الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تساهم سخونة ألاحداث الدولية.. في صياغة مقاربة جديدة للمسالة الصحراوية..!؟

السالك مفتاح

2007 / 10 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


الأحداث التي تشهدها منطقة المغرب العربي ، رغم روح التنافر و بروز الهاجس الامني في ظل الجغرافيا البشرية والطبيعية التي تسيج المصالح السياسية ، تفرض وجودها قبل غيرها في مواجهة عالم التكتلات (الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة ) والعدو المفترض وشبحه المخيف وظلاله في المنطقة المغاربية ..!!
الى ذلك اقدمت الولايات المتحدة على توجيه مجموعة من الرسائل المشفرة للمغرب والجزائر باعتبارهما اللاعبين الابرز في المعادلة، في حين حمل الاجماع في اللجنة الرابعة على كون المسالة الصحراوية اشكالية تصفية استعمار، رسالة اخرى ، وان كان موقف الرباط المتماهي هذه المرة مع التيارالدولي ، لا يعدو في نظرالمراقبين سوى موقفا تكتيكيا املته ظروف بعينها للظهور وسط السرب، ليس إلا..!؟
هذه الرسائل نجدها في تصريحات السفير الامريكي في المغرب في الاقرار بان البوليساريو هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي وان المجلس الملكي للشؤون الصحراوية مجرد هئية استشارية بجانب ملك المغرب ، في حين اصطفت واشنطن في مجلس الامن خلف باريس في دعم اطروحة الرباط ، واعادت الجمعية العامة من خلال اللجنة الرابعة القضية الصحراوية في مربعها الاول كما كانت دعوة مجلس الامن لمفاوضات بدون شروط مسبقة قد هيأت الاجواء لتلك الخطوة..!!
في الجهة الاخرى ، نشهد اعادة صياغة اللعبة والتوازنات الاقليمية والدولية ،تحت هاجس مواجهة ما بات يوصف بظاهرة" الإرهاب " ومواجهة افرازات العولمة والسماء المفتوحة..!!
يحدث كل ذلك في وضع سمته الرئيسة صراع الاجندات والثقافات ، وروح السيطرة على منابع النفط وتامين الممررات الدولية..واكثر من هذا، البحث عن منابع جديدة للنفط، كون منطقة الشرق الاوسط لم تعد في مأمن ، وهو ما يجعل افريقيا الغربية والمغرب العربي بديلا استراتيجيا لمصالح دولية بذاتها..!!
من جديد ، تطفو القضية الصحراوية والبحث عن تسويتها تحت اشراف الامم المتحدة، على السطح ، ليس انها ذات اهمية كبيرة بالنسبة للمصالح الدولية المتنفذة بل ان الفاعلين الرئسيين فيها لم يعد يوحدهم عدو الامس ولم تعد كذلك تفرقهم المصالح المتضاربة بقدر ما هناك عوامل جديدة فرضت نفسها من قبيل ان لكل فعل ردة فعل تساويه في القوة وتعاكسه في الاتجاه..!! فاحداث التاريخ منذ الازل ، وليدة ذلك التيار المتعاظم الذي لم يتوقف يوما عن التاثير في مساره، رغم اننا قد لا نلمسه على الارض :ألم تكن اسبانيا لتتخلى عن الصحراء لحساب المغرب ونواقشوط 1975، بتلك السهولة لو لم تكن هناك عوامل داخل اسبانيا وخارجها هي التي املت ذلك القرار وطبخته وفرضته ..ّ؟! ألم تكن البرتغال مستعدة لترك مقامها في افريقيا ( انغولا، الموزمبيق، الراس الاخضر ، ساتومي وبرانسيب ، غينيابيساو..) لو لم تكن هناك حسابات جيو استراتيجية ومشاكل في البيت الاشبوني تستدعي ذلك القرار سنة 1975.!ّ؟ الم تكن من قبل المانيا لتقدم على غزو جيرانها،قبل اندلاع الحرب الكونية ، الا بفعل عوامل مرئية وغير مرئية ..!؟ ولم تكن اندونيسيا تسمح للمستعمرة البرتغالية، تيمور الشرقية لتقرير المصير 1999، لولا نضوج ظروف بذاتها ..؟! وكيف احتكمت جنوب افريقيا للانتخابات في ناميبيا 1991 وفي جنوب افريقيا نفسها 1994، الا بفعل تلك العوامل الظاهرة والباطنة.!؟ ولم تخرج اريتيريا الى بر الامان عبر الاستفتاء، التي ظلت تشكل الرئية بالنسبة لاثيوبيا، الا بفضل تهئ مناخ بذاته..!؟
