الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفكار ورؤى بين فيدرالية الدستور ومشروع الكونغرس الأميركي

حسام السراي

2007 / 11 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


بعد اطلاق الكونغرس الاميركي لمشروع تقسيم العراق الى ثلاث مناطق فيدرالية شيعية وسنية وكردية، عاد الى السطح السياسي من جديد الجدل حول موضوعة الفيدرالية التي أقرها الدستور، فمشروع الكونغرس او (بايدن)، عده الكثير طرحاً مفضوحاً لالحاق ابلغ الضرر بالعراق والمنطقة ككل، باعتباره الفتيل الذي سيشعل الازمة فيها ويزعزع امنها واستقرارها، هذا الموضوع الذي جوبه بردود افعال آنية شعبية واقليمية ودولية على المدى القريب، كما انه سيلاقي صعوبة بالغة في اعتراف المجتمع الدولي بالكيانات الجديدة مستقبلاً، وارتباطاً بما يسمى “ستراتيجية النصر” الاميركية للبحث عن مخرج من العراق، قرن بايدن مشروعه الاخير بمشروع دايتون المتعلق بالبوسنة، بحجة ان الاخيرة مزقها التطهير العرقي، فالبديل الذي يوقف ذلك التقسيم سواء كان طائفياً او عرقياً لذا طالب بايدن بعقد مؤتمر دولي لتأمين الدعم لترتيب تقاسم السلطة واصدار ميثاق اقليمي يقضي بعدم الاعتداء والتجاوز من كيان جديد على اخر، ومابين مشروع بايدن والفيدرالية التي اقرها الدستور وصوت عليها الناخبون في استفتاء شعبي، اتساق وافتراق، جسدته افكار ورؤى لناشطين في منظمات المجتمع المدني، منهم من يعتقد ان غموض ماجاء في الدستور بشأن الفيدرالية، اتى مشروع بايدن كشفاً له، ورأي ثان يرى ان الفيدرالية التي اقرت في الدستور تنسجم مع طموح وامال شعبنا العراقي، لانها تساعد على اضعاف المركزية واعطاء دور اكبر للاقاليم او المحافظات، بمعنى تمييز الفيدرالية الدستورية بالكامل عن طرح الكونغرس الاميركي.
فيدراليات طائفية... استنطاق للدستور
يرى الباحث والكاتب صادق رشيد التميمي ان قرار الكونغرس (مشروع بايدن) كان واضحاً وجريئاً في اعلان المسكوت عنه في الدستور وفي ذهن السياسيين العراقيين، فيقول: هذا القرار في مضمونه مسعى لتسريع عملية تنقية المناطق المختلطة طائفياً وعرقياً، حتى تكون البلاد مهيئة للتقسيم الوارد في القرار، كما انه اجازة لظهور القوى الفاشية للهيمنة على المناطق المسرع تنقيتها طائفياً، وان ادعاءات السياسيين العراقيين المتعلقة برفض مشروع بايدن، خاصة بالاستهلاك المحلي فقط اي دعائية، لأن بايدن لديه تصور واسع لما يريده اغلب السياسيين العراقيين، ومشروع بايدن كشف الغموض عن مشروع الفيدرالية في الدستور، فنلاحظ تصدير فكرة الفيدراليات الطائفية من قيادات احزاب عراقية، مما سيثير كثير من المشاكل بين المناطق الموجود فيها ثروة نفطية والتي ليس فيها، فلايوجد مايضمن التوزيع العادل لها ومنع حصول اي ابتزاز مستقبلي.
تأييد فيدرالية الدستور
ويعتقد النقابي هادي علي لفته ان المشروع الاميركي يعبر عن السياسة القديمة للادارة الاميركية التي تمتد لاكثر من عقد ونصف، واوضح لفتة قائلا: جرى التلميح عن ذلك بشكل مباشر او غير مباشر، بان تكوينات المجتمع العراقي شيعة وسنة واكراد، وحقيقة الامر هذه السياسة تريد اضعاف العراق كدولة ذات سيادة وكيان وتعبر ايضاً عن رغبة في تحدي المجتمع العراقي واختباره في الوقت نفسه واضاف: ان التفكير بمثل هكذا مشروع تجاوز على سيادة واستقلال العراق لان ابناءه من يحدد شكل الدولة وطبيعة النظام، لذا ماحصل استفزاز للشعب العراقي، ولااجد ان هذا الموقف الاميركي استنطاق لما جاء في الدستور بشأن الفيدرالية، انما دغدغ مشاعر بعض الكتل والاطراف السياسية سواء كانت قومية او طائفية، فالفيدرالية التي اقرت في الدستور تنسجم مع طموح وامال شعبنا العراقي سواء على اساس فيدرالية كردستان ذات الطابع القومي او الفيدراليات المقترحة من قبل البعض ذات الطابع الاداري التي تساعد على اضعاف المركزية واعطاء دور اكبر للاقاليم او المحافظات.
فيدراليات ادارية مقبولة
فرز الفيدرالية التي اقرها الدستور عن مشروع بايدن، تحدثت عنه الناشطة النسوية عفيفة ثابت (رابطة المرأة) بقولها: نحن مع الفيدرالية التي اقرها الدستور او التي نقرها نحن كشعب عراقي، من دون تدخل المحتل او اية جهة ثانية خارج حدود العراق، فنتمنى ان تكون الفيدرالية ادارية وجغرافية وليس على اساس طوائف وقوميات، لذا المشروع الاميركي لايرضي العراقيين كونه تدخلاً سافراً وتقسيماً للبلد يزيد من حجم العداءات والاقتتال بين العراقيين وطوائفهم، ويزيد ايضاً من نسبة التهجير والنزوح بينهم، واردفت ثابت بالقول: “العراق يجب ان يكون موحداً للجميع، ولا للتقسيم وللفدرالية الطائفية او القومية، لانها مرفوضة بتاتاً، ويجب ان تبعد اميـــركا وايران صراعهما وتدخلهما بالشــأن العراقي”. اختلاف المشروع الاميركي عن الدستور ربما يتفق هذا مع ماطرحه الناطق الرسمي باسم المجلس العام لشيوخ عشائر العراق السيد هادي الجزائري، كونه يصف مشروع الفيدرالية المطروح في الدستور بالصائب الذي يحل مشاكل كثيرة في العراق، ويميز ذلك عن مشروع الكونغرس بقوله: وفقاً للاعتقاد العام لمجتمعنا، اتى مشروع بايدن نتيجة للخلافات الاميركية داخل الكونغرس او الاختلاف بين وزارتي الخارجية والدفاع والرئيس الاميركي من جهة، والكونغرس من جهة اخرى، ومثل هذه القرارات لاتمرر بسهولة على المجتمع العراقي، لان المواطن العراقي يبحث دائماً عن الحرية ولاسيما في قراراته، بعد ان مر بتجارب احتلال كثيرة منها الاحتلال البريطاني والعثماني والدكتاتوري الصدامي ومن ثم الاميركي، ونرى ان الشعب تحرر من هذه الاحتلالات سيأخذ باذنه تعالى فرصته في التحرر من لاحتلال الاخير، وهذا يختلف تماماً عن مشروع الفيدرالية، لان الدستور مكتوب من قبل الممثلين الشرعيين الذين اختارهم الشعب العراقي، واضاف الجزائري: مشكلة التقسيم المطروحة من قبل الكونغرس فجرت قنبلة موقوته نهضت روح التحرير في نفوس العراقيين، على اعتبار ان الاحتلال بدأ يفرض اجندته السياسية على الشارع العراقي.
فيدراليات.. كونفدراليات
بينما ينظر عضو الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الانسان اياد الهيتي، الى المشاريع التي تتحدث عن الفيدرالية، بانها في نهاية المطاف مشاريع تقسيم لكنها بشكل تدريجي، متحدثاً عن النهج المتبع في بناء الدولة العراقية منذ تاسيسها الى اليوم بقوله: لم يكن في خلد احد من مؤسسي الدولة العراقية 1921، ان يكون هناك تقسيم على اساس اثني وطائفي، فعلى سبيل المثال ان “ساسون حسقيل” اول وزير مالية في العراق هو من الاقلية اليهودية، الذي نظم المؤسسات المالية بشكل مهني واكاديمي، وهذا مثل واضح على قوة الاواصر بين المكونات العراقية، وبعد ثورة 14 تموز 1958 كان ينظر الى المحيط العراقي كبودقة واحدة تنصهر فيها كل الطوائف والاقليات والقوميات العراقية، الا ان التجربة اجهضت ولم يستمر الزعيم عبدالكريم قاسم لتحالف عدة قوى فاشستية ورجعية ضده، واستمرت اللعبة في العهد العارفي، حتى استولى البعث العفلقي على السلطة بالمكر والخديعة وبدأت عملية هدم المنظومة القيمية للمجتمع العراقي المبنية عل التعايش والتآلف بين العراقيين جميعاً، وبسقوط الصنم ومجيء الاحتلال الذي بشر بالديمقراطية والحفاظ على وحدة التراب العراقي، الا ان الواقع جاء مغايراً لما يعلنه الاميركيون”. واضاف الهيتي بخصوص حقيقة السياسة الاميركية برايه: ظهر جلياً في مشروع السيد بايدن، ان هذه هي السياسة الحقيقية التي تقف وراءها الادارة الاميركية، ولانبالغ ان المشروع الاخير متأت من رغبات وتطلعات النخب السياسية التي تقود العملية السياسية والتي تريد الفيدرالية، لتحقيق كونفدرالية كمقدمة للانفصال، ومن ثم بناء مؤسسات اقتصادية عملاقة توظف الاموال المتأتية من الثروة النفطية في مناطقها وبالتعشيق مع الشركات العابرة القارات”.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن


.. الشرطة الفرنسية تعتقل شخصا اقتحم قنصلية إيران بباريس




.. جيش الاحتلال يقصف مربعا سكنيا في منطقة الدعوة شمال مخيم النص


.. مسعف يفاجأ باستشهاد طفله برصاص الاحتلال في طولكرم




.. قوات الاحتلال تعتقل شبانا من مخيم نور شمس شرق طولكرم