الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المسؤول عن تشظي المنظمة الآثورية الديمقراطية

سليمان يوسف يوسف

2007 / 10 / 25
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


بينما كان القائمون على المنظمة الآثورية الديمقراطية منشغلون باقامة الكرنفالات الاحتفالية وإلقاء الخطب الجوفاء بمناسبة اليوبيل الذهبي لمنظمتهم ورفع نخب الأمة العريقة(الآشورية) وهي تحتضر، وتوزيع شهادات حسن السلوك في القومية والنضال القومي على سعداء الحظ بهذه المناسبة الكبيرة، نشرت بتاريخ 26ايلول الماضي العديد من مواقع الانترنيت خبراً عاجلاً جاءهم من القارة الأمريكية، جاء فيه:(( انسحاب جماعي لأعضاء قياديين ومسؤولين معروفين في امريكا وكندا من المنظمة الآثورية الديمقراطية.ابرز المنسحبين : مسؤول قيادة المهجر ومسؤول الفرع.فضلاً عن انسحاب كامل اعضاء هيئة الفرع)).طبعاً،لم تفاجأ الأوساط السياسية والثقافية الآشورية القريبة من المنظمة الآثورية بهذا الخبر السياسي العاجل.فمنذ سنوات والخلافات داخل المنظمة طفت على السطح وهي تتفاقم حتى انفجرت على شكل أزمة حادة في ربيع 2005.وذلك بسبب الدور الخطير والمشبوه الذي لعبه ويلعبه الوصي الأمني على المنظمة الآثورية السيد( بشير سعدي) مسؤول مكتبها السياسي.في ظل صمت وسكوت مربين ولا مبالاة الكثير من الآثوريين ،لأسباب لا علاقة لها بمصلحة المنظمة وانما لحسابات خاصة بهم.والأنكى أن بعضهم، وحتى يبرر سكوته وتخاذله من جهة ، و بهدف تضليل كوادر المنظمة والرأي العام الآشوري والشارع السياسي السوري عامة من جهة أخرى، سارع الى تمييع المشكلة وحجب الأسباب الحقيقية للأزمة واختزالها الى مجرد خلافات شخصية،كمن يحاول أن يحجب الشمس بالغربال. أنه لمن السذاجة السياسية والبلادة الفكرية أن يتم شخصنة أزمة حادة وعميقة تعصف بمنظمة قومية منذ سنوات، وأن يعزى انسحاب كامل فرع امريكا وكندا منها الى مجرد خلافات شخصية وتجاهل اسبابها الحقيقة والمتمثلة بالدور التخريبي المشبوه والمخططات الانقلابية التي يقودها السيد بشير منذ سنوات بضوء أخضر من المخابرات السورية،وبتغطية ومساعدة بعض الأشخاص الانتهازيين المتنفذين في المكتب السياسي، وكذلك، من حيث يدري أو لا يدري، ختيار المنظمة ومسؤول اللجنة المركزية الأسير (يونان طليا) الذي صطحبه بشير معه الى امريكا ليلعب دور محامي الشيطان. كما كان متوقعاً في ضوء خبرتنا ومعرفتنا بالسيد بشير – وعلى طريقة تعاطي الأنظمة الدكتاتورية مع معارضيها التي تصفهم بالخونة - وكما في كل مرة يستبعد أو ينسحب آثوريون من المنظمة الآثورية، اعتبر بشير وأزلامه، ابعاد واقصاء غالبية قيادات وكوادر فرع امريكا انجازاً سياسياً وانتصاراً قومية حققته المنظمة الآثورية لأن كل المنسحبين من وجهة نظرهم انهم جرد أشخاص سيئين وخونة ارتحات المنظمة الآثورية منهم .مثلما وصف من قبل انسحاب غالبية من فرع السويد بـ(المخربين). وهو يصف اليوم (التجمع الديمقراطي الآشوري) الذي تأسس مؤخراً في سوريا والذي يضم شخصيات كانوا لسنوات طويلة قياديين في المنظمة الآثورية،وصفه بأنه (مجموعة عصابة). وربما من المفيد ونحن نتحدث عن عنجهية وثقافة السيد بشير التذكير بما قاله لقيادي سابق في المنظمة عندما عاتبه على سرعة تخليه عن اعضاء قياديين وناشطين بارزين، قال، بالحرف: ((سأتخلى عن الله اذا تطلب الأمر)).معذور يهوذا الاسخريوطي . مسكين صدام حسين.أحمدوا ربكم ايها الآثوريون ليس لدى مسؤولكم سجون ومعتقلات وبساط الريح.فمن يتخلى عن الله ليس غريباً وصعباً عليه أن يتخلى عن آثوريين مهما علا شأنهم داخل المنظمة الآثورية وفي المجتمع وعن قضية شعب مها كانت عادة ومقدسة.نعم بهذه العجرفة والعنجهية أديرت وتدار المنظمة الآثورية .ربما أبلغ أو افضل توصيف لحالة المنظمة الآثورية الديمقراطية اليوم في سوريا، بأنها منظمة مخطوفة من قبل مجموعة خططوا منذ سنوات لجعل المنظمة مزرعة لهم، عبر تكتلات عائلية فئوية، مستفيدين من حالة الخمول والعطالة السياسية والتنظيمية التي تسيطر على غالية أعضاء المنظمة ،وكذلك مستفيدين من انعدام الديمقراطية وحرية الراي في سوريا . فمعروف في سوريا أن السلطات والأجهزة الأمنية تقف، بشكل أو بآخر،دوماً الى جانب المجموعات الانتهازية والمستبدة حتى في داخل الأحزاب المحظورة . وقد بات جلياً أن القضية الأساسية والجوهرية بالنسبة لهذه المجموعة ليست مسألة حقوق قومية للشعب الآشوري،وانما هي السيطرة على أموال وأملاك المنظمة الآثورية والاحتفاظ بها.