الآن نشهد عودة قضية قبرص للواجهة على الصعيد الاوربي ، وتقرير مصير كوسوفو على الابواب ، واشكالية دار فور وجنوب السودان المطروحة بقوة على المستوى الدولي .!؟
يحدث هذا وذاك في ظل اعادة ترميم عالم ما بعد حادي عشر سبتمبر 001،وما يرتبط بهذا كله من تغيير المفاهيم وتموقع المصالح وتبدل الجبهات والتحالفات واعادة بناء العلاقات على نهج جديد، بل مغاير للماضي وغير مسبوق في تاريخ العلاقات الدولية المعاصرة والنزاعات الجهوية والاقليمية..!!
هنا يستوقفنا سؤال عريض لماذا تفشل الامم المتحدة في حل المسالة الصحراوية رغم انها مطروحة على الاجندة الاممية في الجمعية العامة و اللجنة الرابعة منذ اكثر من اربعين سنة..!؟ هل القضية الصحراوية بعيدة عن مرمي المصالح الدولية ذات التاثير في صناعة القرار في مجلس الامن وكوليس قوى النفوذ ، ام هناك اسرار وخبايا في اللعبة !؟ ام ان الامم المتحدة ليست سوى مظلة لمصالح الاقوياء ومن يسير في فلكهم ، لا تتعامل الا مع "الوجبات الساخنة" بمقاييس نفوذ بذاته..!؟ ِلم تعلن الادارة الامريكية في نص اتفاقية الشراكة مع المغرب، ان الاتفاقية تطبق خارج الصحراء الغربية كونها منطقة نزاع بيد الامم المتحدة !؟ الم تضغط واشنطن لاطلاق سراح ما بقى من اسرى الحرب المغاربة لدي البوليساريو وتتكفل سياسيا ولوجستكيا بالعملية مع الصليب الاحمر الدولي وبقية الاطراف !؟ الم يعلن البرلمان الاوربي,ثم الجمعية العامة عبر لجنة تصفية الاستعمار، صلاحية تقرير المصير وتزكية توصية بيكر، كون المسالة تبقى من صميم تصفية الاستعمار وحق شعوب بحق غير قابل للتفويض في حرية الاختيار وتقري المصائر .!؟ لماذا تصر بعض القوة بما فيها اللوبي الصهيوني على دعم اطروحة الرباط وتغض اخرى الطرف عن معيبات المغرب وجرائمه في الصحراء الغربية..!؟
هل ستبقى تلك المواقف حتى النهاية..!؟ لماذا تعلن اسبانيا الرسمية مواقف متذبذبة ومتارجحة بين اليمين واليسار، في حين تجمع الدول في الجمعية العامة على دعم تصفية الاستعمار بما فيها المغرب ..!؟
في سنة 1975 كانت اتفاقية مدريد وما ارتبط بها من مؤامرة دولية ،ضمن سياق حرب المواقع التي املتها طبيعة الصراع الدولي وروح التجاذب بين الشرق والغرب .. وفي سنة 1992، برزت ارادة المماطلة في شد الحبل ، في ظل ضبابية انهيار الاتحاد السوفياتي وانقشاع ضبابية الحرب الباردة والاوضاع الجهوية في المغرب العربي..اذ سيطرت لحظة الانتظار لما يأتي ، امام ضعف الامم المتحدة،وغياب مصالح دولية كبيرة في المنطقة ..!؟ بعد موت الحسن الثاني، وبروز قائمة الناخبين، كانت الخشية من المفاجأة، سيدة الموقف بالنسبة للقصر ومن يقف خلفه، والخوف من تجربة غير مسبوقة قد تقلب تطبيقاتها الامر راسا على عقب ..!؟
الآن في ظل إرادة دولية لدعم الحل، رغم ان الظروف متغيرة جهويا ودوليا، إلا ان الفرقاء تبدو مواقفهم اقرب للتجانس من قبل في ظل الحديث عن جولة جديدة من المفاوضات وتوسيع تدابير الثقة (زيارات عبر البر، لقاءات، حج مشترك..) إلا أنها مفاوضات مفتوحة على كل الاحتمالات والحسابات والخيارات ..!؟ مفاوضات تبدو بالنسبة للبعض نوعا من الاجترار والبعض الاخر حدثا حاسما نتيجته قد تقلب المسالة من حال لاخر، وثالث يراها بالنمطية القديمة وروح المؤامرة التي صاغت اللعبة منذ البداية..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت