الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعلامنا وهيمنة الإعلام القاتل

ابراهيم سبتي

2007 / 11 / 19
الصحافة والاعلام


ثمة من ينظر الى ما يجري في العراق ، بانه فوضى من نوع متفرد لامثيل لها .. فوضى تربك كل صحيح وكل تحرك من شأنه ايقاف الفتة والقتل والدمار .. هكذا يمكن ان تحلل الاوضاع في العراق من وجهة نظر البعض ممن يقفون بعيدا يتفرجون..
اعلاميا ، هناك تحرك محموم لزيادة حدة الفوضى وابقاء الاحداث على سطح ساخن وعدم ردم الهوة بين الفرقاء الذين يسمح البعض منهم بدخول الكلام المنمق والمعسول والمدهون بالسم الى عقولهم من جهات اعلامية تهول كل شاردة وواردة .. الاعلام الذي يسعى الى بلورة تنظيراته بشان العراق ، الى واقع حي ولكنه مميت بل قاتل لكل العراقيين طالما يتبرم بكونه يسعى الى تحليل الاكاذيب وبث الافلام الممنتجة واظهار الواقع العراقي بأنه واقع مريض لاينفع معه كل العقارات والادوية .. هذا الاعلام يحاول فبركة الصور والتقارير والاخبار لصالح تنظيراته ونفاقه الاعلامي لاغراض ليست في صالح العراق بالطبع .. ولذا يقترب من افكار بعض المحللين ورجالات السياسة من الاخوة العرب الذين لم يطأووا ارض العراق ولم يشاهدوه على الطبيعة .. هؤلاء يصدقون ما يقوله الاعلام القاتل المتمثل ببعض الفضائيات المدعومة من الحكومات او الممولة من افراد او منظمات او حكام لايتمنون رؤية العراق الجريح وقد تعافى .
هؤلاء العرب الذين انفردت بهم هذه القناة او تلك ، لم يروا غيرها ولم يسمعوا او يقراوا عداها ..
اثناء زيارتي لدولة عربية مجاورة مؤخرا ولقائي مع عدد من مثقفيها ، فوجئت تماما وصعقت لانهم كانوا يتكلمون بلسان الاعلام القاتل مع انهم لم يسمعوا او يقراوا او يشاهدوا وسيلة اعلام مستقلة او محايدة ابدا .. ٍكانوا ينهالون بكيل التهم على بعض السياسيين وكأنهم يحاولون النطق بلسان هذه الفضائية او تلك ممن يطبخون الويل والثبور في مطابخ اعلامية فاخرة وممولة بلا شك .. وفوجئت ايضا بأنهم لا يريدون الاقتناع بان الاوضاع في العراق ربما تتحسن او يصيبها انفراج ما .. كان منطقهم يوحي بتاثرهم الواضح والعميق بالاعلام الخاص والمقصود والمساهم بتقويض الوضع العراقي .. حينها لم اكن اعرف اقناعهم بان السياسيين ليسوا الا جزء من المشكلة وليست المشكلة كلها .. لم اوفق في دفاعاتي عن الوضع العراقي الذي نتمنى ان يكون مقبولا ومريحا لكل العراقيين وخاصة المتواجدين في الدول المجاورة والذين ينتظرون كما الاخرين ان يصبح العراق آمنا مستقرا لا فوضى فيه ولا قتل ولا تهجير .. ولكن المؤسف ، ان حديث المثقفين من الاخوة العرب لم يتناول أي تاثر او مشاهدة وسيلة اعلام عراقية واحدة مهما كان توجهها .. انهم جبلوا على التعلق والتاثر بقناة او اثنتين ممن تتعاطى بسلبية مع الراهن العراقي وتحاول تاجيج الفتن والقتل كلما هدات النفوس وازيحت الغمامة قليلا .. لم يصل اعلامنا المقتول ايضا الى مصاف الاعلام الاستباقي او الراكض نحو الهدف قبل غيره .. انها محنة اخرى ، فقد تعاقبوا على قتل العراق بالتفخيخ والاحزمة والفتاوى واعلام حاضر ممول وقوي ، وساهموا بقتل اعلامنا الذي نسعى ان يكون الناطق باسم كل البلاد الجريحة .. هم يفعلون ذلك لكي يكسبوا العقول التي ربما تتارجح بمواقفها وخاصة اولئك الذين صدقوا كذبة الاعلام المحترف .. القاتل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكونغرس يبحث تمويلا إضافيا لإسرائيل| #أميركا_اليوم


.. كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي: لدينا القدرة على




.. الخارجية الأمريكية: التزامنا بالدفاع عن إسرائيل قوي والدفاع


.. مؤتمر دولي بشأن السودان في العاصمة الفرنسية باريس لزيادة الم




.. سر علاقة ترمب وجونسون