لهذا فهم لا يجدون أية مشكلة في الانسحابات الجماعية،القديمة والجديدة واللاحقة،من المنظمة حتى لو أفرغت من كامل اعضاءها وبقوا لوحدهم طالما املاك واموال المنظمة تحت تصرفهم.وهم سيكون أكثر سعداء اذا ما التزم المنسحبون الصمت والسكوت عنهم وتركوا المنظمة خلفهم. تجدر الاشارة هنا الى أن هذه المجموعة التي خطفت المنظمة كانت ومازالت ترفض وبشكل قاطع تسجيل أي أموال أو عقار من عقارات المنظمة مهما كان صغيراً بأسماء أشخاص من خارج دائرتهم. فما أزعج هذه المجموعة اليوم ليست الانسحابات الجماعية من فرع امريكا وانما صدور بيان تضامني مع المنسحبين حمل توقيع مجموعة من الآثوريين في سوريا والمنسحبين أيضاً من المنظمة، بينهم قياديين سابقين.اذ يبدو ان هذا البيان التضامني الذي دع الى ايجاد قيادة بديلة للمنظمة أقلقهم لأنهم يخشون أن يكون هناك تعاون وتنسيق بين المجموعات المنسحبة لعمل شيئاً يحرر المنظمة من سطوتهم.لا شك، مشروع لا بل مطلوب في السياسة والعمل الحزبي أن تقام تكتلات سياسية على أساس نهج سياسي قومي ووطني واضح وبرامج وآليات عمل للمرحلة المقبلة.لكن قطعاً التحالفات القائمة داخل المنظمة الآثورية اليوم هي ليست كذلك. وكما جاء في البيان التضامني مع المنسحبين من فرع أمريكا: (من لا يتأسف على خسارة المنظمة لأعضاء قياديين بارزين وكوادر امضوا عمرهم في صفوفها،لا يمكن له أن يكون صادقاً في ادعاءاته القومية أو حريصاً على مصير ومستقبل المنظمة أو مخلصاً لقضية شعب مهدد بوجوده في مرحلة صعبة ودقيقة تتطلب توحيد الجهود ليس على الصعيد الحزبي فحسب، وانما على الصعيد القومي الشامل).لا جدال على ان المنظمة الآثورية،حالها حال معظم التنظيمات القومية، تعاني منذ تأسيسها من حالة عدم الانسجام الفكري وضعف التجانس الآيديولوجي بين اعضاءها ومن هشاشة بنيتها التنظيمية،لكن تبقى مسؤولية القيادة دوماً هي التخفيف من التناقضات الداخلية واحتواءها بشكل ايجابي حتى لا تتفاقم وتنفجر.والكارثة اليوم ليست بفشل القائمين على المنظمة في ادارتها وانما بوجود بينهم من يفتعل الأزمات للتخلص من كل صوت معارض لا يوافق على طريقتهم واسلوبهم في ادارة المنظمة. لهذا علينا أن نتوقع المزيد من التصدعات والانشقاقات داخل المنظمة الآثورية.ومن جديد بدأت تثار الكثير من الشكوك حول مصير ومستقبل المنظمة الآثورية، بعد انسحاب فرع امريكا بثقله ووزنه السياسي والمعنوي داخل المنظمة وفي الأوساط الآشورية.هذا الوزن لا يستمده من عدد اعضاءه وانما من وجوده في أكبر تجمع آشوري في دول المهجر، وفي دولة عظمى مثل اميركا التي تقود العالم وتهيمن على منطقتنا وتحتل العراق (الموطن التاريخي للآشوريين).ومن كون فرع امريكا يضم شخصيات عديدة بارزة في المنظمة ومعروفة على الساحة القومية تركت بصماتها على تاريخ المنظمة الآثورية والحركة الآشورية عامة.
كلمة أخيرة:يبقى مصير المنظمة الآثورية متوقف على طريقة تعاطي المخلصين،وهم قلة من دون شك، لها ولمبادئها ولأهدافها القومية مع الأزمة الراهنة التي تعصف بها وبمدى قدرتهم على تحريرها من سطوة المجموعة التي خطفتها والمهيمنة عليها.وما اذا كانوا سيفرطون بوحدة المنظمة الآثورية ويتمسكون بمسؤول مكتبها السياسي، الذي يصفه الكثير من الآثوريين اليوم بـ(الورقة المحروقة).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا تنظر في حصانة ترامب الرئاسية في مواجهة التهم


.. مطالب دولية لإسرائيل بتقديم توضيحات بشأن المقابر الجماعية ال




.. تصعيد كبير ونوعي في العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل|


.. الولايات المتحدة تدعو إسرائيل لتقديم معلومات بشأن المقابر ال




.. صحيفة الإندبندنت: تحذيرات من استخدام إسرائيل للرصيف العائم س