سواء عبر وكالة الغوث ببناء مساكن للاجئين و المواطنين عبر دور السلطة الفلسطينية . اوبشكل مؤقت دفع أجرة منازل للذين هدمت بيوتهم . او عمل كرافانات مؤقته لاسكان المدمرة منازلهم حتى يتم أعمارها .

2 -الضغط على كل الجهات المعنية للإسراع في إصلاح البنية التحتية طرقات – كهرباء – مياة .....الخ. وهذا بحاجة الى تضافر جهود رسمية فلسطينية ومؤسسات دولية واهلية . لان الدمار الذي لحق بالبنى التحتية يفوق امكانية بلدية رفح .

3 -الاغاثة الاجتماعية العاجلة : مواد تموينية – ادوات منزلية – اغطية .......الخ .

4 -عدد الشهداء والجرحى ونسبة البطالة العالية تستدعي توسيع نطاق حملة التكافل الاجتماعي وعلى اوسع نطاق ومساعدة الطلبة خاصة الجامعيين لاكمال دراستهم في ظل ظروف اقتصادية بالغة السوء .

5- العمل على معالجة الازمة الحقيقية على الصعيد الصحي . حيث تعاني محافظة رفح من عدم توفر أي مستشفى جدي وكذلك ونقص في عدد المستوصفات والمستشفيات الميدانية وسيارات الاسعاف و ادوية . فليس في محافظة رفح سوى مستشفى ابو يوسف النجار وهو مستشفى صغير يوجد به 60 سرير وكان بالاساس عيادة رعاية اولية . كما تفتقد المناطق الحدودية : حي البرازيل – حي السلام – مصبح
 ( ميراج)-المنطقة الغربية - الشعوت الى أي مركز صحي . وعلينا ان ناخذ بالاعتبار وفي هذا السياق تضافر كل الجهود . وبالنسبة لجمعية الرعاية الصحية فالاقتراح المقدم العمل على انشاء مستشفى ميداني وثلاث مستوصفات .

 

دفاعاً عن المخيم :

لقد لعبت الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة وفي مقدمتها وكتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية دوراً بارزاً في الدفاع عن رفح وفي عمليات المقاومة . وفي المساهمة في ايجاد الحلول للمشكلات وتوفير مقومات الصمود وقدمت كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية في رفح 11 شهيدا وعدداً كبيراً من الجرحى والاسرى على امتداد الانتفاضة. فاستحقت وعن جدارة لقب منظمة الشهداء والجرحى والاسرى . وبذلت المؤسسات الاهلية في قطاع غزة اقصى الجهود لتقديم ما يمكن لرفح الشهداء والصمود وما زالت تتابع جهودها. ولكن ما تقدمه ضئيل ومحدود جداً نظراً لضعف الامكانيات وضخامة الكارثة . وهذا الجهد يحتاج الى المزيد من جهود منظمات المجتمع المحلي والقوى الوطنية في الضغط على السلطة ووكالة الغوث والمؤسسات الدولية وتنسيق الجهود معها لاغاثة رفح ودعم صمودها عبر توفير مقومات الصمود و لتبقى راية المقاومة والانتفاضة والصمود خفاقه فوق رفح العطاء والتضحية والمقاومة وفوق فلسطين وحتى النصر .

 

* عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ـ رفح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فايز الدويري: الهجوم رسالة إسرائيلية أنها تستطيع الوصول إلى


.. عبوة ناسفة تباغت آلية للاحتلال في مخيم نور شمس




.. صحيفة لوموند: نتيجة التصويت بمجلس الأمن تعكس حجم الدعم لإقام


.. جزر المالديف تمنع دخول الإسرائيليين احتجاجًا على العدوان على




.. شرطة لوس أنجلوس تبحث عن عصابة تسرق المحلات بغضون دقيقة