الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخاوف على العراق الجميل

عبد الحميد الصائح

2003 / 10 / 30
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


إذا لم يخرج الأمريكان من العراق في الوقت المناسب تنقلب عليهم الدنيا على ارضه ، نعم لا أحد مع الاحتلال إلا الشواذ، وأي شخص يخدم  الأجانب لا يخدم بلاده وشعبه مباشرة أو من خلالهم ، فهو منبوذ ومرفوض ، هذه عادة وطبيعة  وعرف ودين وسنّة،لكن الخوف هو أن تتحول هذه الطبيعة والمسلّمة البديهية إلى بضاعة في سوق كما تحوّلت كبرى القضايا العربية والوطنية ، حين أصبحت مقارعة الأعداء وأم المعارك وقادسية صدام عقائد  لانقاش في نواياها ولا ردة عنها ولاخروج على تعاليمها،  أزهقت باسمها الأرواح وعقدت في ظلالها المؤامرات والأحلاف وبيعت الضمائر ، وأخيرا "لاحِظَتْ برجيلهه ولا خَذَتْ سيد علي" خرج الشعب العراقي منها بخفي حنين ، خسر الأمان والعيشة الماشية في ظل القمع  والقسوة، و تسيده الشر الذي لم يشبع من الكذب والتلفيق  والمغامرة والمقامرة بحياة الناس ومستقبل بلادهم. وظلت البلاد محتلة من قبل ابن الجلدة يسرق ويقتل وينهب ويلعب بمصير البلاد مثل مخمور متهور يقود  عجلة ملأى بالركاب، كذلك الخوف من ان تتحول قضية العراق الى قضية تشبه في تاريخها  القضايا العربية الأخرى التي انهارت قيم باسمها وصعد مجرمون الى السلطات تحت ذريعة تبنيها ، وكم رهط من السفاحين والعسكريين والكتبة  الشحاذين الذين تقاتلوا على الوليمة باسم فلسطين ولبنان و وتشاد وجنوب السودان والجزائر وتحرير أمريكا والغرب من العبودية ، وتصدير الثورات والديمقراطيات العربية والإسلامية إلى الدول الكافرة. حتى بلغ الدم الزبى في تلك البلدان  فهرب العرب والمسلمون  من كل فج عميق الى تلك الدول التي يأمن الإنسان في ظل أنظمتها ، والقانون العادل الذي يحكم رعيتها. هؤلاء الطارئون والمرتزقة الذين حطموا ركائز الكفاح العربي وجعلوا كل قضية عربية من تلك القضايا  أمسها احسن من يومها وغدها أسوأ كثيرا من حاضرها،يقودون الان حملة تضليلية لدفع العراق وشعبه إلى غياهب النسيان والاحتلال الدائم وتقديم الذرائع للقوات الأجنبية كي تبقى أطول فترة ممكنة وربما الى الأبد في العراق. وإسالة المزيد من دماء الأبرياء والمتحمسين الأشراف لتحرير بلادهم، هؤلاء علمونا الدرس الأول الذي فجرنا حياتاتنا من اجله درس "ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" فيما راحوا يتوسلون أعداءهم شبرا من الأرض أو سطلا من الماء بالمفاوضات والتسوية والاستسلام ، دخلوها جماعات وباعوها فرادى ليحصلوا على لقمة العدو المسمومة ، هؤلاء قالوا لنا "   لابد أن  يمحى الأعداء من الوجود فرضعنا كرههم رضاعة وواصلنا حتى اليوم عنادها إزاءهم ،فراحوا يهدئون روعنا ويطالبوننا بالتعقل والهدنة من اجل سلامة دمائهم وحياة أبنائهم وأرصدتهم، قتلتنا وبائعوا بلداننا وقضايانا. الخوف الخوف من يتسلم هؤلاء ملف بلدنا المحتل الان وشعبنا الدايخ بين الاحتلال الجديد والتحرر من احتلال الأميين والجهلة وابناء العشيرة الواحدة، ان يستلم هؤلاء ملف العراق في السياسة والأعلام والتآمر والفبركة اللغوية والتصريحات غير المفهومة ودفع الشباب إلى إحراق  أجسادهم دون جدوى فيما يظل المحتل هو المحتل واجساد الشباب ذرائع مجانية للاحتلال . الخوف الخوف أيضا من الذين لايعرفون ماهو العراقي وهم يتسلمون السلطة الجديدة في العراق، فيقتسمون الغنائم في غفلة من تدقيق المواطن وتشخيصه  ليصر بعضهم على تقليد ابنه او صهره مناصب الدولة الجريحة،فيعيدون الى الاذهان الصورة المخزية للنظام البائد والانظمة التي تشبهه.
مخاوف ومخاوف على هذا البلد الجميل والشعب الكريم الذي يتمنى ابناؤه ان يحكموا اسبوعا واحدا من غير الحرامية والعتاة وابناء السوابق والشوارع. بلد كالعراق اجتمع فيه غنى الروح وغنى العقل وغنى الارض، الا يستحق منا لحظة صدق ولحظة ايثار ولحظة انتباه وتنبه الى ان الخطر ما زال يحيط بنا  ونحن متحررون ونحن نقاوم ونحن نتطلع الى بلد مختلف جديد يظل الانتساب اليه شرفاً فوق الاعتبارات جميعها.   








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا